أفضل ٥٠ أغنية عربية في ٢٠١٨

كتابةمعازف - December 29, 2018

مضت أربعة أشهر منذ نزلت أولى أغاني ألبوم عمرو دياب الأخير، الذي استمرت أغانيه بالنزول أسبوعيًا على مدى شهرين لجعل كل واحدةٍ منها حدثًا. بالنتيجة، وصل مجموع مشاهدات الألبوم كاملًا على يوتيوب إلى قرابة ١٧٠ مليون. خلال هذه الشهور الأربعة ذاتها، وصلت مشاهدات أغنيتين فقط لـ سولكينج إلى ١٨٩ مليونًا، مشاهدات أغنية واحدة لـ زهير البهاوي إلى ١٦٦ مليونًا، وبإضافة شهر نجد أغنية واحدة لعلي الجاسم تخطت حاجز الـ ٢٧٣ مليونًا. كما وصل مهرجان رب الكون ميزنا بميزة خلال أقل من ثلاثة أشهر إلى ٣٤ مليون مشاهدة، أعلى رقم لأغنية في ألبوم عمرو دياب.

من الواضح أن حقبةً من الموسيقى العربية تنتهي أو انتهت بالفعل، وحقبة جديدة منتظرة آخذة بالشروع. في هذه القائمة خمسين أغنية من الصوت الجديد للموسيقى العربية، من رابرز الساوندكلاود إلى نجوم الفضائيات.

٥٠- يدك بالراس | نور الزين ومحمد فارس

ارتبط نجاح الأغاني العراقية بقوة وعنفوان الأنماط الإيقاعية  Grooves التي تقوم عليها، والتي تجعلها الأغاني الراقصة الرائدة في العراق والخليج والشام، لكن النجاح الواسع لـ يدك بالراس مطلع هذا العام (تقنيًا، نزلت في آخر يوم من ٢٠١٧) يثبت أن الموضوع ليس بهذه البساطة. تعثر هذه الأغنية التقليلية (نسبيًا) على طرق أخرى للعثور على مستمعيها، خاصةً إنتاجها النظيف المصقول والمتزن، وغناؤها الميّال للتركيز والهدوء، وحتى الحِرفية، بشكلٍ يجعلها مريحة للسماع. إن كان الصخب من فضة، فالتركيز على ما يبدو من ذهب.

٤٩- زملوا | البلوكلثوم

رغم مشاكل هذه الأغنية توزيًعا وانتاجًا، يتألق البوكلثوم في أغنية صادقة تطفو فوق هذه المشاكل بفضل ما فيها من شعرية عالية وغناء مفعم بالتفاصيل والشعور. يوسع البوكلثوم حقل مفرداته في زملوا للخروج بتعابير مبتكرة، غناها بأسلوب حميمي هادئ يناسبه، لم نعده منه في أعماله السابقة.

٤٨- آليي | سمارا وهادي الأرتيست

كانت آليي التحالف الوحيد لسمارا مع رابر آخر هذا العام وحتمًا إحدى أفضل التعاونات التي صدرت في هذا المشهد. رغم أن كلا الرابرز يؤديان مقاطعهما بسهولة وانسيابية ظاهرة، إلا أن جهدًا كبيرًا وضع ولابد لتغليف الأغنية بمزاج واحد متناسق. تثمر التعاونات في الراب عامةً عن الكثير من الحماسة لدى المستمع أو المتابع حين تجمع أسماء شديدة الشعبية، لكن في آليي تمتد هذه الحماسة والحيوية لتظهر على سمارا وهادي الأرتيست حيث من الواضح مدى استمتاعهما بإنجاز هذا التعاون.

٤٧- بلا آيه كود | بلاكود

أصدر الرابر التونسي المقيم في قطر عدة أغاني عتيدة العام، منها بلا آيه كود ونِكست ومالي ومالي، اللواتي أرفقها جميعًا بفيديوهات تطور فيها أسلوبه البصري بخطوات واسعة وواثقة. تبرز بلا آيه كود بين الثلاثة بكلماتها التي يصعب تتبع الحدود فيها بين ما هو جاد وما هو تهكمي، فيما تبرز مهارات بلاكود التسجيلية عندما نركِّز مع الآد ليبس والظلال الصوتية التي يصنع بها عصابةً من نفسه. عندما يصل بلاكود إلى عبارة: “أنا وشيطاني نتحاور / بلاكود أقوى من اللنتا (اللي إنتا) تتصور” تهز رأسك متفاجئًا بكم المفاجآت الصغيرة التي رصفها بلاكود بسلاسة على طول هذه الأغنية.

٤٦- سنيوريتا | حليوة ودي جاي حميدة

منذ بداية نجاحه الشعبي في ٢٠١٣، تخصص حليوة بالوقوف على حدود الراب المغاربي والبوب المغاربي، مستفيدًا من جاذبية الاثنين. على مدى السنين ومع ازدياد أهمية حليوة في كلا المشهدين، وأسس لقاعدة جماهيرية كانت بانتظار ألبومه الأول الذي صدر أخيرًا هذا العام، تحت اسم لا ستريت، وأصبح عملًا أيقونيًا في هذا الصنف الهجين الذي يختص به حليوة. أبرز تراكات الألبوم كانت التعاونية، كـ يما الذي سجله مع بلطي وحجز إقامة طويلة في قوائم الأغاني الأكثر سماعًا في المغرب الكبير، ثم هذه الأغنية التي تعاون فيها مع قطبٍ بارزٍ آخر من البوب المغاربي، وهو دي جاي حميدة.

