انتابني حلمٌ بأنَّكِ لي | هاملتون لايتهاوزر + روستام

في الوقت الذي تدين فيه معظم ألبومات البوب روك الحديثة للبوب المعاصر، يذكرنا هذا الألبوم بأن البوب المعاصر ولد بالأصل في الثمانينات متأثرًا بالروك. خلال أغاني الألبوم التي تتنقل بين عدة تأثرات ضمن إطارٍ واسع من الروك التجاري Mainstream Rock، ينتابنا حلمٌ بأننا في الثمانينات، نعيش اللحظة السريعة الضائعة التي عبر فيها الرواج التجاري في صناعة الموسيقى من الروك إلى البوب.

أتى الألبوم نتيجة تعاون هاملتون لايتهاوزر Hamilton Leithauser من فرقة ذ ووكمِن The Walkmen، الذي حافظ على هويته الموسيقية التي ظهرت في مشروعه الفردي الأول بلاك آورز  Black Hours، والمعتمدة على غناء لايتهاوزر الذي لا تعوزه خامة مرنة ولا تكنيك متمكن، مع العازف متعدد الآلات روستام Rostam Batmanglij من فرقة فامباير ويكِند Vampire Weekend، والذي احترم هوية لايتهاوز وأظهر غناها بالتفاصيل عبر توليه الناجح للإنتاج، وتوزيعه للألبوم بطريقة جعلت من صوته شبه أوركسترالياً، وأخيرًا إحضار خبرته في الإلكترو سول من عزفه مع فرقته الأخرى ديسكفري Discovery.

كانت النتيجة عشرة أغانٍ تقتبس بخفة من الجاز والبلوز والدو واب Doo-wop والموسيقى الريفية، يساعدها على ذلك غناها الآلاتي الذي لا يطغى على غناء لايتهاوزر المنفعل والدافئ، والذي يصلنا عبر جودة تسجيلية مشوشة بشكل طفيف تحافظ على المزاج المشرق للأصوات، ما يجعل الاستماع للألبوم شبيهاً برؤية الضوء عبر ستارة بيضاء صيفية رقيقة.

نظرًا لوقت صدوره، انتابني حلمٌ… ليس فقط ألبوم يكتشف إمكانيات جمالية للروك في مناطق محظورة تتهم بالضحالة والابتذال، بل هو ألبوم يؤسس لما يبدو أنها ستكون بداية حقبة ذهبية جديدة للروك التجاري الرائج، ويذكرنا بأن البوب المعاصر ليس البوابة الوحيدة لعبور الروك تجاريًا، خصوصًا أن البوب في آخر اليوم قد استمد في الثمانينات من الرواج والنجاح التجاري الذي حققه الروك آنذاك.

أغانٍ تقدم للألبوم: A 1000 Times, The Morning Stars, Rough Going (I Won’t Let Up)