ختك مقابلة معازف khtek interview ma3azef نور عز الدين راب مغربي رابور رابورة مغربية
مقابلات

هبّطت الدوز شوية | مقابلة مع ختك

نور عز الدين ۲۱/۰۹/۲۰۲۰

في أول ظهور لهدى عبوز في فريستايل على مواقع التواصل الاجتماعي، حملت بيدها كوب أتاي (شاي مغربي)، رمقت الكميرا بنظرة انتقامية وعرّفت عن نفسها: “ختك يا الحلّوف (الخنزير، إهانة ذات بعد جندري في الدارجة المغربية)”. أصدرت ختك هذا العام ثلاث أغانٍ عرضت فيها شخصياتها المختلفة، ونخرت رؤوس الهيب هوب، دون أن تطبطب عليهم كنجمة بوب خفيفة، راسمةً صورة غير تقليدية للرابر المغربية. في كلماتها الهاردكور، استعادت علاقتها كامرأة بالمجتمع التقليدي، ورفضت الأدوار التي فُرضت عليها. أثبتت ختك قدرتها على أن تكون الأخت غير التقليدية، وأن تتبع تعاريفها الخاصة، من أسلوب الراب إلى الأدوار المجتمعيّة.

عرفيني على حالك متل ما بتحبي.

أنا سميتي هدى عبوز، عندي ٢٤ سنة. كنقرا ماستر ديالي في إخراج الأفلام الوثائقية، وعندي ديبلوم بالسينماتوجرافي والدراسات السمعية والبصرية، وأعمل كمصورة مستقلة، وبالتوازي مع هاد الشي كندير الراب.

كيف بديت علاقتك مع الراب؟

أول كونتاكت بدا مع الراب في ٢٠٠٦، كان في ديك الوقيتة يلا الراب بدا كيبان بالزاف في المغرب. كان في واحد المجلة سميتها تيل كيل، عندها اسم أخر سميته نيشان، خرجوا سي دي كان فيه كثير رابرز وموسيقيين، وتماك (هناك) اكتشفت الرابور دون بيج. اكتشفته وبديت كنكتشف شوية الراب المغربي، وكنسمع الراب، وبقيت كنكبر بعد شوية على الراب وليت كنسمع أنواع موسيقية تانية؛ غرانج، ميتال، وروك بديل. في ٢٠١٣ كان عندي صديقة سميتها مروة، قدمتني لمشهد الراب في ٢٠١٣ وكان غني جدًا، ومن تماك أدمنت الراب وثقافة الهيب هوب بالعموم، بديت كنقلب كنقلب (أبحث)، وهاد هو الكونتاكت ديالي في الأول مع الراب.

بشوف إنه الستايل تبعك مختلف، مش تراب ومش أولدسكول راب بنفس الوقت …

أول مدرسة ابتديت فيها هي الأولدسكول بووم باب (boom bap)، يعني العصر الذهبي ديال الهيب هوب، وخاصة موسيقى الساحل الشرقي. تأثرت بـ نوتوريوس بيجي ورابرز أخرين كان عملهم مبني على الكلمات القوية. من بعدها جات موسيقتي مبنية على الكلام القوي، وأنا راديكالية جدًا في عملي، عندي موقف في موسيقتي، كيهمني أتوجه إلى جمهور كبير ولكن في نفس الوقت أن أبقى أوثنتيك (authentic).

في الوقيتة اللي بِنت فيها، يعني في ٢٠١٩، الأغلبية ديال الفيميل رابرز موسيقتهم ماكنش فيها بالضرورة مواقف، ولا فيها شخصيات مختلفة، كان كلشي كيتعاود (يتكرر)، وأظن هاد الشي كيتعاود في كل العالم، يعني نفس الموسيقى ونفس السلانج. في أول مرة قدمت فريستايل الناس عجبها بالزاف، لأن كنت أول بنت بانت في الأولدسكول، في الوقت اللي كان فيه الأولدسكول ما بقاش كيستعمل بالزاف، والناس كانت بحاجة لكلام قوي وهاردكور ليركس.

مع الوقت بديت كنحاول نأقلم موسيقتي مع شنو كاين، بلا ما نمشي بالزاف في واحد اللعيبة اللي هي الأولدسكول. خليت قاعدة الكلام القوي ديال البووم باب أولدسكول، وبنفس الوقت كنستعمل بيتس جداد. حاولت أنني أمزج حاجتين بلا ما نبقا في كاتيجوري التراب بوحدها، وبقيت ما بيناتهم بالجوج (الزوج).

