دولتنا مدينة السلام | علاء فيفتي ومولوتوف

عمل علاء فيفتي مع الموزِّع مولوتوف للمرة الأولى في مهرجان بلعب أساسي، الذي أصبح أحد أنجح مهرجانات العام الماضي بحوالي ١٥ مليون مشاهدة على قناة فيفتي وحدها. بعد ذلك، أصبح مولوتوف مطلوبًا من الجميع: استوديو ١٠٠نسخة، مجموعة خبط في أغنيتهم المنتجة من قبل مزيكا، وحتى فيفتي نفسه (مهرجاني ملفوف لفايف واسمعوا كلكم). نجحت بعض هذه الأعمال أكثر من سواها، لكن لم يقترب أحدها من راديكالية بلعب أساسي، وبدا أن سمعة مولوتوف ستبقى عالقة بضربته الواحدة هذه.

عندما صدر فيديو دولتنا مدينة السلام مؤخرًا، اطلعت على أسماء العاملين فيه بسرعة، وقرأت بالخطأ اسم أحد منتجي الفيديو كـ منتج التراك. اعتقدت أنه منتج غربي، كما حدث لفيفتي أن تعاون مع عدة منتجين غربيين من قبل كـ فيل بطيخ وسواه. تعززت قناعتي هذه عندما نبهني رامي أبادير (محرر الموسيقى الإلكترونية في معازف) إلى أن استخدام الأربيجييتور والسّنثات المألوفة في الترانس قد عادت موضته في الموسيقى الإلكترونية والسّنث بوب، خاصةً لدى الموسيقيين التجريبيين والتقدميين في مجالاتهم مثل سوفي. منذ عام وأنا أسمع المهرجانات بانتظام وكثافة، ولم يمر علي موزّع محلي واحد يحاكي صيحات الإنتاج العالمية، خاصةً تلك غير الرائجة، حتى هذه الأغنية.

انتبهت لاحقًا أن مولوتوف هو من وزّع التراك، وبدأت أدرك أن هذا الموزّع لن يمر بسهولة. تبدأ الأغنية بمقدمة صوتية منخفضة الصوت، تشمل اقتباسًا من كلمات بلعب أساسي، ثم يتضح التوزيع الهادئ بدايةً من أصوات بايس مألوفة لكن أنيقة. من السهل عزل الأغنية عن المهرجانات منذ البداية، لا لووبات loops ولا أوتوتيون ولا إيقاعات دفوف وصفقات إلكترونية ولا مزج خشن. إيقاعات التراب النحاسية المستخدمة بشكل مقِل ومتقطع توهمنا للحظة أن فيفتي يكمل التحول الذي بدأه العام الماضي نحو التراب، لكن هذا أيضًا ليس صحيحًا. كلمات الأغنية مقتصرة تقريبًا على سطر واحد يكرره بأسلوب إلقاء ليس رابًا ولا ترابًا. لا يمكننا تمييز أي مقطع أو أي لازمة بالمعنى التقليدي للكلمة. لا يمكننا تمييز أي شكل تقليدي للتدفق في الإلقاء أيضًا.

إذا كانت الأغنية تستمد كثيرًا من جمالها من حالة الحيرة التي تولدها، فكذلك يفعل الفيديو. وزعت المخرجة ريهام السيد الفيديو على سلسلة لقطات صباحية ثم ليلية، كأنها توثق يوم في مدينة السلام من البداية للنهاية. تنجح بعض لقطات الفيديو لكونها تصور بطريقة منعشة وبعين لمّاحة للتفاصيل مشاهدًا ليست جديدة تمامًا على فيديوهات المهرجانات والراب، بينما تنجح لقطات أخرى بتقديم مشاهد خاصة بها، خاصةً تلك التي تتضمن طلبة المدارس في بداية الفيديو. في الحالتين، تكسب ريهام بسهولة جائزة أفضل مخرج استطاع استثمار كاريزما علاء فيفتي الذي يتحرك، كما تفعل الأغنية، بطريقة تقليلية وموزونة. عند الدقيقة ٢:١٧ يخطف مذنّب لامع الانتباه في خلفية الفيديو، وكأن الطبيعة تقول للأغنية وللفيديو الخاص بها: إلعب يلا.

هناك الكثير من الموسيقى التي يصعب تصنيفها بشكل تقليدي، الملفت في أغنية دولتنا مدينة السلام، أنها لعدة استماعات أولى، تبدو سهلة ومألوفة، كأنها تنتمي لصنف موسيقي قديم وناضج، لكن هذه هي حيلة الأغنية. تستطيع دولتنا مدينة السلام مفاجأة مستمعها ومنحه الشعور بالألفة في ذات الوقت، كخدعة سحرية أخرى من جعبة نجم المهرجانات الأكثر تجددًا وصياعةً حتى اليوم.