fbpx .
غالي آي لاف يو ghali i love you معازف

آي لاف يو | غالي

هيكل الحزقي ۲۰۱۹/۰٤/۲۳

من الصعب أن نتخيل كاتبًا إيطاليًا يصف رابر شاب كأحد أبرز الشعراء، لكن الأديب والصحفي روبرتو سافيانو فعل ذلك، واعتبر غالي أحد أبرز شعراء الإيطالية. كان ذلك في تفاعل له مع أغنية نينا نانا، إحدى تعاونات غالي المثمرة مع منتجه شارليز شارلي. في ظرف وجيز تمكن غالي، المولود في ميلانو من أب وأم تونسيين، من تثبيت اسمه في ساحة التراب الإيطالية ليبدأ بحصد نجاحاتٍ قوية تباعًا، آخرها كانت آي لاف يو.

آي لاف يو هي رسالة حب إلى سجين متخيل. صور غالي فيديو الأغنية في سجن سان فيتوري في ميلانو، الذي سجن فيه أبوه عندما كان صغيرًا، إذ كان يزوره مرارًا بصحبة والدته. تم بناء السجن وفقًا لهندسة البانوبتيكان (نموذج بناء يسمح بمراقبة جميع المساجين من قبل مراقب واحد)، ومرت عليه رموز العصابات الإيطالية، وأشهرهم سالفاتوري رينا الملقب بتوتو الصغير، وهو رئيس سابق للمافيا الإيطالية.

مهد غالي إلى فيديو الأغنية بسلسلة من المقابلات المصورة مع مساجين بقصص مختلفة. عمد غالي إلى التركيز على الجوانب البصرية ليدعم مقاصده النصية والصوتية بمزيد من الجمالية، وجعل من مشاهد الفيديو مسايرة للنص وكأنها ترجمة بصرية. ألوان حية وصارخة من داخل السجن الذي تغلب عليه القتامة، ونباتات تخترق الاسمنت وكأنها تنبت عنوة لتسير مع الجدران وتتحول إلى شرايين مزهرة في إشارة رمزية إلى قوة تأثير الموسيقى: “سأرسل لك أغنية / اضغط على بلاي وضع السماعات على أذنيك وانطلق / سآتي إليك / غالي يحرر الكل”.

يحول غالي نصوصه إلى خليطٍ من اللهجات تغلب عليه الإيطالية، مع عبارات عامية تونسية يرصفها بشكل جذاب ليمزجها هنا وهناك بالفرنسية والإنجليزية، وتكون بالمحصلة على قدر من التنوع، مثل طبق الـ بيزا كباب (عنوان لأحد أغانيه الضاربة والتي يشير فيها إلى الثنائية الثقافية). القليل من الرابرز والمغنين في المنطقة فعلوا ذلك بشكل موفق، وإن كان الراي الجزائري سباقًا، خاصة مع رضا الطلياني الذي برع في هذا المجال. في أحد مقاطع آي لاف يو، يكرر غالي كلمة أحبك باللغات الأربعة إثر اللازمة الانفجارية، ويقوم بتذويب ثقل الفوارق اللغوية معتمدًا على ضخ بيتات مرقصة مع توظيف موفق لعنف إيقاعي جذاب ومفعم بالحيوية، في تأثر قوي بالمغني البلجيكي ستروماي.

مع آي لاف يو، استمر غالي في مسيرته المظفرة التي انطلقت فعليًا منذ صدور ألبومه: ألبوم (هكذا اختار تسميته بكل بساطة) الذي حطم أرقامًا قياسية على سبوتيفاي فور نزوله في إيطاليا. لعل ما يقوم به الرابر في ساحة البوب-راب الأوروبية اليوم مع منتجه شارلي تشارلز، هي إنعاشة صوتية وجمالية تذكرنا بما فعله ستروماي خلال أواخر العشرية الأولى من الألفينات.

المزيـــد علــى معـــازف