النووي موسيقى جديدة معازف
موسيقى جديدة

النووي ١

معازف ۲۰/۰۸/۲۰۲۳

يقدّم لكم فريق معازف الغنيمة بهويتها الجديدة، النووي، لنحدث دَويًا في آذانكم وسماعاتكم. النووي الأول هو حصيلة أفضل ما أُنتج هذا الصيف، من ١ يونيو حتى اليوم، هذه المرة بمعايير أعلى وحكمٍ أشدّ، وأذن مشتاقة للموسيقى.

تجدون في النسخة الأولى والمطوّلة من النووي ألبومات إلكترونية من باندكامب، لسمّيعة الإلكترونيك والدي جايز النهمين والباحثين عن تراكات تملأ ليالي التحفيل. من يوتيوب وسبوتيفاي اخترنا إصدارات تليق بالمهتمين بالذوق المعازفي الذي بُني على امتداد ١١ سنة: من هيتات الخليجي، والراب والهيب هوب، والكاي بوب والراي والدحيّة.

استمعوا واستمتعوا.

بيستاهل فاونتن بيبي مكان بارز في قائمة الأغاني اللي شغالة عندك. الألبوم حلو ينسمع بالبيت أو بالسيارة وبرضه مثالي لجمعة أصدقاء وبدكم إشي حلو ومسلي في الخلفية. صوت أمارايه مريح وألحانها بتعلق بالدان، وكلماتها بتخلي الأغنية تتكشف إلك على مستويات جديدة كل ما تسمعها أكثر. الموسيقى بتتراوح ما بين الراب والآر إن بي والموسيقى الإلكترونية، بس بتضلها تفاجئ المستمع بتفاصيل صغيرة مجزية. النص الأول من الألبوم أقوى من الثاني، وفي تراك ممكن  يتفشق بس عمومًا الألبوم كلّه بينفع ينسمع عالريبيت.

كل اللي اشتغلوا بهالأغنية خيارات آمنة سبق ونجح معهن العسيلي، لكن النتيجة هالمرّة فلتة ويمكن أحلى أغنية بوب عربية لهالصيف لحد هلأ. يمكن شخصيات الفيلم، أو شخصيات نجومه، هية اللي ألهمت فليبينو نص محروف وفيه موسيقى داخلية بتستثير لحن صايع وطاقة بالتوزيع: “سمع هُس وبص عالحلوين / نرقص فالناس يقوموا راقصين / عضلة قلوبنا محتاجة تمرين / عايزلها ليلة حلوة.”

صار واضح إنه معين الأعسم بيكسب بدحياته كل مرة جمهور جديد مخلص. هالمرّة بأكد الأعسم إنه الزعيم في مجاله في دحيّة أسطورة. من جماليات الدحية إنك مش بحاجة لتسجيلها باستديو وتبثها على منصات السمع المدفوعة، وهاد اللي بميّزها وبيشهرها أكثر. عرس أو حفلة شباب بيغني فيها الفنان وبيرتجل وبيمزج صرخاته وكلمات مثل عاشوا مع أداء جديد وكلمات تراثية، بالإضافة لصف الشباب اللي بدحّوا، واللي بيعطينا وصفة متكاملة للاستمتاع وعيش الأجواء حتى من خلف الشاشة.

يفاجئنا ألبوم مون سينج الجديد بصوت غير متوقع مقارنةً بألبوماته الفردية السابقة وإصداراته من خلال جاينت سوان. موسيقيًا، الألبوم نقطة التقاء فاوستو مرسييه مع سوفي وجاينت كلو. يركز المنتج الإنجليزي على التصميم الصوتي والخامات الرقيقة والمعدنية وتلاعب محكم بالصوت البشري وعنصر الصمت، مفككًا عناصر البوب، ومحتفظًا بصوته اللامع. يكشف مون سينج عن وجه جديد يختلف عن الجانب العنيف الذي عهدناه. الألبوم رثاء لوالده والملفت هو طريقة تأقلمه مع مشاعر الفقد بأسلوب مرح.

واحد من أكثر الألبومات إثارةً للاهتمام التي صدرت مؤخرًا على يو آي كيو. من السهل تبين المجهود الكبير التي بذلته كورين في الإنتاج من خلال التصميم الصوتي البارع، الخامات المتحولة التي تعشّق بسلاسة مع الصوت الغنائي، إضافةً إلى الحفاظ على الثيمة المظلمة على مدار التراكات التي تتغير أنماطها الإيقاعية باستمرار. لوكس إترنا واحد من أفضل الألبومات التي صدرت حتى هذه اللحظة من العام.

