قلتلهم أنا بكتب أغاني | مقابلة مع فيصل عزيزي

عندما قابلت فيصل شخصياً للمرة الأولى، كان يقف بين الجمهور في حفلة الخنسا بطما، يحرك رجله مع الموسيقى بتركيز تام وكأنه هو من يقرع الطبول وراءها. اقتربت منه وأخبرته بأنني كاتبة من معازف وأوّد أن أجري معه مقابلة. ابتسم وأعطاني كارت صغير عليه صورته ورقم الهاتف. بعدها بيومين كنا نجلس في مقهى صغير وسط المدينة. لففت سيجارتين لأنه نسي سجائره.


أنا الي بعرفو عنك أنك درست بالمعهد السينمائي مش المعهد الموسيقي؟

مش السينمائي بل المعهد العالي للفن المسرحي في الرباط، هي كانت غير بغيت نلقا شي مدرسة من بعد الباكالوريا الي ممكن بيها نبدا خطواتي الأولى في الفن لأن ما لقيت مدارس موسيقى، ولو بغيتي تدخلي مدارس الموسيقى لازم تكون درستي موسيقى في الإعدادي للثانوي، فكان بالنسبالي دراسة الفن المسرحي هدف باش نكون مغني وهاد الهدف الأساسي ديالي.

وفعلاً بوسط المعهد كونت فرقة موسيقية اسمها كلمة، ولكن اكتشفت إني ممثل زوين. ما كانش في اخباري. (يضحك) وأيضاً عملت المعهد لسبب إني بغيت نكون مغني الي مش بس مغني عندو بس صوتو وبيغني، بل يعرف يتحرك ويؤدي ويمثل الحالة الي هو كيغنيها. لأن كنظن هاد الشي مهم بالزاف وما يكفيش يكون عندك نص زوين وموسيقى زوينة بالأحسن يكون عندك جانب تمثيلي ديال الأداء وديال البريزينس ديالك، تعرف راسك شو يعني واقف عالخشبة وشنو معنى تحرك يدك مع الضوء مثلاً.

يعني دراستك للفن المسرحي ساعدتك في مشوار الغناء؟

ساعدتني وكوّنت مني ممثل. مثلت في كانال بلوس. وفي فترة اتطورت كممثل أكتر من موسيقي، ولكن حالياً عادلت بيناتهم.

طيب، أنا عرفت أنه فرقة كلمة لما بلشت تنشهر بلشت لأن عملتو الموسيقى التصويرية لفيلم اسمو البرتقالة المرّة؟

نعم كان فيلم تلفزي، ونحنا كنا بدينا بحال إحنا الباند اُف رباط. بدينا من الرباط لأن المعهد موجود فيها، لكن أنا ولد تطوان وجيت للرباط باش ندرس. كنا ساكنين في المدينة القديمة، وكانو الدراري كيجو بالغيتار وكيعرفو إنه واحد الولد كيغني زوين وكنتلاقو، وكانوا يحبو الـ الفايب vibe المتوسطي وانا بديت نغني معاهم بالإنجليزي وما كنت نفكر نغني بالدارجة العامية المغربية في الأول. فكنت كنغني أغاني أفريل لافين، انستازيا، الماينستريم الي كان بوقتها. وهيك ابتدينا نغني سوا، فـ قلتلهم أنا بكتب أغاني.

باللغة الإنجليزية؟

بالعربي والإنجليزي، ولما عرفت بحبو الدارجة أكتر بديت نترجم وقلتلهم يلا نجرب شي جديد. بديت نكتب وهما كان عندهم تقبل شنو كنت كنقترح، من بعدها عملنا حفلة في الجامعة والتحقت بينا سكينة الفضيلي وصرنا مغنيين اثنين.

سكينة من شفشاون؟

هي من أصيلة.

أصيلة كاينة في الشمال كمان متل شفشاون.

إيه بالشمال.

يعني الفرقة كلها كانت من الشمال؟

لا مش كلنا.

