هِنسكي معازف بدون شروط
مراجعات

بدون شروط | هينيسي

عمار منلا حسن ۳۱/۰۱/۲۰۱۹

هناك الكثير من المبالغة في القول إن شخصًا ما تعلّم الراب قبل الحديث، لكن في حالة هينيسي هي مبالغة معقولة. في إيميل مليء بالأخطاء الإملائية، أخبرنا الرابر ابن السبعة عشر عامًا أنه بدأ كتابة الراب قبل خمس سنوات. أخبرنا أيضًا أنه منذ بدأ بتسجيل أغانيه قبل حوالي العام، بات ينظر إلى نفسه بشكلٍ متزايد كفنان وليس كرابر فقط.

ربما ما حاول هينيسي قوله هو أن التراب يستوعب كل الإبداع الذي يمكن أن يضعه الموسيقي فيه. بإمكاننا رؤية ذلك في أغنيته الجديدة الممتازة، بدون شروط. يكسر هينيسي في هذه الأغنية الكثير من كليشيهات أغنية التراب الساعية لتحقيق ضجة فورية، يتخلى عن الإيقاعات الـ هِد بانجر ويقلل من الآد ليبس وبيتات التراب السريعة، بينما يبحث عن عينات صوت داكنة ومائعة وغير مستهلكة، ليبني بها أغنيته اللحنية. بالتوازي، ينقع هينيسي صوته بتأثير الـ ريفرب على طول التراك، ليبدو شبحيًا وآتيًا من بعيد بشكلٍ أنيق وآسر.

لحسن الحظ، يمتلك هينيسي أكثر من مجرد ذوق جيد في اختيار البيتات وتسجيل الصوت. تمكنه في الهندسة الصوتية هو من أبرز ما يشد في التراك. يمنح هِنسكي إيقاعاته مزجًا عريضًا ومتوازنًا، بينما يسيطر على البايس في حدود معقولة ويتلاعب بمستواه بخفة على طول الأغنية. لكن كل هذا الجهد في الهندسة والتأليف يفقد بعضًا من قوّة أثره بسبب الكلمات. تدور الأغنية حول علاقة هينيسي بمشهد الراب والهايترز و”الناس اللي بوشين” على حد قوله، لكنها تفشل بالعثور على طريقة جديدة، أو حتى طريقة لاسعة وجذَابة، للحديث عن هذه المواضيع التي تحدث عنها الراب المصري والعالمي لعشرات آلاف المرات من قبل.

“جزء مهم من الأغنية إني أنا بس بسخن، لأن كل اللي أنا بعملو دلوقتي تسخين ومش أكتر.” ككل الرابرز، يقطع هينيسي الكثير من الوعود والتبجحات الكبيرة بالمجّان، لكن كعدد قليل منهم، يمتلك أسلوبه المستقل الذي يمكنك من تمييزه وعزله بسهولة عن بقية المشهد. قراراته الجريئة في التأليف وتمكنه المبكِّر من الهندسة الصوتية يخلقان لدينا الفضول لسماع أغانيه الجادة لو كان كل ما سمعناه حتى الآن مجرد تسخين.


شكرًا للمنتج ساكريفايسد كِد لتنبيهنا إلى التراك.

المزيـــد علــى معـــازف