لا يوجد مكان أفضل من دراوند باي لوكالز لإصدار ألبوم كاس (عضو الثنائي جابر مودوس أوبراندي) الجديد. يلتقي كل من كاس ودي بي إل بحسهم المغامر لإشباع المستمع الفضولي بجرعة ضجيج من العيار الثقيل. يأتي إلهام الألبوم من الاحتلال الهولندي لإندونيسيا وما صاحبه من ألم انعكس في التراكات، من خلال الإيقاعات المتشظية والبايس الثقيل والخامات الخشنة والطابع المظلم العنيف. ألبوم ملفت بديناميكيته وصلة صوته القويّة بثيمته، لا تشوبه لحظة ملل واحدة.

أحمد الهرمي موهوب وكسلان، لهيك معظم ألحانه مشتقة من بعضها، وقليل ما يمل من جمله بما يكفي ليغيّرها؛ كذلك راشد بيحب يكرر نجاحاته بنفس مقاديرها، اللي بيكونوا بكثير أحيان مكونين من كلمات العالية وألحان الهرمي وتوزيع زيد نديم. صنع راشد الماجد مع هالفريق أول أغانيه الميالة للشيلات التفاخرية وديسّات الراب، يا الواثق، بنجاح متواضع، وبعدها قدم الأسد على نفس الخط وضربت، فأتبعها بـ هذا الكلام، الأقل نجاحًا من الأسد والأقوى. سواء صار هالشي بصدفة أو بجهد أكبر، بس منقدر نقول إنه راشد قدر يعمل جسر ملفت بين البوب الخليجي والشيلات بشكل يرضي جمهور الاثنين.

كان فيه تعليق على تويتر بخصوص يوتوبيا، بيحكي صاحبه إنه لما سمع الألبوم فهم ليش ترافيس سكوت كان بده يعمل إطلاقه في الأهرامات المصرية. فعلًا لما سمعناه حسينا بدهشة زيارة الأهرامات لأول مرة. الألبوم رحلة سمعية غنية وكثيفة للي بده يشوفه من هاد المنظور، ورحلة روحية عميقة كمان للي بده يلقط التجلّي فيه. جرّب تسمع الألبوم بدون ما تنشغل بتلفونك أو سيارتك، رح توصل لطبقاته المخفية والأصوات اللي بتتكشف أكثر مع كل سماع. هذا الألبوم بيستاهل تشتري سماعة غالية فقط عشان تستمتع فيه.

بعد سلسلة من الحفلات التي نجحت في جذب جيل جديد من محبي الموسيقى الإلكترونية في القاهرة، فاجأنا مشروع مشترك بألبوم تجميعي مكون من تسعة تراكات. يأتي الألبوم بأسماء مؤثرة في المشهد القاهري وأخرى ناشئة تغطي طيفًا واسعًا من الجنرات الإلكترونية. يستعرض بوست درون حسه الإيقاعي المتمثل في خلطة من الدبستب والبريك بيتس، ليبارزه عزوني بالاشتراك مع داكن بهجين من البايس البريطاني؛ بينما يذهب أشرار إلى مساحة عنيفة من البريك كور وأسيوطي إلى المزيد من الإيقاعات الملتوية، يوازنها جلالة لايف بطاقة الجابر. يتخلل الألبوم لحظات محيطة يصيغها كلٌّ من بلا هدف وأمبي بعناية.

يكسر ستورمزي جميع كليشيهات الدريل رغم اعتماده على بيت دريل. يتجاوز ستورمزي على مستوى الأداء والفلوهات والفيديو ما أصبح متوقعًا، معتمدًا على خواطر شخصية تقفز من سطر إلى آخر بقوافٍ صلبة وتلاعب بالمعاني المزدوجة للعديد من الأبيات. ما زال ستورمزي بحرفيته قادر على رواية مشهد بات متحجرًا.

ثنائية جلمود وهيكل التي لم نسمعها منذ وقت طويل، بيتات جلمود التي نحبها، مع فلو ونبرة هيكل التي تمثل السهل الممتنع. السامبل المستعمل من جلمود مبهر كالعادة بطريقة تقطيعه ومعالجته، وكلمات هيكل التي تضرب في الأذن. يستطيع هذا التراك من بين جميع تراكات الألبوم احتلال قوائم استماعكم بسهولة.

على مدار آخر عامين تابعنا عن قرب إصدارات إيندكس: ريكوردز التي لا تخطئ أبدًا، حتى صارت منصة لتحوّر الموسيقى المحيطة حاليًا. ألبوم جينوس إكس مثال قوي على ذلك. يتخطى الألبوم بتصميمه الصوتي البارع وايقاعاته الرقيقة حاجز الموسيقى المحيطة الكلاسيكية. يصعب توقع أي مقطع، ليجد المستمع نفسه بين التأهب والاستجمام. يكشف التدفق السلس للتراكات والأصوات الدقيقة والألحان الحالمة عن ألبوم شديد التماسك.