٤٥- بيني وبينك | أنا ودادا

منذ صيف ٢٠١٧، نزَّل الثنائي أنا ودادا المكوَّن من يوسف أبوزيد ومصطفى الكاشف ثلاثة شرائط مزدوجة، آخرها الشريط ثلاثة المكون من أغنيتي بيني وبينك والنملة. بيني وبينك التي تحمل الكثير من صوت البوست بنك الخاص بأبوزيد في مشروعه بانستارز، تجذب مستمعها عبر أكثر من إيقاع شغّالين بالتوازي، لتبدو كأغنيتين أو ثلاثة يعملون على أكثر من مشغل موسيقى، يصول ويجول فوقهم السّنث كشخص سكران لا يميز بيته الخاص، ثم تأتي عينات صوتية بشرية لتضفي وزنًا عاطفيًا للكوكتيل العنيف هذا.

ملاحظة: قام الثنائي بحذف التراك بعد قترة من إدراجه في القائمة.

٤٤- رب الكون ميزنا بميزة | حمو بيكا

بسبب حداثة وقلة النقد (والتناول الجدي عمومًا) للمهرجانات، لا يزال الموضوع ضبابيًا عندما يتعلق الأمر بالأصناف الفرعية، لكن أي متابع حثيث سيميز بوضوح قالبًا خاصًا للمهرجان الاسكندراني، قائم على تكرار وحدات ثابتة من حوالي أربعين ثانية، فوق إيقاعات شبه ثابتة، بدون أي لازمات أو جسور، وبطول إجمالي طويل نسبيًا يتراوح بين الست والثمان دقائق في العادة. قد يبدو المهرجان الاسكندراني مقننًا ورتيبًا لدرجة قاسية، وقد يكون كذلك بالفعل، لذلك فقد استفاد هذا الصنف من المهرجانات من ظهور حمو بيكا، الذي وضع أسلوبه الخشن التلقائي في أنسب مكان، إذ أن شخصية المغني هي إحدى المتغيرات القليلة التي قد تدفع المهرجان الاسكندراني بالعموم للاكتساح واحتلال مكانة هامة في المهرجانات خلال العام الماضي.

٤٣- فاوِل | مروان موسى

الكثير مما يمكن أن نقوله عن هذه الأغنية يختصر في عنوانها الإنكليزي، الذي قلبه مروان من Foul إلى Fawel، جاعلًا اللهجة المصرية المرجعية الأولى فوق كل شي. هناك الكثير من ذلك في الأغنية، إذ عثر مروان على قالب من وحدات رباعية الأسطر لخلق مونولج راب من نوعٍ ما، يتراوح بين حس الدعابة المصري وبين التبجح. في بعض الأماكن، يستخدم مروان الآد ليبس للرد على أسطره أو التعقيب عليها، معززًا طابع المونولوج الفكاهي، ومؤسسًا لتوجه جديد خاص به في الراب المصري.

٤١- متدعفل X لسا | موسى

لو وضعنا رهاننا على ثلاث فنانين يافعين نتنبأ بانفجارهم العام القادم، سيكون موسى قطعًا من ضمنهم. سوى أن عهد موسى في الراب المصري قد بدأ بالفعل. بعد ألبومه الأوَّل OV، أصدر موسى العام الماضي تراكين وضعاه مباشرةً مع نجوم الصف الأول في الراب المصري. أولًا كان تراك مهما تكلمت للسما القصير، الذي يدور حول أحد أكثر المواضيع ألفةً لدى موسى، وهو التوهان. ثم جاء هذا التراك المزدوج المكون من أغنيتين، لتتجلى فيه مواهب موسى المتعددة في الكتابة والإلقاء والتهكم وبناء المزاج، إلى جانب مقدرته على التعامل مع بنية معقدة كهذه والاستفادة من إمكانياتها بتمكن.

٤٠- باهزر معاك | رابتور

يعطي هشام رابتور مثالًا عن كيفية إنتاج أغنية راب جذابة تكتمل فيها جميع العناصر، من الفيديو للفلوهات للحضور للتوزيع. يتلاعب رابتور بالكلمات بخفة كلاعب كرة حريف يستعرض مهاراته، حيث يلقي جمل مركبة مرصوصة بعناية ومقسّمة على بارات بمهارة. ما يميز الأغنية هو أسلوب رابتور الذي يمتاز بالسلاسة وحس فكاهي ذكي غير لحظي، ويتضح أكثر مع إعادة سماع الأغنية، فيصير عنوان باهزر معاك معبرًا بصدق عن فكرة الأغنية وشخصية رابتور غير المتكلفة.

