.
بآخر نسخة من النووي، إصدار معازف لتغطية أفضل موسيقى جديدة من حول العالم، بنعايد عليكم بتشكيلة قوية بتشبّع كل مزاج، لو بدك تحزن أو تحن أو ترقص أو تفرغ غضبك، أو حتى تتأمل من خلال موسيقى دسمة، طلبك هون.
أغنية إبن الشمال مختلفة عن كلشي عم نسمعه هسا، تراك مميز لشباب عش الدبابير وللقفل بعد تراك جنود. بتوصف الأغنية حالة الشلل والانكسار اللي صايبة معظم أبناء الضفة الغربية، بس بنفس الوقت بتمسكوا بصمود وعناد مذهلين ودبابير جاهزة للرد دايمًا، “لو كل بلاد الدنيا اتضيق جنين بتوسعنا يا وردة” وبقوموا بتبديل المقطع الأخير لتوحيد الصفوف بـ “غزة بتوسعنا يا وردة.”
جهّزوا حالكم قبل ما تسمعوا أغنية أبو الحكم الجديدة، بتشوفوا العنوان بتتوقعوا أنها أغنية لموسم الصيف والأعراس، زي دعوات الفرح، ليطلع صوت نعيم الفتّاك بموال بقطّع القلب وأغنية عتاب لحبيبته مع حفظ الود زي ما عودنا. الحلو بالأغنية إنها ذات طابع هجين، بتحسوها مألوفة وجديدة خصوصي لما يحكي “أنا غنيتلك حارمني” و”تجرح قلبي ما ظنيت” و”شو ساويت“، بإشارة إلى كل أغنياته السابقة.
واحد من أفضل الإصدارات الإلكترونية المجددة التي مرّت علينا منذ فترة طويلة. يعكس المنتج شيب سكيت حالة سخطه تجاه إنجلترا مستعينًا بجماليات تكثيرية وصارخة. أبرز ما في الإصدار القصير تصميمه الصوتي الحرفي والتراكات المصممة بأسلوب كولاجي حافل بالأفكار والتي تفاجئنا من بار لآخر. يتفرد شيب سكيت بهذا الإصدار الذي يخرج كليًا عن ما بات متوقعًا ومألوفًا في المشهد البريطاني والذي يكسر أيضًا حالة الملل المخيمة على المشهد الإلكتروني بشكل عام.
نعود عقدين من الزمن إلى الوراء، لنجد تعاون من أهم رواد الراي في بداية الألفية. يعكس تعاون قادر جابونيه والشابة جنات قوة الجيل الذي وضع أساسيات الراي اليوم. أغنية راي بلحن كلاسيكي خفيف تغلب عليها المشاعر الغامرة. لا شك بأن الأغنية أعادت الكثير من الذكريات لمن عاصروا عز الثنائي وفترة نجوميتهم.
أصدرت مجموعة الفتيات اليابانية إكس جي، واللي بتصدّر موسيقتها من كوريا الجنوبية، أغنية ووك أب المتأثرة بجماليات جيل الكاي بوب الجديد. برغم التشابهات بين الكاي والجاي بوب، إلا إنه هالمجموعة قادرة تسمّعنا صوت مختلف عن غيره من المجموعات غزيرة الإصدار. أغنية ووك أب بتجذب المستمع بالتوظيف الممتاز للآلات والإيقاعات، واستعراض فتيات المجموعة لمهاراتهن في إلقاء الأسطر وقدرتهن على إخراج أداء هيب هوب ملفت.
أثبت خليفة أو جي أكثر من مرة تفوقه ضمن مشهد الراب العراقي ومنافسته القوية على مستوى المنطقة، خاصةً إنه هو الاسم الثابت الوحيد بأعماله بينما بتضل الأسماء اللي بيتعاون معها تتغير بالإنتاج والإخراج وغيره. من الأسماء القليلة اللي اتكررت مع خليفة هو عمر مونستر بالإنتاج، واللي وصل هون لذروة أعماله لليوم بتراك نابض ومصقول بشكل يخليه عذب عالأذن بدوبان الأصوات ببعضها بدون ما تخسر تباينها، وبنفس الوقت جامح بالطاقة من خلال الفلو المُحكم وتحول صوت خليفة لجزء من البيت.
