أفضل الأغاني الخليجية في ٢٠٢٠

كتابةهلا مصطفى - December 28, 2020

لم تشهد الأغنية الخليجية مؤخرًا أي تغيير أو تجديد كبير يذكر، ويبقى المشهد المستقل فيها متواضعًا. مع ذلك، يجتهد مغنو الخليجي كما ملحنوه، العريق منهم أو حديث المسيرة، على تقديم أفضل ما عندهم سنويًا. كما أن جمهور هذا اللون وفيٌّ له، يفضل التذوق والاستماع بتأني إلى الأعمال التي لن تُنسى بسرعة، أو تضرب وتهرب كما يقال.

جيتني مكسور | أصالة

بعد طلاق أصالة من المخرج طارق العريان بداية هذا العام، ترقّب جمهورها إصدار الألبوم الذي أنقذها على حد تعبيرها، لا تستسلم. ضم الألبوم عشرين اغنية جديدة باللهجة الخليجية، تعاونت فيها مع تشكيلة من أهم شعراء وملحني الخليج.

سبقت أغنيتها الخليجية الأبرز هذا العام الألبوم وصدرت بشكل منفرد بعنوان جيتني مكسور. تمهد الأغنية وحدها للعشرين أغنية القادمة في الألبوم، وتختزل نبرة الكبرياء والشموخ فيه. تتعاون في الألحان مع الملحن والمغني البحريني العريق أحمد الهرمي، الذي قدم ألحانًا لرواد الأغنية الخليجية مثل راشد الماجد وأصيل أبو بكر وغيرهم، ووقف هذا العام خلف العديد من الأغنيات الجديدة الضاربة.

الشميمي | محمد الشحي

حظي الفنان الإماراتي محمد الشحي مؤخرًا باهتمام متصاعد، وعزز مكانتَه اجتماعُه بأسماء مهمة في عدد من مهرجانات الإمارات، مثل مهرجان سلطان بن زايد التراثي ومهرجان أم الإمارات. تتميز أغنيته الشميمي، من ألبوم محتاس الصادر هذا العام، ببساطتها في اللحن والتوزيع وحتى الفيديو. خدمت هذه البساطة الكلمات التي جاءت بأسلوب الناصح المهتم: ” وان شكيت الحال فضفض للكفو / ذاك لي ما يوجد ف قلبه حسد / ما يعيش الآدمي روحه وحيد / لكن اختار الشميمي والسند.”

الحساس | حسين الجسمي 

يعطي تَتبُّع إصدارات حسين الجسمي عامًا تلو الآخر شعورًا بأن الفنان دخل في الأعوام الأخيرة شيئًا من العزلة الفنية، حيث يلازم الاستديو ويتأمل حذِرًا كيف يوسّع مساحة تجريبه لحنيًا وتوزيعيًا برؤيته الخاصة، دون مؤثرات خارجية. لا يوجد ما يدعم هذه النظرية سوى خروجه كل عام بأكثر من أغنية، وبأكثر من لهجة، تصبح كل منها أغنية ضاربة على امتداد الوطن العربي.

جاء إصدار أغنية الحساس بين نجاحين كبيرين لأغنيتَيه المصريتين بالبنط العريض وسُنة الحياة (إعلان أورنج في رمضان الماضي)، لتحجز مكانتها بين أكثر أغنيات الخليج نجاحًا هذا العام بجاذبيتها وسهولة إدمان لحنها الذي وضعه بنفسه.

يشبهك قلبي | أصيل هميم

لا تبتعد المطربة العراقية أصيل هميم عن أسلوب الغناء الذي اعتادته منذ طفولتها، والذي يميل إلى الطرب الخليجي حتى في أغنياتها العراقية، التي رغم كونها جميعها ضاربة في السنتين الماضيتين، لم تتأثر بالتجديدات التي شهدتها أغنية البوب العراقية. قربها ذلك من جمهورها الكبير كما يظهر في مهرجانات الخليج.

قدم الشاعر أنور المشيري على امتداد سنوات طويلة قصائد غناها محمد عبده، وأبوبكر سالم، وطلال مداح وأسماء أخرى كثيرة. أظهر تعاونه مع أصيل هميم في يشبهك قلبي غناءها الخليجي بأبهى حلله، حيث تقودها مفردات مختارة بعناية إلى أدائها للهجة الإماراتية بشاعرية وانسيابية: “يشبهْك قلبي / كنّك إلقلبي مخلوق / وعْيوني لا شافتْك وجهي تِضَيا / في الأرض ما يشبهني غيرك ولايْلوق / ومن الفضا ما مثلك إلاّ الثريّا.”