٣٩- تشا را | شايفين وأونزا وتوتو وماد ووست

تشا را واحد من أفضل الأغاني التعاونية لهذا العام في المنطقة العربية. يتألق كل من شايفين وطوطو وأوينزا وماد ووست بفلوهاتهم وأساليبهم المختلفة، فتكشف الأغنية عن ما هو جديد ومستمر بالتنوع حتى آخر ثانية. ما يزيد الأغنية جمالًا هو البيت الذي ينفجر بالبايس في التوقيت المناسب، اللحن الذي لا يفارق الأذن، والكورس الذي لا يمل من تكراره، بالإضافة للفيديو الذي قاموا بتصويره بشكل تلقائي من تروكاديرو أمام برج إيفل. أغنية حافلة بالحماس وتعد بوابة وملخص لمشهد الراب المغربي الذي وصل إلى قمته هذا العام.

٣٨- الحب المهرب | دينا عبد الواحد

في ألبومها المميز خُنّار والذي تتناول فيه جوانب شخيصة من حياتها وقضايا اجتماعية تثيرها بالمنطقة، تغني عبد الواحد في الحب المهرب عن حبها وعلاقتها التي يتدخل فيهم الآخرين. يعطي الإيقاع المتوسط والخامات الصوتية وطبقات السنث طابع غامض إضافي لأسلوبها الغنائي وصوتها المعبر.

٣٧- يا وردي | ماكي ماكوك وجملود

جلمود وجماعته من أهم المواهب اللي مرقت علينا، بس الشباب مقلين وإنتاجهم نادر. مع ذلك، كل إصدار بكون ثمين وبنستناه على نار. يا وردي تأكيد على الدرر المخبوءة عند جلمود

٣٦- بيتابريد| السينابتك وتامر النفار

صدور ألبوم السينابتك الأخير أم الموجات قد يكون عتبة تحول في مشهد الراب الشامي من الجماهير المختصة بالراب إلى الجميع. سمعت أغاني الألبوم لمئات آلاف المرات على الإنترنت، وبات التعثر بها بين طلبة الجامعات وفي السيارات أمرًا مألوفًا. في بيتابريد، نجد عدة عناصر ساعدت بهذا النجاح، كتدفقات السينابتك الخاصة به التي لا تكترث للأشكال التقليدية للتراب وتهرب نحو غناء أكثر مزاجية، وصوت السينابتك الذي يشد المستمع لمشاركته الغناء. يكسر تامر النفار النبرة الغنائية ويشد الأمور فجأةً إلى راب أكثر تقليديةً، على نحوٍ يعطي الأغنية دفعة زخم ومتعة إضافية.

٣٥- بلعب أساسي | علاء فيفتي ومولوتوف

كل المهرجانات وثلاث أرباع الراب في مصر قائمة على التبجح، الممتع في حالة فيفتي أنه يستطيع دعم تبجحه بنجاح وموهبة حقيقيتين. فيفتي يلعب أساسي في المهرجانات بالفعل، إذ أصبح هذا العمل أحد أكثر المهرجانات سماعًا خلال العام، بمشاهدات تقترب من العشرة مليون. كل المهرجان يشد، لكن أبرز ما فيه هو الفرس الأخير الميّال للتراب الذي يأتي كذروة مفاجئة متأخرة تخادع المستمع عندما يعتقد أن المهرجان على وشك الانتهاء.

٣٤- ألعبي | سمارا

حصلنا على ألعبي بداية هذا العام بعد أن بادر كلاي بالهجوم على سمارا في أغنيته كومبا. صدام الشخصيتين الأهم والأكثر شعبية في مشهد الراب في تونس أنتج بالضرورة أكثر المقاطع والبارات إحكامًا للسنة. لكن، فيما ندرك أن كلاي أحد أكثر مواهب جيله تفوقًا كلاميًا في اختيار وابتكار مصطلحاته ومفرداته، فإن سمارا في ألعبي أثبت بالمقابل كيف تُصنع أغنية متكاملة العناصر، سواء في الكتابة أو الأداء أو الإنتاج والتوزيع، وتتفوق من خلال جميع هذه العناصر مجتمعةً دون أن يطغى أحدها على الآخر.

٣٣- نمبر ون | محمد رمضان

خلف الواجهة الهزلية لهذا المهرجان والفيديو المرافق له، هناك الكثير من الأمور الجادة، على مستوى الموسيقى والخطاب. ما لا يمكن تجاهله في نمبر ون هو الصراع الطبقي الذي يمر به المهرجان، حيث عليه أن ينتحل هذه الصورة المصقولة المبهرجة ليفصل نفسه عن الشارع وعن طبقات معينة بغرض حصوله على فرص بث وترويج أكبر، والوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور. لكن ثيمات الثراء أثارت أعداءًا جددًا من طبقات جديدة، إذ عادى نجيب سويرس رمضان وأقصاه من مهرجان الجونة ودعم فيديو كوبرا لـ بشرى الذي هو بمثابة ديس ضد محمد رمضان.

كل هذا جدير بالذكر، لكن لا علاقة له بدخول نمبر ون هذه القائمة. الفكرة أن المهرجان قوي حقًا، بالـ هووك الآلاتي المقتبس بتصرف من أغنية ألايف لـ لِل جون، والكلمات التي لا تزيف شارعية وخشونة لا يعيشها محمد رمضان، ورمضان نفسه الذي يثبت عملًا تلو الآخر أنه خلق لأداء هذا النوع من المهرجانات التجارية. الأثر الواسع لـ نمبر ون في عالم المهرجانات شمل الكثير من الأسماء البارزة من أوكا وأورتيجا إلى شحتة كاريكا.

