.
يراهن فريق معازف باختيارات هذه القائمة سنويًا، ويكسب. لذا، وجود القائمة هذا العام بحد ذاته دليل على أحقية أسمائها بالالتفات إليهم وانتظار جديدهم. هناك أسماء من أنواع جديدة وأقاليم جديدة وآخرون ظننا أن مشاهدهم عَقُمَت، ليجددوا الأمل فيها، وهناك تأكيد إضافي أن مستقبل الموسيقى في يد المنتجين والمغامرين بإمكانيات الآلة. إليكم أفضل أصوات جديدة لهذا العام.
رفع ساكت من مستوى التحدي في الداخل المحتل. بدأ ساكت منذ فترة طويلة على ساوند كلاود بإنتاجات خفيفة لتلك المنصة وتعاونات برز منها تراك اسألي عني مع الرابر المصري أنس حفني. يظهر على ساكت التأثر الكبير بالبينج وينج إضافة الى تأثره بتراب الجنوب والأليَن تراب أو التراب الفضائي. أسس ساكت قبل عامين تسجيلات لين فور ريكوردز ليطوي صفحة الساوند كلاود وتنحصر أعماله هناك على المسودات في الأغلب، ويفتتح إصدارات شركته بإي بي ٢١ وفيديو شراح نهدي مع الرابر النصراوي جود الهيب.
خلال هذا العام انتقل ساكت الى مرحلة موسيقية مختلفة تمامًا. بيتات الجيرزي كلب مع الأليَن تراب واللين تراب من إنتاج ريفو، المخضرم في مشهد الساوند كلاود الفلسطيني، والذي تطور كثيرًا خلال هذه الفترة. أصدر ساكت عدة تراكات قوية مثل سلاح فش بإيدي، وصبي سبرايت مع الرابر الأمريكي فريشي، و فيديو هيت مان. العامل المشترك الذي يميز هذه التراكات عن سابقتها هو التطور الحقيقي من الناحية الإنتاجية والفنية. تعاون ساكت في الماسترينج مع رايدر أون كراك في صبي سبرايت وهيت مان وإنترو، وهو نفسه الذي عمل على ألبوم ليل دورك الأخير وتعاون مع عدة فنانين في مشهد التراب الأمريكي.
فريزي صوت نسائي متفرد في المشهد المغربي، منذ ظهورها العام الماضي بفيديوهات الفريستايلات التي تقدمها بشكل عفوي وقوي كفلو وكلمات ودليفري، لتبدأ هذا العام بإصدار أقوى ما في جعبتها. تتميز فريزي بنبرتها التي تجمع بين الشدة والخفة. افتتحت فريزي سنتها نهاية أبريل بتراك كينجا الذي احتوى في نهايته مقطعًا من إحدى فريستايلاتها، لتتبعه ببغاتها الوقت ثم تراك سام على بيت جيرزي كلَب رايق، وتختم السنة بعنف في تراك لو كوست الشهر الماضي.
دائمًا ما يفتح المستمع النهم كأسيوطي لنفسه الطريق كمنتج واعد. بجانب كونه واحد من أمهر الدي جايز في الوقت الحالي ومن أوسعهم ذائقة، تعكس موسيقى أسيوطي حسه الإيقاعي القوي وملاءمتها لأوقات الذروة في الليالي الراقصة. بالإضافة لإصداره بضعة تراكات فردية في ألبومات تجميعية، لدى المنتج المصري المقيم في برلين إصدارين على تسجيلات هاي ديجيتال وشيبارد تون. كما شارك هذا العام في العديد من الحفلات والمهرجانات في أوروبا مثل سي تي إم وفايبر وكورا بالإضافة إلى نييجي نييجي في أوغندا مؤخرًا.
تتميّز موسيقى أسيوطي بطابع عنيف وفيض من الإيقاعات الضاغطة والبايس الثقيل المشوه، تستمد مصادرها من البريكور والجانغل ليأخذها إلى مناطق أكثر حدّة وخشونة. يثبّت أسيوطي قدميه في منطقتنا كمنتج صاعد بتراكات تخلو من الحواشي، متمتعًا بإمكانيات واعدة تضمن له تطوّره كمنتج.
كان الشاب هشام تي جي في خجولًا بعض الشيء لدى ظهوره منتصف العام الماضي، رغم وضوح تميز صوته الذي سرعان ما حجز له مكانًا خاصًا بين نجوم الراي. الحروف في نهاية اسمه إشارة لاختصار باللغة الفرنسية يعني القطار شديد السرعة، في مجازٍ ربما لسرعة صدور أغانيه. أصدر هشام أغانيه سواءٌ في ساحة الحب أو ساحة المساطيل، وتعاون خلال هذه السنة مع الراحل أمين لا كولومب أكثر من مرة ليرفع ذلك من شعبيته في مشهد الراي. حقق هشام ضرباته الكبرى هذا العام في إصدارات مثل كوفر نجلبو الموطويات وأغنية ألو التي حققت ١٧ مليون مشاهدة على يوتيوب خلال أسبوعين فقط.
