.
آدم غانم، رابر ومنتج موسيقي غزاوي، مؤسس شركة تسجيلات منجم التي أوشكت أن تكون أول تسجيلات غزاوية قبل أن تباغتها أحداث مؤسفة.
منذ السابع من أكتوبر يعاني أهل غزة دون توقف من الإبادة الجماعية من الكيان الصهيوني. في هذا الحوار تكلمت مع آدم عن الوضع في غزة، حياته الشخصية، التهجير، حياة موسيقيي غزة ومساحاتهم ووضعهم، وكيف استطاع الخروج من غزة بعد أشهر من الحرب.
صراحة مش عارف من وين أبدألك. إحنا بنحكي على إشي صارله أكثر من ثلاث شهور فحالة العائلة كانت يعني مختلفة من وقت لوقت. مبدئيًا كان الوضع في البداية شوي مخيف، بس مش إشي إحنا مش متعودين عليه. إحنا شفنا كم كافي من العدوان والحروب إنه إحنا ما نخاف كثير بالأول، نحكي أوكي مثلًا أسبوع زمن بتخلص، أو كم يوم عندهم بيوصلوا لتهدئة. إنه ما كناش بصراحة كثير شايلين هم كبير بالأول خلينا نحكي، بأول يومين هذا الكلام. لكن بعد مثلًا أربع أيام خمس أيام، انقصف بيت عمتي.
بدينا نحس قديش الموضوع مش بسيط أو مش هين، أو إنه مش زي أي حرب فاتت بل هو إشي عدواني أكثر, إذا إنت عم تهاجم مناطق سكنية في أحياء خلينا نحكي إنه ما كانت تُهاجم من قبل. يعني إحنا عم نحكي عن حي الرمال، وبحكي على منطقة مسجد فلسطين، وشارع الشفاء انا ساكن للمعلومية هناك. هاي الاماكن ما كانت تُهاجم إحنا كنا بنعتبرها يعني أماكن آمنة وأماكن سكنية وقريبة لمؤسسات ومستشفيات وما إلى ذلك. كنا بس بغضون أربع أيام أو خمس أيام للحرب، لما شفنا التوحش خلينا نحكي أو الجنون من جيش الاحتلال الإسرائيلي. بدينا نخاف، وهذا الخوف يعني تضخم بشكل كبير جدًا يوم الجمعة. لما إجانا خبر إنه إحنا لازم نترك شمال غزة ونتجه إلى جنوب القطاع أو جنوب الوادي يعني.
بـ١٣ أكتوبر جانا عالفجر. بتذكر يومها كثير منيح. صحيت ع الفجر من كثر صوت القصف، سمعت صوت عمي عنا في البيت وقمت رحت عالصالة ولقيت عمي بيحكي لأبوي حتطلع ولا مش حتطلع. فكرة خطرت عبالي إنه إحنا بيتنا بده ينقصف، أو المنطقة تاعتنا بدها تروح إنه يعني كان الإشي مرعب، إنه إنت عم تسمع أهلك عم يتشاوروا إنهم بدهم يطلعوا من البيت، ولا ما بدهم يطلعوا من البيت. مش عارف يعني إنت أصلًا الليلة اللي فاتت كنت تعمل بيتس.
فبتصحى وبتشوف شوية أخبار بتلاقي إنه فيه خبر مسرب فعليًا عن المؤسسات غير الحكومية إنه وصلهم تعميم إنهم يسيبوا شمال قطاع غزة ويروحوا عالجنوب. هلأ ليش هذا الخبر يصلهم وما يصل باقي الشعب؟ هلأ هاي مشكلة. فبصير عندك الأغلبية تاعت الشعب بتحكي إنه أوكيه هذول عم يشردوا من إشي واحنا مش عارفين شو الإشي، وأكيد همِّ عندهم خبر في هالموضوع، فإحنا بدنا نشرد زيهم، فصار فيه حالة من الصرع في الشارع فعليًا. هلأ هادا الخوف اكتمل حوالي الظهريات حوالي الساعة اثنعش وحدة انرمى مناشير على كل كل شمال قطاع غزة، إنه أخلوا الشمال وروحوا لجنوب الوادي. فهلأ صار خلص كل غزة بتعرف إنه لازم اللي في الشمال يروحوا للجنوب.
إحنا بطبيعتنا كان الموضوع كثير غريب علينا. كان أول مرة ينطلب منا نعمل إشي زي هيك إنه وين؟ وين أترك بيتي؟ وين أروح؟ شو أعمل؟ بتحكيلي أخلي وين أروح؟ ما عمري أخليت في حياتي أصلًا. وأنا يعني شو عندي في جنوب القطاع أصلًا ما عندي لا بيت، ما عندي قرايب، ما عندي ناس. وين أروح يعني؟ ولما أخلينا كان الموضوع كثير محير خصوصًا إنه كان أول مرة. على الساعة هيك ثنتين ثلاثة. تركنا البيت وتحركنا باتجاه خان يونس. ما كنتش ساعتها بستوعب إنه تهجير، كنت مستوعب إنه أنا يومين وبدي أرجع. ما كنتش حتى محضر حالي كان معي بس أواعي صيفية، حتى كنت لابس شورت وكروكس يعني.