طب كونك أنت من تطوان والمغنية الثانية من الشمال هل أثر على نوع الموسيقى الي اخترتوها لتبدوا بكلمة؟

لا كانت صدفة لأن البرتقالة المرّة حضرناها بتسجيل متوسطي. بس موسيقتنا كانت روك. يعني لما تسمعي (كيف المعاني) لما غنيتها هذا هو شكلها وحتى كلمة ع كلمة بتحسي انو الريزيم روك الي ناقص بس هو الـ destortial. احنا كنا بنعمل موسيقى روك بس ما كنا بنفكر كتير واش احنا كنعمل الروك، ما كان هذا التفكير الي انا ما بحبو الي معناه اجي نخلطو الروك مع الجبلي مع الدبكة ورح يكون رائع. كنا بس بنحاول نحكون مين إحنا وبعدها درسنا مين بنكون، كنا فقط ولاد الوقت كنسمعو الروك، ولد تطوان عندو فايب أندلسي بصوته وبهذه البساطة مش نخططو، كفاية نخططو النوتات والكلمات هذا أكتر من كافي. التخطيط وفكرة يلا نمزج موسيقى معينة مع جاز مع ما بعرف شو بتخلي الموسيقى تفقد سحرها.

عملنا شغل ضخم من بعد البرتقالة المرّة، بلشنا بجولة في المدن المغربية، وجولات كتير منها رحنا لبنان غنينا لبنان،les jeux de la  froncophonie عملنا سهرة بالكازينو بجونية.

شفشاون ؟ (ينظر إلى الوشم على يدي)

إيه.

أنا أمي من شفشاون، نصف أصولي شاونية.

أنا بموت بشفشاون

(يضحك)

طيب كلمة كانت أول فرقة بتعمل موسيقى بديلة بالمغرب؟

صح، بس إحنا ما كنا بنعرف انو بنعمل موسيقى بديلة كان كل واحد فينا بيتعلم، وهذه أكتر حاجة حلوة صارت لينا ما كنا بنخططو كتير بس التزمنا بما نحن عليه ما نحب نقلد حبينا ناخد طابعنا الخاص وما كنا نقول بدنا نصير متل رولينغ ستون أو كوين مثلاً.

إحنا بس كيف إحنا وصافي. من بعدها خلصت من مشروع كلمة وبديت بمشروع جديد خاص فيني والي فيه اول مرة بحاول اعمل شي مدروس وكان مشروع موسيقى مستقلة وأنا بسميه مشروع فيصل عزيزي .. خرج منو طرقان وزمان الي أنا كتبت كلماتها.

شو كانت الخطة بمشروع فيصل عزيزي؟

الحاجة الوحيدة الي كانت نقصاني من أول التجربة مع فرقة كلمة هي الـ electronic sound. أفسرلك ليش لأني ولد الثمانينات وكبرت نسمع لساندرا ومادونا وaha the band، أنا لما تلعبلي سنث بيقشعر بدني زي العود يعني ما عندي شغلة إن الآلات الهوائية هي الأكثر تميزًا، أنا الموسيقى الإلكترونية ممكن تبكيني وهاد الشي كان ناقصني، الي كانوا معي كانوا بيعتبروا الموسيقى الإلكترونية باردة وماكنتش متفق معاهم، بالعكس كانت بالنسبالي شي مهم، الإلكترونيك ساوند لو تعرف تحطو في شيء من جواك رح يخرج بطريقة حلوة. تجربتي الأولى كانت مع أغنية طرقان وزمان.

وهنا صار بحثي، أنت تعرفي طرقان وزمان. لما تسمعيها بتجيكي بحال إنها ملعوبة هوائياً ولكن هي كلها إلكترونية. الطريقة الي تستعمل فيها الإلكترونيات هي المشكل. الفكرة مش إنو نعمل بوم بوم، هو متل ما بنلعب العود والغيتار والناي بنفس الطريقة بتوضع الموسيقى الإلكترونية متاعتك.

