بالتعاون مع ترينالي الشارقة للعمارة | معازف تقدم كامبير

ارتبطت المشاهد الإلكترونية الراقصة لسنوات بأنواع مثل التكنو والهاوس وجميع مشتقات البايس البريطاني، في بلدان مثل أمريكا وألمانيا وبريطانيا. مع مرور الوقت، بدأ المنتجون وشركات الإنتاج والباحثون الموسيقيون الأوروبيون والأمريكان يهتمون بالموسيقى النابعة من آسيا وأفريقيا والبلدان العربية. لكن كان الدافع الرئيسي في معظم الأحيان انتهازيًا وإكزوتيكيًا في مقاربته. عَكَس ذلك الاهتمام عقلية فوقية واستهلاكية ومبالغة في الانبهار بالآخر، وظهر ذلك بشكل واضح في ما سمّي بموسيقى الشعوب والمزج، وتمثيل الأجانب لفناني بلدان أفريقيا وآسيا والتحدث بالنيابة عنهم، ما زوّد المفاهيم النمطية والمغلوطة. مؤخرًا تغيّر الأمر، وبدأ مروجو الحفلات وشركات التسجيل في تلك البلدان بالترويج لأنفسهم على المستوى المحلي والعالمي.

من أفضل الأمثلة على ذلك تسجيلات نييجي نييجي الأوجندية التي بدأت كمهرجان في مدينة جينجا عام ٢٠١٥، وتطورت سريعًا إلى شركة تسجيل. بالإضافة إلى شهرة المهرجان الواسعة على مستوى الموسيقى غير الجماهيرية في أوجندا، والذي امتد نشاطه ليشمل الترويج عن طريق إصداراته لأنواع موسيقية مثل السينجيلي، وتطعيم الأكولي والمالويا والسوكوس بعناصر الموسيقى الإلكترونية، وغيرها من الموسيقات الأخرى التي لا يمكن اختزالها تحت مسمى واحد. في فترة قصيرة زادت شهرة مهرجان نييجي نييجي وصار أعضاؤه يجولون العالم، ثم تشعبت منه تسجيلات هاكونا كولالا المكرسة لمنتجين إلكترونيين ذوي طابع تجريبي راقص.

من أشهر فناني نييجي نييجي دي جاي كامبير باهانا، التي يستضيفها ترينالي الشارقة للعمارة في البرنامج الافتتاحي من تحضير معازف. كانت بداية كامبير بالصدفة في النسخة الأولى من مهرجان نييجي نييجي الذي تساهم في تنظيمه سنويًا، عندما طلب منها المؤسس دِرِك دبرو لعب وصلة دي جاي، حينئذ كانت خبرتها محدودة، فاكتفت بتحضير بلايلست من اختيارها دون مزجها. منذ تلك اللحظة استمرت كامبير في تطوير مهاراتها حتى أصبحت في فترة قصيرة إحدى أهم الدي جايز على مستوى العالم، لتقيم حفلات وجولات عالمية، مثل ظهورها في مهرجان سونار في برشلونة ورد بول في نيويورك وأَنساود في كراكوف وريواير في أمستردام ونو باوندز في شيفيلد، وغيرها من الجولات في اليابان والصين وكينيا ورواندا والمغرب.

كامبير | بويلر رووم x نييجي نييجي فيستيفال: على يوتيوب.

يعكس توجه كامبير كدي جاي توجه نييجي نييجي، حيث تبتعد مفاهيميًا عن الإكزوتيكية الغربية وموسيقى الشعوب والاكتفاء بالفلكلور وإحياء التراث، وعن التمثيل الغربي بصوره النمطية والاستهلاكية. أما موسيقيًا فتضخ دماءً جديدة في الموسيقى الراقصة بطاقة إيقاعها المتشابكة وامتلاء وصلاتها بالبايس، بالإضافة إلى تفكيكها إيقاع الفور تو ذَ فلور الرتيب لتصل في حلبات الرقص إلى مناطق غير مألوفة موسيقيًا، بعيدة عن الكليشيهات، ملهمةً العديد من المنتجين والدي جايز على المستوى المحلي والعالمي، حتى بتنا نرى مؤخرًا تأثير موسيقاها بشكل مباشر وغير مباشر على مشهد البايس البريطاني من خلال ما يعرف بـ الهارد درَم.

تكسر كامبير فكرة دمج الموسيقات الأفريقية تحت ما يسمى بالأفرو بيتس والأفرو بوب إلى آخرها من تلك المسميات، التي تختزل موسيقات وثقافات أربعة وخمسين دولة في قالب واحد. تتنوع الوصلات والميكسات الموسيقية  لـ كامبير لتشمل الأكولي الآتي من شمال أوجندا، مع ضخ العناصر الإلكترونية والسوكوس الكونجولي والجي كوم الجنوب أفريقي، والسينجيلي التنزاني بسرعة إيقاعه الصاروخية، والكودورو الأنجولي، وغيرها من الأنواع التي تدمج بين إيقاعاتها بحرفية قادرة على ترقيص الجمهور بشكل مستمر. بالإضافة إلى المهرجانات والحفلات التي شاركت فيها، أعدت كامبير العديد من الميكسات لمجلات رزدنت أدفايزر، دكمانتل وفاكت، إلى جانب إقامتها مع إذاعة راديو رينس إف إم الذي روجت من خلاله لمواهب أخرى من شرق إفريقيا مثل هيبوتِب، فيصل موستريكس وكاتو ديوسيس. كما تعد وصلتها في مهرجان نييجي نييجي العام الماضي من أفضل عروضها، والتي ظهرت على بويلر روم. وصلات كامبير غير متوقعة ومتمردة على القوالب المألوفة والسرديات المكررة عن الموسيقى الأفريقية. تأتي كامبير بما هو جديد وحيوي في مشهد الموسيقى الراقصة، ما يميزها بجاذبية خاصة.

ستقدم كامبير في البرنامج الافتتاحي لترينالي الشارقة للعمارة وصلة دي جاى يوم ١٠ نوفمبر، خلال يوم مخصص لـ علامات وبث.