بس كنت ماخذ كل إشي معي إله دخل في الموسيقى. يعني أخذت لابتوبي، أخذت اللانش باد تبعتي، أخذت سماعاتي، رايح أعمل ميوزك.
حتى تفهم كيف وصلنا خان يونس كانت الدنيا العصر. وصلنا شو بدنا نعمل؟ مش فاهم وين نروح شو المفروض هلأ أعمل. وصلت خان يونس [اللي] هوّ بدي أضل هان إلى الليل؟ ولا هسا بدي أنام هان؟ ولا لو بدي أنام وين أنام؟ أنام في السيارة؟ فرحنا على مركز إيواء في خان يونس. مركز الإيواء كان محضر لحوالي خمسمائة شخص كان فيه اتنعشر ألف شخص.
هذا كله أول يوم، وهذا اليوم بتذكره كثير منيح. أنا نمت في حديقة كان معظمها شوك، حديقة كبيرة بتحكي حوالي كبر ملعب كورة. بتذكر نمت من التعب كمان ما كنتش نعسان يعني ما كانش بدي أنام، وصحيت عالساعة ستة الصبح ببكي من البرد. ما كانش عندي شي، ما كانش عندي حتى لبس شتوي، ما كانش في بطانيات، ما كانش في فرشات. والناس كانوا بناموا عالرصيف، إلا إذا إنت كنت محظوظ وكنت جاي من الفجر وحاجز إلك أوضة، لأنه مركز الإيواء هذا كان كلية، فبالتالي فيه صفوف، فاللي بصل أول بياخد له صف بياخد له أوضة. أول يوم أنا نمت في العراء، ثاني يوم نمنا في إشي بيشبه الخيمة، ثالث يوم برضه هيك، رابع يوم لقينا بركس، البركس هو هيك مخزن صغير.
قعدنا في هذا البركس شهر كامل وإحنا في مركز تابع للأمم المتحدة، طبعًا الشهر كامل هذا اثنعشر ألف صاروا خمسة وستين ألف، بتحكي خمسة وستين ألف نفر على مية حمام، على بير مية واحد على مولد كهربا واحد، فكنا إحنا في هالشهر حدة المعيشة في المكان كانت تطلع. وبتذكر كمان يوم ١٣ أكتوبر، اللي هو اليوم اللي طلعنا فيه أول مرة، كنت بتمشي بالشارع بتلاقي الناس حاملة أكياس بتمشي في الشارع بتتجه لجنوب القطاع مشيًا، مش ملاقي إنت ناس توديك مش ملاقي سيارات. يعني الزلمة اللي إله تاكسي أو بشتغل لأ هيك موضوع ثاني، بس أولويته إنه هو يمسك عيلته ويطلعهم ويصف سيارته ويوفر بنزيناته.
فبالتالي ما فيه طريقة مواصلات توصل الجنوب، بتلاقي فيه ناس بالشارع عم بتعيط لأنها مش عارفة تمشي، مش عارفة تروح، مش عارفة تروح لوين بتلاقي فيه سيارات، بتطلب المشوار للجنوب مثلًا المشوار من غزة لخان يونس كان بكلف أربعين شيكل، بتلاقي السيارات بتطلب سبعمية. بتلاقي الناس بتعيط في الشارع إنه طب أنا بدي أطلع، أنا مُقعد، أنا مريض، أنا مش قادر أطلع، كيف بدي أطلع؟ فبصير هو حاسس إنه الناس عم بتركوه وراح يموت لحاله. وهاي شغلات كنت تشوفها في الشارع وإنت ماشي.
كان الموضوع صادم. كان ١٣ أكثر الأيام الصادمة اللي نهارًا وليلًا وفجرًا، كان يوم مؤلم من أوله لآخره. كان أول مرة أتهجر فيها، أول مرة فعليًا أعرف شو معنى نازح، أعرف إن أنا مش عارف شو وين حبات اليوم مش عارف شو بدي أعمل أبدًا، إنت بتمشي للمجهول. كانت أول مرة أفوت في هيك إشي. كان ١٣ أكتوبر يوم صادم، زي ما حكيت لك قعدنا أكثر من يوم في العراء. بعدين طبعًا إحنا يعني كنا من الناس المحظوظين اللي اشتغلوا على استراتيجية كويسة، أول يوم حرب أنا طلعت فللت السيارة، فيعني كنا نطلع بالسيارة، ما كناش مقضينها طول اليوم في العراء.
