.
“أعتقد أن استخدام الضجة سيستمر ويزيد حتى نصل إلى موسيقى تُنتج بمساعدة الأدوات الكهربائية.”
جون كيدج، مستقبل الموسيقى: أعتقد، ١٩٣٧.
عندما بدأت بتجميع القائمة، لم أستطع تحديد ما أقصده بـ ٤٠ تراك نويز، إذ لطالما سمعت هذا المصطلح الفضفاض من أشخاص يصفون أي موسيقى تجريبية بالضجيج. فكّرت بتفرعات النويز العديدة: هل أقصد أسلوب التقطيع؟ جدار النويز؟ النويز الريتمي؟ البوست-إندستريال؟ الباور إلكترونيكس؟ علي الاعتراف أيضًا أن واحدًا من أسباب توتّري من التقصير في التصنيفات كان خوفي من ردة فعل الهواة المخلصين لهذه الموسيقى، وأعتبر نفسي واحدةً منهم. ثم تذكرت: من يكترث بالتصنيفات والمنطق؟ حتمًا ليس موسيقيو النويز، وحتمًا ليس مستمعوها.
تذّكرت أيضًا أن أساس انجذابي إلى النويز هو أنها دفعتني إلى تفكيك جميع معتقداتي السابقة عن الموسيقى، وعن كيفية استماعي إليها. حوّلت هذه الموسيقى العالم حولي إلى أوركسترا غير منقطعة، أستطيع الاستمتاع بها وقت ما شئت وخلقها كيفما شئت. امتد هذا التشكيك بما أسمعه إلى طريقة استقبالي لما أقرؤه وأراه وأشعر به.
لا توجد طريقة متّفق عليها لإنتاج النويز، لا آلات ولا سياق ولا محتوى. لا يوجد أفضل أو أسوأ ألبوم أو منتج نويز، فليس من السهل نقد موسيقى تفكّك جميع معايير الجودة والجمال والمعنى. من طبقات ثروبينج جريسل الأوركسترالية، إلى كوابيس جيوجرافي أُف هيل أحادية النغم، يبقى العامل المشترك الوحيد بين صنّاع النويز التزامهم بعدم الالتزام بأية قواعد موسيقية ومفاهيم ذوق تقليدية. لا يعني هذا أن النويز يعتمد على الفوضى التامة، أو أنها موسيقى غير قادرة على حمل سرديات وأفكار، لكن هذا يتطلب نصًّا مفصّلًا عن ثقافة النويز سأعود به لاحقًا.
تحتوي هذه القائمة على تراكاتٍ من فنّانين قدّموا أولى عينات النويز في القرن الماضي، مثل لويجي روسولو وميرزباو. كما تضم مشاريع نويز حديثة، مثل هارش مِنتور وآرابيان فايولنس، إضافةً إلى تشكيلة من فرق تأرجحت بين أنواع موسيقى تجريبية مختلفة، مثل كويل وبرايتر دِث ناو.
لا تسمعوا تراكات القائمة بالترتيب، ولا تسمعوها كاملة. اسمعوها بمكبرات صوتٍ عالية الجودة، أو بسماعات الهاتف. اشتروها أو قرصنوها.
تصميم الغلاف: زنهور.