٣٢- دكابوطابل | زهير البهاوي

كل العيون تتجه إلى البوب المغاربي. بات للأمور على هذا الحال حوالي أربع أو خمس سنوات، ظهر خلالها الاسم تلو الآخر، والموجة تلو الأخرى، وشركة التسجيل تلو الأخرى، حتى أصبح هذا المشهد الأمل الرئيسي لمحبي البوب العرب الذين يبحثون عن موسيقى مواكبة ومنعشة وتحترم مستمعيها. ليست كل الأمور ذهبًا في البوب المغاربي، لكن هناك أغانٍ كـ دكابوطابل، خفيفة ونظيفة وممتعة، ترضي سميع البوب وتشد سميع الموسيقى البديلة ببعض الإلحاح، وهذا عظيم.

٣١- عايز فين (الأصل والريمكس) | مروان بابلو (وسادات العالمي ودي جاي فيجو)

“لو في ملك غيري تبقى بدعة / قتلت الجو مفيش فايض” ألقى مروان بابلو هذه العبارة فوق حبالٍ متماوجة من البايس، في أغنيته الثانية تحت اسمه الجديد (بعد أن أصدر أعماله السابقة تحت اسم داما)، وكان الموضوع أشبه بنبوءة تابعناها تتحقق مرحلةً تلو الأخرى على طول العام. تزدحم مشاهد المهرجانات والراب والتراب في مصر بعدة عصابات تبدو كممالك متنازعة، لكن بابلو استبق الموسم الأخير من المسلسل وأجلس نفسه على عرش من الأسطر اللاسعة والإيقاعات المحكمة، لتبدو عايز فين كإحدى تنانينه التي ساعدته على بسط هذه الهيمنة.

بعد صدورها بفترة، استقطبت عايز فين انتباه سادات العالمي الذي كان يرغب بالتوجه نحو التراب، فقام بالتعاون مع بابلو ودي جاي فيجو لتسجيل ريمكس مهرجاناتي للأغنية، حقق أكثر من مليوني سماع على المنصات المختلفة، وكان بداية عدة إصدارات جمعت سادات بمغني تراب مختلفين من المشهد.

٣٠- أنا غايب | زولي وأبانوب ومادو سام وأبيوسف

يلعب البيت دور البطل في أغنية أنا غايب، لكن لا يفرض نفسه بل يعطي المساحة لكل من أبانوب ومادو سام وأبيوسف كي يكشفوا عن جوانب خفية وجديدة لديهم. فبعيدًا عن الدسات والتمجيد في الذات، يتطرق الثلاثة إلى مواضيع وتجارب شخصية أكثر عمقًا من كونها مجرد تكرار لثيمات متعارف عليها في المشهد المصري. لعل الألحان والأصوات المستخدمة والطابع الغامض للأغنية جميعهم لعبوا دورًا أساسيًا في توجيه المواضيع. خليط قوي من الموسيقى والمواضيع وطرق الإلقاء التي تتنوع بين غناء أبيوسف وبارات أبانوب المتميزة والتي تحتوي على أفضل فلوهاته على الإطلاق، بالإضافة لاختيار مادو سام لخط رفيع بين الغناء والراب.

٢٩- دايرة على المصلحة | ويجز ومروان بابلو

تتجاوز دايرة على المصلحة كونها تجمع اثنين من أقوى الأصوات الجديدة في الراب المصري، إذ تظهر مع نهاية العام كأكثر أغنية صادرة من مصر قادرة على مواكبة صيحات التراب العالمية، كالميل القوي نحو الغناء على حساب إلقاء الراب التقليدي، والاعتماد على الأوتوتيون والفلاتر الصوتية كحجر زاوية تبنى عليه الأغاني. مزج وإتقان الأغنية من أفضل ما عمل عليه كل من ويجز ومروان بابلو على الإطلاق، ولا يزال فرس بابلو المتأخر من أقوى فرسات الراب العربية الصادرة في ٢٠١٨.

٢٨- بلاش نفسنة | خبط

على مدار آخر عامين ظل هناك تسائل ملح بخصوص ما الجديد الذي يمكن للمهرجانات تقديمه وإضافته، وهل وصلت المهرجانات إلى حالة من التشبع وستنتهي صلاحيتها تدريجيًا؟ لكن أتت أكثر من إجابة هذا العام، ولعل أغنية بلاش نفسنة أفضل الأمثلة على الجديد بالمهرجانات. اتبع فريق خبط معادلة ذكية تستعين ببعض عناصر التراب بشكل مقل، لتبعث الحياة بالمهرجانات من جديد. يتضح ذلك من أسلوب الغناء وتقسيم البارات واعتمادهم على المقاطع الثلاثية. ما يزيد المعادلة تشويقًا هو لحن الكلمات والإنتاج الموسيقي المتقن والإيقاع الراقص. يبتعد خبط وزوكا في أعماله الفردية التالية عن فخ موسيقى المزج بإنتاجهم صوت جديد يختلف عن صوت التراب لوحده أو المهرجانات كما عهدناه.

