ستار وورز | ويلكو

عمار منلا حسن ۲۵/۰۳/۲۰۱۲

بدون إعلان مسبق فاجأت ويلكو جمهورها بألبومها الأول بعد انقطاع دام أربع سنوات. رمت به على الإنترنت بالمجان مما أوهم البعض أنها محاولة فاشلة لا تريد الفرقة تكلفة من يريد الاستماع لها. لكن استماعاً واحداً للألبوم يكفي لإدراك أنه أحد أفضل مفاجآت ٢٠١٥. الألبوم كثيف وقصير نسبياً (٣٤ دقيقة) ويمتاز بسلاسة مذهلة دون أن يتنازل عن التعقيد، إذ يعلق بأذن المستمع من المرة الأولى ولا يخرج منها إلا ببطءٍ شديد، هذا إن خرج على الإطلاق.

في العديد من الأغاني، تظهر أربع جيتارات تعزف بانسجام دون أوفرة وترية أو النزوح إلى ما هو تجريبي مُرهِق. على العكس، تأتلف الجيتارات بصوت نسيجي يزيد من تعقيد الأغاني وإمتاعها بالتوازي. يحافظ جيف تويدي على أداء صوتي يمنح الأغاني أحياناً ميلاً نحو الموسيقى الريفية[Mtooltip description=” Country Music” /]، خصوصاً بعد مرافقته بوب ديلان بجولة حفلات مؤخراً، ما ترك تويدي متأثراً في بعض الأحيان بديلان كلماتياً وأدائياً، خصوصاً في The Joke Explained.

يفتتح الألبوم بأغنية EKG الآلاتية بالكامل لدقيقة وربع. كثافة صوتية عمودية هائلة وإيقاع عنيف بضربات قاطعة، فتبدو الفرقة كأنها تنظف آلاتها الموسيقية المليئة بالألحان المتراكمة منذ آخر عمل، ثم يمضي الألبوم إلى More المنتجة بشكل حذق لتمنح المستمع تجربة موسيقية ممتعة من أربع جيتارات تعزف بالتوازي، ويستمر نفس السياق لكن بإيقاع أسرع مفعم بالحيوية وصولاً إلى You Satellite، الأغنية التي تبدو كالعمل المركزي في الألبوم، والتي تعتمد بشدة على الإنتاج والمزج الصوتي لدرجة تجعلها شبه عصية على الأداء الحي. تأخذ الأغنية بنية تصاعدية تراكمية بإيقاع يزداد سرعةً وحدةً باستمرار، بينما تمنح كل آلة موسيقية تأثيرات صوتية وصدىً خاصاً بها، ويضيف المنتج مؤثرات صوتية مولدة إلكترونياً تزيد الكثافة الصوتية للأغنية خصوصاً خلال النصف الأخير الآلاتي بشكل كامل. من المذهل أن أغنية تصنف كـ روك فضائي[Mtooltip description=” Space Rock” /] يمكن أن تتمتع بمناخ نفسي بهذه الدرجة من التعقيد والهيبة والاحتداد.

في النصف الثاني مع الألبوم يزداد اعتماد الأغاني على الأداء الصوتي وتتضاءل المقاطع الآلاتية، بينما تصبح الإيقاعات أكثر استقراراً لكن دون ضجر. لعل أفضل الأغاني التي تمثل بقية الألبوم هي Taste The Ceiling. نستثني Magnetized التي تعود إلى طابع روك فضائي بإيقاع بايس بطيء لدرجة تشبه قرع أجراس الكنائس.

ببساطة، الألبوم مخدر سريع المفعول وسهل الإدمان. استخدام متقن لعدد كبير من الآلات الوترية لتوليد نسيج صوتي سلس، إيقاعات تجعل الألبوم مألوفاً من الاستماع الأول، أداء صوتي من تويدي منسجم تماماً مع سياق الألبوم، وأخيراً أصوات منتجة بشكل ممتاز ترخي الأعصاب وتوقد المخيلة.