في ذكرى اغتيال مالكولم إكس

ضرار كلش ۲۳/۰۳/۲۰۱٤

في ذكرى اغتيال مالكوم إكس الرابع والتسعين، الذي صادف ٢١ شباط/ فبراير الماضي.

قال جون كولتراين بالموسيقى ما كان يقوله مالكولم إكس بالكلماتهذا ما يقوله آرتشي شِب عن موسيقى جون كولتراين في أواسط ستينيّات القرن الماضي، فقد شهد الجو الموسيقي تغيّرات وتحوّلات جذريّة، متصلة تماماً بالتغيرات السياسيّة التي حدثت في ذلك الوقت. فمع القوة السياسيّة والاجتماعيّة العظيمة التي تشكّلت وتنظّمت آنذاك، تشكلت قوة موسيقيّة جديدة شكلا ومضموناً: فقد بدأ السود بإنتاج موسيقاهم وأسطواناتهم الخاصة بأنفسهم، ما يعني التحرّر من عبوديّة شركات الإنتاج والإذاعة البيضاء، حيث كانوا يعزفون ما يملي عليهم رؤساء شركات الإنتاج مقابل مبلغ ضئيل كان بالكاد يكفي لشراء وجبة سموم هي الاخرى كانت وسيلة لضمان تعلّق السود بـ”رحمة ورأفةالرجل الأبيض. وبالتالي: لم يكن التحرّر من تلك العبوديّة فقط من خلال إنتاج الأسطوانات بشكل مستقل، بل أيضاً من خلال خلق مادة موسيقيّة جديدة أصبحت تعرف في ما بعد كـجاز حر، كوعي موسيقي وإنساني مرتبط تماماً بالوعي السياسي الذي تشكّل آنذاك، وبتأثير واضح من مالكولم إكس شخصيّاً.



الحريّة المقصودة في تعبير جاز حرلا تعني فقط الحريّة الموسيقيّة في العزف والارتجال من دون أيّة قيود، بل تتجاوز ذلك إلى أقصى الحدود، إلى تفاصيل الحياة اليوميّة: فليس الجاز الحر مجرد نمطموسيقي محدّد محصور بذائقة فنيّة معيّنة، بل ممارسة تتعدّى الحواس والوعي، وتتجاوز مسلّمات البنية التحتيّة للإنتاج الموسيقي في التحرّر من سيطرة وسطوة شركات الإنتاج وحتى الخروج على الهيمنة الثقافيّة التي كانت تحاول تأطير ما يسمى بالـجاز بحسب ما يمليه ناقدي الموسيقى البيض. فالعزف الصاخب، القوي، الزخم، ليس مجرّد استعراض لقدرات العازف التقنيّة، بل هو الصخب والقوة والزخم الموجود في عقل وروح المؤدي، هو تجلٍّ ووعي تام بمكان العازف كإنسان أوّلاً في هذا العالم، وفي خضم الظروف السياسيّة آنذاك تحديداً.

لم يعد ذلك الشجن في البلوز والجاز يسع إنسانيّته، ولم تعد تلك النغمة الزرقاء الحزينة تكفي للتعبير عمّا يشعر ويفكر به الموسيقي الأسود، ما أثّر، بالتالي وبشكل مباشر، في كل ما يتعلق بالبنية التحتيّة للإنتاج الموسيقي: من إنتاج الأسطوانات بشكل مستقل، إلى العزف في خطابات القادة السياسيين كمالكولم إكس. ومن جهة أخرى: إلى استضافة قياديين سياسيين للتحدّث في العروض الموسيقيّة، إلى بناء علاقات موسيقيّة من نوع جديد داخل الفرقة الموسيقيّة تتجاوز المفاهيم التقليديّة لأدوار العازفين. فكما يقول ألبرت أيلر عن فرقته:لم نكن نعزف، كنّا نستمع إلى بعضنا البعض، فلم يعد دور عازف الطبول أن يحافظ على الايقاع، وعازف الكونتراباص أن يرقص، وعازف البيانو أن يحافظ على الانسجام، وعلى عازف الساكسوفون أن يكون نجماً ساطعاً، وهكذا خلقت تقنيات ومفاهيم جديدة وثوريّة في العزف. فكان هناك من يعزف على الطبول وكأنّه يعزف على الساكسوفون، ومن يعزف على البيانو وكأنّه طبل، ومن يعزف على الكونتراباص وكأنّه أوركسترا بأكملها، ومن يعزف على الساكسوفون وكأنه شعب كامل يعلن ثورته.

ضرار كلش – بكل الوسائل اللازمة

مقطوعة إرتجاليّة مبنيّة على تخطيط إيقاعي لأجزاء من خطاب لمالكولم إكس، حيث يقول جملته الشهيرة بكل الوسائل اللازمة، يقصد بها الحق في المقاومة للسود في أميركا. يحاكي الزخم الموجود في المقطوعة الزخم السياسي والاجتماعي ذاته في تلك الفترة وما أنتجته من قوة وطاقة ثوريّة.

المزيـــد علــى معـــازف