.
توافقت النسخة الـ ٣٠ من النووي، إصدار معازف لرصد أفضل موسيقى جديدة كل أسبوعين، مع وفرة في الإصدارات القويّة على امتداد أقاليم المنطقة، حيث تقاسم الخليج والمغرب العربي الحصة الأكبر بين بوب وراي وشيلات، بينما تفرقت التراكات الأخرى بين مصر ولبنان والسودان وسوريا والأردن، وتقدم فيها البوب والشعبي على الراب، من أصالة وفضل شاكر إلى بومف والصواريخ.
يعود فضل شاكر ليكتسح الساحة من جديد بأقل الإمكانيات، مؤكّدًا أن الموهبة ومحبة الجمهور كفيلتان بإحياء مسيرة أي فنان، مهما كانت التحديات التي مرّ بها. في أول تعاون جدّي يجمعه بابنه محمد، يقدّم الفنانان ديو غنائي يُظهر التشابه الكبير بينهما، سواء في نبرة الصوت أو الأسلوب، ليتخيل المستمع أنه يشاهد مرحلتين زمنيتين لنفس الشخص. لاقى فضل موجة تعاطف واسعة بعد عرض وثائقي عنه على منصة شاهد مؤخرًا، ليؤكّد أن غيابه لم يُملأ، وأن جمهوره الذي أحبه منذ بدايات الألفينات ما زال وفيًا له.
تستكمل ماس أبيل إصداراتها في العالم العربي مع ألبوم ١٠١ لحاري ورامون. مع صدور الألبوم أصدر الثنائي فيديو يجمعون فيه بين تراكين من الألبوم. تظهر قدرة رامون العالية على توظيف العينات بين عينة الفوكالز الفرنسية في ١٠١، إلى عينة السول التي يغيرها بشكل مفاجئ إلى عينة أوركسترالية في واد المخزن. يتماشى حاري بفلوه بشكل لافت على مختلف الإيقاعات من البوب باب في ١٠١، والتراب بين الرايق والصاخب في واد المخزن.
يعود بنا عبد المجيد عبد الله إلى ٢٠٠٦ وعصر الألحان والإيقاعات الإماراتية، حيث يتعاون مع الدكتور علي كانو في الالحان ومحمد حمد الكتبي في الكلمات في عين وهدب. قد تكون الإيقاعات الإماراتية هي أحد أفضل المساحات بالنسبة لعبد المجيد، حيث يتسلطن فيها بشكل فارق عن باقي أغانيه، ويمكن ملاجظة ذلك بقوة في أغانٍ مثل إنسان أكثر، والقوس قوسك.
في ألبومهم الجديد، يتعاون بوشا تي وماليس (كليبس) مع كندريك لامار في تراك تشاينز آند ويبس من إنتاج فاريل، الذي يصنع بيتًا قاسيًا بطابع مرعب. يتناوب الرابرز الثلاثة على إلقاء فيرسات دسمة، يتحدث بوشا وماليس عن الصناعة، المخدرات، والدين من خلال بارات مليئة بالبانش لاينز والقوافي الثلاثية، بينما يختتم كندريك لامار الأغنية بفيرس يُعد من الأقوى تقنيًا في الألبوم.
يقدّم بومف في تراك دوس ١٩٩ أسلوبًا ممتعًا من الراب لم يعد حاضرًا بقوة على الساحة، حيث يوازن بين الخفة والكوميديا في السرد، وبين الانعكاسات السياسية والاجتماعية، بأداء مرن ومتقن. من إنتاج بومف أيضًا، يعزّز البيت الطابع المرح للأغنية الذي يرسّخه من خلال كلماته. يصاحب الأغنية فيديو يصوّر بومف في مشاهد متفرقة من القاهرة، بين التاكسي وصالون الحلاقة، في لقطات سريالية إلى حد ما تكمل التراك وتخدم فكرته.