رحنا عبيت صاحبنا يعني في خان يونس، وبعدين ضلينا قاعدين في مركز الإيواء لشهر كامل، في مخزن كان مخزن طاولات. كنت بنام على الخشب اللي كانوا يعملوا منه طاولات. وصلتنا مساعدات محدودة، مثيرة للسخرية خليني أحكي المساعدات اللي كانت تصلنا.
وتأقلمنا في الشهر هادا نوعًا ما، يعني بدينا نتأقلم لدرجة إنه إحنا في المخزن اللي كنا فيه صنعنا حمام. عملنا حمام لحالنا يعني أنا حفرت من هالمجاري، يعني عشان بدل ما إنت تفوت الحمام مع خمسة وستين ألف نفر، تفوته مع مية نفر، ستل هو حمام واحد بس يعني إشي أحسن من إشي تضمن نظافته على الأقل.
بعد الشهر اللي قعدنا فيه في مركز الإيواء في خان يونس، مطرت الدنيا مرة، هذا اليوم كان خمسطعش احدعش، إجا منخفض. هلأ طبيعيًا لما تمطر الدنيا مكان زي مخزن مش راح تفوته مي، لكن لما تحكي إنت على خيم على ناس قاعدين مثلُا في الشارع، طبعًا رح يفوت عليهم مي. وغريزتهم الأولى كانت إنه هم يهجموا على الناس اللي قاعدين في أماكن مسكرة، ففعليًا يعني أنا انهجم عليي وانطردت من المكان اللي كنت بنام فيه. ضليت خليني أحكي في الشارع طول الليل في ليلة ماطرة.
كان الموقف بربري، وكأنه حد بحكي لك البقاء للأقوى، وإن أنا بدي آخد مكانك غصبًا عنك. وهاد الموضوع صار عفكرة على صعيد كل الأماكن المسكرة اللي في الملجأ مش بس المكان اللي إحنا فيه. فثاني يوم من المنخفض العنف تصاعد في كل أرجاء الملجأ لانه كانت ليلة ماطرة، كان الناس يحاولوا يحتموا.
أماكن مسكرة انفتحت حرماتها وانكشفت، واحنا طبعًا يعني حنكمل مشاكل فعملنا مشاكل. مع العنف المتصاعد اضطرينا إنه إحنا نترك الملجأ وطلعنا، كنا إحنا في خان يونس في منطقة المواصي طلعنا من المواصي رحنا على حي الأمل، هاي كانت ثاني مرة أتهجر فيها. رحنا هناك قعدنا حوالي كمان أسبوعين. طبعًا كانت القعدة في حي الأمل مرعبة كانت مرعبة جدًا لأنه المعادلة كانت كالتالي، إنت حتقعد في مركز الإيواء وحتكون متضايق، أساسيات الحياة حتكون مسلوبة منك لكنك حتكون في أمان. في المقابل قادر تطلع من مركز الإيواء وتروح تشوف بيت تقعد فيه في الجنوب، ومش حيكون فيه عندك أي نوع من الأمان، ولو انقصف مش هيرنوا عليك يحكوا لك اطلع، وممكن في أي لحظة تروح فإنت كنت بتضحي في راحتك واحتياجاتك لتكون في أمان.
هذا الكلام وإنت في المركز تبع الإيواء، بس اضطرينا إنه نطلع من مركز الإيواء. كان الموضوع إنه يعني كان مرعب جدًًا لأنه إنت مش عارف متى راح تنضرب، مش عارف متى راح ينضرب جيرانك، مش عارف إذا في سيارة حتمر من قدامك يكون فيها حاجة، ما بتعرف ولا أي إشي، فكانوا الليالي حتمًا مرعبين.
بعد هيك صارت الهدنة لمدة أسبوع. بعد الهدنة صاروا يقصفوا خان يونس بشكل عنيف جدًا. يعني أنا بتذكر في يوم صحيت من الضواوي تاعت قنابل الإنارة، يعني حسيت في شمس صغيرة برا. حدة القصف ازدادت جدًا في خان يونس فاضطررنا إنه إحنا نطلع من خان يونس كمان مرة، طلعنا من خان يونس واتجهنا على رفح.
حاولنا نستأجر بيت حاولنا نلاقي مكان، في ناس حاولوا يشتروا بيت وما لقوش حد يشتروا منه بالآخر. رحنا قعدنا في شرق رفح اللي هي منطقة خطرة حتى، كنت حرفيًا بتطلع عالبلكونة بتلاقي كل المباني اللي حواليك ردم، كان المبنى اللي قبالي بالزبط كان فيه لسا جثامين شهداء وما حدش كان عارف يطلعهم، واحنا عارفين. إنت متخيل إنت لو بدك تطلع عالبلكونة تشرب شاي حتلاقي بيت ردم وفيه جثامين. قعدنا في رفح ثلاث أسابيع. يعني هذول كانوا كثير صعبين لأنه في الثلاث أسابيع هذول أنا كنت بحاول أترك البلد.
فقدت حد من عائلتي يعني الحمد لله لا، على حد علمي يعني ما بعرف لا.