شاهدنا في السنين الأخيرة وفرة في إصدارات الجانغل، أغلبها استعادي، لكن قليل منها جاء بهدف دفع حدود الجنرا. أمثلة مثل سولي وزولي أنعشت الجانغل مثل الإصدار الأخير لـ إس.ميرك، الذي يصعق حلبة الرقص. يتنقل كل تراك بين مجموعة من الأنماط الإيقاعية المقطّعة بحرفية والتي تفاجئ الراقصين والمستمعين بديناميكيتها المتنوعة. لإضافة مزيد من القوة إلى التراكات، يعتمد إس.ميرك كعادته على أصوات إيقاعية مضغوطة وصافعة ومشبّعة، كما نرى في تراكات مثل كامين باك وباين.

من خلال عدة تصريحات مؤسفة: “ما في إنتاية نظيفة”، صعّبت إيلاف عبد العزيز على أي حدا إنه يستنى منها مسيرة مبشّرة. المشكلة إنه حنضل مترقبين جديدها بكل الأحوال، بفضل صوتها السينمائي المكتنز حكايا. بكره الهم يفوتنا هية العمل المنتظر. بترسم الأغنية خريطة نوستالجية دافية للسودان وبتثير بالذهن مشاهد آسرة لقوارب مرتحلة عن وطنها قهرًا، فيها ختايرة بيبكوا وصغار بيلعبوا.

في ألبومه الجديد الصادر على حسابه الخاص على باندكامب، يتبنى آيس بوي فايلت سردية تمزج بين الواقع والخيال. يتوق الرابر والمنتج الإنجليزي إلى الحياة بقدرٍ من الأمل مؤكدًا “يتشكل واقعنا تقريبًا  بالكامل من خلال أحلام اليقظة والهلوسة والشوق”. يطغى على الألبوم حس تجريبي متحرر من جنرا بعينها، فنرى تحويرًا واضحًا في التراب والدانسهول، تتخللها تراكات محيطة ذات مساحات صوتية واسعة وأخرى لزجة وضجيجية. ألبوم منعش وعلى قدرٍ عالٍ من التجريب.

أثناء رجوع معظم البلدان إلى إيقاعها السابق على كوفيد كانت الصين تعيش في عزلة كاملة. ألبوم جووووووز الجديد على سبكلت يعكس فترة العزلة من خلال تأملات شخصية في أشياء حولنا تعودنا على وجودها كأمر مسلّم به. يتضح ذلك من خلال عناوين التراكات، حيث يمعن المنتج الصيني النظر في تفاصيل هذه الأشياء ليسفر الألبوم عن تفاصيل صوتية مايكروسكوبية ودقة شديدة في الإنتاج والتلاعب بالإيقاعات. يطغى صوت الجاز على الألبوم، نتبينه من الإيقاعات الحرّة وبنية التراكات الارتجالية وتوظيف ألحان معقدة. ألبوم شديد التميز يطغى عليه حسٌ مغامر وعمق مفاهيمي نابع عن تجربة شخصية لا ينجرف وراء الثيمات المستهلكة في المشهد الإلكتروني. 

يعود ضبور بعد إصداره الأخير ودع ليستعمل نبرته الجديدة بمزيج من القوة والهدوء مع الكلمات التي يستطيع الارتباط معها كل شباب القدس. اختلفت نغمات الناظر في الفترة الأخيرة، مع بعض اللمحات من شغله في الألبوم القصير عدينا، ودرمز الدريل المختلفة عن أي تراك دريل.

تعاون المنتج والدي جاي المغربي دي جاي حميدة مع سموكي بيتس لإنتاج تراك رويشا جيرزي للرابر دوليبران. استطاع كل من حميدة وسموكي توظيف عينة للمغني المغربي الشعبي محمد رويشة من أغنية إيناس إيناس على إيقاع جيرزي كلَب بطابع مغاربي مما خلق أختلاف في التراك عن باقي إصدارات المنطقة.

من أحد رموز الراي الجديد في المنطقة الشابة صباح، بالتعاون مع الشاب ندير وعازف الأورج منير ريكوس. حسي مسي هي عبارة مغاربية تعني في تكتُّمٍ كامل: “حسي مسي، خدني ونسي.” تبتعد الألحان والإيقاعات عن المألوف في الراي لتصنع صوتًا راقصًا ومنعشًا.

احتفالًا بمرور ثلاثين عام على إنشاء تسجيلات ميتال هدز ينظم جولدي جولة موسيقية بمصاحبة فريق مكوّن من ستة أفراد. يعطي التسجيل الحي على رزيدنت أدفايزر نبذة سريعة عن العرض. بالإضافة إلى تماسك الفريق ولعب الدرامرين المنسق بعناية وتشابك إيقاعاتهما المتقن، الملفت للنظر هو إعادة توزيع جولدي لموسيقته بآلات حية. سعى جولدي في التسعينات إلى رؤية مستقبلية من خلال استعانته بالآلات للتفوق على العنصر البشري في لعب الدرَمز، ليعيد مراجعتها في العروض الحية مؤخرًا متمسكًا بالعنصر البشري وحاجته إليه وافتقاد الجمهور له. ثلث ساعة من التسلية والحرفية الممتلئة بالروح. إضافةً إلى الفيديو، أصدر جولدي ريميكسات لألبومه الكلاسيكي تايملس.

