fbpx .

من باكو إلى كركوك | خوريات شمال العراق

نور الدين العايدي ۲۰۱۸/۰۷/۰۱

 الخوريات Horyatlar واحدٌ من أشهر أنواع المواويل uzun hava هي أحد أنماط الغناء الشعبي التركي المتوارثة والتي تُغنى عبر بعض القوالب التقليدية وتحتوي ألحانًا بإيقاعات غير منتظمة إذ لا تُعزف بحسب قواعد معينة بل يترك ذلك للفنان نفسه. uzun hava أي النفس الطويل لفظة اصطلاحية تستخدم للتعبير عن مجموعة أنواع المواويل الشائعة في مناطق عيش الأتراك المختلفة كمواويل البوزلاك والخوريات والبراك ومواويل الغربة والطريق. التي بدأت بين قبائل الأوغوز التركية قديمًا في وسط آسيا، وتطورت مع الزمن ليتم توارثها حتى اليوم. ينتشر هذا الفن في شرقي الأناضول وجنوب شرقها في العديد من المدن والأرياف مثل ديار بكر وأرضروم وإرزينجان وإلازغ وشانلي أورفا، ويتجاوز حدود تركيا ليحقق انتشارًا ملحوظًا خارجها أيضًا في خطٍ يصل بين أذربيجان شمالًا مرورًا بمناطق تركمان إيران ثم يقطع تركيا وصولًا إلى كركوك وأربيل وبقية مناطق تواجد التركمان شمالي العراق.

مَثَّلت الخوريات من خلال تنوع مواضيعها واحدة من أساليب سكان تلك المناطق في تعبيرهم عن أنفسهم وإثبات وجودهم عبر التاريخ، وتلاحمت ببلاغتها ومقاماتها مع أدق تفاصيل حياتهم، نجدها تارةً مساحة رحبةً للتعبير عن الحب والغربة والشكوى والتصوف وغيرها من المواضيع الوجدانية، وتارةً أخرى تصبح مساحة سياسية يُعبّر من خلالها عن الحماسة القومية والبطولة والحرب، أو تلوذ إليها تلك الشعوب لتحتمي بها وتحاول بها الحفاظ على تراثها وهويتها الوطنية. تعدى حضورها الجوانب الوجدانية أو السياسية لتحظى أيضًا بحضور يوميّ في شتى مناسبات الناس، فظلت ترافقهم لقرونٍ في الأفراح والأحزان وجلسات السمر والرحلات وجلسات المدائح النبوية والحضرات الصوفية، ما جعلها تجسيدًا لا يمكن تجاهله ليس فقط عند الحديث عن ثقافة وآداب تلك المناطق، بل وعند محاولة فهم الحياة اليومية والهوية السياسية والاجتماعية لمجتمعاتها أيضًا.

 من شانلي أورفا إلى أذربيجان

الخوريات في الأصل نظم شعري يتكون من رباعيات موزونة مجهولة الكاتب تم توارثها شفهيًا بين الأجيال المتعاقبة، وهي شعر رفيع مليء بالمجازات والتلميحات الذكية يهتم بالقافية ويعتني بتوظيف أنواع البلاغة ومحسناتها بتوازن، إذ يعد الجناس على وجه الخصوص واحدًا من أبرز قواعد نظمه التي تميزه عن غيره. يشيع هذا النمط الشعري بأسماء مختلفة، فمثلًا في مدينة شانلي أورفه يعرف ما تغنيه النساء بالمياني meaniوما يغنيه الرجال بالخوريات. أما بنيته الشعرية فتسمى في تركيا بالماني المقطوع الجناسي kesik mani، في حين يُعرف كل من النمط الغنائي والشعري لدى تركمان العراق بالخوريات ويسميه بعضهم بالقوريات، كما يطلق عليه البيات bayatıفي أذربيجان.

