.
بعد صراع طويل مع المرض، توفيت أمس المغنية التونسية حليمة الشيخ، المعروفة بـ نعمة، عن عمر الرابعة والثمانين. انتمت نعمة إلى جيل ذهبي للأغنية التونسية في النصف الثاني للقرن العشرين، بعد مرحلة صليحة وفتحية خيري وخميس الترنان. برزت نعمة في أواخر الخمسينات بجانب علية، وتصدّرتا مشهد الغناء في تونس حتى السبعينات، قبل بروز جيل جديد تزامن مع ظهور التلفزيون وتراجع حركة التلحين والكتابة.
التحقت نعمة بالرشيدية وتتلمذت على يد صالح المهدي الذي أطلق عليها اسمها الفنّي، قبل أن تبدأ مسيرةً طويلة في الإذاعة التونسية، توجتها فيما بعد بتعاونات مثمرة مع شعراء وملحنين تونسيين. عملت نعمة مع أسماء كبيرة، مثل محمد التريكي وخميس الترنان وقدور الصرارفي، إضافةً إلى سيد مكاوي من مصر، لتترك إرثًا غنائيًا غزيرًا فاق الثلاثمائة أغنية.
بالإضافة إلى استعاداتها التراثية التي أدخلتها إلى الذاكرة الغنائية التونسية، مثل اركزي عالرملة ومكحول أنظاره وأم القد طويلة صالحة، يتذكر الجميع نعمة من خلال حفلة قرطاج في ١٩٦٨ التي حضرها عبد الحليم حافظ. ظهر عبد الحليم مفتونًا بأداء نعمة لِعروبي اركزي الرملة (العروبي في تونس يقابل الموّال في المشرق) قبل أن ينخرط في وصلات متتالية.