بالنسبة للبيت تبعنا وصلني تصوير وصلني صورة بأكثر من وقت كان كل مرة بشوفه بيتهاوى أكثر بين كل فترة والثانية، لأنه كان فيه اشتباكات بتصير في منطقة بيتي. آخر صورة شفتها للحي تبعي ولبيتي ما قدرت أميز إنه هو بيتي ولا مش هو. هذا شارعي اللي أنا كبرت فيه وكنت بركب فيه عالبسكليت وبلعب كورة. ما قدرت أميز إنه هذا بيتي أصلًا الحيطان نصها مهدودة، الشبابيك رايحة، البيت من جوا محروق. ما بتعرف إذا بتقدر تصلحه ولا لا. فسألت أبوي ولسا إنت بدك تعمله وبدك تبنيه؟ مش حتعرف متى حتفوت مواد بناء، مش حتعرف متى حتقدر أصلًا تعمله، متى حتوصلك تمديدات مي أو تمديدات كهرباء، حتى لو رجعت عبيتك شو بدك تعمل؟ بدك تسكر الحيطان بخشب وتقعد، شو بدك تعمل؟ ما في إشي.
يعني في الوقت هذاك ما كنتش أنا الأولوية، كانت عائلتي الأولوية، كان أماننا الأولوية، ما كنتش بنتبه لنفسي كثير صراحة. يعني مثلًا في رفح، أنا بصحى الساعة خمسة الفجر وبروح بمشي للمستشفى، عشان المستشفى هي المكان الوحيد أو من الاماكن الأقلية اللي فيهم كهرباء. بروح بشحن كل أجهزة العائلة، بروح عالبيت بنشوف اذا بدنا مي هي بالدور إنه نعبي مي، بنشوف بدنا ناكل كذا يعني إذا بدنا نخبز بدنا نولع نار. هاي شغلات كانت أول مرة في حياتي أعملها، يعني أنا ما عمريش شفت فرن طينة إلا في الحرب هاذي، وكنت بروح باخذ عجين أمي وبروح على الفرن. بالفرن بكون في خباز، بس بطلب منك حاجة وحدة، مثلًا هات حطب أو هات كرتون أو هات أي إشي وإنت ولع الفرن لحالك، فهو يعني عشان تعمل خبز مشوار ساعتين خبيز وحمل، وبدك تلم حطب وبعد ما تلم حطب وتروح تولع الفرن وتضلك تلقم وهو بخبز. كانت مغامرة بحق وحقيق يعني.
بس لما تاكل بتنبسط صراحة أنا ما عمريش حسيت في قيمة الخبز هيك. أنا عشان أعمل خبز، أمي بدها تعجن ساعة، وبدنا نخمره ساعة، رايح جاي على الفرن ساعة، وممكن إستنى دور فوق الساعتين، يعني أنا مرة أقسم بالله طلعت عالساعة تمانية الصبح رجعت ثلاث العصر ورجعت بتلاتين رغيف. يعني بتحاول تسند في الناس اللي حواليك، بتحاول تخفف عنهم.
كنت بشوف اصحابي، ولو إنه كان الموضوع خطر كنت محتاج أشوف ناس، فاهم كيف؟ ما كانش فيه نت. كنت مرة واحدة يعني أدب على البيت اللي أنا عارف إنه هو قاعد عند ناس فيه. هو أصلُا بكون واحد راح يقعد عند الناس بروح أدب عالناس أحكي نادوا لي صاحبي. بتروح بتناديه بتقعد تلعب طرنيب.
في مركز الإيواء كنت طول الشهر قاعد مع الوعري، هو آرتست من منجم، كنا كل يوم نقعد بالليل مع بعض نضل سهرانين طول الليل، لانه الصباح كان سيء بصراحة زحمة وصراخ وكثير ناس وهيك، فكنا نسهر كل يوم. حتى مرة مكسنا أغنية في مركز الإيواء، كان إنه اسمع إنت بتمكس أغنية على سماعات أوديو تيكنيكا بس وجنبيك ثلاثين زلمة نايم.
كان كثير حلو الوجود مع الوعري، خصوصُا إنه هو حد من أكثر الفنانين المفضلين إلي، بحبه أنا هذا الزلمة هو عبقري. فيه أصدقاء ثانيين من المدرسة كانوا مثلًا حوالينا، كنا نشوف أي حد بصراحة.
كنت أتطوع في صيدلية وكنت أشتغل في صيدلية فترة لأنها كانت قريبة من المكان اللي أنا ساكن فيه، فكنت أنزل أشوف الناس، لأنه أنا طالب طب ماخذ علم صيدليات وما إلى ذلك.
بس لما تحكي على الصعيد الشخصي أو النفسي هيك، كنت حاسس حالي خامل تمامًا، هيك عنصر خامل، ما بتحلم بإشي، بدكاش تعمل إشي، مش مهتم إيش بصير حواليك. حتى بدكاش تقرأ أخبار إذا ما بيتكلموا عن هدنة، بتفكش التلفون أصلًا، عم بتصحى وبتستنى اليوم يخلص عشان ترجع تنام.
