.
صاغ مارك فيشر مصطلح الحداثة الشعبية، الذي سأتجرأ على تلخيص معناه بأنه فترة في موسيقى البوب انتهت بحلول منتصف الثمانينات. هذه الفترة متنوعة موسيقيًا، لكن ما يجمع موسيقيّيها هو أن النجاح الجماهيري والدفع بالحدود الصوتية والتجريبية بعيدًا عن المألوف لم يكونا متعارضَين. لتبسيط الفكرة أكثر، هي فترة كان فيها هناك تناسبٌ طردي بين درجة التجريبيّة ودرجة الشعبيّة. البيتلز من الأمثلة الكلاسيكية على تلك المرحلة، التي بلغت ذروتها مع فرقة ديفو، ونهايتها مع فرقة ببلِك إيمِج ليميتد، نيو أوردر، وفرق أخرى من الفترة المسماة بوست-بانك. يمكننا القول إن الحداثة الشعبية غفت في التسعينات، مع بعض الاستثناءات بالطبع، وقتها أصبحت الجماهيرية والدفع بالحدود الصوتية ثنائيةً مستحيلة، وأصبح على الموسيقيين أن يقرروا إما أن ينساقوا مع التيار أو يحافظوا على تجريبيتهم ويقنعوا بالتحول لثقافةٍ فرعية.
باعتقادي، نحن الآن – بفضل الراب والبوب الأمريكيَّين بجزء كبير – على طريق بعث الحداثة الشعبية من جديد، التي هبّت نفحةٌ منها لدى صدور ألبوم كانيه وِست في ٢٠٠٨، ٨٠٨ أند هارتبرايك، والتي أصبح بإمكاننا رؤية علامات أوضح لها حين صدر ييزَس في ٢٠١٣، لـ كانيه أيضًا، وإف يوَر ريدينج ذِس إتس تو لايت لـ درايك في ٢٠١٥. هذه كانت أولى الأعراض، ومع اقتراحاتي لأفضل ١٠ ألبومات راب أمريكية في ٢٠١٨ سأقول إنه يمكننا الآن القول إننا نعيش انبعاثاتٍ عميقة للحظة أُخرى شديدة الإثارة في تاريخ الموسيقى، حيث أصبحنا جاهزين للتذوق من طبق النشوة الصوتية والمغامرة السمعية وكسر القواعد الموسيقية ذاته.
https://www.youtube.com/watch?v=orGu5lQsgNg&list=PLr7DYSvR_6eNtG8gcQZFXuim8R16BlSad
https://www.youtube.com/watch?v=-7k-yT91tdM&list=PL1Dr1DqTl2o0oxO7GU84brO89XkAFMK9M
https://www.youtube.com/watch?v=SJzFSxe__fg&list=PLUuiba6ko475qUKTAAeKjm5w0ZIvSiv7-