ديمي منت أبا | المشيخة الموسيقيّة تنجو بثقافتنا

معازف ۰۸/۰۲/۲۰۱۳

في حفلة لها بالمغرب بأيّار/ مايو 2011، سقطت أشهر الموسيقيات الموريتانيّات ديمي منت أبا على المسرح مغشيّاً عليها، لتُعلَن وفاتها بعد عشرة أيام.

بهذه النهاية المثاليّة لأي موسيقيّ، نسترجع نظرية الشيخات الموسيقيّات اللواتي رسّخنَ الثقافة الشعبيّة والشخصيّة من خلال إقصاء الدور الذكوريّ المعتاد في قيادة الشعور الجمعي. مثلها مثل الشيخة رميتّي، والمعلومة بنت الميداح، وسيزاريا إيفورا، وتشابيلا بارغاس، وحتى نينا سيمون.

وعبر هذه المشيخة الموسيقيّة، استطاعت ديميالمحافظة على مشروع المغنيّات الموريتانيّات الشعبيّات اللواتي يرثن هذا الدور من أهاليهنّ ومجتمعهن. ليترسّخ هذا الدور من خلال الموسيقى الحسّانيّة، التي تجمع ما بين الأنواع الموسيقيّة الإثنيّة في مورتانيا: البيضاءالموسيقى المرتبطة بالعرق الأفريقي الأبيض في شمال أفريقيا، والكحلاءالمرتبطة بالعرق الأسود الذكوري في جنوبها. هذا النوع الموسيقيّ الذي تجذّر في الأدبيّات الثقافيّة حتى أصبح يقرأ به القرآن كمقام إضافيّ.

ولاستكمال هذا الدور المؤثّر، غنّت ديمي، بمشاركة زوجها الموسيقيّ الشهير الخليفة ولد إيدة، لفلسطين، وضد أنظمة الاحتلال والأبارتهايد. وللفلاحين، وضد أنظمة الإقطاع. وللتنوّع العرقي، وضد الأنظمة الإنفصاليّة.

نستعيد ديمي اليوم كوجه مؤثّر يعيد توجيه ثقافتنا لتجاوز الاحتلالات الوطنيّة التي تتبنّى المشاريع أحاديّة الهويّة، والإقصائيّة الدينيّة، والهرميّة المجتمعيّة، والكولونياليّة الجديدة.

المزيـــد علــى معـــازف