٢٧- قاريك | الراس وشب جديد والناظر

للوهلة الأولى يبدو أن الشباب قد عثروا على طريق جديدة بليغة للحديث عن مواضيعنا القديمة اليومية، لكن الطرق الجديدة للتعبير تفك الأقفال عن أبعاد أعمق وزوايا جديدة للنظر، تجعلنا نعيد النظر إلى البديهيات وكأننا نتعلمها للمرة الأولى. على كلٍ، ربع الرسالة في الكلمات وثلاث أرباعها في التوصيل. إيقاعات الراس المتماوجة والغنية هي فردوس لهواة تصميم الصوت والراب التقدمي، أما إلقاء شب جديد والديناميكية الواسعة المدمجة في صوته تجعل مقطعه يستحق التحليل كأغنية مستقلة بحد ذاتها.

٢٦- تعال | علي جاسم ومحمود التركي ومصطفى العبد الله

كان للأغنية العراقية بصمتها الملموسة هذا العام مع انتشار هائل تجاوزت عداداته المألوف بين الأغنيات العربية. أغنية تعال برزت بشكل خاص بين هذه النجاحات. بات من السهل سماعها في الأماكن العامة أو السيارات العابرة، وكان من الأسهل التقاط نغمتها وتكرارها في الرأس مع الإيقاعات الجذابة التي تتالى في مقاطعها. كل هذا غلّفه الاختيار الموفّق للألفاظ والمفردات التي تنتصر للهجة العراقية الشعبية الثقيلة.

٢٥- ساليني | ويجز

عند معرفة كم الأغاني التي عثرت على طريقها لإذاعات ومحطات التلفاز الموسيقية في العالم العربي خلال ٢٠١٨، ثم معرفة أن ساليني لم تعثر على فرصة مماثلة، لا يمكن التفكير سوى بفقدان الأمل بهذه المحطات. تتحدث هذه الأغنية إلى الكل، خاصةً المراهقين والشباب، وتحل ألحانها الوترية خفيفةً ومألوفةً على آذان الجميع، بينما يجذب صوت ويجز مستمعي الراب والتراب دون أن ينفر مستمعي البوب العربي التقليدي. هناك الكثير من عمرو دياب الشاب في ساليني، كل ما تحتاجه الأغنية هو جمهور أكبر.

٢٤- ممنوع اللمس | حلا الترك

بلاتنم ركردز هي إحدى أكثر شركات التسجيل إثارةً للاهتمام، وحتى الحيرة، في العالم العربي خلال العام الماضي. تأخذ الشركة المتفرعة عن مجموعة إم بي سي توجهًا شرسًا في تطويع صيحات السوشال ميديا لخلق ودفع أعمال موسيقية مواكبة، وفي لحظات تقدمية حتى. أبرز ما تقوم به الشركة، وما قد يؤدي لخلق صوتها الخاص، هو التقريب بين البوب العراقي / الخليجي والبوب المغاربي للاستفادة من الأنماط الإيقاعية في الأول والتوزيعات الإلكترونية والمقدرات الإنتاجية المصقولة في الثاني، لخلق أعمال مضمونة الرواج والانتشار، منها أغنية ممنوع اللمس التي تبدو كنتيجة لبرنامج ذكاء صناعي يصنع أغاني هدفها الأول والأخير تحقيقي عدة عشرات الملايين من المشاهدات على يوتيوب.

٢٣- أنا بمسي التماسي | مسلّم

بنى مسلّم نصف سمعته على غناء التراب ونصفها الآخر على تسجيل استعادات طربية / شعبية لأغانٍ عربية أيقونية مختلفة. في بمسي التماسي، يجد مسلّم فرصته في استعراض الجانبين. يأتي شق التراب في الأغنية بشكلٍ كبير من الآركديوسر (أيمن الصالحي) الذي رصف الإيقاعات النحاسية السريعة وسط جوٍ داكِن ومترف، محاكيًا إنتاجات التراب الضخمة، بينما ملأ مسلّم كل مساحة صوتية متاحة بغنائه المندفع والمسترسل الذي يجعل التراب يبدو كصنف موسيقي عربي ظهر في الثمانينات.

٢٢- كافيار | عصام

اكتشاف كافيار منتصف هذا العام كان مكسبًا وغنيمة حقيقية. شاركنا عصام في أغنيته مشاعر شديدة الخصوصية والحميمية، فتحت لنا بدورها الباب لفهم بيئة وخلفية وتجارب لم نكن ندركها في السابق. دمج راي الشاب حسني بعصرية التراب، وخرج بنتيجة نهائية لها وقع سحري على الأذن.

٢١- سلاي | منال والجراندي توتو

تحرص منال على جعل صدور كل أغنية جديدة لها حدثًا، استعدادًا لاحتلال مكانة أكثر سيادةً في ساحة الراب والبوب المغاربي. نزّلت ثلاث أغاني فقط العام الماضي، جميعها طبعًا مصورة، آخرها وأقواها كانت سلاي التي ألفها وكتبها وشارك فيها الجراندي توتو. يلقي كل من منال وتوتو باراتهم الحيوية الفتية فوق إيقاعات أوركسترا ذات صوت جاف وحاد من الطبول والأبواق والعينات الميدانية، والنتيجة أصوات ملحمية وضخمة لدرجة يصعب تشغيلها في حفلات ونوادي صغيرة.

