.
في هذه النسخة من النووي، إصدار معازف لتغطية أفضل موسيقى جديدة حول العالم كل أسبوعين، اكتشاف راب كويتي إلى جانب إصدارات راب فلسطيني وتونسي ومغربي، راي حزين غامر، روك، تجريبي، ومهرجانات وشعبي مصري قوي ومشحون.
يعود ملوك مشهد السلام، السادات وفيفتي الأسطورة، إلى التعاون من جديد في أغنية سترانا بعد فترة انقطاع طالت وترقّب نهايتها جمهور المهرجانات كثيرًا. على إنتاج من سوليسايزر، يمزج التراك بين بيت مهرجانات تقليدي ونفحات فلكلورية يبرزها المزمار، بينما يأتي أداء الثنائي صاخبًا ومشحونًا بالطاقة، بتدفقات صوتية توازن بين روح المهرجان الكلاسيكي ولمحات من الهيب هوب في الفلو والثيمات. يرافق الأغنية كليب من إخراج عمر دونجا، يترجم عناصرها الشعبية في صورة بصرية محكمة وضخمة الإنتاج.
بعد ضرباته الكبيرة في مشهد الراي، يستمر عبده قومبيطا في مساره بتراك مكان لاه تعيطولي من إنتاج رؤوف ساموراي. يظهر قومبيطا قدرته الكبيرة في الراي الحزين بينما يسيّر رؤوف الإيقاع بشكل متناسق مع نبرة قومبيطا، ما جعل التراك أكثر شاعرية مع هبوط الإيقاعات وانسجام صوت قومبيطا مع الألحان.
يظهر سمول إكس بعد غياب مع صايب لأول مرة في ألبومهم القصير نافذة. يأتي الألبوم بطابع كلاسيكي يخرج عن الصورة النمطية لإصدارات الراب في المغرب، مع تنوع واضح، وبنية متماسكة. بين البوب باب والجانغل وحتى الهاوس، يركز سمول إكس على جانب غنائي أكثر شاعرية، مع التخلي عن الأوتوتيون، والتركيز على تماشي الألحان مع طبقة صوته، وهذا ما أبدع فيه صايب في الإنتاج.
في ألبومه الأخير أحلام الطاووس، يقدم عبدالله منياوي مشروعًا طموحًا يفيض بالتعاونات ويتميز بجودة مفاهيمية عالية، يستند إلى فانتازيا موسيقية تتتبع المصائر المعكوسة لشاعر وطاووس. يواصل منياوي رحلته في مزج التراث العربي بالتجريب المعاصر، من خلال تلاوات غنائية ممتدة تنساب بسلاسة داخل محيط صوتي غني، تنسجه الموسيقى بالتعاون مع العازفين روبنسون خوري وجول بواتان، في تشكيل ثلاثي جديد يوسع من إمكانيات الأداء والتأليف.
ضمن إصدار أنس دياسبورا فوليوم ٢، يعود أنس إلى ثنائية ميرا مع الجراندي طوطو، والتي حققت نجاحًا كاسحًا عند صدورها. يتجه كل من أنس وطوطو إلى منطقة رمادية بين أساليبهم رغم قربها، بيت تقليلي يكاد يخلو من الألحان، مع بروز الكيك مع البركشنز المغاربية التي رفعت من مستوى الإيقاع. أبدع طوطو في غناء اللازمة الكاتشي، والتي ميزت التراك بين تراكات الإصدار.
بعد انقطاع تسع سنوات، يعود فريق سكانك أنانسي عودةً موفقة بألبوم ينعش حبنا للروك. لا زالت سكين تحتفظ بصوتها القوي متعدد الطبقات مثل أول مرة ظهرت في منتصف التسعينات، لم يتغيّر شيء مؤكدةً على كونها واحدة من أفضل مغنيات الروك. موسيقيًا تغلب روح البوست بانك من جهة والروك التسعيناتي من جهة أخرى، مع حضور أكبر للأصوات الإلكترونية، كما تتخلل الألبوم أغانٍ أكثر استرخاءً لتسلط الضوء على الجانب الحميمي لدى سكين.
في الغيرة، يعود كل من الشاب كريستال وحسنة العزيزي إلى الغناء السطايفي، مع اقتراب موسم الأعراس في الصيف. تتناسب نبرة الثنائي بين حدة كريستال ونعومة حسنة، ما خلق تناغمًا واضحًا على مدار الأغنية. أبدع رابح بنينو في الإنتاج، حيث يسيّر الإيقاع بخفة تتناسب مع أسلوب الثنائي مع التنقلات بينهم.
يعود فوزي إلى إيقاعات الناظر. يغير فوزي فلوهاته بسلاسة على مدار التراك، مع بروز المقطع الختامي الذي أظهر تطورًا واضحًا لدى فوزي في توظيف الأوتوتيون. يتحول إيقاع الناظر على مدار التراك مع الألحان رغم بساطتها، ما أعطى فوزي مساحة كبيرة للتجربة. تخرج كتابة فوزي بشكل عفوي ومريح، وقد يكون طول التراك أحد العوامل التي جعلت الكتابة تبرز أكثر، العامل الذي افتقدناه في العديد من تراكات الراب مؤخرًا.
