.
في رمزية شاعرية تنعي جانرا ولدت ودفنت محافظة على قاعدة شعبية واسعة، اختتم المنتج الأسطوري وأحد أهم الأسماء المؤسسة للدبستب، سكريم، سلسلة أنرِليسد كلاسكس، وهي مجموعة ألبومات لأعمال غير صادرة تعود لخمسة عشر عامًا. تتكوّن المجموعة الأخيرة من ثمانية تراكات عمل عليها المنتج في الفترة بين ٢٠٠٣ و٢٠٠٧، أكثر فترات الدبستب حيويةً، وتحتوي على عيّنات اشتهرت في وصلات الدي جايز لأعوام، مثل ليمون وديبر كنسنتريشن. صدرت المجموعتان الأولى والثانية من التراكات في منتصف ٢٠٢٠.
رغم ندرة الرابرز النساء في المشهد التونسي، فرضت اليافعة إف بي كا (فاتن بن خالد) نفسها منذ سنتين كصوت نسوي صاعد. نزّلت الرابر مؤخّرًا سلسلة عيّنات مصوّرة من ألبومها الأول، الفينيكس، كانت آخرها قمر الليل بالتعاون مع أنيس دزيري. أظهرت إف بي كا تأثّرًا واضحًا بـ كلاي في تدفّقاتها وطريقة أدائها، فيما شحذ الدزيري كلماته السوداوية، مضيفًا مقاطع غنائية غلبت عليها التلوينات المشابهة للراي.
العام الماضي، انضم الموسيقيان لي تِش (من فرقة آلجيرز) ورايان ماهان إلى الفنان البصري براد فيوهلم لتشكيل مشروع Nun Gun، وتعاون الثلاثة مع عدّة عازفين لإصدار أغانٍ ذات توزيع معقّد وصوت تكثيري. أعلنت المجموعة مؤخرًا عن عملها على ألبومها الطويل الأوّل موندو ديكاي، الذي سيصدر لاحقًا هذا الشهر؛ وحصلنا هذا الأسبوع على الأغنية المصوّرة ستلث إمباير، التي تضم أيضًا مارك ستيوارت من فرقة البوست بَنك الإنكليزيّة السبعيناتيّة ذ بوب جروب.
في ظل انتعاش التعاونات مؤخّرًا في مشهد التراب المغربي، أصدر وانزة أغنية أوكي وايت التي جمعته بالجراندي طوطو، في ثاني ظهور مشترك لهما بعد تشارا التي صدرت أواخر ٢٠١٨. فرض طوطو نفسه في مساحة أدائية واسعة، فيما اكتفى وانزة بترديد اللّازمة. اكتفى وانزة السنة الماضية بإصدارات منفردة متباعدة، فيما زادت إنتاجات وتعاونات طوطو تمهيدًا لألبومه كاميليون، الذي سيصدر الشهر القادم.
في ألبومه القصير ماينادز يعتمد المنتج البريطاني آل ووتون أسلوبًا أكثر تقليلية عن ألبومه الرائع ويتنس والذي اخترناه ضمن أفضل الألبومات الإلكترونية في العام الماضي. مازال السب بايس ينبض وتتشابك فواصله الإيقاعية بشكل ساكاديلي، ولكن تظهر الألحان بشكل مقل ليفسح آل ووتون المجال للديلاى والريفرب لإظهار تأثير الدَب الواضح في تراكاته الأربعة. يسود الإصدار القصير مزاجًا غامضًا وراقصًا، يلتقط خلاله آل ووتون ما يروق له من مكوّنات البايس البريطاني.
“سيرك الدم” عرض متجول لتأملات دخيلة، يعكس إيقاعات ومشهد موسيقى الدَب عبر بيت مرايا شاسع الحجم. بهذه الكلمات قدّم المنتج ومؤسس تسجيلات ليمبو تايبس، تايتس ١٢، ألبومه الطويل الأول بلَد سيركس. على مدار ما يقرب من أربعين دقيقة يأخذنا المنتج البريطاني في جولة موسيقية يستعرض خلالها حرفيته في الدَب مدعمًا إياه بطابع شخصي طازج. يتفوق كل تراك في تفاصيله الدقيقة التي نتبينها مع السمع المتكرر، بينما تتصدر المقدمة الألحان المنعشة والبايس العميق المتراقص والمؤثرات الصوتية التي يأتي على رأسها الديلاى. تظهر في بعض التراكات بيتات لو-فاى والدبست، ولكن يحتوي الدَب تلك التأثرات بقوة. سيرك الدم هو عمل متقن متكامل في معادلته اللحنية والإنتاجية وغني في ديناميكيته وتعامله مع العينات الصوتية.