٢٠- تكرهينيش | بنجون

لو كنت تتابع بنجون من وقتٍ طويل، ستجد لهذه الأغنية وقعًا عاطفيًا مضاعفًا، إذ تأتي لتعيد تفسير كل ما سبق وأصدروه من أغانٍ مفرطة في النرجسية العدائية. إلى جانب كلماتها الصادقة ربما إلى درجة غير مريحة، تحقق الفرقة معجزة صغيرة هنا على مستوى التوزيع. لا يمكن فهم أو استنباط أي منطق من العينات أو الأنماط الإيقاعية التي يستخدمونها بنجون، تبدو كأصوات عشوائية وغير مبررة كليًا، لكن في ذات الوقت يصعب، أو حتى يستحيل، تخيل الأغنية بتوزيع مختلف حتى لو بصوتٍ واحد. السعة المذهلة هذه لمخيلة بنجون الصوتية تجعل سقف توقعاتنا منهم غير محدودًا.

١٩- الليلة بدنا نولعا | فارس كرم

إن اتفقنا أنه بات من الصعب إيجاد أغنية بوب ممتعة لا تتشابه مع آلاف الإصدارات الأخرى، فسنتفق بسهولة أن الليلة بدنا نولّعا استثناء. الأغنية التي وضع لحنها فضل سليمان ووزعها عمر الصباغ تزخر بالإيقاعات الجذّابة منذ لحظاتها الأولى وحتى نهايتها، والتي تولد لاشعوريًا رغبة كبيرة بالحركة والرقص مما جعلها أغنية الصيف الأولى بامتياز هذا العام.

١٨- رايد فور مي | تريبي بويز

رايد فور مي هي أكثر تراكات صبيان التراب رواقًا. تتدفق بانسيابية وبهدوء قبل أن تأخذ وقتًا مستقطعًا لأداء مقطع كثيف متسارع البارات يناقش قضية جيل تريبي بويز بأكمله. في التراك حيوية تفرض نفسها وتفرض شبابها بأقل الأساليب مباشرةً وتكلفًا.

١٧- خربان | سادات العالمي وويجز وعمرو حاحا

كان هناك الكثير من الكلام منذ بداية العام عن كون المهرجانات استنزفت وخلصت صلاحيتها وأصبحت مملة، غالبًا من قبل أناس لا يسمعون المهرجانات أساسًا، وقد يكون مهرجان خربان أفضل طريقة للرد عليهم. كل ما في هذا المهرجان حيوي ومنعش، وكل ما فيه مشغول بعناية. إيقاعات المهرجانات مصقولة وتأتي في محلها، كاريزما سادات الأدائية مستغلة على أحسن وجه، وصوت ويجز المعسول بطريقة خبيثة يبدو كقطعة الأحجية الأخيرة.

١٦- للموت | حاجزلون وهيكل وأبو العيس

عمل أربعة من معازف على هذه القائمة وما ضل حدا لحدا حتى اخترنا الأغاني وتوازعنا كتابتها واتفقنا على ترتيبها، لهذا نعرف أنه ليس من الهين أن تجتمع أربعة أسماء على عمل تجريبي ذو مزاج خاص كهذا دون بعض التنازلات أو طغيان بعض الأساليب على بعضها، لكن لا شيء من هذا يحدث، والتفسير الوحيد أن الشباب أعطوا التراك ما يستحقه من وقت وأخذ وعطى وتجريب حتى أخذ شكله النهائي، المتقن من حيث المزج والمتماسك على نحو ملفت من حيث الراب والتدفقات.

ملاحظة: حذفت بلاتنم التراك بعد فترة من إدراجه في القائمة.

١٥- داليدا | سولكينج

سولكينج هو أحد أولئك الذين اكتشفوا الإمكانيات الأسلوبية التي يمكن العثور عليها عند مقاطعة التراب (خصوصًا المغاربي والفرنسي) مع الراي. بإمكاننا تلمس ذلك بوضوح في اللازمة الهادرة لأغنيته هذه، إلى جانب أسلوب إلقائه الغني عاطفيًا، والذي لا يستثني أي حرف أو مقطع صوتي من تجويده الخاص. جزء من جاذبية داليدا يأتي ببساطة من كون سولكينج يغنيها، خامة وشخصية هذا الصوت كافيتين لإجلاس المستمع وكأنه بين يدي حكواتي، ولنفض غبار الاعتيادية والتكرار عن موضوع الأغنية المألوف ليبدو صادقًا على نحوٍ خاص.

١٤- عادِ | الناظر وشب جديد

ليس من السهل اختيار أفضل تراكات الناظر وشب جديد، لكن عادِ تلخص تجربة الثنائي التي تسفر كل مرة عن أغاني ناجحة وتجربة شديدة التماسك. فلوهات قوية ومعاني مركبة وكلمات خفية ومقلة تكشف عن أعداء صوب العين في كل لحظة ومخاوف يحاولوا صنع أفراح منها. كما يتنوع أسلوب شب جديد وتتغير طبقاته، فمع إنتاج الناظر التقليلي المميز يتمنى المستمع أن لا تتوقف الأغنية التي تتكشف معاني كلماتها مع تكرار السمع.