كانت أيام نفسيًا سيئة جدًا يعني ما كانش في أي روح في العيشة، كنت بس عم تصحى تعاني لتاكل، تعاني لتشرب، تعاني لتخرى، وتنام.
وعلى السيرة، إحنا كنا بنعاني لنفوت الحمام، انا كنت بفوت الحمام تلات مرات في اليوم صرت أفوته مرة كل أربعة أيام. هلأ بدك توصل مية للبراميل اللي فوق طبعًا فش كهربا، فش غاز، فش بنزين، فما فيك ترفع عالبراميل اللي فوق، عشان تنزل لك مي بس تيجي المي مرة كل تسع أيام بتيجي لمدة أربع ساعات مرة، ولما تيجي إنت مفروض تعبيهم في سطول وترفعهم عالدرج للسطح وتدبهم في البرميل، يعني إنت بتحكي على كل ما تطلع سطلين خمسة وعشرين كيلو خمسة وعشرين كيلو بتطلع تلات طوابق، بخمسة وعشرين كيلو عاليمين خمسة وعشرين كيلو عالشمال وبتدبهم ببرميل مي.
بتحكي على أربع ساعات كاملة من هذا الشغل. يعني أنا بتذكر قبل ما نرفع مي قلت لقريبي شوفلنا لتر بنزين لو بخمسمية شيكل بدي أشتريه بس هات لي لتر بنزين واحد أرفع فيه مي. اربع ساعات عشان أتحمم، وطبعًا إنت ما بتستعمل هاي المية في البرميل اللي إنت عبيتها لأي كلام، لا بكون استعمالها مخصص جدًا يعني لما تكون جاية المي وقادرين نعبي وفي زيادة مي بتتحمم.
الدنيا كانت تخف علينا يا زلمة او تكبسنا كفوف وبالآخر بيجي واحد بنظر لك عأقل زلة ولا أقل كلمة، أنا بصراحة أعتقد إنه الشعب الغزي بعد كل إشي مر فيه بطلع له يحكي اللي بده اياه، ويعمل اللي بده اياه، ولو بده يهاجر يهاجر، ولو بده يضل يضل، ولو بده يشخ ع إسرائيل يشخ، يا زلمة بتعرف انا مش مستحمل حد يحكي معي اصلًا بعد كل مريت فيه.
لا إنت بحبك حبيبي.
كنت بحكي مع مروان عبد الحميد الي هو سانت ليفانت، حبيبي من أكثر الناس اللي بحبهم، وكنت أحكي مع ستيفاني موخيبر. فكنت أحكي معهم دايمًا كانوا دايمًا يتطمنوا علي. يعني في الأغلب هذول التِّنين اللي كنت أحكي معهم. طبعًا كان إلي أصدقاء من برا كان فيه صديقي هشام وقرايبي وما إلى ذلك. يعني الطبيعي، وإنت أفكورس. بس ما كانش في أكسس لإنترنت دايمًا إنه أحكي مع ناس أكثر فكانت إنه معظم المسجات اللي هو إنت تمام؟ آه تمام، عايش؟ عايش، أوكي صبابة خلص تمام.
لا ما تعرضتش لأي إشي فيزيكلي يعني الحمد لله يعني، لكن أنا مش محتاج أحكي لك طبعًا عن كمية الضرر النفسي اللي صار فينا. إحنا كشعب غزة كلنا وأنا ما بديش يعني أعمل فيها زي كإنه أنا الحد الوحيد اللي انضريت نفسيًا في غزة. كلنا فعليًا لحق بينا سوء بشكل او بآخر وربنا يعين الجميع. المهم الواحد يشتغل ويستشفي ويدور على حاله.
طيب من أبرز الأضرار الشخصية اللي صارت كانت قصف مقر منجم فعليًا كان إشي أقل إشي ينحكى عليه. كأنه في حد بحاول يسحق أحلامك فاهم كيف؟ أو يحكي لك إنه لا إصحى، إنت من غزة إنت مش مفروض تكون بتعمل موسيقى، أصلًا يعني كان إشي سيء، مؤذي جدًا، واللي أدهشني كانت ردة فعلي للموضوع، كانت عبارة عن ولا إشي. أنا كنت دايمًا بتخيل إنه لو أنا بطلت أشتغل عمنجم كنت بتخيل نفسي حزين جدًا ومتضرر جدًا، بس لما صار الموضوع وعرفت إنه المبنى تبع منجم انقصف، كنت في حالة من الخمول التام حتى بتذكر هذا الموضوع بتذكر متى عرفت.
كنت بحلق في نص الشارع. لقيت حلاق في نص الشارع تمام. وصلني خبر ما رمشتش. يعني كنت في حالة من الخمول التام إنه إيش ما يصير مش مهم، المهم بس يعني نطلع عايشين فاهم كيف؟ يعني هاي كانت أقوى ضرر شخصيًا كان خسارة منجم.