يا قمر يا يماني | بلقيس

ظهرت يا قمر يا يماني نهاية العام الماضي بصوت هيثم العلفي وآخرين من فرقة أنغام صنعاء. وضع لحن الأغنية، المتأثر بوضوح بالتراث اليمني، الملحن الراحل محمد أبو نصار، الذي لم توثَّق معظم الأغاني التي أصدرها في مرحلة من مسيرته، بسبب معارضته للحكم في اليمن منتصف القرن الماضي.

نهاية هذا العام، نزلت بلقيس استعادتها للأغنية المسجلة في إحدى حفلاتها. تلقى زيارة الفنانة اليمنية / الإماراتية للأغنية واللهجة اليمنية استحسان جمهورها في كل مرة، على امتداد الخليج. كما يظهر التوزيع الذي اعتمدته بلقيس أكثر حيوية مع زيادة سرعة الإيقاع ومساحته.

أطق الباب | إيمان الشميطي

ذاع صيت إيمان الشميطي بعد ظهورها في برنامج آرابز جوت تالنت، ما دفع روتانا إلى التعاقد معها، وتقديمها إلى الملحن ناصر الصالح. في رصيد إيمان اليوم، وبعد عام على بدء مسيرتها، أغنيتان منفردتان باللهجة الخليجية من ألحان ناصر الصالح. تقدّم أطق الباب الصادرة هذا العام خامة إيمان الصوتية على أحسن نحو، وتظهر تمكنها من اللون واللهجة.

كان يا ما كان | نوال الكويتية

تتشابه أغنية كان يا ما كان كثيرًا مع رائعة نوال كويتية الصادرة قبل أعوام مثل النسيم. تتشارك الأغنيتان بالرومانسية المفرطة التي تعبر فيها الأنثى عن أقصى درجات الحب والعاطفة، وتستمدان قاموس مفرداتهما وتشابيههما من الطبيعة، إلى جانب كونهما أغنيتان إيقاعيتان بامتياز. كذلك تشترك الأغنيتان بالملحن ياسر بو علي.

لا تهتم نوال كثيرًا بالترويج لإصداراتها، حيث لم يُعلن عن كان يا ما كان سوى قبل يومين من صدورها. مع ذلك، تجد أغنياتها الطريق دومًا إلى جمهورها الوفي الذي يتلقف كل جديد باللهفة ذاتها.

كذا ممكن | داليا

تقع مسيرة داليا كما الكثير من فناني الخليج الشباب في منطقة وسط بين التزامٍ بالأسلوب الطربي الكلاسيكي الذي نشأوا عليه، وبين تجديدٍ تحمله إلى الأغنية الخليجية محاولات موزعين جدد. في كذا ممكن تُبقي داليا على أسلوبها الهادئ الرومنسي في خدمة مزاج الأغنية، ولا تحاول استعراض قدراتها الصوتية في غير محلها، كما فعلت طوال مسيرتها. يعزز هذا أسلوبها الذي بات له جمهور متزايد. من ناحية أخرى تصب داليا اجتهادها في التعاون مع ملحنين وموزعين جدد في كل مرة، وكأنها ما زالت تبحث عمن يمنحها صوتًا جديدًا. إلى جانب كذا ممكن، تكررت هذا العام زيارة داليا للأغنية العراقية حيث قدمت مع الملحن علي صابر أغنية هاك هاك بلهجة متمكنة وأداء شجي.

تستحق الانتظار | فهد وفالح بن فصلا

تنساب هذه الشيلة السعودية عبر أبيات مغناة لا يتكرر أي منها ولا تجمعها لازمة، وتختار من اللهجة أثقل مفرداتها. يتمكن صوت الأخوان فهد وفالح من الأداء بخامتين مميزتين، وعبر لحن تقليلي لا تقاطع إيقاعاته سوى بضع جمل سولو على العود.

ولهان | راشد الماجد

كانت ولهان الأغنية الخليجية الرومانسية الأبرز لهذا العام، من ألحان أحمد الهرمي رفيق مسيرة راشد الماجد طوال أعوام. تعتمد ولهان صيغة لحنية كلاسيكية بعيدة عن الإيقاعات، ودون الكثير من الإضافات التوزيعية على النغم الأساسي. رغم قلة إصداراته، وتفانيه في تقديم الأغنيات الوطنية، تُظهر أرقام المشاهدات شوق الجمهور الخليجي إلى أغنيات راشد الماجد العاطفية. ذلك إلى جانب حنينهم إلى أغنياته الأقدم، فيستعرض في حفلاته الغنائية عينات من أرشيفه الممتد إلى أربعين ألبومًا منذ منتصف الثمانينات. جمع حفل راشد الماجد مع ماجد المهندس في دبي مطلع هذا العام أكثر من أربعة عشر ألف متفرج، محققًا رقمًا قياسيًا غير مسبوق في دبي.