يستكمل فراس شحادة مشروعه شرقًا حتى الموت الذي نزّله قبل عام بجزءِ ثاني أكثر حدة وتوترًا من سابقه. خلال أربعة تراكات يأخذ الإصدار طابعًا مظلمًا وضجيجيًا يعكس حالة الغضب تجاه الإبادة بغزّة. تتنوع المواد الصوتية بين عينات غنائية وقصاقيص من مقابلات وتغطيات صحفية بالإضافة إلى الإيقاعات المشوّهة والأنسجة المشوّشة التي تعكس أجواءً انتقامية تجاه الاحتلال. إصدار ثقيل ومعبّر يرصد بقوة اللحظة الحالية.
لا يمكن أن ننكر تأثر هادي معمر الكبير بالراب الأمريكي السائد؛ ورغم موت هذا المشهد تدريجيًا، ساعد هذا التأثير هادي للبروز بجودة أعلى من بقية المشهد، خاصةً أنه غاص في هذا المشهد من خلال مشاركته في إنتاج تراكات لرابرز مثل درايك وجاي كول. يخرج هادي هنا بشكل عنيف، على بيت جازي تراب، بكتابة وفلو متفوقين على أعماله السابقة ومبشرين بجديده.
بعد أن غرق التيك التوك في ٢٠٢٠ بصوت البوست بانك الروسي، تعود فرقة مولتشات دوما بأول إصدار رئيسي من ألبومهم القادم بيلايا بولوسا. قدمت مولتشات دوما طابعًا موسيقيًا مثيرًا، أعتمد على صوت الثمانينات الروسي المغطى بالريفيرب. في سَن يقدمون طابعًا بين الجوث والبوست بانك بشكل عنيف وسوداوي كعادتهم. نتوقع ألبومًا مهمًا من مولتشات دوما سيصدر مطلع سبتمبر القادم.
هايبر بهالتراك متمكن من الفلو أكثر من أي وقت، ليقدم دقيقتين مسليين ومحبوكين، بطابع محلي مغري وصياعة بالقوافي بتخليها جذابة لترددها من أول سماع، بالإضافة لإنتاج بسيط وكاتشي من البطرون.
تعاون قوي وغير متوقع بين عالمين مختلفين جمعهم حب الموسيقى المحيطة؛ آيس بوي فايلت، واحد من أهم فناني مشهد مانشستر الإلكتروني، ومنتج الموسيقى المحيطة الإسباني نووين. ربما هيأ إصدار آيس بوي فايلت الأخير موسيقيًا وأسلوبيًا لما هو آتٍ، ليكتمل كليًا في هذا التعاون. يعطي نووين المادة الموسيقية الأكثر ملائمة لصوت آيس بوي، متمثلةً في الأجواء المحيطة الضبابية والأنسجة الصوتية المشوّشة والإيقاعات الطفيفة النابضة لتنصهر جميعها في صوت آيس بوي مشكلةً كتلة صوتية متماسكة. كما يتنوّع أداء آيس بوي بين السبوكن ووردز الداكن الذي يذكرنا بـ تريكي وكوبي ساي، والراب والغناء المفعم بالمشاعر. ألبوم مريح في الاستماع ومغامر ومنعش للمشهد الإلكتروني.
ثنائية مانيني والشاب مصطفى اليوم أشبه في تناغمها بثنائية مانيني والشاب لطفي من العام الماضي. تدفع الأغنية معزوفة الوتريات بجانب صوتيات مصطفى التي تنسجم مع تحولات المقاطع الأخيرة. يستمر مانيني السحار بتجربة أصوات جديدة والخروج بما يشبع نهم عشاق الراي الراقص.
