٢٠٢٠

أفضل ١٠ أغاني راي جديد من ٢٠٢٠

هيكل الحزقي ۲۲/۱۲/۲۰۲۰

ما شافوهاش | موح ميلانو

دشّن الجزائري موح ميلانو مسيرته المنفردة منذ سنتين بعد خروجه من أولاد البهجة، مجموعة أنصار نادي اتحاد العاصمة الجزائري التي تعاون معها سولكينج في ليبِرتيه. تعاقد موح ميلانو هذا العام مع شركة الإنتاج سكايبرود، وأصدر معها وبشكلٍ فردي عدّة أعمال قويّة، من بينها أغنيته المصوّرة ما شافوهاش.

في تقريرٍ إخباري عن الأغنية السياسية في الجزائر، تحدّث جليل باليرمو وموح ميلانو عن التأثير القوي لأغاني الملاعب، ودور الجماهير في تخصيب معاجم جديدة ساهمت في تشكيل الراي الجديد في الجزائر. حققت أغنية موح ميلانو نجاحًا واسعًا سريعًا بفضل لازمة هادرة لعب الكورال فيها دورًا رئيسيًا، وظهرت فيها بصمة أهازيج جماهير كرة القدم. كما استوعبت الأغنيّة جماليّات موسيقى الآلتراس في المنطقة، التي رأينا تأثيرها يمتد ليشمل راب هذا العام أيضًا، كما في أعمال ديدن كلاش في الجزائر وكلاي في تونس.

ما نديكش الفاكنسيا | أيمن السرحاني والشيخ مختار البركاني

منذ بداية مسيرته الرسميّة في ٢٠١٤، احتلّ أيمن السرحاني واجهة الراي الجديد، أو كما أشار إليه البعض الراي آند بي، في إشارة إلى النسخة الفرنسيّة من الآر آند بي. جمّع المغني مشاهدات فاقت المليار على يوتيوب وحده، وتجاوز أثره على البوب المغربي العقد الفائت أي موسيقيٍّ آخر.

في تعاونه الوحيد هذه السنة، ظهر أيمن السرحاني مع الشيخ مختار البركاني، أحد الوجوه القويّة للركادة المغربيّة والراي العروبي الشعبي. أضاف البركاني إلى التعاون إيقاعات الركادة ذات الجذور الأمازيغيّة  التي تميّز منطقة بركان شمال المغرب، وخامة صوت عروبي تحاكي الأوتوتيون بطريقة مختلفة. اختار المنتج هشام خطير توزيعًا استحضر من خلاله أجواء وأصوات الأعراس الشعبيّة في بركان، كما ساير السرحاني إيقاعات الركادة في لازمته الراقصة، ما مهّد لاكتساح الأغنية للأعراس فور صدورها.

سلامات | رضا الطلياني

لعب رضا الطلياني في ذروة مسيرته دورًا هامًا في تجديد صوت الأوتوتيون في الراي الجديد، حتّى أكسبه البعض لقب عرّاب الأوتوتيون، كما أدخل ثيمات التراب العصاباتيّة على الراي برفقة صديقه دالي الطلياني، عبر أغانٍ ضاربة مثل مافيوزي وفا بيني وسباجليا بيا.

انحسر الزخم في مسيرة رضا بعض الشيء العامين الماضيين، واكتفى هذا العام بإصدارات متقطعة كانت أهمها أغنية سلامات، التي تلت خروجه من السجن بعد إيقافٍ قصير بسبب حادث سير في الدار البيضاء. بأصوات نفخيات دافئة وإيقاعات تقليديّة، مالت الأغنية نحو ملامح الراي المبكّرة، كذلك عاد رضا إلى ثيمات الراي بدل التراب العصاباتي، بمقاطع مثل “كل خطرة تقولو مات” تذكرنا بأغنية الشاب حسني قالو حسني مات.

إيستوار شابة | فوضيل

عندما عاد فوضيل إلى الغناء منذ ثلاث سنوات، عبر تعاونٍ مع خرّيج آراب آيدول محمد عساف، بدا أنّه سيهجر الراي لصالح الإلكترو بوب المغاربي المعاصر، خاصةً بتعاونه بعدها مع أحد أبرز المنتجين الذين صقلوا هذا الصوت، رِد وَن، في أغنية أول داي أول نايت. لهذا، حققت أغنية إيستوار شابة احتفاءً كبيرًا هذا العام عندما أعلنت عودة فوضيل إلى الراي.