الأغنية هي استعادة الرابر التركي هالوداي لعمل الفنان آزير بلبل من الـ ١٩٩٨. ما حدا بيتوقع  إنه رابر ممكن ينجح بأداء أغنية غرامية، وهذا السبب اللي بخليها كاتشي. فلو راب سريع وبيمسك معك من أول الأغنية، مع الأنغام التركية الشعبية اللي بتعطيها صوت مختلف بيعلق في الراس.

سايلنت أساسِن هو أفضل إصدار لمايدزا حتى الآن، واللي بيكشف عن تطورها من بدايتها. بالتعاون مع فلوم، البروديوسر الأسترالي اللي أظهر قدرة إنتاجية بتتماشى مع ستايل مايدزا في الإصدار، نقلته من إنتاج مرِح واضح التكرار في مسيرته لبيتات ثقيلة ومشوّشة. بتظهر المغنية الزيمبابوية في وسط الصحراء على سيارة دفع رباعي بأسلوب ساسي بتجسده ببراعة، واللي ممكن تعتمده بثقة في إصداراتها القادمة.

اللي بينسحل في عالم الكاي بوب بيقدر يلاقي إصدارات بتلائم أمزجة مختلفة، من الألحان الصيفية المرِحة والأصوات الرايقة للبيتات الغاضبة والراب المُنتَج ببراعة. قدر تايونج في ألبومه القصير الأول يخطف سمعنا بأغنية شالالا، اللي بنقدر نسمعها واحنا عالقين في زحمة سير، بتطّلعنا منها رايقين بسبب بيتها السلِس والمسلّي.

إصدار ذاتي لواحد من أكثر المنتجين المغمورين والواعدين في المشهد الإلكتروني. الألبوم القصير بمثابة تدليك للرأس، استراحة من وتيرة الحياة السريعة والصاخبة في برلين، مكان إقامة المنتج الإيطالي. تظهر حرفية تريس في اختيار الأصوات وتباين الأنسجة الصوتية الهشة والأصوات البشرية، والكوردات المحلّقة مع الجليتشات والخامات الأكثر خشونة. يعكس الإصدار ذوقًا عاليًا وحرفية محكمة.

ثالث إصدارات عبيد سعد منذ بدايته القوية في تراك بلا قيمة. عبيد هذه المرة رايق وحزين بأسلوب قريب من أسلوب الفرقة الأمريكية سيجارٍتس آفتر سكس. يدور أسلوب الكلمات بين الاغاني الخليجية والأغاني البديلة بشكل أعطى الكلمات البسيطة جماليتها.

تعاونت الرابر الجابونية فيكي أر في التراك مع رفيقة دربها تشيلا، الفتاة التي رفضت في سن الخامسة عشر عزف الكمان لتنتقل الى الراب المعادي للذكورية. من الواضح تأثر فيكي بالثقافة الجابونية مع الراب الأمريكي، ما جعل من تراك ياه إصدار لا يمكن تخطيه.

علاقة دوليبران مع بيتات البوم باب قوية وعميقة، منذ أن أصدر أخر البوم قصير له بعنوان مكس ديب في الصيف الماضي. يعود دوليبران ليؤكد ارتباطه بجذور الهيب هوب: “هذه كازابلانكا دي آر إي” مشبهًا نفسه بدكتور دري الذي كان السبب في عدة موجات موسيقية في تاريخ الهيب هوب. بيت يعلق في الأذهان مع استعمال أدوات أوركسترالية عربية على إيقاع عنيف، وكلمات تؤكد تفرد دوليبران عن بقية رابرز المشهد المغربي.

ما يميز تسجيلات نييجي نييجي هو متابعتها عن كثب لمستجدات الموسيقى الإلكترونية والموسيقات الشوارعية ذات القيمة الثقافية. في ألبوم المنتج البرازيلي دي جاي كاي تمدّنا نييجي نييجي إصدار بايلي فَنك تسوده ملامح قوية من التجريب، نتبين فيه صوتًا عنيفًا ومشبعًا بالديستورشن والإيقاعات المضغوطة، ومزيدًا من الريفرب على عديد من التراكات. تأتي الألحان مؤرقة ولادغة للأذن، لكنها كفيلة بحصد الراقصين بسهولة في حلبة الرقص.

المزيـــد علــى معـــازف