كيف أخدتي قرار إنك تعملي فريستايل قدام الناس؟

في ٢٠١٦ مرّيت بتجربة صعبة جدًا، كنت مريضة لفترة من الوقت، وكنت في مستشفى بسيكياتريك لأنني كنت أعاني من bipolar disorder. كنت بالزاف ديال الوقت مكنتش كنسمع موسيقى، ولما خرجت من المشفى بديت أوتوماتيكلي نكتب البارز، وكتبت أول ١٦ بار ديالي. لما فرجيتهم لأصحابي جاهم مستوى الكتابة جيد، مع أنها كانت بايزيك بالزاف، وولّاو (بدأوا) صحابي كيشجعوني.

مع الوقت صافي وليت كنكتب أكتر، كنفريستايل أكثر حدا صحابي، وفي مرة طلعت في أوبن مايك وبدا التشجيع من المحيط ديالي. حتى في ٢٠١٩ كان في تحدي challenge okay wait، وصلني التحدي وتسميت فيه، ونشرت أول فريستايل على إنستاجرام وانتشر بسرعة؛ ولما عرضت موسيقتي للجمهور ساعدني هاد الشي على إنني أكتسب الثقة بنفسي.

في أهمية للأوبن مايك في مشهد الراب في المغرب؟

أغلبية ديال أوبن مايك اللي طلعت فيهم ما كانش فيهم بنات، كنت أنا ديما البنت الوحيدة اللي بانت في الأوبن مايك وكانت تجربة جيدة. بالنسبة ليا كانت حاجة مثيرة للاهتمام بأنني البنت الوحيدة في السايفر، أو بين مجموعة رجال. ممتع، لكن بنفس الوقت كيهمني باقي النساء يعبروا عن أنفسهن في هذا السين الذكوري بحال الراب، وحتى باقي المشاهد.

للأسف حركة الهيب هوب ماتت شوية في المغرب لأن الراب والتراب دخلوا في السوق التجاري، والناس ما بقاوش كيدوزوا في مرحلة الفريستايل في الشوارع، وتكوين المعرفة عن ثقافة الهيب هوب. زعما الناس كيمشوا نيشان للأوتوتيون ولا للأغاني الهيتس حتى ينعرفوا أكثر، ما كيدوزوش في مرحلة الأندرجراوند اللي تخليك هيب هوب هيد (hip-hop head) قبل ما تكون موسيقي ولا رابور.

بتحسي بدهم يكونوا بحال البوب ستارز.

صح.

إذا بدنا نحكي عن مشهد الراب في المغرب، بحس إنو بعد ٢٠ فبراير (حراك احتجاجي في المغرب بدأ في ٢٠١١) بلش يقوى المشهد، هل بتشوفي سياسة النظام قادرة تأثر على الرابرز؟

أكيد. كنقول بأنه على الرغم من وجود رابرز ما عندهمش مشاركة سياسية ولا وعي سياسي، وبعديها تشوف رابرز بيعتقلوا بسبب كلماتهم، ولا تشوف باللي ممكن يكون عندك مشكلة مع السلطة لصنع الراب، كيخلي عندك واحد الحاجة اللي دماغك بالداخل يقدر يكون ما واعيش بيها.

كاين اللي واعي بأنه خصه يتفادى مواضيع سياسية باش ما يطحش في المشكل، وكاين اللي باللا-وعي كيتفادى هادي اللعيبات حيت (حيث) ما عندوش وعي سياسي ولا ما عندوش مشاركة سياسية. كنشوف بأن هاد الشي أثر على المواطن بشكل عام، وبإننا كاملين عايشين بخوف متواصل، وضروري أنه يأثر على الموسيقى. تولي كتخاف شوية من إنك تهضر (تتحدث) على شي حاجة ولا تتجنبها، حيت تقدر تتعرض للساباتاج (في الدارجة المغربية: تمييز واضطهاد) وتقدر إنك ما تبقاش تعيش بموسيقتك، ولا موسيقتك ما تبقاش كتتسمع.

