أفضل ٢٠ أغنية راب مغاربي في ٢٠٢٠

ترك هذا العام آثاره على مشاهد الراب في المغرب. تراجعت وتيرة التشبيك بين الأقطاب الثلاثة، تونس والجزائر والمغرب، فيما استغلّ بعض الموسيقيين فترة الحجر للتفرّغ والإنتاج، مثل الجراندي طوطو ودراجانوف ونادي السم. عرفت هذه المشاهد ثورات صغيرة، كانتشار الدريل وتزايد الحضور النسائي، وانطلاق مسيرة رابرز يحاولون منذ سنوات تحقيق نجاحاتهم الواسعة الأولى، مثل ستورمي وجنجون ونقا من تونس.

نرصد لكم هنا، دون ترتيبٍ، عشرين أغنية تمثّل تطور مشاهد الراب في المغرب الكبير هذه السنة.

أور سيري | الجراندي طوطو ودون بيج ودراجانوف وختك

افتتح طوطو العام بإصدار تعاونٍ غير متوقّع مع البيج، الذي تسببت أغنيته ١٧٠ كلغ باندلاع حرب حامية بين الرابرز بداية ٢٠١٩، والتي هاجم فيها رابرز الجيل الجديد، بمن فيهم طوطو.

بعيدًا عن الجلبة التي أحدثتها الأغنية بسبب تشكيلتها، دفع الرابرز بعضهم إلى ذرى أدائهم. انطلق طوطو بتدفقاته المتفجّرة المعهودة التي زادت الإيقاعات الصاخبة من وقعها، حشدت ختك لمقطعها من الشخصية في الكتابة والإلقاء ما يتناسب مع أهميّة ظهورها الأوّل، وختم البيج الأغنية بمقطع يقنعنا بالجاذبيّة المستمرّة لراب المدرسة القديمة في موسيقى اليوم.

فاقوا بيا | سنفارا

شارك سنفارا هذه السنة لأول مرة في مسلسل تلفزيوني رمضاني، ليلعب دورًا تقليديًا ومتوقعًا كأحد مروجي المخدرات؛ إلّا أن ابن منزل بورقيبة وجد ميدانًا جديدًا لضخ الثيمات العصاباتيّة التي بدأت تنحسر في أغانيه مؤخرًا. ظهر مقطع من فاقوا بيا في إحدى الحلقات المتأخرة من المسلسل، قبل صدورها كاملةً لاحقًا. اعتمد سنفارا فيها على إحدى إيقاعات سناك بيتز المتوفرة على الإنترنت، وأضاف لازمة صايعة ومغنّاة بحنكة، اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي وقوائم الموسيقى الراقصة.

سا في ديزاني | سولكينج ومامي

في أغنية سا في ديزاني، استعاد سولكينج لازمة أغنية مامي الأيقونية باريزيان دي نور (١٩٩٨) ضمن ألبوم مالي مالي، التي جمعته بـ كمال من فرقة الراب الفرنسية آليانس إثنيك. عدّل سولكينج من اللحن الأصلي ليجعله العمود الفقري للأغنية، متّبعًا نفس أسلوب الاستعادة الذي اعتمده في ميراج التي جمعته بِخالد في ألبومه الأول فاكهة الشيطان.

عكس سولكينج مسار الراي في التسعينات، حيث كان يجري تضمين الراب في بعض الأغاني مثل بلادي لخالد وأنا الغلطان للشاب الرزقي، فيما استمدّ من تراث الراي الأدائي والأسلوبي للدفع بموجة التراي؛ موجةٌ ازداد ولاء سولكينج لها بعد أن لعبت دورًا حاسمًا في صناعة نجاحه المدوّي قبل أعوام.

قسوات | فريد الاكسترانخيرو

بعد عودته إلى تونس، كان على فريد الاكسترانخيرو مواجهة أمرين: تجاوز ارتباط صورته بأغنيته الأيقونية لعباد في التركينة، التي ساهمت في تشكيل الراب التونسي منذ ١٥ عام، وتحدّي جماليّات الموجة الجديدة في الراب أو مسايرتها، خاصةً وأن فريد محسوب على راب المدرسة القديمة. نجح فريد في كلا الأمرين مع إصداره لِـ قسوات أول السنة. جمعت الأغنية التيّار الساخن للراب التونسي المعاصر المتأثر بالمزود، والتيار البارد لراب المدرسة القديمة الذي لا يزال حاضرًا في الأحياء الشعبية، لتكتسح الأغنية كالإعصار مشهد الراب التونسي هذا العام، محققةً عشرات ملايين السماعات على منصّات مختلفة.