من بعد طرقان وزمان اختفيت فترة طويلة قبل ما ترجع بأغنية هكا ماما، شو السبب؟

بقيت سنتين من بعد طرقان وزمان ما عملت ولا أغنية. كان عندي إحباط نوعاً ما من المجال الفني، كنت صغير ما فهمت كيف بصير المجال الفني بالمغرب، لأن المجال الفني بالمغرب مش مهيكل. كمان انشغلت بالتمثيل كان عندي مشروع كبير مع كانال بلوس مسلسل اسمو كابول كيتشن فـ خليت الموسيقى وبعدها رجعت ادرس موسيقى إلكترونية بوحدي في الدار.

عملت موسيقى هكا ماما ومعرفتش واش غندير بيها، وفي نفس الوقت عيطولي نشتغل في مسرحية الحراز النيو فيرجين متاعها وأنا كنت ممثل بديل، والدور الي مثلتو غنيت فيه هاكا ماما.

ناس الغيوان هما الي قدموا هكا ماما في النسخة الأصلية من مسرحية الحراز.

صح مثلت النسخة الجديدة غنيت فيها هكا ماما وسكنتني الأغنية. عجبتني بالزاف لأن لقيت فيها إحساس زوين، ف لما رجعت للبيت صرت أدندن : دوم دوم دوم وأعدل الموسيقى عشان تكون مناسبة. صاوبتها بنفس الليلة وأطلقتها على الساوندكلاود يعني ما اهتميت كيف بيكون تأثيرها، بس عملت شي وعجبني فقلت يا ريت لو أسمع حاجات كتير في هذا السياق. مشيت نعست وفي اليوم التالي لقيت مشاركة للأغنية فوق الألف مرة قلت واو! في الأول ما فهمت شي والناس بيتصلوا فيا يقولولي الي درتو مجنون وهذه ثورة. وبدأ فيصل عزيزي، أو مشروع فيصل عزيزي الي كنت بدافع عنو طول الوقت وبشتغل عليه. بعدها بقيت بوحدي، من بعد هكا ماما عملت ما كاين باس ومفتاح القلوب، وبديت أعمل أشيا مشتركة مع فرق جاز مثلاً.

ومن فترة اتلاقيت ابراهيم مزند مدير فيزا فور ميوزيك، وقالي فيصل أنا كل سنة بطلب منك تشارك بفيزا فور ميوزيك مالك؟ وأنا كنت ديما نقلو اني مش جاهز بس رد عليي هاي المرة وقالي: هاي السنة رح تشارك مش سوقي. ومشي معصّب. حكيت لنفسي يلا الأمور لما تتيسر تتيسر بوحدها.

ديماً بالأغاني الي بتساويها بحس انو في طابع أندلسي، ولو من خلال الموسيقى الإلكترونية. وبلاقيك بعيد عن أسلوب الغناوة مثلاً، هل هالشي بيرجع لأصولك الشمالية لما بديت مشروعك الخاص؟

باش ما نكذبش على راسي وعلى الناس وبصراحة أنا موسيقى الغناوة ما بقدر غير إنه أسمعها وأذوقها ولكن ما بحس بالنبض متاعها فيا، لأن أنا أصلي إسباني أصولي يهودية إسبانية من جهة الأم وفاسية من جهة أبي، يعني موسيقى الغناوة بعيدة عليا. إذا بنحكي عن الموروث الموسيقي ما عندي هاد الشي، يعني لو أعمل غناوة رح أعملها بالاندلسي أو بالروح الأوروبية، لأن هو أقرب شي ليا، بس هاد ما بيعني إني ما بحب الغناوة. هي بس مش موجودة عندي ونحنا مش لازم نعمل كل شي.

يعني أنت متأثر جغرافياً بالموسيقى الي حولك؟

صح لأن فين ما مشيت غنبقى هو أنا والي مزيان هو نشوف التطور لهالشي. يعني ممكن أغني أغنية بوب وتكون في أميركا مثلاً وانت تشعري بالفايبز الشفشاونية التطوانية، حتى لو كانت بالإنكليزية أو الإسبانية. أو لو غنيت جاز مثلاً هتحسي بالإنفلاتات الأندلوسية ضروري، وأنا ما بمنعهم. يعني هدوك الي بحاولوا يغيروا اللهجة متعاهم.