١٣- آرجان | آنكونو

يتناول آنكونو في آرجان جوانب شخصية من حياته، فحينًا يشتكي من أصحابه وحينًا يفتخر بنفسه ويغني عن أحلامه. كما يعتمد موسيقيًا على بعض العناصر للتأكيد على المعاني التي يتطرق إليها، أهمها الأوتوتيون الذي يضفي أجواء حزينة وعاطفية، والبيت الثابت التقليلي الذي يسلط الضوء أكثر على موضوع الأغنية وكلماتها. لكنه يكسر هذا الثبات باتباعه أسلوب غنائي يتخلله بارات راب قوية كما عهدناه.

١٢- دولارات | أبيوسف وزولي

دولارات هي إحدى أكثر أغاني الراب صلاحيةً للتشغيل في نادي ليلي مما صدر العام الماضي، في العالم العربي وسواه. البطل هنا هو زولي، بقدرته المذهلة على تحويل عينات التلقيم وإطلاق النار المستهلكة لعنصر قوة وحماس رهيب في التراك، ودعمها بإيقاعات مشؤومة قريبة من صافرة سيارات الشرطة، كلها تنسجم مع مزاج أبيوسف الشرس في الكتابة، لتأتي النتيجة كأغنية يستحيل مقاومة الرقص عليها.

١١- كله بالحب | علاء فيفتي وزوكا ومصطفى حتحوت

أصدر فيفتي هذا المهرجان في مطلع العام، وهو توقيت لئيم، إذ ظللنا نقارن الكثير مما صدر بعده به، ومن الصعب القول إننا عثرنا على منافس. قوة هذا المهرجان تأتي من خلوه من الحيل، إذ لا يضم مقاطع من جنرات مختلفة، لا يلجأ إلى أصوات غير مألوفة في التوزيع، ولا يكسر أي من قواعد المهرجانات التقليدية. هو ببساطة مهرجان ديناميكي ومنتج بعناية، مسلٍ إلى أبعد الحدود، ولا يهترئ بسهولة مع الوقت.

١٠- إذا بنسى تنسيش | بنجون

يخلط بنجون بين المزاجات بطريقة تفتح أغانيهم لمجالات عدة ومشاعر متضاربة. في هذا الأغنية ذات البداية الجنائزية، والتي تستطيع تخيلها بسهولة خاتمة ألبوم ملحمي أو في نهاية درامي ثقيل، تدخل عنجهية بنجون المسكورة وعينات الرشاشات لتناقض المناداة وحس الفقد الذي يهيمن على الأغنية. قد تبدو أغان بنجون فجة بعض الشيء عند سماعها أول مرة، لكنها أغان معقدة فيها تهور وعنجهية الراكض نحو موته، في تصميم أصوات جاد ومستوى إنتاجي راقي. بنجون عالموت.

٩- إجرمن عنهن | مسلّم

إن ظهرت إجرمن عنهن كذروة ألبوم ما بعد الاحتلال، فالأسباب خلف ذلك كثيرة. هناك بدايةً كثافة الفلوهات وتبدلها المتواصل الذي يجعل من الأغنية رحلةً متكاملة عبر مزاجات متعددة ومختلفة. كذلك كان للتوزيع دوره في عدم تسرب لحظة ملل طوال أكثر من خمس دقائق. وقبل كل شيء، هناك كم المفردات الغريبة الغير مألوفة والجمل والتعابير المركبة بتجريبية كبيرة التي تميز مسلَّم دومًا وتغلف أعماله بالقدرة على إثارة الاهتمام والفضول.

٨- هاد الحكي عيه | السينابتيك وشب جديد

بما أن كل من السينابتيك وشب جديد والناظر كان بين أكثر المواهب التي ترقبناها وتابعناها هذا العام، فقد كان متوقعًا أن يأتي تعاونهم بنتائج فخمة. ما لم يكن متوقعًا هو كثافة التراك الذي كتب شب جديد والسينابتيك مقاطعه وأنتجه الناظر. لا يتمسك التراك ببنية الراب المرتبة المقاطع واللوازم، بل يركز على تقديم فلوهات جذابة، كل مفردة وقافية فيها مدروسة ومختارة بعناية لتتفوق على سابقتها.

٧- مارينا | الجراندي توتو

من وجهة نظر إنتاجية، التسجيل مع الجراندي توتو أمر مربك. من ناحية، لديك خامة صوت وكاريزما أدائية ممتازة، بإمكانك استثمارها عبر تعديل الصوت وتسجيله بعدة طبقات والانتهاء بفرسات راب مثالية، وهو ما يحصل في مارينا. المشكلة أن صوت توتو في هذه الحالة يشغل من المساحة ما يشتت المستمع عن الإيقاعات والجانب الآلاتي من التراك، وهي في حالة مارينا بالذات مصقولة وممزوجة بتوازن وإتقان نادرين في المنطقة. كل ذلك يصب في صالح تراك ديناميكي آسر يحتاج العديد من السماعات للاستمتاع بكل ما فيه.

٦- تراب بلدي | عصام

في إصداراته لهذا العام، من ناحية الصوت والصورة على حدٍ سواء، عمل عصام جاهدًا على تقديم أعمال فيها من التجديد والابتكار بقدر ما فيها من المتعة. حاول التجريب بصوته في الراب محتكًا بالراي في حين وبالموسقى الشعبية في حينٍ آخر. تراب بلدي حملت الكثير من هذا التجديد والتأثر بأنماط موسيقية أخرى عبر إيقاعاتها وتوزيعها، مع الإبقاء على أسلوب عصام المميز في الأداء.

