fbpx .
محمد رمضان مافيا معازف
مراجعات

مافيا | محمد رمضان

عمار منلا حسن ۲۰۱۹/۰۱/۱۵

خلال ٢٠١٨، ساهمت مهرجانات محمد رمضان الثلاثة (البقاء للأقوى، نمبر ون، الملك) بدفع قناته على يوتيوب لتجاوز المليار مشاهدة. ترك هذا النجاح أثره على المهرجانات من ناحية، إذ بدأ كل من أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا والمدفعجية وسواهم بمحاكاة أسلوب رمضان لتتجاوز معظم أعمالهم المليون مشاهدة. من ناحية أخرى، ترك هذا النجاح آثاره على البوب المصري، إذ أكد أن المهرجانات ليست صيحة عابرة في الموسيقى الشعبية بقدر ما هي المستقبل الذي لا مهرب منه للموسيقى الرائجة في مصر. حتى بشرى التي سجلت أغنية كوبرا التي تهاجم رمضان، استنسخت أسلوبه لتحقق قرابة العشر ملايين مشاهدة حتى الآن، وتثبت أن المهرجان التجاري الذي أسسه محمد رمضان خلال العام الماضي أصبح الوصفة المضمونة للنجاح والرواج حاليًا.

لو أردنا تحليل مهرجان محمد رمضان الجديد، مافيا، لمعرفة مكونات هذه الوصفة المضمونة، ربما علينا البدء من نهاية الفيديو. تكشف شاشة التترات أن رمضان قد استعان لكتابة وتأليف مافيا بكل من محمد الفنان وإسلام الأبيض، اللذان حققا شهرة كبيرة العام الماضي بفضل مهرجانهما الضارب جدع أيوة أنا جدع، الذي قارب الثلاثين مليون مشاهدة مؤخرًا. كذلك كرر رمضان تعاونه مع أعضاء مختلفين من فريق المدفعجية لكتابة وتأليف وتوزيع مافيا، مطمئنًا لوتيرة النجاح الثابتة التي حافظ عليها الفريق خلال السنوات الأخيرة. وأخيرًا، تعاون رمضان مجددًا مع مهندس الصوت إسلام مونتي الذي لعب دورًا هامًا في نجاح مهرجان الملك.

الملفت أن كل هؤلاء الذين يتعاون معهم رمضان، يقدمون معه مستوًى أفضل من الذي يقدمونه في أعمالهم الفردية. كذلك لا يؤدي تغير الموسيقيين الذين يعمل معهم رمضان إلى تغير صوته بشكلٍ جذري، إذ تشترك كل مهرجاناته الأربعة حتى الآن بإنتاج وتسجيل مصقول وتركيز على الـ loops والـ hooks، وتوزيع يميل إلى التقليلية والتماسك لو قارنّاه بالمهرجانات التقليدية. الجهة الوحيدة التي يمكننا تخمين أنها المسؤولة عن إدارة مشروع رمضان الموسيقي وتوحيد صوته على هذا النحو، هي شركة إنتاجه الخاصة التي تظهر باسم إم آر برودكشنز في نهاية كل فيديو.

كما يبدأ نمبر ون بنسخة معدلة من موسيقى فيلم ذ جدفاذر، يبدأ مافيا بعينة موسعة من أغنية نايس آند إيزي لـ فرانك سيناترا، ليستورد في الحالتين بعض الصور النمطية لحياة العصابات. سوى أن فيديو مافيا يبني على الاستعارة من سيناترا، ويؤسس ثيمته البصرية حول أمريكا ما بين الحربين وحقبة عصر الجاز. أخرج الفيديو ياسر سامي، مخرج مسلسل رمضان الأبرز من العام الماضي، نسر الصعيد. صرف ياسر الكثير من العناية على تصميم الرقصات والحركة الجماعية وتصميم الأزياء، كما استخدم تقنية الجرافيك لمضاعفة عدد الممثلين الظاهرين في كوادر الفيديو، ليخرج بأضخم إنتاج بصري تسمح به الميزانية. استفاد الفيديو أيضًا من الكيمياء الحاضرة والآتية من خبرة بين ياسر سامي ومحمد رمضان، ليؤدي الأخير أفضل أدواره التمثيلية في مهرجاناته المصورة.

بعد الاقتباس من سيناترا، قام المدفعجية وإسلام الأبيض وإسلام مونتي بتأليف وتوزيع مهرجان معتمد على عينتين رئيسيتين واحدة وترية وأخرى من مزمار، فيما حافظا على الأرضية الإيقاعية التقليدية للمهرجانات القائمة على الطبول والدفوف. أما محمد الفنان وشيندي وكنكا (الاثنان من المدفعجية) فقد حافظا أيضًا على تقليد كتابة لازمة قصيرة جدًا، كانت هذه المرة من كلمة واحدة (مافيا) بشكل شبيه للازمة نمبر ون. الخطاب التبجحي العدائي، والدفاعي أحيانًا، الذي يشبه مهرجانات محمد رمضان السابقة، أصبح أكثر تحميسًا وقربًا من الواقع بعد تعرض رمضان للتهجم من قبل نجيب ساويرس، من حيث دعم فيديو كوبرا واستثنائه من مهرجان الجونة.

للمرة الرابعة على التوالي، يعرف (فريق) محمد رمضان كيف يأخذ ما هو دارج ورائج في المهرجانات ويحوله إلى تسجيل مصقول ويربطه بفيديو قادر على أكل السوشال ميديا. الكثير من مغني الراب والمهرجانات وحتى البوب يدعون أنهم الـ نمبر ون في مصر، لكن رمضان حاليًا هو الوحيد القادر على إثبات هذا الادعاء.

المزيـــد علــى معـــازف