يعود فريق المهرجانات الصواريخ بتراك جديد بعنوان مجانين من إنتاج فانكي. بإيقاع شعبي سريع وكورس مكرّر يدخل مباشرة إلى الذاكرة، يبني التراك على طاقة عالية تميز أسلوب الفريق، حيث يجمع بين المزاج الحماسي للمهرجانات مع لمسات إلكترونية خفيفة تُنعش التراك.
بعد ما بدأت تعاونات عصام ساتي وأحمد نصر الدين تتقاطع أكثر مما يجب بصوتها وطابعها، كانوا بحاجة صوت يوديهن ويودوه لمكان جديد، ويمكن ما فيه أنسب من إيمان الشريف الصوت اللي أعطى البوب السوداني انتعاشة قوية بأغنية الكمونة. النتيجة ممتعة وطازجة، بدءًا من دخول ساتي بإحلاته لتراك شبعان ثقافة، مرورًا بإنتاج عمدة بيتس وتتويجًا بأداء إيمان.
بصوت الشابة زهوانية أكثر من أربع عقود من الراي والصبر على مختلف أنواع الهجوم والتهديدات، اللي وصلت لاغتيال رفيق انطلاقة بدايتها الشاب حسني، وما زالت أحد أركان وجود واستمرار الراي الجزائري. بهالأغنية بترجع زهوانية للجذور، غناء المداحات اللي بدأت فيه مسيرتها مطلع الثمانينات، بإنتاج نابض وممتع من طارق هاشماني.
برصيد مدين وأصالة مجموعة كبيرة من الأغاني الدرامية الضاربة اللي بتأكد كل مرة على مدى الانسجام بيناتهم، وبتخلي اسمه من متوقعين أصالة اللي بيستحقوا الترقب. الحب وكل اما تفتكره وجابوا سيرته وأعراض الغياب، وبالألبوم الأخير ضريبة البعد اللي استحقت بجدارة تعنون الألبوم، بفكرة كلماتها وتوزيع أمين نبيل المطرّز بنفخات الدودوك، وطبعًا لحن مدين وأداء أصالة.
أصدر الرابر الإسباني من أصول مغربية مراد تراك بيريزوسو ضمن إصداره الطويل رينسيرتادو ٢. يسيطر مراد بنبراته على الإيقاع بعنف يتناغم به العينة الأوركسترالية التي أبرزت إيقاع التراب الحاد، مع تطور واضح في فلوهات مراد، والتي يسير بها على قالب واحد مغيّرًا تركيبها مع نهاية الجمل بشكل سلس.
أكيد جلسة طرب يماني مع حسين محب صارت بقوائم كثيرين داخل وخارج الخليج كتجربة لازم الواحد يختبرها مرة بحياته، ع الأقل. لبينما تجي هالفرصة، بيصبرنا محب بإصدارات مطربة مريحة مثل إنسى، فيها جودة خام وأصوات حيّة ومحروفة، بتوزيع راسي من مروان حمادي مستغل فيه موهبة الإيقاعي المهم نسيم عنبة، وروقان حسين محب المعهود اللي ما بينمل.
ولاء الجندي، نجمة ذا فويس التي عرفناها برزانة صوتها وعذوبته، أطلقت أغنيتها أغمضتها، المأخوذة عن قصيدة كتبها الشاعر والمؤلف السعودي محمد المقرن. منذ خروجها من ذا فويس، تحاول ولاء الالتزام بخط موسيقي محدد، يتراوح ما بين الغناء الكلاسيكي والفن الملتزم إلى حدٍّ ما، وهي خطوة تُعتبر غير اعتيادية في عصر الترندات والإيقاعات السريعة. تمتعنا ولاء بصوتها الصافي الذي لا يحتاج إلى مؤثرات صوتية ليفرض حضوره.
