روحي يا نسمة | استعادات شاب حسني

استعاد الشاب حسني الكثير من الأعمال غناءً وتوزيعًا، بعضها من الجزائر والراي، كما استعاد أغاني قديمة لعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، وحتى جورج وسوف، مرورًا بشارات مسلسلات مصرية مثل ليالي الحلمية.

(طال غيابك يا غزالي) روحي يا نسمة | جورج وسوف

روحي يا نسمة هي من أجمل الألحان التي قدمها جورج وسوف خلال مسيرته الطويلة، أغنية من ألبومه الأول، كانت الأشهر والأهم وقت الحرب الأهلية في لبنان. منح نور الملاح الأغنية لحنًا يحمل شوق وحنية وحزن، يجبر كل من يسمعه أن يدندن معه. انتقل هذا اللحن ليصبح الرئيسي في طال غيابك يا غزالي، والذي نسمع حسني يدندنه في بداية الأغنية جزائرية الطابع ومنتصفها.

شفتها تبتسم | شيخ محمد بلخياطي

كاد شاب حسني أن يسجن بسبب هذه الأغنية، وحكم عليه بسنة مع إيقاف التنفيذ وغرامة مالية. فالمطرب الأصلي، محمد بلخياطي، أحد مطربي الراي من الجيل السابق لحسني، قد رفع قضايا على مطربين كثر من جيل حسني، أو من هم أكبر منه مثل دحمان الحراشي وأحمد وهبي. رغم كل هذه القضايا، استمرت الأغاني بالصدور. المفارقة أنني لم أجد نسخة من الأغنية بصوت محمد بلخياطي، لكنني بالطبع وجدت نسخة شاب حسني.

جار عليا الهم | بلاوي الهواري

بلاوي الهواري هو أحد رموز الغناء الجزائري، وابن مدينة وهران، مدينة شاب حسني. كبر شاب حسني على أغانيه، ومن بين الأغاني اختار حسني جار عليا الهم وقام بإعادة توزيعها بشكلٍ معاصر، وأضاف على اللحن الكمان وآلات الإيقاع. تجد الفرق بين النسختين وكأن بلاوي يجلس أمام البحر حزينًا بكل هدوء ووقار، أما شاب حسني يقف في ميدانٍ عام ويصرخ بأعلى صوته معبرًا عن حزنه.

المنايفة | سامي الجزائري

وكأن شاب حسني قرر أن يعيد إحياء كل مطربي الجزائر ممن رحلوا مبكرًا، كما رحل هو لاحقًا. سامي الجزائري مطرب رحل وهو في بداية الأربعينات إثر حادث سيارة، من أشهر أغانيه يا بنات الجزائر. غنى له حسني أغنية المنايفة، وللأسف لم أجد نسخة بصوت سامي.

مانحكي | رابح درياسة

دائمًا ما يبحث شاب حسني عن اللحن والكلمات الجميلة، ليعيد توزيعها بموسيقى معاصرة، وغالبًا ما لا تشعر أن الأغنية هي إعادة توزيع، تشعر وكأنها كتبت للشاب حسني. ربما كانت هذه أهم صفة لهذا الجيل من مطربي الراي، شاب حسني ومن قبله شاب خالد، كانوا قادرين على تملك موسيقاهم والغناء بكل جوارحهم. هنا، ينقل حسني هذه الأغنية الشعبية الجزائرية إلى نطاق الراي بكل حرفة وإتقان، وهي أغنية ظهرت للمرة الأولى في نهاية الستينات، لأحد رواد الأغنية الجزائرية المعاصرة، رابح درياسة.

نغدى نشوف زينة لبنات | الشيخ عبد القادر الخالدي

أحب الشيخ عبد القادر الخالدي فتاة اسمها بختة، وكتب قصائد كثيرة يتغنى بها وبجمالها، ويحكي فيها عن أحوالهما من الغرام والخصام. غنى الشاب خالد مجموعة من أبيات الشيخ عبد القادر في أغنية بختة، مثل ما غنى قبله بلاوي الهواري أيضًا، وأخيرًا لحقهم شاب حسني الذي التزم بلحن الشيخ عبد القادر. لم تنتشر نسخة حسني مثل نسخة شاب خالد، ربما لأن لحن شاب خالد كان الأكثر حزنًا.

تندمي على فعالك | محمد بوليفان

محمد بوليفان مطرب جزائري كان أحد ضحايا الأحداث الدامية في الجزائر من اغتيالات، التي استهدفت الفنانين وراح ضحيتها لاحقًا شاب حسني نفسه. رحل محمد إلى فرنسا لفترة، وترك الفن ما يقارب الـ ٢٠ عام، قبل أن يعود لتقديم أغانيه القديمة بتوزيعات جديدة، وتقديم مشروعات جديدة. حسني كان معجبًا ببوليفان وأغانيه، فقرر أن يعيد أغنية تندمي على فعالك، بتوزيع مختلف، ومساحة أكبر للآلات الإيقاعية والساكسفون، أضاف حسني روح جديدة للأغنية، ولم يقلد أداءه، هو أحب الأغنية واللحن فأعاد صياغتها بشكل جديد.