منجم في شهر عشرة ألفين واثنين وعشرين كنت، كنت بس بشتغل على اللابتوب تبعي كنت بدي إعمل استوديو إلي خاص فيي وفيه الشباب اللي كنت بعرفها، لأنه أنا كنت إلي ثلاث سنين، وكان نفسي إنه أساعد الناس اللي أنا التقيت فيها، وإنه نعمل وهيك. كانت أول محاولة لي في شهر عشرة ألفين اثنين وعشرين إنه أعمل استوديو لحالي فشلت. بعد هيك في شهر احدعش تمكنت إنه أنا لاقي حد يسجلنا ببلاش بمقابل إنه أنا أشتغل عند الاستوديو هذا وأعمل مكس وماستر.
بعدين قدمت على ٢٠٤٨ بمشروع أول ليبل فلسطيني مقره غزة. وحكينا كيف ممكن نعمله وما إلى ذلك. ساعدونا في البنية تاعت الشركة الداخلية ساعدونا في العمليات. ساعدونا إنه إحنا نبني بيئة آمنة للفنانين تعونا، وكملنا ندور من أول ألفين ثلاثة وعشرين لعند شهر ستة صرنا جاهزين من ناحية إنتاج وبرودكشن، وكان فيه عنا خطط جاهزة من ناحية التوزيع والتسويق وما إلى ذلك يعني. وكان مفروض إنه اللانش تبعنا يكون في سبعطعش احدعش ٢٠٢٣ ولكن قُصف المكان قبل هذا الكلام.
منجم بدأ فيا وأنا غضبان بدأ فيا وأنا معصب كثير.
كنت أنا معصب إنه ليش فش فنانين من غزة أنا بسمعهم، إنه بسمعهم عشان أنا بدي أسمعهم، وليش فش حد بغني عن إشي أكثر من القضية، ليش ما حد بحكي عن حاله، وليش الناس بعاملونا زي كإنه إحنا ناس بتتكلمش غير عن الردم والقصف والتحرير والقضية، ليش مجتمعنا رافض كثير للفكرة. في عدة أهداف من منجم أولها كانت إنه إحنا نكسر الصورة النمطية تاعتنا. فإحنا كنا بدنا نحط غزة على الخريطة من ناحية فنية إنه إحنا عنا فنانين عنا ناس شاطرين. كنا برضه بدنا نساعد المجتمع إنه هو يفهم إنه الموسيقى مش إشي ثانوي، ومش إشي ملوش قيمة أو تسالي، أوشي رفاهي يعني، بل هي ضرورة تمام لكتير ناس.
يعني نكسر الطابع تاعك إنه إذا إنت فنان فإنت فش عندك إشي بتعمله في حياتك، لأ أنا فنان هاد الإشي اللي أنا بعمله وهاد الموضوع بيجيب لي فلوس وأنا باكل خبز منه. هاد الإشي اللي إحنا كنا بدنا نوصله، أو على الأقل هذا الإشي اللي إحنا كنا بدنا نعمله كفنانين من غزة. أنا حقتبس شب جديد لما هو حكى إنه يعني بنفعش يروح يتقدم لبنت ويحكي لها إن هو فنان بيعمل راب، انا بدي الشباب تروح تتقدم لبنات وتحكيلهم إنه أنا فنان وبعمل راب والزلمة يكون كثير مبسوط إنه هو جاي، فهمت كيف؟
كان فيه عنا الوعري، أحمد، شمالي، وكان فيه شخص شاطر كثير اسمه نصر، وكنت أنا رايتر وبروديوسر. بحس إنه هاي يعني إشي كثير متعب بس إشي جميل جدًا، لانه إنت بكون فيه عندك التراك تبعك بتشتغل عليه بتقدر تعمله، بس المنجم متعب. للوعري لازم أعمل دريل لأحمد لازم أعمل بوم باب فإنت يعني إنه تعبان بس بتلبي.
الخروج من غزة كان صعب جدًا مليء بتلف الأعصاب وخيبات الأمل، يعني إحنا كنا بنعاني لنطلع لمدة ثلاث أسابيع، وهذا القرار إجا بعد ما إحنا وصلنا رفح، لأنه إذا وصلت رفح وهذا أقصى جنوب القطاع، لو حكوا لي هاجر وين بروح؟ بطل مكان بدي أروح فيه، بطل فيه أي مكان تروح إله، فإنه كان القرار فعليًا إنه يا أما هيك يا أما حنقعد في الشارع، فبس فضلنا نحاول لثلاث أسابيع. كان الموضوع صعب، ولكن الحمد لله ربنا طلع وزبطتها.