بعرف قديش المدن في المغرب بعيدة عن بعضها، وبشوف قديش بيختلف أسلوب الرابرز من منطقة لمنطقة. هل في شي بيجمع هالمشهد، ولا كل واحد عم يخدم مع راسه؟

في واحد الوقيتة كان كازا (كازابلانكا / الدار البيضاء) بوحدها والرباط بوحدها، ولكن مع الوقت الرابرز فهموا أنه بدون تعاون ما يقدروش يديروا حاجة قوية. بحال تجربة hors serie التعاون هو اللي خلّا الأغنية ناجحة. في فراتيلو التعاون بين ستورمي وطاني هو اللي نجحها، لأنها جات من ثلاث طاقات مختلفة وثلاث أشخاص عندهم متابعين مختلفين. قبل كانت التفرقة ديال الرباط، كازا، فاس، لكن دابا الناس فهموا أن الإتحاد يخلق القوة، وهاد الشي اللي ساعد المشهد المغربي.

في منصّات أو مهرجانات بتلتقوا فيها؟

ما كاينش أماكن أو مساحات اللي كنقدروا نتلاقاو فيها، ما كاينش مهرجانات اللي غدي نقدروا نتلاقوا فيهم، قليلين بالزاف. إحنا اللي ندير التواصل بين بعض، ما كاينش شي واحد اللي كيجمعنا كاملين في مكان واحد للخروج بشي حاجة.

في أوّل سينجل إلك، كيك أوف، الكلمات كانت صداميّة. كنتي عم تقولي ساتا في بلاد الزب، وعم تحكي عن قصص محظورة في المغرب. كيف مرّ الموضوع؟

صراحة في النسخة الأولى لأغنية كيك أوف كان فيها كوبليه اللي فيه حوايج هاردكور أكثر عن النسخة اللي خرجت في الأخر، ولما كان البروديوسر بيتشغل الميكس ديال التراك اتصلت فيه وقلتله ممكن تزيد شوية إيفكتس (effects) عالصوت بكلمات، مثلًا بلاد الزب ما تتسمعش زب [تضم شفتاها وتخرج حرف الزين بصوت عميق]، تتسمع بقوة أقل. فهمتي؟ والمؤثر الصوتي ما غيّر كل شي ولكن كإني هبطت الدوز شوية. داكشي اللي كنت كنعرف نديره، وكيك أوف كانت بحال هاك (بهذا الحال)، حاولت أنني نتأقلم مع الحوايج، ولكن بنفس الوقت قلت ما يمكنش إنني ندير حاجة أخرى، وهادي أول أغنية، وخطوة مهمة جدًا ليا. مش إني قررت أن تكون موسيقتي استفزازية، لا بالعكس، كان ممكن تكون أسوأ.

أكيد كان في شوية آراء سلبية، بالأخص من عند ماما، قالت لا طريقتك في التعبير عن نفسك مش صحيحة، المجتمع غيشوفك (يراكِ)، صحاباتك غيشوفوك، ولكن بعد هالتصادم فهمَت هاد الشي اللي كنديره وهادا هو أنا.

بتقولي إنك بدك تتحولي لقاتلة مثل راسكولينكوف، وبتحكي عن التمييز الجنسي اللي تعرضتيله …

بحياتي كاملة تعلمت أنني أتأقلم مع المجتمع، وأنني ما أكون واثقة بنفسي، وبأنني أشوف معايير الجمال ونحاول أنني نتخشا فيها (أتقبلها)، وما نجحت. كل حياتي كان عندي شعر قصير والناس تناديني lesbian، يعني هاد الشي أعيشه في حياتي اليومية، ولما جيت نكتب وندير موسيقى ما يمكنش أنني نهضر على شي حاجة من غير داكشي اللي كنعيشه، بالأخص بأول أغنية، وبأول تجربة عبرت فيها عن نفسي في أغنية ليها بنية محددة. هضرت على التمييز ولكن ما قلتش بأنني الضحية، وهادشي اللي بغيت الناس تفهمه، إنه أنا مش ضحية، وتعرضي للتمييز هو الوقود. أنا واعية لحالتي كامرأة في المغرب، وهاد السبب اللي خلا موسيقتي هكا، حقيقية.

حبيت ثيابك في كيك أوف، نوتوريوس بيجي والتيشرت ديال فيوتشر إيز ومِن (Future is Women)، إنتي اخترتي التيمة؟

أه، حتى الآن معنديش ستايلست كيخدم (يعمل) معايا، أختار أزيائي بمساعدة أصدقائي. future is women هي فكرتي.

في أول أغنيتين منفردتين إلك اشتغلتي مع منتجين اثنين مختلفين، كيف كان التنسيق والشغل معهم؟

كارتمان هو واحد من أصدقائي المقربين، بدينا في نفس الوقت، تحمسنا ودعمنا بعضنا في البداية، هو في صنع الإيقاعات وأنا في الراب، وكيك أوف خدمنا سوا، وأول نسخة منها كانت كئيبة حيت الآلات الموسيقية كانت ميلانكوليك، ولما عاودنا سجلنا الأغنية دخلنا بطاقة أخرى سوا وطلعت كيما سمعتيها.

