بارول سولكنج داليدا معازف soolking parole dalida
مراجعات

داليدا | سولكنج

هيكل الحزقي ۲۳/۰۹/۲۰۱۸

بعد أسبوع على إصداره أغنية داليدا، وجد سولكنج نفسه مع درايك وكاردي بي وإمينم في قائمة ديزر لأكثر عشر أغاني سماعًا في العالم على المنصة. داليدا هي أول أغاني الألبوم القادم لسولكنج المتعاقد مع أفرانشي ميوزك منذ بداية السنة، والتي أطلقها الرابر الفرنسي فيانسو [Mtooltip description=” اسمه الحقيقي سفيان زرماني” /] تيمنًا بألبومه الثاني المستوحى من الاسم الفرنسي لفيلم جودفيلاز. تبدأ الأغنية بمقدمة نغمية مخاتلة للسمع، إذ تذكرنا بمطلع دريم أون لفرقة الروك أيروسميث، لكن مع صوتٍ سماوي منبعث من صندوق موسيقى للأطفال، ما يبدو ملائمًا جدًا لتناول مواضيع نوستالجية أو استرجاع ومضات من الماضي، الشيء الذي يظهر بشكلٍ جلي في الفيديو. حافظ سولكنج في المقدمة على توقيعه الصوتي المميز من خلال صدى لضحكة بروك المجلجلة من مانغا وان بيس [Mtooltip description=” يطلق على بروك أيضا تسمية سولكنج، ملك الأرواح، ما يفسر اقتباس الرابر لتسميته” /]، لينطلق إثرها في ديناميكيةٍ مرقصة أداءً وتدفقًا. ينتقل سولكنج بين مساحاتٍ صوتية مختلفة، مانحًا إياها زخمًا عاطفيًا من خلال تلوين صوته الجاف المغرق بالأوتوتيون، ومعتمدًا في نفس الوقت على عينات أوتوتيونية معدلة من صوته لتأثيث المقاطع الانتقالية، والتي تتداخل بشكلٍ مثير مع الإلكترونيات مما يخلق حالة من الالتباس السمعي. تسير الأغنية على إيقاعٍ متغير يساير سرعة تدفق سولكنج وتلويناته النغمية، ليستقر على مستوى اللازمة التي يسترجع فيها الرابر مقطعا من أغنية بارول بارول لداليدا مثلما يشير العنوان.

تعود الأغنية في الأصل إلى الثنائي الإيطالي مينا وألبرتو لوبوا الذان أطلقاها سنة ١٩٧٢ لتحتل المرتبة الأولى في الهيت باراد في ذلك الوقت. بعدها بعام، قامت داليدا بإطلاق النسخة الفرنسية رفقة الممثل الأيقوني آلان ديلون، لتستقر بالأذهان إلى اليوم بفضل لازمتها. يتوزع النص على شخصين يتناوبان على الأداء والغناء. يبدأ الرجل مترجيًا المرأة أن تنتبه إلى ما يقوله، مستعينًا في ذلك بالمعسول من الكلام، لكنها تصده وتعتبر محاولاته مجرد كلام مفرغ لا وزن له: “بارول بارول يارول [Mtooltip description=” كلام، مجرد كلام” /].” استعاد سولكنج اللازمة وحمَّلها رمزيةً مختلفة عن إطارها الأصلي العاطفي، ليسلّط الضوء على بداياته الصعبة وعدم إيمان المحيطين به، وثنيهم له في تنكر لامس السخرية والاستهزاء: “غادرت قريتي حتى لا أسمعهم يقولون لي: لا أحد سيساعدك / أنت ميت في كل الأحوال / ستعيش حياة تعيسة / وستحل الكوابيس بدلاً من أحلامك”، ههنا يرد عليهم سولكنج باللازمة: “بارول بارول بارول”.

في الفيديو، ابتعد سولكنج عن كليشيه المدينة الفارهة وحياة الأحياء بالضواحي، لكنه استبدله للأسف بكليشيه ممثل الإيحاء الصامت. على الرغم من استهلاك هذا الدور بصريًا ومفاهيميًا، ينجح سولكنج في تعزيز الأغنية عن طريق هذه الشخصية التي تسترجع مسيرتها بداية من ١٠ سنوات إلى الوراء إلى ٥ سنوات حسب الإشارات الزمنية في الفيديو، وهي تقريبًا تترجم بشكل تناظري مسيرة سولكنج منذ انطلاقته الفعلية في ٢٠٠٩ وانتقاله إلى فرنسا سنة ٢٠١٤ وبدايات انتشاره الواسع. لا شك بأن سولكنج أراد تسليط الضوء رمزيًا على مسيرته عبر شخصية ممثل الإيحاء الصامت ، وهو ما يجعلنا نفهم الترابط الساخر بينه وبين اختيار اللازمة، كلام مجرد كلام، مشيرًا في الوقت ذاته إلى معاناته ومكابرته وإصراره على التطور ليصل إلى ما هو عليه الآن ويتلقى اعتراف الجمهور والمحيطين به.

في داليدا، وأعمال أخرى لـ سولكنيغ، نحن نتلمس جماليات راي تسعيني بملامح تراب معاصرة. نراه يؤدي في أغلب الأحيان بفرنسية ضواحي بنطق عربي-مغاربي منغم في أغلب المواضع، وهي السمات التي كانت حاضرة مع أغلب مغني الراي في التسعينات بالمهجر. لا يمتلك سولكنج من الأسلحة الكثير، ولكنه يبرع في استعمال ما لديه  لتحويله إلى غنيمةٍ سمعية مظفرة.

المزيـــد علــى معـــازف