تعتبر الخوريات واحدة من أكثر أشكال النظم قدمًا وأكثرها قبولًا حيث يعتبر العديد من الباحثين هذه الرباعيات أول بداية للشعر الشعبي الشفهي لدى قبائل التركمان، وتورد المصادر التاريخية أمثلة على هذا الفن تعود إلى بدايات القرن السادس عشر نظمها الشاعر التركماني محمد بن سلمان المعروف بفضولي البغدادي Fuzûlîبقواعدها التامة. تُغنى هذه الرباعيات من خلال مقامات موسيقية متنوعة يعود العديد منها إلى قرون سابقةٍ وبالعادة يرافقها عزفٌ بصحبة مزيجٍ من الآلات الموسيقية لا سيما الساز والعود والقانون والطبل والناي وغيرها. تمتلك الخوريات أسلوب أداءٍ مميز نتج من اعتمادها لفترة طويلة وبشكل رئيس على صوت المؤدي القوي ونفسه الطويل ونبراته المميزة، خاصة في عصورٍ لم تمتلك هذا التطور التكنولوجي الحاصل في مجال الصوتيات الآن.

شاهد الفيديو على يوتيوب

بين الأذر وتركمان العراق

كان التنوع الجغرافي الذي حظيت به الخوريات عبر التاريخ عاملًا مهمًا في تطورها الأدبي والموسيقي، ما سهل انتشارها وتقبل الناس لها، فقد تحولت هذه الرباعيات إلى أداة تعبيرية مفضلة طوال قرون. توجد العديد من الأمثلة على خوريات تتشابه إلا من بعض الفوارق اللهجية تناقلت في العديد من المدن في كل من تركيا وأذربيجان ومناطق تركمان العراق، في دلالة مهمة على مدى تأثير هذا الفن على تواصل تلك الشعوب، لاسيما بين تركمان العراق والأذريين حيث تربطهم علاقات ثقافية عريقة تتجلى بوضوح في وجود أكثر من ثلاثين من الخوريات المتوارثة المتشابهة إلى حد كبير في تراثهما الأدبي رغم الجغرافيا المتباعدة.

إن كانت العلاقة بين تركيا وتركمان العراق تركزت بشكل كبير على الجوانب السياسية والاجتماعية، بدءًا من قربها الجغرافي ومرورًا بالمطالبة التركية بكركوك بعد اتفاقية لوزان، وصولًا إلى دور تركيا المتصاعد وانعكاسات الحروب والتوترات الأخيرة على تركمان العراق، فالعلاقة مع أذربيجان ظلت أكثر ارتباطًا بالهوية الثقافية واللغوية. لا يكتفي هذا الارتباط بالتشابه اللهجي الملحوظ بين التركمانية والتركية الأذرية، بل يمتد إلى عادات وتقاليد متشابهة أيضًا. كما أن العديد من مشاهير تاريخ الشعر التركي الذين كتبوا أشعارهم بالتركية الأذرية وتفتخر بهم أذربيجان اليوم هم من التركمان الذين عاشوا في العراق، مثل الشاعرين فضولي البغدادي ونسيمي. حتى تسمية البيات التي تطلق على نظم رباعيات الخوريات في أذربيجان تنسب إلى قبيلة البيات التركمانية التي يعيش أغلبها في مناطق مختلفة من العراق. تجددت هذه العلاقة التاريخية من خلال أبحاث الأديب الأذري غضنفر باشاييف، الذي جاء في ستينيات القرن الماضي إلى العراق مترجمًا مع شركة روسية ليعيش فيه ست سنوات، ويعيد اكتشاف عالم الخوريات ملاحظًا تشابهها مع تراثهم الأذري، ما جعله يبدأ رحلته كأول باحث غير عراقي يختص بالأدب والتراث التركماني، فقد كتب ٧ مؤلفات أصبحت مراجع مهمة للباحثين تناول فيها تركمان العراق وتراثهم لا سيما الخوريات، بين جمعها وترجمتها وتحليلها في سياق مقارن مع شعر البيات الأذري بهدف التعريف بها في العالم.