٥- حامل الأسفار | الراس

أغاني الراس بتعبي الراس عادة، بس بألبوم بعد الهزيمة الراس بيعطينا أكم أغنية بتقشعر البدن، حامل الأسفار قد تكون أبرزهم. بيستخدم الراس الأبواق ليبني جو ملحمي بغني فوقه بصوت أوتوتيوني ممتع يتراوح بين التنغيم الديني وغناء الآر ان بي. كومبو وصله الراس نأمل أن يتمسك به لفترة. بعد مقطع هادئ بنسمع فيه سولو إلكتروني، بترجع بتدخل الأبواق حولين فيرس راب لتاخد الأغنية لذروتها الضروس. #سيغلب_الجسد_النحيل.

٤- أمل | أبيوسف

لو كان لدى بعض الرابرز في مصر فرصة في الانقلاب على أبيوسف العام الماضي، ولو كان لدى بعض المستمعين والنقاد فرصة لإطلاق عبارات من قبيل: “لقد فهمنا أبيوسف وصار أسلوبه متوقعًا”، فإن كل أولئك فقدوا الأمل عند صدور هذه الأغنية. من صوتي الفيد باك المتصالبين في المقدمة، واللذان يستمران كستارة فاخرة تحمل ظل بارات أبيوسف، تعرف أن الأغنية هذه هي شيء آخر. كلمات التراك المستسلمة وصوت أبيوسف المرهق كفيلان بجعل أكثرنا تفاؤلًا يطلق زفرة طويلة، لكن جمال الأغنية الصادم يعيد الرغبة في الحياة فورًا، بل يزيدها. بهذه الأغنية وغيرها مما أنتج أبيوسف في ٢٠١٨، موفقًا بين غزارة الانتاج والنوعية السوبريم، يستمر أبيوسف بفرض سيطرته كأفضل رابر في العالم العربي.

٣- ما دايم والو | سمارا

في فريق معازف الرئيسي، هناك من يختص بالراب والتراب وهناك من يختص بالروك والموسيقى الإلكترونية، هناك من يفضل الشام وهناك من يفضل مصر وهناك من يفضل المغرب الكبير، لذا من النادر أن تتكرر أغنية أو موسيقي واحد في قوائم السماع اليومي على هواتف الجميع. سمارا وأغنيته ما دايم والو هما استثنائي العام. هذه أغنية يستحيل أن تقول لا لها مهما كانت خلفيتك، سواءً كنت متآلفًا مع التوزيع أو أسلوب الغناء أم لا، وحتى إن لم تكن تفهم تمامًا ما يقال. أسلوب سمارا في الغناء يتجاوز الحميمية إلى الحرارة، يبرز ذلك على وجه الخصوص في اللازمة العبقرية التي تتقاطع فيها العديد من الأساليب الغنائية من العديد من الأصناف المختلفة، لتصبح إحدى أفضل اللوازم التي سمعناها حول العالم لهذا العام.

٢- عزبة الجامع | مروان بابلو وسادات العالمي

في أغنيته الثالثة، بلغ مروان بابلو قمته الإنتاجية المبكرة التي استمر في البناء عليها في أغانٍ لاحقة كـ فولكلور. يظهر اعتماده المسرف لكن الأنيق على البايس كإحدى خصائصه الأسلوبية الرئيسية، إلى عنايته المهووسة بتسجيل وتعديل واستخدام الأصوات، سواءً في مقاطع الراب الرئيسية أو الأصوات الثانوية التي تظهر في الخلفية وتغني نسيج الأغنية. عزبة الجامع هي أيضًا إحدى أكثر تعاونات سادات العالمي توفيقًا، إذ يحقق صوته الخشن المبحوح تكاملًا مع صوت مروان المصقول اللين، وكأنه يعطي مصداقية لاسم الأغنية.

١- بنساك | مقاطعة وشب جديد والناظر

“طريقك مش خضرا بلا هبل، مش عارف مع مين واقع” بهذه الكلمات القاسية التي يؤديها الناظر بأسلوبه البارد الكسول الذي تعلمنا الاعتياد عليه خلال العام، كطبيب يقول لك وهو يلعب على هاتفه أنه وجد سرطانًا سيميتك بعد أسابيع، يضع الناظر حجر الأساس لأفضل أغنية صدرت هذا العام، الأغنية التي يتفق عليها فريق معازف بحماسة وإجماع. فيرس مقاطعة مذهل بإتقانه، وقدرته على التحوير اللحني بطريقة لم نعدها منه سابقًا، ممهدا الطريق لدخول شب جديد، والذي عرفه قلة حتى ذلك الوقت بفضل أغان مثل كارلو، ليعلن عن ولادة أقوى ثنائي عرفناه في العالم العربي هذا العام. هذه أغنية جميلة جدًا آا جدًا، تجيّش المشاعر وتحفّز الأفكار. بالنسبة لنا، كفريق فيه عدة سميعة راب من شتى أنحاء العالم ومتابعين شغوفين للراب الأمريكي، نجزم أن بنساك لا تتميز فقط على المشهد العربي، بل تنافس عالميًا.