تعوّدنا على صوت أورورا في أغاني حزينة بتمسّ الروح وبتدفع للبكاء، لكن هالمرّة بنقدر نسمع أورورا في حلبات الرقص ونتفاعل معها بحماسة شديدة. صوت الفنانة النرويجية بيمتاز بالحدّية غير المؤذية للسامع، وفي أغنية ستارفايشن بتوظفه بحِرفية مع تأثرها – أخيرًا – بالهايبر بوب. ضربات الدرامز المصاحبة للغناء أشبه بإيقاع متسارع لنبضات قلب، نقلت الأغنية من معانيها السوداوية لأغنية كلبّات حيوية.
بعد عام ونصف من إصداره الطويل الأول، يعود فان بووم على تسجيلات سيز تو إكزيست السويدية بألبوم قصير، نيوبورن. يزيد المنتج الكويتي من جرعات الطابع السينمائي والحدّة ليغمر المستمعين والراقصين بالصخب. رغم عنصر الضجيج المسيطر وجماليات الميتال التي يوظفها فان بووم بحنكة، يكشف الإصدار عن لحظات غنية بالألحان التي تبعث على النشوة كما في التراك الافتتاحي وتعاونه مع سايفتي ترانس وإيفيتا مانجي.
على بيت بين ممفيس وأتلانتا يظهر الرابر التونسي ستو رعد ليضرب أعداءه بقبضة من حديد. تراك عنيف مع فلو ستو الكلاسيكي، مبروزًا تميزه كتابيًا كما في البار الخامس حيث يتلاعب في القوافي: “ناس تمكس عالفلوس نولي حمورابي / نعرف ناس تعرف ناس ما يخافوش ربي”. ستو رابر منفرد في المشهد التونسي، لا يكرر نفسه كسمارا، وليس عالقًا في الماضي كترابرز الساوند كلاود.
يلتقي المنتج الياباني سكوتش رولكس مع المنتج الإندونيسي موونج سانتوسو بريبادي في مشروع جديد، تاكاك تاكاك. يمكن تلخيص الألبوم عن تزاوج ناجح لثقافتين مختلفتين، وبالطبع لا يوجد أفضل من تسجيلات نييجي نييجي لإصدار الألبوم المكوّن من تسع تراكات نارية. تأخذ التراكات منحى حر يخرج عن إطار أي جنرا معروفة، حيث تأخذ الإيقاعات المتشابكة الحيّز الأكبر بالإضافة إلى ألحان مقلة تضفي طابعًا من الغموض والتربص. إصدار حافل بالديناميكية ويشعل حماسنا لسماع التعاون في أقرب عرض حي.
في تراكه الجديد العيد الكبير يقدم دافن شي خلطة راقصة غريبة بين الشعبي المصري والخليجي، ويتنقل بكلماته وأسلوبه بناءً على لعب البروديوسر جليتشات بالإيقاع، ما أعطى جوًا مختلفًا عن أي تراك سابق لدافن شي. يصعد دافن شي برتم سريع في المشهد منذ تعاقده مع مدل بيست ريكوردز.
لطالما كان عقبة جوماطي أحد أهم منتجي وملحني الأغاني الضاربة. يتعاون جوماطي مع رندة سطايفية والشاب كريستال لصناعة أغنية أعراس راقصة ورايقة ستصبح من ثوابت المناسبة في الجزائر وخارجها.
في إصداره الجديد إم هيلكس، يقطّر المنتج آلي كاتس تأثيرات عدّة من الرايف البريطاني والدَب وفوكالز الآر آند بي بصيغة محيطة شبحية. يخلق المنتج المجري عالمًا صوتيًا من خلال السمبلة، محوّلًا العينات الصوتية إلى خامات ممطوطة فيأتي واقعها على الأذن كهلوسة سمعية محلّقة. ألبوم جميل منتَج بعناية، يدمج بين الألفة والغرابة.
بيستمر بلي تسترك بتراك عكسا بصبغ تراكاته بالصوت الظلامي والمشوّش اللي تعوّدنا عليه من بداية مسيرته. بيرتكز الرابر اللبناني في إصداره على المهارة في إلقاء كلماته وتوظيف الأوتوتيون بنِسب متماشية مع هالة الإصدار الغاضبة.