حوالي عشر أيام إلى الآن الحياة اليومية كانت خلينا نحكي مثلًا في أول أربعة أيام. إنت مش قادر تتقبل فكرة إنه عندك كهربا في البيت، ولا قادر تتقبل فكرة إنه أنا لو بدي أتحمم حروح عالحمام وحفتح مي وحتنزل مي، وكانت مليئة بشعور الذنب. يعني كنت إنت عارف إنه إنت موجود في هذا المكان، واصحابك وحبايبك وباقي عيلتك هناك. وهذا الموضوع يعني بخليك تكره حالك، فإنت مش عارف تكون مرتاح ولا ما تكون. كان أول كم يوم متعبين، لحد ما إنت تكلم اصحابك وبتعرف إنه هم بخير ومبسوطين لك. بخف شعورك بالذنب وبتقدر تتقبله.
إنه خلص يا عمي إنت طلعت بطل تفكر في غزة يعني إنت طلعت من غزة، طلع مخك من غزة. في عنا مثل بحكي إنت بتطلع من دول العالم الثالث، إنت دول العالم التالت عمرهن ما بيطلعوا منك، يعني غزة هي صحيح يعني إنه شبه مستحيل تطلع منها صعب جدًا تفوت إلها، وغير قابلة للمعيشة ولكن بقدرش أحكي عن أي مكان ثاني بلدي.
بعد هيك يعني بدت الأمور تسهل، بدينا نستقر يعني بدأت ارجع أقعد أعمل شوي موسيقى يعني الحمد لله، بس الوالدة بتغيرش عن قناة الجزيرة والموضوع هذا كثير كثير مقلق.
سؤالك صعب. آه متوقع إني هرجع، متى؟ معنديش أي فكرة. لازم أي حد هلأ في الدنيا يفهم فكرة إنه غزة مش حتكون قابلة لإنك تعيش فيها من هان لأقل إشي ست شهور. إذا الحرب خلصت بكرة مش حتقدر تكون فعليًا عايش من هسا لست شهور.
يعني صراحة والدي لو عليه فهو بحكي لو خلصت اليوم أنا راجع بكرة، ووالدي مدهشني.
دايمًا فيه مساحة للفن في كل مكان وفي كل زمان، ولكن لازم أي فنان يحترم معاناة الشعب الفلسطيني، ويحترم برضه كلامه باتجاهه أو كلامه عنهم، لازم أي حد في الوضع الحساس جدًا هذا يكون حذر. لإنه إحنا مش موجودين عشان تعمل علينا هت، إحنا بنعاني عنجد هذا مش مزحة. يعني أنا كغزي صراحة كنت أشعر بغضب لو شفت حد بيحكي عني في أغنية لأكثر من سبب، واحد الإشي أبدًا مش دقيق، يعني أنا بكون بشوف الليركس، وبحكي إنت بتحكي عنا هيك بس إحنا مش هيك الإشي مش دقيق. اثنين إنت ما عمركاش عشته، فأنا بالتالي على السريع بحس إنك عم تبيع في ألمي.
يكون حذر ومش خوف أبدًا يعني ما تخافش من حد. يعني إنه مساحتك الخاصة واعمل فيها اللي بدك اياه. بس أنا بحكي من ناحية أخلاقيات. بينك وبين نفسك كفنان. يعني مساحتك الفنية دايمًا فيه مساحة فنية في كل مكان وفي كل زمان إنه تغني تحكي وتكتب عن كل شيء بصير.
طبعا إنت دايمًا قادر تسمع أي نوع موسيقى. بس بضل فيه عندك شغلات. يعني قادر أسمع موسيقى كسمع، لكن إذا بدك تيجي أو الشغلات اللي أنا هلأ بفضل أسمعها فهي اختلفت تمامًا، يعني أنا زمان كنت حد كثير بحب التراب كثير بحب ترافيس سكوت يعني فاهم كيف؟ بس لقيتني في الأيام اللي فاتت بسمع شغلات بحكي ليش ما سمعتها قبل هيك. أنا في الحرب بديت أسمع مسلم هديب وبصورة غير عقلانية أبدًا، إنه كنا سهرانين في مركز الإيواء بنلعب طرنيب وبنسمع خانك الطرف الطموح إنه بنلعب طرنيب وبنعيط فاهم كيف؟
مع جو الكحرطة اللي كنا فيه كنا نسمع شب جديد كثير مع جو النضال كنا نسمع جي كول وكندريك برضه كثير بس ما كناش نسمع شغلات بترقص، إحنا كنا نسمع أغاني بتداوينا وأغاني بتلمسنا وأغاني بتحسها عم تحكيلك إنه لا إمشي. فكنا ندور عهاي الشغلات أكثر.
نسمع تراكات كانيي بين الثمنية وتسعين وألفين وثمانية، ما كناش نسمع دريك كثير ما كناش نسمعه أصلًا لأنه دريك فاك بوي واحنا ما كناش في المنطقة هاي. من أكتر الناس واللي كثير بحب أسمعهم السينابتك، بيجي قبل مسلم هديب، إحنا سمعنا لمسلم ست أغاني وضلينا نسمع فيهم بس السينابتك بتحسه يعني من أكثر الناس اللي حكت معنا في الحرب بالأغاني.