Il essaye de parler comme ça (يقولها باللهجة الفرنسية)

ثم ينطق كما يقولها المغاربة بأحرف مضخمة

Owa parle comme ca si tu parle comme ca c’est pas grave

فهمتي شنو بغيت نقولك ؟

طيب شو كان بدك تقلي عن رأيك بالموسيقى البديلة؟

أنا كنت كتير فرحان لما كانوا عيطولي من ستوديو يونيفرسال واقترحت عليا بنت اسمها رانيا انو هكا ماما الي صارت بالمغرب بوب يدرجوها في أول تصنيف للموسيقى البديلة في العالم العربي. وندرجت هيك ونعرفت في العالم كلو لأن الي بيبحث عن الموسيقى البديلة في العالم العربي اليوم بيلقا هكا ماما وهاد الشي فرحني بالزاف، فرحني أكتر من الجوائز الي خديتها، لما حسيت بنفسي ولما سمعت التصنيف موجودة فيه موسيقتي كنت كنتعشا مع الأصدقاء صرت ببكي. يقلولي مالك قلت أنا فرحان بأنو وثقت لتاريخ بالموسيقى البديلة في العالم العربي. صارت مسموعة. كبير عليا وفرحت بالزاف، لأن نحنا بحاجة للموسيقى البديلة وخاصة بسبب الأوضاع السياسية والاجتماعية، بحاجة للبديل في السياسة وفي الثقافة وفي كل شي ومن ناحية الذوق العام .. هادي هنمر عليها بسرعة .. كنظن انو الي عم بحاول يعمل موسيقى بديلة يحاول شوي يكون متواضع ليعرف كيف يوصلها للناس يعني انت بدك تعمل موسيقى بديلة أوكي! فكر في يوم تعمل موسيقى بديلة بس فيها تاخود اقتباسات من الماينسريتم تلصقهم وتعمل بيهم عمل شوي متغير تماماً عن الي بيصير بالماينسترين وهيك بتعطي شي جديد للمسمتع العادي، ما بحب أقول مستمع عادي قصدي المستمع الي بنجبرو يستمع للماينستريم وبنخلي يسمع حاجة جديدة ويقول واو حلو.

وبغيت نضيف انو هكا ماما اليوم ما بنقدر نقول عليها موسيقى بديلة في المغرب لأنها بوب، وفي كل مكان في المغرب بيسمعوها وبيرقصوا عليها يعني لو بتمشي لأقصى جبل الأطلس تلاقي انها مسموعة، ف بالنهاية تعبير بديل هو فقط لنعبر إنو شي جديد بالبحث الموسيقي ولكن الأغنية بتصير ماينستريم بعدين .. بشجع البديل لأنو حتى بالموسيقى التجارية هي الطريقة الوحيدة الي بتعطينا موسيقى غنية، في كل مرة بيخرج شي جديد بتحس بالخطر إنو لا زم تجدد وتشتغل وتكون جدّي ويصير في بحث لكل واحد يكون متميز مش قص ولزق قص ولزق، سبع سنين من القص والتلصيق تعبنا. تعبنا من الخليجي أنا بسميه الـ petro-pop.

حلوة هاي بتروبوب.

آه تعبنا منها بالزاف!

كيف بتشوف تطور الموسيقى البديلة في العالم العربي؟

هالسؤال مهم بالنسبالي، وفي شغلتين رح أحكي عنهم. كتير حلوة أولاً لأنها بدأت تخرج من مفهوم الموسيقى العالمية الي أنا ما بحبو، إحنا قضينا سنوات وإحنا زي إنو موجودين في حديقة حيوانات كبيرة والناس بيجو بيشوفو الفولكور، فاليوم إحنا عنا أشكال بديلة وموسيقى متطورة يعني حتى الناس من أستراليا أو من بريطانيا صاروا بيستوحوا من الموسيقى البديلة في العالم العربي. وفي أسماء كتير، في ياسمين حمدان مثلاً، ما بستحضر أسماء كتيرة بس في فرق مهمة جداً. أهم نقطة عندي إنها خرجت من مظلة الموسيقى العالمية، يعني أنا ممكن أعتبر مايكل جاكسون جزء من الموسيقى العالمية لأنه من أميركا مثلاً، فنحنا تعبنا من التعريف ديال الموسيقى العالمية. وهاد كان مشكلتي في فيزا فور ميوزيك إنه بتعبير عالمية شو عالمية يعني؟ سميها بوب فولكلور جيبسي انديبوب روك. عالمية! بس لأنك إنت مش من فرنسا ولا من بريطانيا ولا من أميركا فهي عالمية!