بدأ مؤمن أبو عابد الغناء في سن مبكرة، وتباينت شهرته ومسيرته الفنية خلال السنوات الماضية بين خفوت وشهرة، لم يتوقف خلالها عن المثابرة والغناء وإحياء الحفلات والأعراس، في طولكرم أو الضفة الغربية بشكل أوسع قليلًا. مؤخرًا ظفر مؤمن بتحقيق مقعد له على رأس مشهد الموسيقى الشعبية في فلسطين، إلى جانب عدي الزاغة وأنس أبو سنينة وبقية الشباب. شهد العام الماضي غزارة في إصدارات مؤمن، ساعده على ذلك عدم رهبته من أداء مختلف الألوان الغنائية من الدبكة والشعبي والتقطيع وحتى القصائد، مع غزارة في إحياء الحفلات والتحديات والسهرات الشبابية. لا يمتلك مؤمن صوتًا يمكن وصفه بالقالع مثل عدي وأنس، لكن تميزه عنهما تلك البحة التي تعطيه مساحة أوسع في غناء المواويل والأغاني الحزينة، وهو ما يحبه مؤمن ويبرع فيه.
عرفنا يارا أسمر من خلال إصداراتها على تسجيلات هايف مايند. تختطف موسيقى يارا الأذن من المرة الأولى بصبغتها التأملية الحالمة، داعيةً المستمعين برفق إلى عالمها الخاص الحميمي. يعكس ألبومها الأول هوم ريكوردجنز الصادر العام الماضي الثيمة العامة للمنتجة اللبنانية؛ صوت بيتها وعالمها الشخصي المكوّن من طيف واسع من المواد الصوتية، يبرز منها صوت البيانو والأكورديون والميتالوفون وصناديق الموسيقى، بالإضافة إلى تسجيلات ميدانية وأنسجة صوتية مشوّشة. تغلف يارا تلك الأصوات بجودة إنتاجية لو-فاي كما لو كانت الموسيقى تأتي من زمن آخر، حيث تبدو مألوفة وغريبة وشبحية في نفس الوقت.
إن جاء ألبومها الأول بأجواء ميلانكولية وغامضة، فألبومها الثاني في المجمل أكثر إشراقًا وشديد الصلة بالأول وامتداد له. الملفت في إصداريها هو الحفاظ على سردية الألبوم، فكل تراك يقود للتالي دائمًا، وهناك مزيد من الأفكار والألحان وتغيّر الديناميكية حتى تصل إلى أفضل خاتمة، كما يتضح أيضًا من عناوينها.
يارا من الوجوه الجديدة في المنطقة التي تستحق تسليط الضوء على موسيقتها المحيطة البارعة، والتي تلائم بشدة فترة الشتاء والانسجام في أوقات الوحدة.
كان من السهل اختيار أكثر من رابر مصري كل عام لقائمتنا، لكن مع وصول المشهد إلى حالة التشبّع والتكرار بات ذلك مستحيلًا. يأتي داود المنطقي لكسر تلك الاستحالة. يسهل على المستمع تمييز صوت داود بنبرته الهادئة غير المكترثة وأسلوبه الذي يتسلل إلى الأذن بتأثير مخدّر. على مستوى الكلمات، يطلق داود العنان لأفكار وخواطر شخصية، تقفز من فكرة إلى أخرى غير متّبعة سردية بعينها، فنتبين بعدًا داكنًا بلا طموح يتناسب مع نبرته، وفي أحيان أخرى تبدو كلماته كشفرات تدعو المستمع لفك طلاسمها.
تواجد داود في المشهد منذ بضعة سنوات بشكل مغمور، ليكثّف هذا العام من إنتاجه وتعاوناته. شكل داود مع بِش ثنائيًا متكاملًا، كما تعاون مع وجدي ياكتر الذي يتبع نفس نهج دي جاي قرفاني، بصوت اللو-فاي المبني على عينات جاز جذّابة؛ إضافةً إلى تعاونان ناجحان مع الرابرز ثورة الصاعدة من سوريا وأبو العيس من فلسطين. مشروع داود خام من العيار الثقيل، لا يفلتر كلماته ومنفتح على التجريب، يذكرنا بنسبة كبيرة بالطابع الخام والحر لعلي طالباب. إنتاج داود كبير وفي تصاعد ومن المهم تركيز الضوء عليه.