خلال الحرب كنا نكتب، وطريقة كتابتنا خليني أحكي أنا شخصيًا طريقة كتابتي اختلفت خلال الحرب، لأنه إنت كبني آدم اختلفت. إحنا خلال الحرب بطلنا قادرين نطلع على الموسيقى اللي كنا نعملها زمان كأنه إشي إحنا ممكن ننزله، لأنه إنت عم تتطلع على أغانيك القديمة وبتحكي هذا مش أنا، مع إنه هاد كان من شهرين زمان بس هذا مش أنا، خصوصًا الفكرة تاعت الفردية اللي كنا كثير بندعمها في منجم إنه إحنا بدناش نغني عن القضية وبدناش إحنا نكون في الصورة النمطية تاعت الشخص الغزي، لأ إحنا بدنا نخرج منها وبدنا نغني عن نفسنا لإنه إحنا بالآخر بني آدمين، وإحنا بالآخر عنا حياة وعنا اصحاب وعنا مشاكل بالعيلة، وكل الشغلات الطبيعية موجودة عنا في غزة برضه حتى مع إنه إحنا محاصرين وما الى ذلك. إحنا بنغني عن هذا الكلام لنكسر هاي الصورة يعني. بعد الحرب بتيجي إنت بتحكي لنفسك إنه الصورة اللي إنت كنت بدك تكسرها هلأ صارت جزء منك، وما بتقدر تشرد منها.
لو بدك تيجي فعلًا تحكي عن فرديتك، حترجع تحكي عن غزة، وحترجع تحكي عن الحرب. مع ذلك مستقبلًا إحنا لسا بدنا نعبر عن نفسنا وعن فرديتنا، حتى لو كان إلها دخل بالحرب بالطريقة اليونيك تبعتنا برضه، مش يعني نوقع بالتصنيف تاع الشخص الفدائي اللي بده يحرر فلسطين في الأغنية.
في الحرب كنا في كل فرصة بتسمح إلنا نفتح اللابتوب ونعمل بيت أو نعمل أي إشي زي هيك كنا نعمل، في الحرب كلها أنا عملت ثلاث بيتات، المرات اللي أنا قدرت أستعمل لابتوب فيها طول الحرب كانوا تلات مرات.
بس يعني كان جانب الموسيقى حاضر دائمًا معنا، لأنه هو جزء لا يتجزأ من هويتنا كفنانين في منجم. الموسيقى دائمًا جزء منا حتى وإحنا بنعبي مي. يعني واقفين في دور خبز حتى وإحنا بنستنى ناخد كابونة بتلاقينا نسمع. الكابونة للي ما بيعرف هي هيك سلة غذائية من المساعدات الإنسانية السلة هاي بنسميها كابونة.
طبعًا وين ما أكون دائمًا حكون بشتغل على السين الفلسطيني. وهذا دائمًا حيكون مكاني الأمثل، يعني مهمتي حتكون دايمًا النهوض بالسين الغزي حتى مع كل شي صار هاد إشي مفروغ منه تمامًا. وين ما نكون راح نسجل، وين ما نكون ندعم السين الفلسطيني، وين ما نكون رح برضو نعبر عن نفسنا وعن المجتمع الغزي بالطريقة الأمثل من وجهة نظرنا وهي الموسيقى. شوية صواريخ وطخ يعني مش حيخلونا نبطل كمان أنا متربي بسبع حروب.
في الايام السابقة تعرفت على فنانين مصريين ورابرز، تعرفت على مهندسين صوت، تعرفت على ناس بشتغلوا في المجال التنفيذي في شركات الإنتاج الموسيقي.
كثير داعمين كثير محبين في كايرو عندي فيه بيئة كتير حلوة لإنك تبدع وإنك تشتغل عالموسيقى، لإنه بتلاقي المساعدة اللي إنت بدك اياها. الناس المصريين كلهم يجننوا كلهم عراسي من فوق.
اول إشي بحب أحكيه إنه ما حدش يوقف يحكي عن فلسطين، ما حدش يتعود على الألم والضرر اللي إحنا بنشوفه، ما حدش يوقف دعمه للقضية الفلسطينية أو لشعبنا في غزة، اللي عن جد محتاج وقف إطلاق نار، محتاج لوقف العدوان والوحشية، محتاج إنه إحنا نوقف ماكينة الاحتلال الوحشية من تدمير أحلامنا وطموحاتنا وموسيقتنا وأشعارنا وناسنا، محتاجين نوقف. ثاني إشي إنه إحنا كفنانين فلسطينيين وغزيين بالأول عشنا في الحروب كثير، ما في إشي راح يوقفنا إنه إحنا نكمل نعمل ميوزك ونعبر عن نفسنا، ونحقق طموحاتنا وأحلامنا في هالمجال، وكسم إسرائيل.