كيك أوف كانت أول تراك لكارتمان كمان؟

نعم. وموبينش خدم مع بالزاف ديال الرابرز، وفي مرة بعت بيتس لستورمي وكنا جالسين مع بعض، وسمعته وعجبني. كان مناسب لكلمات هودز اللي كنت كتبتهم. ودابا عندي مشروعين معهم عاوتاني.

بتفكري تعملي إنتاج لموسيقتك؟ 

أكيد، الوقيتة اللي يكون عندي فيها مساحة كاملة للتأليف الموسيقي، وجو مناسب للعمل عليها، ونولي نخدم ٢٤\٧ موسيقى، وما يكونش عندي دراسة ولا مشاريع تخرج، نقدر نبدا نقلب كيفاش ندير (أصنع) البيتس ديالي ونجرّب. وأتعلم حتى التعابير التقنية، حيت شي مرات كنبغي نقول: عافاك (رجاءً) قاض الدرامز، ولا قاض الكيك ولا شي حاجة، ما كنعرفش شنو نقول. وهاد الشي مهم ليا بالزاف إنني نتعلمه.

في hors serie، كان مهم إنك كأول مرة بيظهر اسمك فيها ظهر مع أسماء مهمة، كيف اخترتوا بعض في هالتعاون؟

توتو كان كيعرفني قبل ما انعرف، تلاقيني في تجربة أوبن مايك، كان هو ضيف الحدث وانا طلعت غير أوبن مايك. وهضر على هادي اللعيبة بالزاف في إنترفيو بإنه شاف الكلمات ديالي قوية بالزاف، وعجبته شخصيتي وطريقة توظيفي للذكاء العاطفي، وشاف فيا واحد الحاجة اللي ما كايناش بالزاف عند باقي المغنيات. كاين بنات اللي كيديروا موسيقى واعرة (رائعة)، ولكن هو فكر إنني الشخص المناسب والقادر على المشاركة في هذا المشروع.

في أغنية فراتيلو كانت كلماتك عن التجارب الشخصية …

كنشوف أن الوحي ديالي جا من حياتي اليومية، وخاصة من المواقف السلبية، مش بالمعنى ديال الطاقة السلبية، ولكن التجارب السيئة هي التي تخليك إنت، وكنفكر إن الألم هو المعلم. واحد الحاجة اللي ديما كنعاودها لراسي أن الألم هو المعلم، ولما أتحدث عن تجارب مؤلمة ولا المجتمع اللي كيعاني، هذا هو المعنى الحقيقي. لكن طالما أنني أتطور وأتصالح مع راسي ومع داكشي اللي كنعيشه، حتى موسيقتي كتتبدل، وأعتقد أن هذا إنعكاس لما أشعر به، لأنني مهتمة بأن تبقى موسيقتي حقيقية.

حكيلنا عن رمزيّة النار في الفيديو كليب الجديد تبعك، فتيلة.

المعنى ديال فتيلة هو إنك تشعل الضو في البلايص (الأماكن) المظلمة، شي مرات فاش كتظلم علينا الدنيا نحاولوا نلقاوْا ديك الشمعة اللي إذا شعلناها غدي تضوي علينا الطريق، غدي تخلينا نشوفوا صورة واضحة على البلاصة اللي احنا فيها ولا الموقف اللي احنا فيه. والاختيار ديال الفتيلة هو إنني في الوقيتة ديال الكوارنتاين عشت مواقف اللي صعيبة بالزاف، منهم أن الدار اللي كنسكن فيها بمدينة الرباط شعلت فيها العافية، يعني كان فيها حريق، كانت صدمة قوية، يعني كنت مع حالة صعيبة بالزاف أنني نتجاوزها واخترت من بعد أن هذه النار، داك الفتيلة اللي كتشعل النار نخليها، ونحاول إنني نرد المعنى ديالها بإيجابية، وأن المعنى ديالها هو إنك تعطي لراسك فرصة باش أنك تخرج من الظلام، ومن الأفكار السوداوية وكاع (كل) داكشي اللي كيخربقك (يشوشك) ولا كيخليك ما مزيانش (حالة سيئة)، وهديك الشمعة وهديك نقطة الضوء هي الفتيلة لما الطريق يكون مظلم.

المزيـــد علــى معـــازف