ظهر الدرباوي من العدم مطلع هذا العام، ليستعمل عدة استراتيجيات تسويق لنفسه منذ اللحظة الأولى نجحت بشكل مفاجئ. قد يتضح من اسمه بأنه بومر، لأن المجتمع السعودي والخليجي توقف عن استعمال وصف درباوي منذ ٢٠١٦. أيضًا، بحسب الدرباوي هو ليس شابًا، بل إن “عمره دبل عمر الشاص اللي بالحوش” كما صرّح على إنستجرام. يبدو بالفعل أن الدرباوي ليس درَمرًا جديدًا، فحرفيته تحتاج سنوات من التدريب.
كانت هناك عدة شائعات عن رغبة فرق الروك والميتال في السعودية بخطف الدرباوي، لكن من الواضح أنه لم يوافق على أي من العروض. حتى اليوم لم يصدر الدرباوي أية تراكات، وإنما ظهر في مقاطع تيك توك وريلز إنستجرام ولايفات على تطبيق جاكو، البديل السعودي للتيك توك بعد حظر لايفات تيك توك في السعودية.
لطالما كان الليبي السوري المقيم في بلجيكا بدر شاشيط شغوفًا بالفن. بدأ شاشيط مسيرته الموسيقية بتأسيس تسجيلات يلا نايت لايف ساوند سيستم، التي تستهدف تسليط الضوء على الموسيقى الإلكترونية العربية في بلجيكا. بدأ شاشيط مسيرته كدي جاي ومنتج موسيقي لينتج صوتًا مميزًا مبنيًا على البايس العنيف والموسيقى المستلهمة من محطاته في الحياة. أصدر شاشيط هذا العام إي بي على السريع، خليط من العينات الموسيقية من كل منطقة جغرافية بين ليبيا وسوريا وبلجيكا. يستطيع شاشيط التحكم في اختياره المميز للعينات مع الإيقاعات الفريدة والبايس القوي.
الشاب الذي خرج من مدينة قلنسوة في المثلث الجنوبي من الداخل الفلسطيني المحتل، بشخصية أدائية خاصة ونبرة صوت رخيمة خارجة عن المألوف في الموسيقى الشعبية الفلسطينية. بدأ أبو اللبيب مع عازف الأورغ يوسف أبو الليل، الذي أضاف لموسيقى أبو اللبيب طابعًا إلكترونيًا بإيقاعات سريعة. راجت للاثنين مقاطع من الحفلات أصبحت تعرف بالاسم، مثل وين الشاي، الشم غالي، وينتا بدي أجي باجي، مع نسخهم الخاصة من أغاني شهيرة مثل فكي لي زرارك. انفصل أبو اللبيب ويوسف أبو الليل بسبب بعض الخلافات المادية كما أشيع، ليستمر أبو اللبيب في الظهور في حفلات مافيات الداخل مع عدد من عازفي الأورغ ومختلف المؤدين الآخرين.
خرج أدين من قلب بن سليمان في المغرب إلى العالم نهاية العام الماضي، بتراكه الأول غدارة. أصدر أدين هذا العام تراكًا منفردًا بعنوان أوفلاين، ليلحقه بألبوم إتيرنال مومنتس المكون من تسع تراكات. يتميز أدين بقدرة صوته على الالتحام بالنغمات بشكل متناغم وسلس، إضافة إلى إنتاج نقي.
أسس أدين إيوس ليبل، شركة تسجيلات مستقلة تحمل ثلاثة من الفنانين أحدهم أدين، إضافة إلى منتج موسيقي. أصدرت الليبل تراكات قليلة وقوية بأغلبها.
عُرِف معتصم العمر الملقّب بالهرم أواخر عام ٢٠٢٢، وازدادت شهرته بشكل ملحوظ في مشهد الشعبي الأردني في الـ٢٣، ليتصدّر الترند على السوشال ميديا، ويلمع في مجال إحياء الأعراس من شمالي الأردن ووسطه، حيث يسكن في بلدة دير علّا محافظة البلقاء، وحتّى جنوبه. دائمًا ما يرافق معتصم في حفلاته كلّ من شاعر المجوز الحريّف أبو ريما والمغني أيمن الشطّي، ليشكلوا معًا ثلاثيَّ مركز المختار الفنّي، ولقبهم سكواد المختار.
ما يميز معتصم إجادته وتمكنّه من غناء المجوز الشعبي بأكثر من لون وبصوت قوي، رغم صغر سنه، خاصة المجوز الدرّازي الذي يسبقه بموال حزين ذي شجن، قبل أن يبدأ العازف أبو ريما بالتشييل ليأخذ الإيقاع من نغمته البطيئة إلى نغمة حيويّة متسارعة، معطيًا إشارة للوّيح الذي يقف على راس الدبكة بالاندفاع الحماسي. يشترك في نمط المجوز الدرّازي مجموعة من الرجال الذي يشبكون أيديهم، ويدبكون مع الإيقاع، ليشكّلوا دائرة تتحرّك بعكس عقارب الساعة.