.
حماة الأرض | ١٠ من أغاني المقاومة الفلسطينية
قوائم معازف

حماة الأرض | ١٠ من أغاني المقاومة الفلسطينية

مؤيد طنينة ۲۰۲٤/۰۷/۲۵

وجوهِ تعتريها الجدية، حفاة الأقدام، متوشحون بالسواد حدادًا، تحفهم الكوفية حارسةً ومزينةً الأعناق، وقائد أوركسترا يعطي ظهره لنا. هكذا أطل مجموعة موسيقيين مستقلين بالشراكة مع معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، بعد أن أسدل ستار مسرح قصر رام الله الثقافي، مبادرين بتنظيم عرضهم الموسيقي حُماة الأرض دعمًا لغزة وصمودها ومقاومتها، من خلال عرض حي لمجموعة من أهم الأغاني المنسية في تاريخ المقاومة الفلسطينية، بالإضافة لعملين جديدين مخصصين للعرض. كان ذلك غروب يوم الحادي والعشرين من يونيو / حزيران الفائت.

أرتل هذا النشيد | حماة الأرض

استهل الموسيقيون العرض بأغنيةٍ من كلمات الأسير كميل أبو حنيش، المعتقل منذ ربيع ٢٠٠٣، لحنها خصيصًا للعرض الفنان محمود عوض (فورة). 

الكلمات مقتطعة من قصيدة بنفس العنوان كتبها أبو حنيش في سجن ريمون الصحراوي يوم الثالث عشر من أيار / مايو ٢٠٢٠. يقول عنها الكاتب رائد الحواري في مقالته أن الشاعر تجاوز بالقصيدة الواقع الأرضي، وأوجد عالمًا سماويًا آخرًا ينشده ويرتله، فكان الفرح حاضرًا ومشعًا في القصيدة. أما الأغنية بإيقاعها العسكري الغاضب، الذي يتراوح بين بث الأمل بحتمية الانتصار “أرتب هذا الخرب الجميل” وحمل راية الثورة “فتغدوا القيودُ التي كبلتني ورودًا / ويشتد عودي رويدًا .. رويدًا”. يخفت ويعلو صوت المؤدين، بين حلم أبو حنيش وأمل الحرية الكاملة للشعب الفلسطيني من الاستعمار.

“نقاوم هذا الحصار بحلمٍ

ونذوي كما العاشقين حنينًا

نرتب هذا الخراب الجميل

ونلهو بدندنة الأغنيات

فتغدوا القيود التي كبلتني ورودًا ورودًا

ويشتد عودي رويدًا رويدًا

إذا فاض حلمي بحلو الأماني ألوذ إليك.”

نشيد الأرض | ناي البرغوثي

في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، أهدت الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي أغنية نشيد الأرض من ألحانها، إلى روح الشهيدة شيرين أبو عاقلة، والتي كتبها الشاعر أوس شاهين. ثنّى بها المؤدون عرضهم، وأديت بحماسة الثائرين وصدحت الحناجر بـ:

“يا شعبي قاوم لا تيأس

حاصر قيدك والآلام

أرضي شمس لا ترحل

أرضي ياقوت الأيام.”

رافقها محتوى بصري تضمن مشاهد للدمار الإسرائيلي للمنازل والطرقات، مظهرُا عنفوان الشعب الفلسطيني في تصديه لتلك المشاهد ومجسدًا رؤية الأغنية.

كبروا الصغار | فرقة فؤاد عواد

من رام الله إلى نابلس (جبل النار) حيث لا يزال الصغار يكبرون، الحاضرة دائمًا في نشرات الأخبار، ويتكثف حضورها يومًا بعد يوم. كان قد كتبها مدير التلفزيون الأردني السابق محمد الأمين ولحنها فؤاد عواد، وأداها وفرقته، فترة الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام ١٩٨٧. يجري استحضار الأغنية مع كل نبأ قادم من جبل النار.

كان الفنانون المؤدون: محمود عوض، سعد ذياب، كاظم جابر، ريم المالكي، ربى الخطيب، سارة سعيد، بيسان الشيخ، صبا جريري. تتعالى أصواتهم مع:

“واجهت الباطل 

ورصاصه بنزف جراحي

زغرودة أمي صحتني وأنا مش صاحي 

يا روحي بتراب بلادي لا ترتاحي.”

يا زهرة النيران | فرقة العاشقين

ذهب الموسيقيون بالحضور إلى شمال فلسطين التاريخية – الجليل، التي تكثف ظهورها في الحرب الحالية، بوصفها نقطة اشتباك بين المقاومة اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي، بإحدى أغاني الثورة الفلسطينية التي غنتها فرقة العاشقين. أعاد توزيعها الفنان وليد عبد السلام، ضمن ألبوم نزلنا على الشوارع وأنشدتها مجموعة كورال الثورة الفلسطينية ٢٠١٥. تفاعل الحضور مع حماسة المؤدين وصولًا إلى اللاءات:

“نحن قلنا لا لإنزال البنادق 

لا لذبح الأرض 

لا لمن يطوي البيارق، لمن يطوي البيارق.”

أنا يا أخي (قسم الثوار) | كورال صوت العرب

واصل قائد الأوركسترا، عز الدين السعيد، مُديرًا ظهره، ملوحًا بيديه ضابطًا أداء أكثر من ثلاثين موسيقي، وحرارة جسده وروحه لا تخفى على الحضور، التي تمثلت مع أداء قسم الثوار أو أنا يا أخي، التي كتبها فتى الثورة سعيد المزين، ولحنها الموسيقار المصري طه العجيل، وأدتها مجموعة كورال في صوت العرب عام ١٩٦٨. 