تعاون فوضيل هذه المرّة مع أحد أبرز منتجي الراي المغاربي، هشام خطير، لإعادة توزيع أغنية للشيخ المازوزي، أحد الأسماء التاريخيّة في الراي. بعيدًا عن الحنين بغرض الحنين، استعاد فوضيل ملامحًا واضحة للراي، من المقدّمة الحماسيّة المتخمة بالتحيّات إلى استعمال الأوتوتيون ووصلات الكيبورد بكثافة، ليقدّم تقديره لتجارب مؤثّرة من السبعينات، مثّلت جسرًا بين الراي القديم والطلائعي الذي دشّنه أمثال رشيد بابا وحسني وخالد ولاحقيهم.

باي باي سلام | جليل باليرمو

ظهر جليل في فترةٍ اكتسحت فيها مشهدَ الراي موضةٌ في استخدام أسماء مدن أوروبيّة في الألقاب الفنيّة للموسيقيين، في دلالة على هوس الهجرة الحاضر بقوّة في نصوص الراي. إلى جانب رضا الطلياني، قادر الجابوني، موح ميلانو، وفوفا طورينو؛ كان جليل باليرمو.

لو دخلتم مقهًى شعبيًا أو ركبتم سيارة أجرة في إحدى دول المغرب الكبير هذا العام، هناك احتمالٌ كبير أنّكم صادفتم هذه الأغنية. اعتمد جليل باليرمو وصفة بسيطة وناجحة، من نص بسيط يجمع مفردات من الأمثال الشعبية الجزائرية وتقليعات كلاميّة رائجة، مع إيقاعات إلكترونيّة راقصة تقرّب بين الراي والبوب، وأخيرًا لازمة غنائية جذابة يدعمها كورال نسائي في الخلفية.

القلب حنين | كادير تيريقو

خلال ازدهار سوق الكاسيت في التسعينات، انتشرت عناوين أشرطة من قبيل “أحزان الراي” أو “مجاريح الراي”، استخدمتها شركات التسجيل لاستهداف سوق الشباب المدمن حينها على الراي العاطفي. نلاحظ اليوم استمرار حيل مماثلة في الراي الجديد، إذ تحولت الاستعارات الميلودراميّة إلى عناوين وأوسام على يوتيوب، مع إيموجيز بكائيّة غريبة أحيانًا. يبرع كادر تيريقو في تلك الحيل للترويج لأغانيه التي تنهل من نفس النبع. يكفينا جرد سريع لبعض عناوينه حتى نلاحظ ذلك: عايشين بلا والدينا، غبيتني راهي تزيد، راهي عاجباتك كي نسكر ونبكي، والقلب حنين. يشحذ كادير مواضيعه من سرديات الدراما الوجودية للشباب وبكائيات الهجرة والفراق، مثل عومي يا فلوكة التي تعامل فيها مع زقزوق، أحد أهم الموزعين وعازفي الكيبورد في الراي الجزائري.

اعتمد كادير تيريقو في القلب حنين على طبقة أوتوتيون موافقة لصوت الكيبورد، ونقلات إيقاعيّة وارتجاليات كيبورد مواويليّة مطوّلة، مطرّزة بأصوات أنين وفواصل تطريبيّة تجامل التغيّرات في خامة السنث. كما أتخم الأغنية بتحيات على اليمين والشمال، جامعًا أسماء الذين تعاون معهم في إنتاج الأغنية، مع أسماء أصدقائه اللي “بكات العين عليهم” مثلما يقول.

يا دنيا | أكرم ماغ

يعدّ أكرم ماغ من أهم الأسماء في تونس – رغم قلّتها – التي استوردت صوت الراي الجزائري، وتونسَته من خلال مواضيع وإيقاعات وخصوصيات اللهجة المحلية. في أولى أغانيه المصورة هذه السنة، واصل ماغ تعاونه مع المنتج أسماروس، الذي شاركه هذه المرة تلحين الأغنية أيضًا. ثبّت أكرم ماغ أسلوبه في المزاوجة بين مضامين رائجة في المزود والراي: “يا دنيا خذيتى مني أحلامي / يا دنيا قتلتى فيا غرامي / يا عمرى انا لشارب كاسي”، كإحدى مجالات التقاطع والتقريب بين المشهدين؛ حركة شهدناها من قبل في أسلوب منزل بورقيبة.