يتصدر عيسى السقار ترند الأغاني الشعبية لهذا الأسبوع بأغنيته قلبي تولّع. رغم أن كلمات المقطع الأول مألوفة جدًا، واللحن ليس جديد، إلا أن أداء عيسى الاحترافي وصوته الثابت يكادان يُدخلان المستمعين في دوامة من التنويم المغناطيسي. تتداخل في الأغنية العديد من الآلات الموسيقية، وفي منتصفها يفاجئنا عيسى بمقطع: “مطلوب اسمك مطلوب عند البحث الجنائي / والتهمة سرقة القلوب” ويغنيه بلهجة رمثاوية، ليردده من بعده الكورال، ما يُضفي على الأغنية واقعًا وبعدًا ساخرًا.
أكثر ما يلفت الانتباه في أغاني عايض، رغم تشابه ألحانه أحيانًا أو أدائه، هو قدرته اللافتة على الاستحواذ الكامل على سوق الأغاني الرومانسية الحالمة. يفعل ذلك بعفوية سلسة ودون أي ابتذال، فتسمع الأغنية في الشارع أو على الراديو لتجد نفسك تبتسم لا إراديًا، مهما كان عمرك أو حالتك.
تجتمع مجددًا الثنائية التي قد يصنفها الكثيرين على أنها الأقوى في تاريخ الراي، لكن في هذه المرة يتجهون إلى مسار أخر. لأول مرة يظهر هشام سماتي بجانب الشابة سعاد ويحاول بأن يلقى بعض البارات بأداء راب بدائي لكن كاتشي، استطاع من خلاله أن يدعم طابع الأغنية الصيفي ويضع أغنية قوية أخرى في سجل الثنائية التي تزعمت الراي الجديد لفترة طويلة.
يظهر صوت الأخدود مجددًا غريب آل مخلص في شيلة على طاريك من كلمات الشاعر علي بن مطران. يتميز غريب بقدرته على التحرك في اللحن على مدار الشيلة بسلاسة، ما يبعد الملل ويبقي الشيلة حية لفترة أطول.
تستعمل غيتا الوجدية في تراكها الجديد جوج شوفات لحن راي خالص، تغطيه بصوتها وقدرتها على التغيير في النغمات بين الحادة والمتوسطة لتخرج عن طابع فوكالز الراي المعتادة. تصور غيتا من خلال التراك والفيديو هوية الراي ومستمعيه، بين الحواري الشعبية، والمرايل، وأطقم اللاكوست وكرة القدم.
الهرم معتصم العمر عم بزيد غزارته بالإنتاج، وخاصة بموسم الأعراس، اللي عم يلمع فيه ليتصدر مشهد الشعبي في الأردن. بهالفيديو منشوف الهرم بجلسة شبابية، بشكل غير مألوف بالنسبة لجمهوره، مع شاعر المجوز مهند القرم اللي صوت آلته متناغم مع صوت الهرم، وكأنهم مكملين بعض. بيعبّر معتصم عن حماسه بهالتعاون بأول الأغنية وبيقول: “قامت الزلم / قامت الزلم / على مجوزك يا ابن القرم.”
إعادة تخيل لأغنية زعما النار تطفاشي للفنان التونسي زياد غرسة من شاما، حيث تعيد شاما توظيف الأغنية في سياق إلكتروني ممزوج بالإيقاعات الشرقية، بأسلوب أكثر رقة وهدوءًا يمنحها طابعًا مختلفًا عن الطابع الشعبي للأغنية الأصل.
يعود سكي ماسك بعد غياب في تراك كاتش مي آوت سايد ٢. يبرز الإيقاع في هذا التراك إلى جانب كيفية تعامل سكي ماسك معه بفلوه. أنتج البيت كل من تيمبلاند وميسي إيليوت، وهو ما يمكن توقعه بسهولة عند سماع الإيقاع الذي تطغى عليه البركشنز مع التغير المستمر في الجانب اللحني، والذي يمنع وصول الملل للمستمع. يسير سكي ماسك على الإيقاع بفلو سريع ومتقطع، متبعًا بنية صعود وهبوط الأصوات، ما خلق صوتًا متناغمًا على مدار التراك.