لم يتمالك أحد من الحضور نفسه من التفاعل:

“أنا يا أخي، 

آمنت بالشعب المضيع والمكبل، 

فحملت رشاشي، 

لتحمل بعدنا الأجيال منجل، 

وجعلت جرحي والدما، للسهل والوديان جدول، 

دين عليك دماؤنا، 

والدين حق لا لا لا لا يؤجل.”

سيف فليشهر | فيروز

عودًا على بدء، قبيل عام من نكسة حزيران، كتب الشاعر اللبناني سعيد عقل، سيف فليشهر، ولحنها الأخوان رحباني لتؤديها فيروز، وهي إحدى أغاني ألبوم القدس في البال.

في مطلع العام الحالي، تعاون المعهد الوطني للموسيقى وأكاديمية لابا الكويتية لأدائها، بعدما أعاد الموسيقي السوري يوسف بارا توزيعها. لا زال يجري استحضار كلمات الأغنية وإيقاعها العسكري هذه الأيام، بوصف القدس هي فتيل الحرب الحالية:

“سيف فليشهر ولتصدع أبواق تصدع، 

الآن الآن وليس غدًا أجراس العودة فلتقرع، 

أنا لا أنساك فلسطين، ويشد يشد بي البعد، 

أنا في أفيائك نسرين أنا زهر الشوك أنا الورد، 

سندك ندك الأسوار، 

نستلهم ذات الغار، 

ونعيد إلى الدار الدار، نمحو بالنار النار،

فلتصدع فلتصدع، أبواق أجراس تقرع، قد جن دم الأحرار.”

يا نبض الضفة | أحمد قعبور

ظُهر يوم العرض، اقتحم جيش الاحتلال مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية لاغتيال ثلاثة شبان. بينما كانوا ينشدون: “يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة / حطم قيدك، اجعل لحمك جسر العودة”، استعرض المنظمون محتوًى بصريًا يجسد عملية اقتحام الاحتلال لمدينة قلقيلية ومدن أخرى، وتصدي الشبان لهم، في لحظة تجسد واقعية الاشتباك الثقافي.

كان الشاعر الفلسطيني حسن ظاهر، قد كتب الأغنية ولحنها وغناها الفنان اللبناني أحمد قعبور، وتحكي قصة الفتاة لينا النابلسي التي استشهدت في السادسة عشرة من عمرها عام ١٩٧٦، بعد مشاركتها في مظاهرة وملاحقتها من قبل جندي إسرائيلي قام باغتيالها فحوكم وسجن لأربعة أشهر، خرج بعدها باحثًا عن أطفالٍ آخرين لقتلهم. لينا النابلسي هي ثاني شهيدات نابلس بعد النكسة، وقد كتبت فدوى طوقان أيضًا قصيدة عنها غناها الشيخ إمام.

نشيد الانتفاضة | فرقة بلدنا

كتبهُ الشاعر إبراهيم نصر الله، ولحنه كمال خليل وأداه مع فرقته بلدنا. يندرج النشيد تحت أغاني الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وأعاد غناءه الفنان مارسيل خليفة. محليًا قدمته للجمهور الفلسطيني مجموعة كورال الثورة، ليحضر في حناجر “حُماة الأرض”.

“تمشي إلينا حدود الزمان، 

نُهدي إليها بنود المدى، 

أيها الغاصِبون، 

أيها المارقون، هي ذي صدورنا

لفجرٍ جديد حنين التراب، 

لفجرٍ جديد نجيع الفدى، 

حُلمنا أن نكون، 

وعدنا أن نصون، 

حقنا في أرضنا.” 

يا ثوار الأرض | جوليا بطرس

تعتبر إحدى أغنيات الثورة الفلسطينية المعاصرة ١٩٨٧. غنتها جوليا بطرس ولحنها شقيقها زياد وكتبها الشاعر اللبناني نبيل أبو عبدو. تتسق مع السياق الحالي، بلحنها الثوري العنيف، لذلك بما نشهده من ثورة عالمية تُطالب بوقف الإبادة التي تجري بحق الفلسطينيين، ووقف التعاون مع إسرائيل.

“يا ثوار الأرض،

ثوروا ع الطغيان، 

ثوروا على الحرمان

خلي الغضب يدمر، 

ريح الثورة تهدم، 

يهدم الأصنام يا ثوار، 

يا ثوار الأرض.”

يا شعبنا | حماة الأرض

اختتم العرض بأغنية يا شعبنا للشاعر طارق عسراوي، ولحنها الثنائي الشاب عبادة درويش وجهاد الشعيبي. تعتبر الأغنية الخاصة الثانية في عرض حماة الأرض. أخذت يا شعبنا شكل السيمفونية العسكرية الثورية، حاملةً نداءً إلى الشعب الفلسطيني. 

“يا شعبنا، يا مجدنا،

طوبى لكم ولصبركم، 

يا عزنا، يا شعبنا”.

“طوبى لشعب شامخ أبدًا يقاوم، 

عن حقه لا يستكين ولا يساوم،

لو هدّموا كل المآذن، لو هدموا كل الكنائس،

لو دمروا كل المدارس، لن يكسروا روحًا تقاوم.”

المزيـــد علــى معـــازف