هي اللي بيا | شاب محمد لمين

محمد لمين أحد مطربي الراي من جيل شاب حسني. لم يحقق نجاحًا كبيرًا خارج حدود الجزائر، ثم اعتزل الغناء واتجه إلى الإنشاد الديني عام ٢٠١٦. كان مطربو الراي في تلك الفترة يعيشون أجواءً مقاربة لأجواء مطربي الجاز، إذا أعجب أحدهم بأغنية آخر يغنيها ويضيف إليها وتنجح النسختان، من ضمن هذه الأغاني كانت هي اللي بيا لمحمد لمين.

(علاش ديما وحدك) أهواك | عبد الحليم حافظ

في ١٩٥٦، غنى عبد حليم حافظ أهواك من ألحان عبد الوهاب وكلمات حسين السيد. أحب حسني هذا اللحن منذ طفولته، عاش بداخله، حتى قرر في التسعينات أن يعيد استخدام هذا اللحن الساحر، خاصةً جملته الرئيسية التي تحمل حزنًا كبيرًا، حزن أسر حسني كي يعيد استخدامه في أغنيته “علاش ديما وحدك علاش ديما حزينة علاش … ديما تبكي علاش، إحكيلي لي جرالك”. من بداية الأغنية تعرف أنك تستمع إلى أهواك، ثم يفاجئك حسني بكلمات أخرى، ثم يفاجئك أكثر ويغير اللحن تمامًا، لتستمع إلى لحن جزائري راي من المقام الأول، هكذا ينتقل حسني بين اللحن الأساسي ولحنه الخاص في مزج يؤكد قدرته على خلق موسيقاه الخاصة حتى لو كانت مبنية على ألحان أخرى.

(عمري عمري) علشان ماليش غيرك | فريد الأطرش

علشان ماليش غيرك هو أحد آخر ألحان فريد الأطرش، ألفه قبل وفاته بشهور وكان جزءًا من أغاني فيلم نغم في حياتي. رغم التقدم في السن والمرض، إلا أن فريد كان لا يزال قادرًا على تقديم لحنٍ كلاسيكي مطعَّم بالمقسوم والإيقاعات الشرقية، وكأنه في بداياته. لم تنل الأغنية شهرتها خارج نطاق محبي فريد، وكان حسني لم يكمل عامه السابع عند ظهورها ورحيل مؤلفها. أحب حسني اللحن، وتأثر بنبرة الحزن فيه وفي صوت فريد، وبدأ باستخدام اللحن وروحه الحزينة في تقديم أغنية عمري عمري. من وحي كلمات أغنية فريد، كان حسني يغني: “عمري عمري ما ضنيتكش تنسيني … نبغيك وتعرفي ما عنديش من غـيرك أنتي.” كان حسني يستحق لقب ملك الأغنية العاطفية، ينقل أغاني شرقية إلى عالم الراي، دون أن يقلد أو يمشي وراء أحد.

(علاش بنت الناس) كلام الناس | جورج وسوف

واضح أن حسني كان من جمهور جورج، يتابع أعماله لحظة بلحظة. صدرت كلام الناس في ١٩٩٤ وفقًا لمصادر على الإنترنت، العام الذي رحل فيه حسني، لكنه قبل رحيله قد غنى على نفس اللحن أغنية علاش بنت الناس. يقول البعض إن جورج هو من اقتبس اللحن من حسني، وأن أغنية حسني ظهرت عام ١٩٩٢، لكنني من سماع الأغنيتين عن قرب لا أعتقد ذلك.

(راني خليتهالك أمانة) شارة مسلسل ليالي الحلمية | ميشيل المصري

كل أغنية في هذه القائمة تفتح لنا رؤية جديدة على مكتبة حسني الموسيقية أو ذاكرته السمعية. مع بداياته الفنية في الثمانينات، كان العرض الأول لمسلسل ليالي الحلمية، ويتضح أن حسني شاهد المسلسل أو استمع إلى شارته وأعجبته، وقرر أن يستخدم موسيقى الشارة، وهي من ألحان ميشيل المصري، ليقدم أغنية راني خليتهالك أمانة. نجح حسني كالعادة في إعادة تقديم الألحان الشرقية في ثوب جزائري، ويقال أن الألبوم بيع منه أكثر من مليون نسخة في أول أسبوع.

(غدار) إيل فو توجور آن باردون | خوليو إجلسياس

خوليو إجلسياس مطرب إسباني، يتشارك بعض أوجه الشبه في بداياته مع حسني، فكلاهما كانا يحلمان بممارسة كرة القدم بشكلٍ احترافي، وبسبب الإصابة ابتعدا عن الرياضة واكتشفا حبهما للغناء والموسيقى. اختار حسني Il Faut Toujours Un Perdant، إحدى كلاسيكيات خوليو، وأعاد تقديمها بكلمات وغناء جزائري.