دقة دقة | صنور

حشد صنور جمهورًا واسعًا العام الماضي بعد إصداره الأوّل لقانا، ثم افتتح هذا العام بأغنيته المصورة دقة دقة من إنتاج محمد الخزي، التي ضمنت مكانته كأحد أركان الراب المغربي في فترة قياسيّة نادرًا ما شهدناها. تغازل الأغنية مزاج ألبوم كانيه وست الأيقوني دارك فانتازي، بسولو جيتار كهربائي مطوّل ووصلات غناء مزاجيّة آسرة، تتسرب بينها أسطر تراب مقسّطة ومنسوجة ضمن مزاج الأغنية الضبابي، فيما يبني صنور على الثيمات الفانتازيّة للفيديو بكلمات خفيفة الدم: “أعطيني جواني نحل بيه عيني باش نشوف / الله يعفو / غتجي دقة دقة هز راسك الفوق.”

بيس | علاء

منتشيًا بنجاح ألبوم تراب لايف العام الماضي، انفتح علاء على طيف واسع من التجارب هذه السنة، فظهر مع المغربي طانيي في أغنيته هَسلر من ألبومه ماروكان دريم، إضافةً إلى سلسلة أغانٍ منفردة ضاربة مع شريكه الإنتاجي مهدي مشفر.

بدت أغنية بيس كطفرة صغيرة وسط هذه الإصدارات، إذ أخذ علاء خطوةً إلى الخلف من ثيمات التبجّح والنجاح، وعاد بشكلٍ غير متوقّع إلى مواضيع أغانيه مع الزمرة وثنائي ZZH5 برفقة إل كاسترو، مستعيدًا نبرة احتجاجية ضد قانون المخدرات – بعد أن تعرض إلى توقيف لفترةٍ وجيزة خلال العام بسبب حيازته للمخدرات؛ بالإضافة إلى نصرة أبناء حيه. لكن حتّى في هذا السياق، حافظ علاء على مسافته من حروب ومشاحنات الراب: “كثروا عليا وأنا لعنت ابليس / وماذابيا نعيش حياتي بيس”، متمسكًا بالتركيز على إنتاجه: “لا فرودة ولا سكاكين محصّن والموزيكا سلاحو”، في إشارة إلى لازمته الأيقونية “محصّن مضمّن” من أغنيته سايف.

كونفيني | الجراندي طوطو

بعد أن عطّل تفشي الوباء الجراندي طوطو عن إصدار ألبومه المجدول لهذا العام، كاميليون، تفرّغ نجم الراب المغربي للعمل على سلسلة أغانٍ منفردة غنمنا منها كونفيني، أولى عينات ميكستايب روومتايب الذي تعطّل نزوله أيضًا. افتتح المنتج أولدي الأغنية بعيّنة موسيقى كلاسيكيّة مسرّعة لحقها بيت التراب، قبل أن يطل طوطو في الفيديو، يقرأ الكلمات من شاشة الهاتف، وينطلق ببارات متفجّرة تنتهي بهتافات حماسيّة، ليضيف أغنية ضاربة أخرى إلى سجلّه.

أفريكان | ستورمي

بعد محاولات مضطربة في الراب المغاربي للاستلهام مما يسمّى عادةً بالـ إيقاع الأفريقي (آفروبيت)، أصاب ستورمي الهدف في أغنية أفريكان، التي تمشي على خطى الرابر النيجيري المكتسح مؤخرًا، برنا بوي. بعيّنات إيقاعيّة هوائيّة منعشة، وتدفقات تراب لحنيّة محنّكة، قدّم ستورمي إضافّة بديعة إلى تيّار الترجمات الجادّة لما يمكن أن يكونه الراب الأفريقي، والتي سمعناها على مدى السنين من داخل القارة وخارجها، كما في مشهد الراب المحلّي في البرازيل.

أنانية | كاتيبون

منذ انتقاله إلى فرنسا، توجه كاتيبون نحو الراب التجريبي والبديل، مستندًا إلى خلفيته في الراب التونسي وشراكته الإنتاجيّة مع رياض فديني. عاد الرابر هذه السنة إلى تونس وأقام أولى حفلاته بعد انقطاع، كما عاد إلى الراب بالعاميّة التونسية بعد أن لازم الإنجليزية لفترة. نزّل كاتيبون أغنيته المصورة أنانية في أول تعاون له مع المنتج والمخرج مادموب، إلى جانب رياض فديني في المزج والإتقان. أنتج الثلاثة أغنية راب ثقيلة وقاتمة، بإيقاع يجمع إلهامات من الدريل مع سنثات حادّة وعيّنات لأصوات نعيق وقطارات، يراب فوقها كاتيبون بملافظ معقّدة مرصوصة تجعل باراتها متعة سمعية، وترحّب بعودته إلى الساحة من بابٍ جديد.