تأثّر أسلوب أكرم ماغ في الغناء بالشاب خالد من حيث التلاعب بين القرار والجواب، مع تلوينات تتخللها تأوهات متقطعة، فيما وضع أسماروس خلفية كورالية خافتة شبيهة بأغنية ليبِرتيه لسولكينج وأولاد البهجة، أضافت مزاجًا نوستالجيًا أصبح إحدى علامات أسلوب أكرم ماغ.

دلالي | خالد وغاشي

قبل أشهر قليلة أعلن خالد – الذي تخلى عن لازمة الشاب المميزة لمغني الراي – عن ألبومٍ قادم يجمع تعاونات مع أسماء عالمية، مثل دي جاي سنايك وسولكينج وفرنش مونتانا، تزامنًا مع وفاة الكولونيل السنوسي، الذي كان وراء إصدار أهم ألبومات خالد المبكّرة، الكوشي (١٩٨٨). تعطّل صدور الألبوم بعد أن كان موعده الأصلي في أيلول / سبتمبر، لكن خالد عوّض التأخير بأغنية دلالي، التي جمعته مع الرابر الألباني-الأمريكي جاشي. استمع خالد إلى أغنية روزز من ألبوم جاشي، ودعاه إلى تعاون أول بينهما. استلهم خالد العنوان من إصداره القديم ها دلالي، واستثمر نجاح المفردة – ها دلالي – التي ترددت في أغاني راي ضاربة، سواء معه أو مع حسني وفي إصدارات ريميكس عالمية، وطوّعها لصالح لازمة جذابة أضاف إليها جاشي مقاطعًا غنائية على طبقة صوتية قريبة من خالد مع طابع راقص.

نبغيك وما تبغينيش | فيصل الصغير ومايا

صدرت هذه الأغنية نهاية كانون الأوّل / ديسمبر من السنة الفارطة، إلّا أنّها انتشرت بفضل الفيديو الذي جمع فيصل ومايا في إحدى البرامج التلفزيونية التونسية هذا العام. تعدّ نبغيك وما تبغينيش من تعاونات الراي النادرة بين الجزائر وتونس، حيث لعب منتج الأغنية، دي جاي عادل، دور الوسيط بين الموسيقيين وشجّعهم على التعاون، بعد أن بنى سمعته في المغرب عبر تعاونات مع أرماستا ويونس المغربي وماستر سينا وزينة الداودية.

سبق لمايا أن سجّلت نسختها من توحشتك أنا لفيصل الصغير في استوديو دي جاي عادل، ما أوحى له بفكرة جمع المغنيين في عمل مشترك. وضع عادل لحن الأغنية قبل فترة، وشاركه رضا شريف بكتابة كلماتها، لتبدو كأغنية حواريّة عاطفيّة مثقلة بالعتاب والتحسر، بشكلٍ ينسجم مع ثيمات ومعاجم الراي المعتادة.

غرامي | هشام سماتي 

تعودنا مؤخرًا أن نسمع أغاني تراي من مشهد التراب في المنطقة، إذ كان المنتجون والرابرز يستمدون عينات وأساليب غناء ومعالجة صوت من الراي لتطعيم وتدعيم أسلوبهم في التراب. عكس هشام سماتي هذه المعادلة، واستعان بإيقاعات التراب ضمن قالب الراي، حتى صار يكتب تصنيفًا ثانويًا تحت أغانيه: تراب – راي. يكتب هشام سماتي أغانيه ويلحنها وينتجها بنفسه، مثل أغنية غرامي التي وظّف فيها إيقاعات تراب مع أسطر أربيجياتور استبدلت أسطر الكيبورد المرافقة للحن، وعززت من وقع اللازمة الغنائيّة الميّالة إلى البوب التجاري سريع الرواج.

بفضل أسلوبه العكسي في التراي، أصبح هشام سباتي من أهم منتجي ومغني الراي مؤخرًا، يتشارك سعة وعمق الأثر مع أيمن السرحاني، إذ امتدّ التأثر بأسلوبه ليجمع مشاهد مختلفة، اخترقها هشام خلال تعاونات مع أسماء عتيدة مثل المغربي إلياس تيو تيو والجزائرية الشابة سعاد.

المزيـــد علــى معـــازف