.
وسط النقاش الدائر حول أغنية ويجز الجديدة، البخت، بين مؤيّد ومعارض لتجربته في البوب، أصدر مروان بابلو بربري بعد غيبة طويلة اعتادها المستمعون منه. يمثل بابلو الاتجاه الآخر من مشهد الراب، وهو الانغماس في الجماليات المؤسِّسة للمشهد.
رغم أن توقيت إصدار الأغنية يشجع على المقارنة، أو التكهن بوجود نكش أو دس قادم نظرًا للتاريخ المشترك بين ويجز وبابلو، لا تحتمل الأغنية في تركيبها ما يكفي لكل ذلك. التراك في حد ذاته هو إعلان لألبوم بابلو المرتقب وليس ردًا على أحد.
في الحقيقة ثيمات الأغنية تحديدًا هي ما اعتاده المستمعون من بابلو. قدر كبير من التبجح والفخر بكونه أو جي المشهد قائلًا “أنا في التوب قولي ليه أنافسهم” و”واللي ركبو الويف دول يبقوا عيالي”. كعادة بابلو يتحدث عن كونه عصاميًا، بدأ من الصفر، بالإضافة إلى الثيمات العصابية المُرهَقة حول خطورته مثل “تكلكعوا أسلكم بالآلي”؛ والتي تبدو غرائبية نظرًا لمحلية المشهد في مصر تحديدًا.
لكن يشفع للثيمات المعتادة تفوُّق التراك في معظم عناصره الأخرى التي تهيؤه ليكون هيت. قد تكون أحد أهم تلك العناصر هي الفيديو الذي صوّره نكد. بالمقارنة بغابة، يأتي الفيديو أكثر تواضعًا في عناصر الإبهار. بأماكن تصوير محدودة، يبدو الفيديو وكأنه مصور بالكامل في مستودع أو جراج واحد، لكنه لا يقل قوة عن فيديو غابة.
يحسب لبابلو ابتعاده في التوقيت الحالي عن البهرجة. رغم احتوائه جماليات الإعلانات، يأتي العمل أقرب للـ دي آي واي وأقل في التكلفة، فيديو في متناول الرابر المتوسط بالمقارنة بمعظم فيديوهات المشهد منذ دخول شركات الإعلانات في اللعبة. يخلق بابلو بذلك اتزانًا مناسبًا في المشهد، مثبتًا أنك لا تحتاج إلى كل أموال الإنتاج تلك لتصنع هيت. نفس الدور الذي لعبه أبيوسف سابقًا، مثل تصويره أحد فيديوهات أغانيه بكاميرا موبايل.
يتعاون بابلو مع هادي للمرة الثالثة بعد إعلان فودافون بلَس وتراك دون في ألبومه القصير السابق. قد يكون هادي من الأسماء الأقل ظهورًا في مشهد الراب المصري لكن مع مشاركته في إنتاج بايب داون لدرايك وتعاونه مع تيمبالاند في إنتاج كونشس لجاستين سكاي، هو من الأسماء الأكثر ثقلًا. ينسج هادي أصوات كورال محلّقة، متلاعبًا بها لتعطي طبقة لحنية إضافية إلى الآدليبز والفلوهات المتنوعة التي يؤديها بأكثر من أسلوب. كما يأتي إنتاج التراك ومزجه على مستوًى ملفت، إذ يوجد تناغم واضح بين الإيقاعات والبايس وصوت بابلو، والذي يختلف كليًا عن إنتاج ألبوم كونترول.
بإصداره هذا التراك يدعونا بابلو إلى انتظار ألبومه القادم بتركيز، ويحسب لبابلو هذا الهيت أنه على الرغم من رتم إصداراته المتأني بالنسبة لمشهد الراب المصري، كل ألبوم يستحق ما يسبقه من انتظار.