fbpx .
بولي (النسخة الأولى) | يي

بولي (النسخة الأولى) | يي

شاب روكي ۲۰۲۵/۰۳/۲٦

بعد غوص يي في سلسلة فولتشرز مع تاي دولا ساين، والتي كانت متفاوتة المستوى بين الجزء الأول والثاني، نظرًا لتنوع المنتجين وعدم وجود شخصية واضحة للألبوم في الجزء الثاني، يعود يي بألبومه المنتظر بولي، الذي جرى التسويق له بأسلوب غير معتاد في تاريخ مشهد الراب.

عُرف يي بموجات غضبه على تويتر وارتباطها بإصابته بثنائي القطب، والتي أعطته صيتًا بأنه متنمر مغرور. قبل إصدار الألبوم بعدة أشهر، عاد يي إلى إكس في عهد إيلون ماسك، وبدأ بالتنمر على عدد من الفنانين والمؤثرين بشكل غير مستغرب لكن أكثر حدة من المعتاد.

اعتقد الجمهور في البداية بأنه تمهيد لظهور يي بهذا الأسلوب في بولي ليعكس عنوان الألبوم، لكن يذهب يي إلى جانب أعمق، حيث يُظهر من خلال الألبوم حقيقة مشاعر المتنمر بشكل شاعري، وسوداوي أحيانًا.

على طول الألبوم، يتجه يي إلى جانب تجريبي تفرد به كونه المنتج الوحيد. أعاد ذلك بعض الذكريات، وبنى في الأذهان ما يريده يي حقًا في هذا المشهد، بعيدًا عن فوضى فولتشرز وكم المنتجين الهائل والتعاونات. 

يستغني عن الإيقاعات في معظم الألبوم، وحين يستعملها يركز فيها على جانب عتيق، خام، غير معالج، أو يقوي الإيقاعات من خلال إضافة إيقاعات موازية لإيقاعات العينات، كما في تراك بيوتي أند ذا بيست والعينة من أغنية دونت هاف تو شوب أراوند لفريق ذا ماد لادز، ما ساهم في ترابط صوت الألبوم.

حاول يي صناعة ألبوم بصوت الستينات والسبعينات، حيث تتركز أغلب عينات الألبوم من تلك الفترة، ويبني أداءه على قصاصات هذه العينات المتنوعة وتركيبها ويبدل أداءه بشكل سلس بين الغناء والإلقاء على مدار الألبوم.

لعل المثال الأفضل من لازمة تراك بريتشتر مان مع عينة من تو يو وذ لوف لفريق ذا مومنتس. اعتدنا على استعمال يي لعينات السول الحالمة، ليتجه في هذا الألبوم إلى التنويع موظّفًا عينات من مختلف المشاهد والبلدان، مثل موجي مار دالو للمغنية الهندية أشا بوسليه من فيلم جيتا ميرا نام في تراك بولي، بيسامي ماما للمغني المكسيكي بونتشو سانشيز في تراك لاست بريث، أو سولييه سولييه لمغنية البوب الفرنسية بوميي في تراك هايز أند لوز. 

يركز يي أداءه على تقلبات الصوت العاطفية، ويتجه بها إلى أماكن غير متوقعة نظرًا لاستعماله للذكاء الاصطناعي بكثرة. كانت حالة يي والذكاء الإصطناعي جدلية للغاية، فالجمهور لم يتقبل هذا الصوت ورأوه خاليًا من الحياة. 

من وجهة نظري، قد يمثل الذكاء الاصطناعي جزءًا كبيرًا من مستقبل الموسيقى، لكن في الوقت الحالي، الذكاء الاصطناعي بحاجة لمن يديره بمهارة، ويي يقوم بذلك لا شك، والنسخة المحظورة من هايز أند لوز وتراك لاست بريث يؤكدون ذلك.

يبتعد يي عن السائد في الراب في كلماته، حيث يركز على المشاعر الجياشة، مع بعض جوانب التكبر والتفاخر. يعكس الطريق من بريتشر مان إلى بيوتي أند ذا بيست هذه الحالة، حيث ينتقل يي من: “أشعلهم خذني للأعلى / أنا الأعظم والأوحد، العبقري” إلى: “أفكّر في الأمر ليل نهار أحاول أن أبتعد / أن أُخفي قلبي هنا في الداخل.”

يصف يي عددًا من الحالات النفسية والعاطفية، كوصفه للصعود والهبوط للمصابين بثنائي القطب في هايز أند لوز وتراك سيركلز. يترك يي الحديث الجنسي المعتاد في كلمات الراب، ما يعزز من قيمة الألبوم ويعطيه طابعًا شخصيًا أكثر جاذبية. كما تكشف لنا كلماته عن الوجه الحقيقي لغضبه المعلن، وكأننا نتعرف على قصة حياة الشرير في مسلسل ما.

كادت شخصية يي أن تحرمنا من سماع تراكات مثل هايز أند لوز، نظرًا لرفض صاحبة العينة بومي إعطاء ترخيصها لـ يي بسبب شخصيته. رغم كل الغضب تجاهه، يعد يي حاليًا الفنان الوحيد في مشهد الهيب هوب الأمريكي القادر على الخروج بمنتج مُبتكر وغير مسبوق.

حتى مع هذه المسيرة الطويلة والإنجازات، لم يفقد يي شغفه أو فضوله تجاه الموسيقى، على عكس جيله، بل استطاع بخبرته معرفة ما نحتاجه، وهذا ما نراه في بولي. 

مع تراجع الهيب هوب في المشهد الأمريكي، يتصدر يي يوتيوب أمريكا منذ صدور الألبوم الرسمي على قناته، ما يؤكد حاجة المشهد الأمريكي إلى الترميم. هذا الألبوم هو رد يي على من ادعى نهايته ونهاية موسيقاه.

المزيـــد علــى معـــازف