طيب عن إعادة إحياء الموروث الموسيقي المغربي شو عندك تجارب غير هكا ماما؟

في حفلة فيزا فور ميوزيك الي شفتيه، الأغنية الأولى الي هي البردة، هي صلاة أو دعاء اسمه دعاء البردة وهو نص أندلسي أنا خديت منه جزء ما فيه أي تعبير ديني. لا الله لا محمد لا مكة لا يسوع. فيه بس كلام كتير حلو ولهيك اخترت البردة لأنو أول نص روحاني فيه نوع من الإحساس بنحكي عن الاهوت بحُب، it looks like you want to fuck the divinity، وكإنو بدك تدخل فيك عشان تحس أحسن وأنا لما سمعته قلت أكيد لازم أشتغل عليها وأغنيها.

كيف تعرفت عليها أول مرة؟

في تجربة مع الجوقة. الأوركسترا ديال تطوان واللي حصلّي الشرف أشتغل معاهم وعمري ما تخيلت براسي تصير. أنا كنت من المعجبين بيهم من لما كنت صغير وفي يوم نادولي وغنيت معاهم البردة وكتير أشيا يعني مع الناس بالجلالب وهاد الشي فـ كانت تجربة حلوة. وحتى هي أغنية من التراث الأندلسي، تعالي أسمعك النسخة الأصلية اسمها المغنية زهرة.

(يفتح موبايله ويطلق الأغنية)

اسمعي وكإنو إيديث بياف بتغني الأندلسي، أنا بالنسبالي هاد الموسيقى في هاد الوقت يعني بزمنهم كانت بديلة. هاد الترتيب مجنون بزمنهم، يعني لما سمعتها كنت مذهول.

(يدندن معها)

مسجّلها بصوتك؟

صح ورح أطلقها كتير قريب ورح نعمل فيديو الكليب.

طبعاً إلكترونية؟

ممم (يطقطق بيديه ويغنيها بطريقة أسرع)

الأندلسي ما فيه القاطع الوقتي، وهاد علاش لما بتغني بالفايبز الأندلسي بيسهل عليك إنو تمزجها بالإلكترونيك والأصوات الجديدة. بيكون أسهل بتحس إنو تطور الموسيقى الأندلسية هو الإلكترونية ولازم في وقت من الأوقات تصير هيك. ولما بسمع موسيقى أندلسية ديما بتخيل معاها مرافق صوت إلكتروني مش كتير قوي. بتخايل ألوان من الأصوات في رأسي وهاد الي بيخليني أميل أكثر للموروث اليهودي والموسيقى الأندلسية.

كيف الإعلام بالمغرب بشتغل معك؟ لأن بفترة صار اسمك معروف بالمغرب ومتل ما بتقول أغانيك صارت ماينستريم؟

أنا شهرتي بالمغرب بسبب الناس، ومن بعدها بتجي الميديا. يعني في هيت راديو أول ما سمعو هكا ماما قالو انو كتير مغربية بس كتير مودرن بنفس الوقت، حتى صارت الأغنية الأولى لمدة سبع شهور في الـ top hits. أنا ما كتير بفكر بالطرح. موسيقتي بسيطة. بفكر كيف نفرح الناس ويفرحوا بأغانينا ببساطة! بس الموضوع بدو شغل كتير وخصوصاً لازم نسمع بالزاف ونتناقش ونتعب.

صراحة أنا حبيت الخفة والبساطة بشغلك.

