المغمورون في الراب المصري

ألغت التكنولوجيا الحاجز المباشر بين المستمع والموسيقى. كل شيءٍ متاح على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي قدمت فرصةً مهمةً للموسيقيين المستقلين المغمورين لإيصال صوتهم، إلا أن الحاجز الذي ألغته التكنولوجيا لم يكن الوحيد بين المغمورين وجمهورهم المفقود، حيث يقف الذوق الموسيقي السائد حاجزاً ثانياً. يبقى معظم المستمعون أولياءً لذائقتهم الموسيقية التقليدية التي تشكلت تلقائياً، أو شكّلها المجتمع بالنيابة عنهم، ما يمنع هؤلاء المستمعين من البحث عمَّا هو جديد أو إعطاء الفرصة لما هو مغمور.

في الراب على وجه الخصوص، لا تحرم هذه المشكلة الرابرز المغمورين من الوصول إلى قاعدة جماهيرية أكبر وحسب، بل قد تؤدي إلى فقدانهم الأمل وربما اعتزالهم الموسيقى رغم أن أعمالهم قد تكون ذات قيمة فنية عالية. تسعى سلسلة المقالات هذه إلى تسليط الضوء على رابرز غير معروفين يستحقون المزيد من الاهتمام.

آر – رايم

ما يميز آر رايم هو استخدامه الكثيف للصور الشعرية في الجملة الواحدة، وتناسب ذلك مع طريقة إلقائه التي تنزع الطابع الروتيني الرتيب عن كثافة استخدام الصور الشعرية. لا يعتني آر رايم بالضرورة باللغة والجملة الشعرية بشكلها التقليدي، حيث تفتقر جمله للانضباط النحوي، لكنها شعرية في المعنى والفكرة.

ديابلو

عند سماع أغنية بتحدى المهراجا ستدرك على الفور أن ديابلو يبتعد تماماً عن النمطية والتكرار اللذان يعاني منهما المشهد. لا يكمن التحدي في سرعة الإلقاء أو التعقيد اللغوي، بل في القدرة على التجديد والتلون والدمج، وهذا ما نجده عند ديابلو. لا يكتفي ديابلو بالتركيز على الكلمات، بل يبني سياقاً موسيقياً سلسلاً متكاملاً يحقق شروط أغاني الراب القديمة ويزيد عليها.

أدولف هيكتور

هيكتور له شخصية وحضور قويان ستشعر بهما من خلال صوته وطريقة تعامله مع الأغنية. ليس الأداء ما نلاحظه هنا، بل الشخصية الكامنة خلف هذا الأداء والتي تتمثل في قدرته على استخدام العربية الفصحى لرسم صور دقيقة في ذهن المستمع.

رجل القمر

يجدد رجل القمر على مستوى شكل الأغنية ومزج عدة أصناف موسيقية، والاستغلال الحذق لكل ما تقدمه التكنولوجيا لإيصال فكرته. لغوياً قد تشوب كلماته بعض النمطية، إلا أن ذلك لا ينفي ابتكاره وتجديده في أماكن أخرى.

إم تي ثري

يوازي إم تي ثري بين الخروج عن المألوف والمباشَرة دون أن يعتمد بالضرورة على الاستعارات والتشابيه المجازية، إذ لا يتلاعب باللغة كالآخرين لكن يصب تركيزه على الأفكار. أسلوب إلقاء إم تي ثري مميز، يخرج عن الإيقاع أو يحاول ترويضه بأداء قد لا يكون مريحاً لكثير من المستمعين المعتادين على إلقاء أكثر تقليدية.

المشير

يقدم المشير تجربة غريبة وغير مألوفة في المشهد، حيث يبدو للوهلة الأولى أن ما يقوله مجرد كلام فارغ، قبل أن ندرك أنه يتحدث لنفسه بصوتٍ عالٍ يصل إلينا في شكلٍ غريب يدمج فيه الراب مع الحديث العادي.

ميلو إياد وشباب بور سعيد

أثبت إياد وجوده عبر تطوره على مدى فترات متباعدة وسط صعوبات بناء مشهد في بورسعيد، خصوصاً من حيث البروز وجلب الانتباه. قدم إياد ما يستحق انتباهنا بالفعل وحقق جانبه من الصفقة.

بيج لو (باندا)

معتمداً على مرونته الإلقائية والكتابية الديناميكية، قدم لنا بيج لو هذه الأغنية التي لا يمل منها. لا يعطينا باندا فرصةً لنسهو عنه أو نفكر بأي شيء سوى كلماته، حيث يلقيها بأسلوبٍ مرن ومتحرك يتردد بين اللحن الخفيف وإيقاع الطبول، ليسير مع الإيقاع باتجاه واحد يزداد وضوحاً في اللازمة. كذلك يتميز كينج لو بأن استخدامه لسرعة الإلقاء ليس تقليدياً مكرراً وغير مبرر، بل يجعل من السرعة أسلوباً مرناً يسير بين اللحن والإيقاع.