ازدهر هذا الفن بشكل خاص لدى تركمان العراق ليشكل لونهم الكتابي والغنائي المفضل. ذكر كركوك كان يستدعي إلى الأذهان نظم الخوريات وغنائها. أكثر ما ظل يميز خوريات تركمان شمال العراق هو تخليصهم هذا الفن من تحوله إلى مجرد تراثٍ يُستدعى في مناسبات مسروقة من الحياة المتسارعة، ومحافظتهم عليه كفنٍّ يرافقهم في حياتهم اليومية إلى يومنا هذا. كما أن طبيعية النظام السياسي في العراق وما أنتجه من ظروف داخلية، والحروب والأزمات التي عاشها هذا البلد شكلت مادة سياسية غنية لمختلف الفنون فيه، ما منح تركمان العراق أيضًا فرصة لتقديم فنٍّ غني قريب من إنسانه ويمس تفاصيله الاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى الجوانب الوجدانية التي اعتنى بها طوال تاريخه. بالإضافة إلى الطبيعة التركيبية اللافتة لخوريات تركمان شمال العراق والتي تميزت بأنها قصائد يستتر فيها المعنى خلف رموز وتلميحات ذكية، تلخص في رباعيات قصيرة مكثفة الشكوى من الحال كوسيلة للتحايل على الضغوطات والرقابة السياسية. مثل وصف مصائب الزمن وانتكاساته بالجراح ووصف الأمنيات بالحبيب، في مزيجٍ يتداوله الوجدان الجمعي ويستوعبه بسهولة بوصفه وسيلة ناجحة للتحايل على الضغوطات والرقابة السياسية، وعليه فلقد نمت الخوريات وتطورت لتصبح ممثل المجتمع التركماني في العراق ولسان حاله.

كركوك وطفرة الخوريات

ظلت كركوك نقطة نزاع محورية بين العديد من الإمبراطوريات عبر التاريخ، وأصبحت موطنًا للعديد من العرقيات المختلفة من الكرد والتركمان والعرب والسريان وغيرهم، ما جعلها بيئة خصبة لتطور الفنون الإبداعية المختلفة. تتابعت الهجرات التركمانية إلى كركوك ومحيطها أثناء الحكم العثماني، حيث ظلت المدينة لعقود عاصمة لولاية شهرزور شرقي الدولة العثمانية، فزادت أهميتها واعتناء الدولة بها، وتطورت بالنتيجة الثقافة التركمانية هناك.

حافظت خوريات تركمان شمال العراق إلى يومنا هذا على مكانتها التاريخية المميزة مقارنة مع نظيراتها في كل من تركيا وأذربيجان، فقد ظلت تقوم بوظائف اجتماعية وسياسية حساسة، حيث طورها أهلها وداوموا على نظمها وغنائها لتتحول إلى أهم أداةٍ أدبية غنائية للتعبير عن دواخلهم والمناسبات الاجتماعية والأحداث السياسية. بالإضافة إلى ذلك أصبحت منبرًا للتعبير عن الهوية القومية ودرعًا لحمايتها في ظل متغيرات الزمن. ظل الحفاظ على الخوريات نوعًا من الحفاظ على الهوية بالنسبة لتركمان العراق، فأبدوا اهتمامًا ملحوظًا بمساعي حمايتها ودمجها في الحياة اليومية الحديثة، فمثلًا تنتشر حتى يومنا هذا طقوس مقابلة الخوريات في شتى مناسبات المجتمع التركماني حيث يلتقي فيها العديد من مغني هذا الفن في منافسةٍ تتم من خلال حوارات سجالية غنائية تشعل حماسة المستمعين وتشبه إلى حد كبير النقائض الشعرية في العربية.