زهري | إنكونو

توّج إنكونو سلسلة إصداراته القويّة هذا العام بإعلانه عن ألبومه المقبل، عربي. في أواخر تشرين الأوّل / أكتوبر، أصدر الرابر أغنية زهري التي شهدت تعامله لأول مرة مع نووفو ودراجانوف في الإنتاج وهندسة الصوت. تدفق صوت إنكونو المعدني المنقوع في الأوتوتيون بين سنثات أثيرية كثيفة، أضاف إليها نووفو وصلات آلاتيّة تحمل شيئًا من زخارف الراي؛ وكما سمعنا في أعمالٍ سابقة مثل ليام ويا ليلي، استمر حضور ثيمات الراي وإشاراته المرجعيّة في أغاني إنكونو: “َراي زهري راشي / كننسى الماضي والحاضر صعيب.”

باد تريب | شب تيرو

تمتاز مجموعة نادي السم في سوسة بمفارقة بين كثافة إصداراتهم التي تصل إلى ست أغانٍ في الشهر، وبين عدم اكتراثهم المتمثّل بجودة تسجيليّة منزليّة وأغلفة فنيّة كأنها تدعوكم بأن تتركوا الجماعة في حالهم وتسمعوا شيئًا آخر. على كلٍ، لو خضتم وسط سيل الإصدارات الغرائبيّة هذا، ستجدون أغانٍ مثل باد تريب، كتبها تيرو بعد فترة عصيبة دفعته إلى قضاء فترة ممتدة في المستشفى، أرّخ خلالها مسودّات أفكاره، وتحدّث عن سرديات الانتماء إلى الأسرة والبلد والعلاقات العاطفية ككوابيس مشتعلة في عقله، متنقلًا بينها في مقطع واحد من أقل من دقيقتين، لا يتوقف لنفس ولا للازمة.

السيدة النصر | رجاء مزيان

ترك الحراك في الجزائر آثارًا واضحة على موسيقى رجاء مزيان، وقدّم لها موضوعات وثيمات جديدة للاستكشاف عبر كلماتها وأسلوب غنائها. في إحدى أقوى إصدارات الراب الجزائري للعام، تابعت رجاء تعاونها مع زوجها المنتج دي توكس في أغنية السيدة النصر، التي أثار عنوانها بعض التحفظ لترجمته المصطلح الفرنسي حرفيًا. على كلٍ، وخلف هذا العنوان، عثرت رجاء على إحالات ذكيّة إلى نصوص الراي القديمة، مثل عبد القادر، استخدمتها كمزيج من التعبير عن التمرّد والتفاؤل بخلاصٍ ما. تراوح صوت رجاء بين بحّة طبيعيّة وجوابات أوتوتيونيّة، يحيطه توزيع غني بلووبات ونغمات سنث معقّدة.

أوو | سمارا

بعد أن غيّر سمارا وأصحابه من منزل بورقيبة الراب التونسي قبل عامين، عاد الرابر هذه السنة إلى التعاون مع استوديو ٨ستريتس في بلدته الأم، وحصر تعاوناته مع أسماء محليّة مثل هادي لارتيست والمنتج فولوبتِك، ليخرج من هذه العودة ببضعة إصدارات تبحث عن ملامح موجة جديدة لراب منزل بورقيبة. اقترب سمارا من تحقيق ذلك في أغانٍ مثل أوو، التي يموّه فيها تأثّره بالمزود والموسيقات الشعبيّة التونسيّة، لصالح غناء أكثر هدوءًا واستخدام متزن للأوتوتيون، فيما يترك الجزء الأكبر من المهمّة لبيت التراب المطرّز بسنثات وعيّنات وأسطر بيانو تتبدل بأناقة على طول الأغنية.

تي كاي تي | كوزان

عند سماع تي كاي تي لأول مرة، ينتابك شعور بأنك شغلت أكثر من أغنية في ذات الوقت بالخطأ. تتصادم الأسطر الإيقاعيّة بطريقة مفتقرة إلى التجانس والتزامن: أسطر بيانو شاردة وعينات صفير ومقاطع قانون تقاطع بعضها بعضًا، فوق بايس متخبّط وإيقاعات شعبيّة مكسورة الوزن. أصبحت أغنية تي كاي تي (اختصار لـ تانكيات، أي لا تقلق بالفرنسيّة) التي أنتجها كوزان بنفسه أنجح إصداراته حتّى اليوم، ساعدها على ذلك فيديو علاء الدين الريس الذي لا يقل غرابةً وتلونًا.

