fbpx .

أبيات من بردة البوصيري | الزاوية البادنجكية

معازف ۲۰۱۸/۰٦/۱۱

“هالمجالس المباركة هي اللي مخففة علينا ظروفنا وأوضاعنا، اللي ما بيحضر هيك مجالس القعدة هون (في حلب) صعبة عليه، إنّما نحن ما شايفين صعوبة ببركة هالمجالس” محي الدين بادنجكي

تواصل خالد بادنجكي من فريق معازف مع أقربائه من آل بادنجكي في حلب منظّمي مجلس الذكر، وحصل على مقاطع حصرية لم تنشر من قبل، اخترنا منها أبيات من بردة البوصيري.

رغم كل ما حصل في مدينة الشهباء وتضرّر أجزاء من المدرسة الطرنطائية التي جرت فيها جلسات الذكر هذه لسنوات طويلة، لم ينقطع هذا التقليد ولا لمرّة واحدة. “الأذكار لم تنقطع من يوم اللي وقفت بالمنطقة الشرقية لحلب، يعني بالزاوية عنّا، فورا افتتح بجامع الشيخ عمر بمنطقة حلب الجديدة الذكر تبع يوم الأربعاء. حتى بحلب الجديدة من شي سنة وشوي كمان صار في ضغط وفِضيت فانتقل الذكر إلى منطقة المريديان بجامع الدرويش لعدة أسابيع حتى عادت الحياة الطبيعية لمنطقة حلب الجديدة ورجع لمقرّه،” قال محي الدين رضا بادنجكي، أحد القائمين الحاليين على جلسات الذكر.

تنسب الزاوية البادنجكية إلى عائلة بادنجكي بباب النيرب، وهي من أشهر زوايا حلب بعد الزاوية الهلالية، وطريقتها قادرية خلوتية. منذ عام ١٩٤٠، تعاقب  على رئاسة الإنشاد فيها رديف راجح وتلاه ابنه عبد القادر ثم تلا عبد القادر ابنه أحمد من كتاب شيخ المطربين صبري مدلل لمحمد قدري دﻻل، ويرأس الإنشاد فيها حاليًا الشيخ محي الدين راجح ابن عبد القادر.

يبدأ الذكر الجماعي دون مصاحبة آلية أو إيقاعية باﻷبيات اﻷخيرة من بردة البوصيري ممزوجة بأبيات من تخميس البردة وقصائد مديح أخرى. مطلعها “يا أكرم الخلق من لي من ألوذ به / سواك عند حدوث الحادث العمم”. يبطئ الإيقاع عند بلوغ بيت “يا رب صلِ على من حل بالحرم / طه الرسول الذي قد خص بالكرم” ويختلف المقام في جسر مهيأ للترقية، والترقية في مصطلحهم الانتقال بالصوت إلى درجة موسيقية أعلى من سابقتها، ولهم في ذلك أنظمة مقننة وقواعد خاصة ﻻ بد من معرفتها وممارستها كي يتهيأ إتقانها للمنشد والذاكر على السواء كتاب شيخ المطربين صبري مدلل.

يسرع الإنشاد مرة أخرى بترقية للدرجة التالية تمهيدًا للقفلة بأبيات مطلعها “ثم الرضا عن أبي بكر وعن عمر / وعن عليّ وعن عثمان ذي الكرم” مع تكرار بيت الدعاء “يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا / واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم” والبيت محوري في القفلة كما يبدو للسامعين. يتكرر البيت من جموع الذاكرين مع إسراع إيقاع الأبيات قبل القفلة بخاتمة البردة والذكر “وهذه بردة المختار قد ختمت / والحمد لله في بدء وفي ختم / أبياتها قد أتت ستين مع مائة / فرج بها كربنا يا واسع الكرم”

المزيـــد علــى معـــازف