يعتبر كتاب الباحث العراقي التركماني عطا ترزي باشي، الخوريات والأغاني الشعبية في كركوك، الصادر عام ١٩٥٥، أول دراسة تحليلية ونقدية لهذا الفن في العراق. جمع الكاتب أكثر من ألفي رباعية من الخوريات التراثية، وشكلت دراسته ذروة عدة محاولات تدوينٍ جادة لحفظ هذا الفن الذي ظل لقرونٍ متوارثًا شفهيًّا. ظهرت أولى تلك المحاولات في أواسط القرن التاسع عشر على يد الشاعر التركماني سيد عرفي، الذي جال مناطق تواجد التركمان في شمالي العراق وجمع الكثير من رباعيات هذا الفن في عصره وما سبقه، لكن نشر ما جمعه لم يتم إلا بعد ذلك بنحو قرن (عام ١٩٥٠) على يد الباحث محمد حبيب الذي نشر جزءًا منها في كتابه الخوريات والأغاني الشعبية الكركوكية، لتبدأ بذلك واعتبارًا من خمسينيات القرن العشرين حركة نشطة لتدوين ودراسة فن الخوريات في العراق.

مغنون ومقامات

أثرت البيئة الثقافية والعرقية المتنوعة تاريخيًا في العراق بشكل عام ومدينة كركوك بشكل خاص على خوريات تركمان العراق، ما ميزها عن غيرها، فمثلًا لم ينحصر غناء الخوريات على التركمان فقط بل امتد ليشمل مغنين من بقية المكونات العرقية للمدينة، كما تميز هذا الفن عن غيره على صعيد البناء الموسيقي كذلك، فخُص بمقامات موسيقية فريدة كانت تسمى بأسماء مبدعيها أو أسماء المناطق التي نشأت فيها. تُنسب الخوريات إلى مقاماتها أو كما يسميها تركمان العراق الأصول usul، وتصل إلى أكثر من عشرين مقامًا تعود نشأة أغلبها إلى متوسط زمني يصل إلى قرابة ثلاثمئة سنة من الآن حيث تم استخراجها من أشكال المقام العراقي الأصيلة وأحيانًا من خلال مزج تلك المقامات معًا، فمثلًا استخرج من مقام سيكا المعروف مقامات عدة للخوريات مثل المخالف، اسكندري، أتيجي، التفليس، ومقام تهويدات ليلى. أما عن مزج المقامات فهنالك مثال عن مقام قره باغ الذي نتج من مزج مقامَي سيكا والحجاز.

يمتلك تركمان العراق ثلة من المغنين العمالقة القدامى والمعاصرين الذين ساهموا في انتشار فن الخوريات، كان من أبرزهم شوكت سعيد، مؤيد وحسن النجار، جهاد دامرجي ورشيد كوله رضا، أول من غنى مقام القره باغ الذي تعلمه أثناء أسره في أذربيجان أثناء الحرب العالمية الأولى، كما نقل رضا خبرته وتجاربه إلى الأجيال الجديدة من خلال إشرافه على تعليم العديد من المغنين الجدد من أمثال عبد الواحد كوزچي أوغلو الذي تميز حتى صار يعد شيخ الغناء التركماني ورائد فن الخوريات. نذر أوغلو حياته للغناء التركماني حيث غنى كل مقاماته وسجل ما يزيد عن ٥٠٠ أثر موسيقي، وسعى إلى كسر محلية خوريات تركمان العراق من خلال نشرها على أوسع نطاق حيث غنى للإذاعة البريطانية في الخمسينات، وغنى في نفس الفترة أشهر تراث كركوك وأقدمه في الإذاعة التركية لتنال أغانيه رواجًا ملحوظًا بين الأتراك وتزيد الاهتمام بتراث تركمان العراق. يعتقد باحثون أن المصدر الأساسي للأغاني التركمانية التي يغنيها المطربون الأتراك هو المغني عبد الواحد كوزچي أوغلو الذي شكل بغنائه جسرًا عزز التواصل بين الخوريات التركمانية والعالم.