بحب أشتغل هيك، ضيعت وقتي بالتفكير الكثير ولكن في نهاية الأمر اكتشفت انو ما يمكن أكون غير أنا، ولما نكون كنغني هي اللحظة الأكثر صدق في حياتي، بحال كإنك كتتعرى كتحيّد كل شي. ممكن نخطط للمفهوم للخط وللاتجاه الفني إلي أنا بشتغل عليه بالزاف، ولكن في وقت الإنتاج والإبداع لازم يكون أورجانك وخارج منك.

أنت بتعرف إنو في رأي مغاير لـ أغنية هكا ماما، في ناس شايفين إنه النسخة تبعك أفقدتها طابعها وأدخلتها في نفق الموسيقى التجارية.

أنا برأيي إنو الناس هذول مهمين يكونوا لأنهم هما حماة التقليدي الي لازم يبقى، ولازم يتكلموا هكا بتعصب. وإني أخرجها بالإلكترونيك كانت مسؤولية كبيرة والأصوات الي اخترتهم كانوا أصوات قدام ما بينحصروا في وقت زمني. أنا بغيت نجددها لكن يبقى الإحساس لما تسمعها كإنو شي حاجة بتعرفها بأصوات قديمة شوية وتحترم أصول الغناء اليهودي المغربي، كان فيني أغير بالغناء وأردها أكثر بوب ولكن كنظن إني صاوبتها مزيان.

عندك فرقة خاصة بتلعب معك؟

هي أول مرة بتصير في فيزا فور ميوزك هاي السنة، كنت ابتديت أشوف الموسيقيين إلي رح يلعبوا معايا، وكل موسيقي كان ليا معاه قصة. مثلاً أيوب كنت بعرفو من هيت راديو. أيوب التوت كنت بتلاقا فيه كتير وبتعرفي لما حد بتشوفو كتير وفي بيناتنا انجذاب بس ما نعرف غير نقول لاباس بخير. في يوم كنت حزين من مفتاح القلوب والنسخة الي وصلتني من باريس ما عجبتني لأن أنتجوها ناس تانيين أعطيتهم الماكيت. فـ يومها ما بعرف كيف حكاني على فايسبوك لأول مرة وسألني كداير وأنا بديت نحكيلو إني مش مبسوط من نسخة أغنيتي الجديدة كإنو إحنا صحاب من زمان فطلب أبعتلو الماكيت واشتغل عليها، ومن بعدها صرنا نتلاقا. وكان كتير حلو إنو نشتغل سوا.

أما آدم الي عندو البروغرامر تعرفت عليه بطريقة مضحكة .. كنت كنحل الرسايل الي ما بنشوفهم في الفايسبوك وبلاقي رسالة من واحد كاتبلي: هيلو فيصل إنت محتاجني. فـ أنا ضحكت واااط! كيفاش محتاجك؟ (يضحك) فـ قلت لي ليش مش انت الي محتاجني. جاوبني أكيد أنا كمان، ومن بعدها بعتلي موسيقى عاملها قلت واو! ف عملنا أول أغنية لينا سوا هي جديدة سميتها مملوك.

وعلي كينغ كان معايا من الأساس في مشروع طرقان وزمان هو الي عامل صولو الغيتار وحكايتي معاه طويلة، و ... و ... شكون آخر ... أمين هو صديق أيوب فـ تجمعنا في وقت وجيز الي هو عشرة أيام أو خمسة عشر يوم وكانت صداقة كبيرة. والجميل دابا إنو كلنا في الفرقة منتجين موسيقيين. كلنا منصنع موسيقى ومنأنتج موسيقى وهالشي رائع. بخلينا بالاستوديو مرتاحين ومنتكلم نفس اللغة. ورح نعمل استديو قريباً مع بعض. المهم هو إنو يكون ناس حاملة مشاريع. أنا قبل اشتغلت مع موسيقيين ولكن ما بأمن إنو الشخص هو فقط موسيقي لا. لازم تكون حامل مشروع. وهما كل واحد فيهم عندو مشروعه الشخصي إلي أنا بساعدهم فيه. يعني أنا بصير مجرد لاعب بالخلفية لما بكون عم بشتغل معهم وبروح عندهم وبيدخلو عندي. يعني بحال الجيران، لما تكون حفلتي يجو يطبلو معايا وبالعكس.