بيو بيو | نقا

بدأت مسيرة نقا منذ أكثر من ثلاث سنوات، تسلّق خلالها مشهد الراب التونسي حتى وصل إلى مستواه هذا العام، كما شهدنا في إصداراته الفرديّة وتعاوناته. في بيو بيو، يكاد نقا يغيّر طبقة صوته وتدفقه كل بضعة بارات، خالقًا أغنية ذات ديناميكيّة كثيفة وطيف واسع من درجات الأوتوتيون، وكأننا نسمع إحدى مهرجانات الإسكندريّة. كما تفاعلت الآدليبس ذات الصوت الأنفي مع الأوتوتيون بشكلٍ منحها خامة أسيدية قريبة من خامة السنث، وأكسب الأغنية إحدى أقوى لازمات التراب المغاربي هذه السنة.

إكس إكس إل | سمول إكس

دخل ثنائي الراب المغربي شايفين مرحلة جديدة من مسيرتهم هذا العام، عندما أطلق كل منهما قناته الخاصة على يوتيوب تمهيدًا لمسيرتيهم الفرديتين. استغلّ سمول إكس فرصة البداية الجديدة، ونزّل ثلاثة إصدارات كان آخرها إكس إكس إل، التي ألقى فيها باراته بسرعة عالية ضمن مقاطع قصيرة مركّزة، متعاونًا مع المنتج سفيان إيه زد الذي دفع الأغنية نحو موجة التجريب بين الدريل والتراب التي تخللت الراب المغربي خلال العام.

 شوارع طافية | جنجون وألفا

بعد مسيرة متقطعة على مدى السنوات الماضية، عاد جنجون بتركيزٍ هذا العام ليصدر ألبومه القصير ماينلايند، أحد أقوى ألبومات الراب التونسي منذ فترة طويلة. في شوارع طافية، تعاون جنجون مع منتجه المعتاد راتشوبر (سهيل القسمي)، الذي جمع هنا خبرته في العمل مع الرابر ومع نجوم البوب البديل على السواء، لينسج صوت الأغنية المألوف والمراوغ. ضمّت الأغنية أيضًا الرابر القريب أسلوبيًا من جنجون، ألفا؛ الذي ما زال يستكشف مساحات الأداء الغنائيّة الأوسع من حدود الراب، منذ إصداره أغنية جينيراسيون التي جمعته بِبيرم الكيلاني.

لاندي | لفردة

نسمع هدوءًا وتوجهًا تقليليًا في أعمال لفردة هذا العام، وكأن موسيقاه اقتصرت على الضروريات كما الحياة تحت الحجر الصحي. توحي أغنية لاندي بالثبات والتكرار خلال السماعات الأولى، وتحمل حسًا مضطربًا بالألفة، كالهواء المكرّر الدافئ في الغرف المغلقة في الشتاء؛ إلّا أن المراوحات الطفيفة والسلسة في أسلوب إلقاء لفردة وبيتات منتجه هادِس، يلفتان انتباهنا إلى التفاصيل الصغيرة التي تقدّم ما هو جديد في سياق ما هو مكرّر.

فتيلة | ختك

في مشهد مقسوم بين جيلين متصادمين، تلقي ختك باراتها بقوّة وثقّة الراب التقليدي، بينما تستكشف خيارات أكثر مرونة في صناعة الإيقاعات وتعديل الصوت عبر عملها مع منتجين مختلفين. تُظهر أغنية فتيلة ما الذي يمكن تحقيقه عبر تجاوز حدود مماثلة، إذ تتحدث ختك بإلقاء قوي وصوتيّات مرصوصة عن حريقٍ نشب في منزلها في الرباط، مستلهمةً من الحريق مجازات وصور تشعل بها العيّنات الوتريّة في بيتات المنتج موبنش.

كلوب | سي لمهف

بعد عامٍ زاخرٍ بتعاونات وتجارب أسلوبيّة، ركّز ثنائي الراب التونسي سي لمهف خلال ٢٠٢٠ على إصداراتهما الفرديّة، وزادا من ظهوراتهما كمنتجين ومهندسي صوت في مشهدي الراب والبوب. في أغنية كلوب التي زامن صدورها الموجة الثانية من الكورونا في تونس، يحكي مهدي عن النادي الليلي في رأسه، ببارات متكررة وهلوسيّة وكأنّها أصداء أفكاره المحبوسة في صندوق الحجر. كذلك تحافظ بيتات التراب المتقطّعة على ذات الإيقاع طول الأغنية، لتجعل الشعور بالزمن مراوغًا تحت وطأة الرتابة.