للأسف الهجوم اللي لاقته هالأغنية من جماهير الأحواز محق، كون علي جاسم استعان بنجوم أحوازيين مثل مواس العربي ومجتبى نجم ومهدي الصالحي، واكتفى بذكر أسماءهم بالوصف رغم القيمة اللي أضافوها للأغنية بأداءاتهم المقتدرة وخاماتهم المميزة، ورغم إنه الأغنية بالأصل أحوازية الكلام واللحن. بكل الأحوال هالأغنية بلا شك من أقوى إصدارات موسم أغاني الأعراس لهالسنة وهالشي كفيل يضمنلها عمر طويل ويعطي نجومها الأحوازيين حقهم من الانتشار.
يعود يَي بعد سلسلة التسريبات إلى الإصدارات الرسمية، وبتعاون رسمي مع إن بي إيه يونج بوي لأول مرة. يستمر يي بالأسلوب الإنتاجي الذي برز في ألبومه المسرب كاك والذي يعتمد على الـ٨٠٨ الحادة كحجر أساس للبيتات، ويظهر في هذا التراك بشكل فج، حيث يتخلى يي عن أي نوع من الألحان لصالح البايس والفوكالز المتناثرة. يتحدث يَي في التراك عن صعوده من الكنسلة، وقدرته على البقاء في المشهد رغم المحاولات لإسكاته أو إخفائه. ظهور يي بهذا الأسلوب بعد إصداره لنسخة بولي الأولى يعكس قدرته على التنوع بين جميع الأساليب، والخروج بمنتج فارق على مستوى مشهد الراب.
يكمل كل من الحشيش ووايز سلسلة إصداراتهم التي افتتحوها في الربع الأخير من العام الماضي بتراك لوف وار آند ووردز. الحشيش أحد أبرز الرابرز الصاعدين في المشهد التونسي، ويبرز فيه حبه للتجريب بين مختلف الأساليب والإيقاعات. يظهر الحشيش في ١٠ إيه إم على إيقاع بوم باب متوسط السرعة، ويبدل أسلوبه بين الغناء في اللازمة والأداء بشكل سلس.
من لما ظهرت آمنة رمضان (البارونة) قبل ثلاث سنين كان طبيعي تعمل قلبان بخامة صوت جذابة جدًا وطيّعة لتطوير الأداء، لكن للأسف ما صار التطور المأمول من وقتها لهلأ، وحتى كان استثمار صوتها شبه معدوم بإصداراتها الفردية اللي سهل يستبدل صوتها فيها بأي صوت. لكن هالسنة عملت آمنة تعاونين مع أحمد مشعل خلونا نتذكر ليش صوتها كان بيستاهل نوقف عنده، وهنن جبل جبروت وهالأغنية، اللي بيزيد استخدام لحن بيبة فيها مع صوت آمنة جاذبيتها وقابليتها للإعادة.
أصدر المنتج والرابر الكويتي حميّن فيديو هجاء من الجزء الثاني من ألبومه كتاب الأغاني. يدمج حميّن في كتابته بين الإنجليزية والمصطلحات الكويتية بشكل سلس لا يخرج المستمع من السياق، مع إنتاج تجريبي رايق ونظيف. يستعمل حميّن في المقدمة عينة لصوت المعلق الكويتي الحربان من مباراة الكويت والعراق في تصفيات أولمبياد موسكو ٨٠، والتي بنت لافتتاحية الفيرس بشكل جميل.
يتميز هذا التراك، من توزيع المنتج الفلسطيني، ببنية ديناميكية تبدأ بأسلوب موال طاغٍ، سرعان ما يتطور إلى بيت مهرجانات ضارب يبرزه موزة وريشا كوستا بفلو يلتصق فورًا بالأذن. في المقابل، يقدم سمارة ناو وصلات غنائية تواكب التغيرات المتعددة في تركيبة التراك. يرافق الأغنية فيديو من إخراج زيزو الأسد، يستلهم الكثير من ثيمات الجانجستا راب، حيث يظهر الثلاثي وسط مجموعات تحمل أسلحة آلية على دراجات نارية، مع أسلوب مونتاج سريع وخاطف.
بعد عدة إصدارات جيدة مع آيس برودكشن، يكمل أدلين رحلته بتراك كيما بكري. يظهر أدلين على إيقاع بطابع ألفيناتي تغطيه بعض العناصر الإيقاعية المغاربية، والتي عززت من قوته. يربط أدلين فلوه بتحولات الألحان في البيت، والتي أبدع المنتج يولف في تركيبها بين عينات الفوكالز والألحان الشرقية.