لم تكن العلاقة بين الخوريات والمقام العراقي علاقة من طرف واحدٍ أبدًا، بل تشكلت عبر السنين علاقة خاصة قائمة على التأثر والتأثير بينهما في مشهدٍ لعراق كبير وجامع. تأثرت الخوريات كما أسلفنا بالمقامات العراقية، أمّا قراء المقام العراقي فلقد أصبحت عادة ترديد كلمات تركمانية مختلفة كلازمة غنائية لا يمكن الاستغناء عنها في تراثهم، مثل صوت أمان أمان وكلمات: يار، حبيب وياندم، احترقت وقولوم، وردتي وغيرها، على الرغم من عدم ارتباط هذه العادة بالقصائد المغناة، بل ويتجاوز الأمر مجرد الكلمات ليصل أحيانًا إلى غناء جملٍ وقطعٍ كاملة بالتركمانية في تحرير بعض المقامات .مثالٌ جليّ على ذلك في أغنية مالي أرى القلب التي يغنيها قارئ المقام يوسف عمر على مقام النهاوند، إذ يبدؤها بمقطع باللغة التركمانية قبل غناء القصيدة العربية. غنى العديد من المطربين والمطربات العراقيين لاسيما من جيل الرواد العديد من الأغاني الكاملة باللغة التركمانية مثل القديرتين سليمة مراد باشا وصديقة ملاية وقارئ المقام الشهير يوسف عمر في تضافر ملهم بين كافة العناصر الإبداعية المختلفة في العراق.

شكلت الخوريات أطروحة أساسية في النقاش الثقافي التركماني الداخلي بين فريقين، تأثر أولهما بالثورة الثقافية وعملية التوحيد اللغوية التي بدأت في تركيا، ويرى بأن لغة تركمان العراق مجرد لهجة ويدعو إلى ضرورة الاندماج والكتابة بالحروف اللاتينية والتحدث بالتركية الاسطنبولية كنوعٍ من توحيد اللغة والانحياز لفصحى ما. أما الفريق الآخر فيعتبر هذا التوجه سياسيًا بالمقام الأول ويرفضه، ويفترض تميز لغة تركمان العراق عن غيرها واستقلالها بذاتها، كما يدعي امتلاكها قواعد خاصة بها وطريقة لفظٍ تميزها عن غيرها. يدعو هذا التيار إلى عدم انفصال المثقفين عن روح الشارع وحماية موروث الخوريات الغني ورعاية تطويره بوصفه كنزًا وطنيًا يمثل تركمان العراق ولغتهم. يعكس حضور الخوريات في النقاش الهوياتي داخليًا وخارجيًا بالنسبة لتركمان العراق أهمية هذا الفن ومكانته التاريخية والحالية لدى هذا الشعب.

تميز فن الخوريات بالتحديد لدى تركمان شمال العراق على الرغم من وجوده في العديد من المناطق والبلدان التركية الأخرى، ويمكن أن يعزى ذلك إلى طبيعة العراق المتنوعة عرقيًا ودينيًا ومذهبيًا، كما أدى التحدي الذي يواجهه التركمان لحماية وجودهم الثقافي إلى تميزهم وسعيهم لخلق مساحات تعبيرية بديلة، وإلى نمو هذا الفن ليصبح الآن بمقاماته وتنوع مواضيعه وحضوره البارز في الحياة اليومية واحدًا من أهم أشكال الخوريات. مزجت الخوريات بلاغة الشعر وفرادة الموسيقى والمقامات لتنتج واحدة من أجمل ثمار تضافر الإبداع الأدبي والموسيقي، لكن يبقى أهم ما تتميز به الخوريات بعيدًا عن بنيتها الأدبية والموسيقية هو خطابها للناس، حيث ظل الكاتب في العديد منها مجهولًا لقرون لتكون المواجهة بذلك مباشرة مع النص ومشاعره، هذا الفن بشوقه وغربته وحزنه ورثائياته وحماسته ونفسه القومي والديني مرآة قد يرى المستمع فيها انعكاس صورته الآن.

المزيـــد علــى معـــازف