.
رغم كونها مزجًا صرفًا، إلا أن هناك جاذبية لأعمال ماجد العيسى كونها متقنة، دون أن يأخذ صانعوها أنفسهم على محمل الجد أكثر من اللازم. الأغاني موزعة ومكتوبة، عكس ما يتوقع سامعها من أنها عينات من أغاني سامري قديمة. من أفضلها إحدى أغاني ماجد المبكرة، سامري كنج، ولايف ستايل سامري اللي استخدم فيها عينات ليونج ثاج – نجد في غلاف الأغنية جيمي هندركس معتمرًا حطة وعقالًا ومرتديًا العباية.
تصدر أعمال العيسى تحت شركة ثمانينات، وهي شركة إنتاجات تعرف نفسها على أنها من وإلى جيل الثمانينات. جيل مرتاح مع التراث والتقاليد كما هو مرتاح مع أفلام هوليوود والبوب الغربي. لذلك فإن مزج السامري والموسيقى الإلكترونية واستخدام السامري في دانس أوف، طبيعي، خصوصًا عند استخدامه في سياق فكاهي. العنصر الثاني الذي يميز مزج السامري عن غيره، هو أن فيما يكون المزج في معظم الحالات موجهًا للغرب، لتقريب الطرب إليهم، أو المولد أو الغناوة، وتطويعه في كبسولة تدمر الصنفين (الشرقي والغربي)، فهو هنا موجه لنا، العرب من أبناء الثمانينات وما بعدها، مستخدمًا مجموعة مراجع ثقافية نعرفها، دون إكزوتيكية أو تفخيم.
الفيديوهات جزء أساسي من إصدارات ماجد العيسى بحيث يصعب سماع الأغنية دون مشاهدة الفيديو. نلاحظ دومًا مستوى إنتاجيًا عاليًا، وتوظيفًا ممتازًا لفكاهة سعودية متفوقة شهدناها قبلًا في فيديوهات فليم يا غليم وعيد ولا مو عيد وكفيل، وسلسلة فيديوهات مخاطر المخدرات التي شارك فيها السعوديون من كل الطبقات وأنحاء المملكة. نجد المزج جزءًا أساسيًا من الفيديو أيضًا، حيث نرى مجموعة شبان سعوديين يرقصون السامري في دانس أوف. أشكال هؤلاء وملابسهم مقنِعة، كما أن رقصهم يستخدم السامري ببراعة مضيفًا إليه حدة وعدوانية لم نراها قبلًا في السامري.
قد تكون الأغاني خفيفة، لكن لا يعاب ذلك عليها لأنها لا تدعي الرصانة والثقل، ويحسب لمنتجيها أن كلماتها كتبت خصيصًا لها، مما يعني أننا يمكن أن ننظر إلى حالك على أنها تطوير، أو استحداث. ما نراه هنا هو إنتاج معاصر للسامري، يضعه في عالمنا اليوم لنسمعه دون نوستالجية أو رومانسية، بل كأغنية معاصرة.