المغرب المنسيّ

مختارات من الزجل والعيطة الحصباوية

إدريس بلعطار ۲۰/۰۹/۲۰۱۷

العيطة الحصباوية هي عبارة عن غناء شعبي متونه في أغلبها ثلاثيات وثنائيات. فراش وغطا، كما يقال بالعامية المغربية. ورباعيات أحيانًا مع ضرورة الانتباه إلى أن هناك جملًا شعرية مسترسلة أو ذات إيقاع نمطي معين، تغنى بشكل جماعي للانتقال من مرحلة إلى أخرى داخل العيطة. ويتناول هذا الغناء في مضامينه قضايا ذات بعد ديني ووطني واجتماعي وعاطفي. وقد اتخذ هذا الشكل الغنائي أشكال عيوط، منها ماهو متداول ومنها ما أصبح في عهدة النسيان. من أكثر هذه العيوط تداولًا نذكر خربوشة ورجانا في العالي وحاجتي في كريني وكبة الخيل. أصنف المتن الزجلي لبعض العيوط الحصباوية اعتمادًا على الروي والقافية، حيث نجد بالنسبة للثلاثيات (المثلث) خمسة أشكال. والحصبة هو اسم المكان الذي ظهرت فيه العيطة الحصباوية، التي نقدم لها هنا بعض النماذج، وذلك في غرب المغرب، بمنطقة عبدة المتاخمة لحدود دكالة شمالًا والشياظمة جنوبًا وبلاد أحمر شرقًا.

عيطة خربوشة من أداء فاطْنة بنت الحُسِين

عيطة خربوشة من أداء خديجة مركوم

الشكل (أ.أ.أ) يعني الأشطر الثلاثة لها قافية موحدة كمثال عيطة كبة الخيل.

“خرجت لمراح

طلعت لسطاح

لحال مابغا يصباح”

“درناك وريدة

فوق الميدة

جرحتي لكبيدة”

“قلت ليه يزيد

مابغى يزيد

مابقى عليا تقليد”

عيطة كبة الخيل لسِّي جلول والسّْمْعلي

الشكل (أ.ب.ب) يعني الشطر الثاني والثالث موحدين على مستوى القافية بينما يبقى الأول حرًا، كذلك في عيطة كبة الخيل

“با محمد صالح

الكرمة قدامو

حاضي خدامو

اللي مابغاني

كما نبغيه

ماليا حاجة فيه

سرج عودو

مشا لفاس

خلا لهوى عساس”

الشكل (أ.ب.أ) يعني الشطر الأول والأخير، لهما نفس القافية بينما الثاني يبقى حرًا كمثال عيطة رجانا في العال

“سبحان العالي

اللي صورك

دارك في بالي

اللي ما عزاني

في كبيدتي

نحسبو نصراني

الطبيب آ الطبيب

داوي جرحي

قبل لايعيب”

الشكل (أ.أ.ب) وهو نادر، إذ أن الشطرين الأول والثاني لهما قافية موحدة والشطر الثالث يبقى مستقلًا، كمثال خويتمو في يدي وعيطة كبة الخيل:

“خويتمو في يديا

وحكامو عليا

مابيدي ماندير

تكبت الخيل

عل الخيل

ديرو شريفي علام”

الشكل (أ.ب.ج) لكل شطر قافية مستقلة، كمثال عيطة رجانا في العال وعيطة بين الجمعة والثلاث:

“درناك عنيبة

نذوقو راس العام

صدقتي سمومة

الكافرة غدرتي

ماتجيك عايب

ماتجيك حشومة

بنات حميد

دايرات الطرابش

حنتو العساكرية”

أما بالنسبة للثنائيات (لفراش ولغطا) فهناك شكلان لا ثالث لهما كما في العيطة المرساوية وعيطة رجانا في العال وعيطة حاجتي في كريني:

الشكل (أ.أ)

“داري مقابلة دارو

لقليب شاعلة نارو

هجموا هجموا

كاع ما حشموا

تعالى تشوف

الزين ولحروف”

العيطة المرساوية لشيخات واد زم.

الشكل (أ.ب)

“قالوا ليا سيدك جا

خرجت برويسي عريان

الخيل قليلة

رادة العدو

دار براسو

كاع ماعرفني

قريت براتو

صابحة مريضة”

عيطة حاجتي في كريني للشيخة عيدة والشيخ الدعباجي

وتبقى الرباعيات نادرة في العيطة، إلا بعض الشذرات هنا وهناك، وهي مزدوجة (مثنية) كما في عيطة العْمَّالة مثل:

“رياض حبيبي

فيه شي وردات

سناحو شيبي

فيه شي بولات

مالي ياربي مالي

مالي من دون الناس

واحد في ملكو هاني

وأنا بايت عساس”

عيطة العْمَّالة لولد مبارك الخريبكي وخديجة مركوم

المزيـــد علــى معـــازف