بتفضل الموسيقى على التمثيل؟

الموسيقى إلها هدف، دايما في شي بننبش فيه. بنغير بالموسيقى وبندافع عن أمور بشكل أو بآخر. فـ صح إنه كلامنا كلو شعر وتراث، بس أنا ما بمثل المغني العربي الي بيتحرك بطريقة مدروسة. أنا شاب حساس ومغني بيتحرك بحرية، ممكن يحرك يدو ممكن يحرك خصرو ممكن ما يحرك شي عشان نعطي لون آخر للرجل مش صورة وحدة للرجل.

يعني نخرج عن الصفات الجندرية قصدك؟

الصفات الجندرية حاضرة كتير، كنظن إنه في كلام كتير عني اني بعمل حركات غريبة. (يضحك) أنا هالحكي بحبه كتير. بحب نقاشات الناس بينهم.

قصدك لما يبلشوا يحللوا الميول الجنسية للمغني؟

إي بحب، ومزيان يتكلموا مثلاً الجدل الي صار على فيديو كليب مفتاح القلوب.

عمل ضجة كبيرة هيدا الفيديو كليب وخاصة إنك كنت بترقص وكان في رجل راقص تاني معك.

كان جدالي جداً بس النقاش كان بنّاء واستغربت انه أغلب الناس بالتعليقات على الفيديو استخدموا كلمة مثلي ومش كلمة شاذ. أنا فرحت. هذا سبق إنه الناس لإنو عندهم إحترام لشخصي ما قالوا شاذ وعرفوا يختاروا كلامهم. كانوا بيتناقشوا على موضوع المثلية بالمثلي مش بالشذوذ، وهاد بالنسبالي كان انجاز أهم من الأغنية بحد ذاتها.

أنت قصدت تعمل هالشي بالفيديو كليب؟

لأ. الموضوع كان عن العلاقات الواقعية بين الناس. والراقص هو صديقي من باريس وكان بدنا نشتغل سوا وجت الفرصة بالفيديو كليب، والمناقشة الي صارت عليه كانت مهمة جداً وما كنت بتقصدها.

أنا يمكن طوّلت الحكي عليك وقلتلي أسبوعك كان مليان مقابلات وأسئلة فـ بكتفي واذا بتحب تزيد اشي خبرني.

(يضحك)

أوقفت التسجيل، وسألني فيصل إذا كنت مقيمة ببيروت ولا باقية في الرباط، وأخبرني أنه حالياً مقيم في كوريا الجنوبية ليدرس موسيقى إلكترونية. شغلت آلة التسجيل من جديد.

ليش كوريا الجنوبية؟

كان بدي أشوف شي جديد. أروح أشوف حقيقة جديدة بعيدة علينا كل البعد، وأتاحتلي فرصة أني أروح لكوريا الجنوبية، والي شجعني أكثر هو طريقة إشتغالهم على موسيقتهم، أنا مش معجب كتير بال كبوب k-pop وهالحاجات ولكن كيعجبني بالزاف كيف بيشتغلوا موسيقتهم، التكنولوجيا. كيف بيشتغلوا المكس والماسترينغ وهالأشيا. رحت هناك وجلست شهرين ونص، وبديت ماستركلاس وورشات عمل.

هلأ رح ترجع عـ كوريا تكمل؟

بس أتمم أموري هنا. مازال عندي حفلة، ومازال عندي مسلسل بصورو وبعد ما انتهي من كل شي هرجع تاني وأكمل.

رح تبقا عايش هونيك؟

لا. عندي دار هناك ولكن بخلص أموري وأرجع للمغرب. هناك أنت خارج الكومفرت زون متاعتك، كل شي متغير، حتى الناس حتى المبادئ ولازم الإنسان يعرف حقيقة أخرى بعيدة. بيخليك تعيد النظر بكل الشي وتاخد مساحتك.