أعلنت تسجيلات أفنامه+فيدرجابه الألمانية عن أول ألبوم قصير للكاتبة والدي جاي كلوي لولا سيصدر على فاينل ١٢” محدود الكمية. يحتوي الألبوم على ستة تراكات تتراوح بين الإي بي إم والسنث وايف، وعلى عكس وصلات الدي جاي المفعمة بطاقة البوست بنك والإندستريال التي عرفت بها، ابتعدت كلوي في إصدارها الأول عن بانجرز حلبات الرقص وتوجّهت بشكل أكبر نحو رحلات سمعية أكثر استبطانًا.
بعد سنة حيوية حقّق خلالها نجاحات قوية مثل أفريكان وفراتلو، عاد الرابر المغربي ستورمي إلى التعاونات بأغنية ميزان التي جمعته بـ إنكونو، المحتفل مؤخّرًا بصدور ألبومه عربي. تعامل ستورمي مع المنتجين نايل وموبناش، الذي أنتج له سابقًا سمبريرو وبلار، كما عمل مؤخّرًا على أعمال متفرقة لـ ختك ودراجانوف. رصّف ستورمي وإنكونو تدفّقات مركّزة على إيقاعات تراب ثقيلة وأصوات فلوت، مع تلاعب جذاب بالعينات الصوتية في خاتمة الأغنية.
بعد النجاح الساحق لألبومه الطويل المزدوج، ترمينال، يعود زولي على تسجيلات يو آي كيو التي يترأسها لي جامبل لألبومه القصير الرابع، آل كابس. أعلن المنتج عن تاريخ صدور الألبوم، الثاني عشر من آذار / مارس، خلال عينة كين دماغ. يقدّم زولي في الألبوم ستة تراكات راقصة، نسمع فيها سرعةً وضغطًا أكبر مقارنة بإصداراته السابقة، من البايس الثقيل المعالج إلى بناء تجريبي للإيقاعات، يبشّر بتوجّه جديد في الموسيقى الراقصة التفكيكية. بدأ المنتج العمل على تراكات الألبوم مباشرة بعد ترمينال، ولكن تأجل صدوره بسبب تعرّضه لسرقة فقد فيها عدّته بالكامل.
بعد عدة إصدارات منفردة، عاد الرابر ومهندس الصوت ناركو إلى التعاونات بأغنية كلها ترولي مع صديقه القديم سنفارا، الذي سبق له الظهور في أكبر نجاحات الرابر كبرنا لنا، والجزائري فلان. احتوت الأغنية على إيقاعات ذات تأثير إفريقي واضح، أظهر ناركو وفلان فيها تقاربًا أسلوبيًا واضحًا مع ستورمي في أغنيته أفريكان الصادرة السنة الماضية. من جهة الفيديو المرافق للتعاون، استعان ناركو بفريق إخراج ضم سي أم فيلمز وترافيس غوست لتصوير مشاهد تمثيلية تعيد المداهمات الليلية على الأحياء ومحاصرة الشباب.
لا يكف إفيتسلس (إتيان سلافتشيف) عن التطرق إلى إتجاهات موسيقية مختلفة مع كل إصدار جديد له. بعد بضعة أشهر من إصداره Нелюбов، يعود المنتج البلغاري بعشرة تراكات في ألبومه الجديد بلاك ليف، والرابع له على تسجيلات أوبل تايبس. يأخذ سلافتشيف منحينيًا مظلمًا وموترًا، مشاهد صوتية داكنة وصارخة يتخللها الضجيج والإيقاعات المضغوطة. يوظّف سلافتشيف الدستورشن بحرفية على خامات إيقاعاته فيغمر المستمع بأسلوبه المكثّف ذا البنية المتقلّبة، بينما تعطي بعض تراكات الألبوم مساحة للتنفّس بفضل أجوائها المحيطة الحالمة استخدامه للصوت البشري. ألبوم ممتليء بالمشاعر الغاضبة يلفظها إفيتسلس بأسلوبه المتماسك المعهود.
الغنيمة هي اختيارات معازف لأفضل ما صدر من موسيقى أسبوعيًا | بإمكانكم الاطلاع على الحلقات السابقة هنا.