معادلة صعبة فشخ | مقابلة مع داما

– ألو مرحبا. شايفني؟
– مش شايفك لأ.
– هيك تمام؟
– فُل فُل فُل.
– آسف على تغيير الموعد بس كنت مفشوخ.
– أنا برضه مسحول سحل يعني.
– بالجامعة؟
– أيوة. حقوق. في أولى. سنة أولى.
– ليش كم عمرك؟
– ٢٠
– بس؟
– قليل؟
– قليل فشخ.

– احنا متابعينك من زمان، من أول ما بلشت. وشغلك فيو شيء مختلف تماماً من أول ما بديت. بدي أعرف كيف وصلت لهذا الصوت الجديد. الموسيقى تاعتك بالمرة ما بتشبه صوت راب الاسكندرية، ولا الراب القاهري، ولا المصري عامة. وبرا مصر برضه مختلف كثير عن اللي بصير بفلسطين أو لبنان أو السعودية. فبدي أعرف شو اللي أثّر عليك. انت أول تراك نزلته كنت ماخد بِيْت إيرل سوِتشيرت. فأكيد متأثر فيه مثلاً.

– متأثر فيه فشخ. بس هيه الفكرة برضه انه كلمات إيرل سوِتشيرت مختلفة برضه عن اللي بيحصل بأمريكا. كان عاجبني فشخ فعلاً انه نيو سكول – بيتشز وموني والحاجات دية – بس فيه ليركس تعبانة. وحبة حبة بقيت أنجرف لما وصلت لزئبق. الليركس اللي نيوسكول بس بنفس الوقت فيها شيء جديد. يعني الفلو بتاعه ميّت فشخ. برضه مهم قوي بالنسبالي، يعني الموضوع مش بس تنطيط عالبيت. أنا عايز أجمع كذا حاجة. جزء منها حاجات إيرل سويت شيرت.

ـ والباقي أشياء التراب زي ميترو بومِن Metro Boomin وينج ثاج؟

– بالزبط. يعني البيتز تاعتي تراب، بس عايز دا كله يكون فيه اللمسة تاعتي. يعني تسمع البيت تقول آا دا داما. فاهم؟ فبيتز زي كدا وكلمات تقول فيها شيء حقيقي، تبقى تكون عملت حاجة مختلفة.

وشو بتسمع غير راب؟

– سكايدلك روك. بوب طبعاً. بس الحيز الكبير في دماغي هو راب راب راب.

– بتعزف آلات؟

– ما بعزفش أي حاجة. بس ببروديوس على إف إل ستوديو. تعلمته لحالي. قعدت فترة كبيرة فشخ. سنة مثلاً.

– وانت بالمدرسة؟

– من أيام المدرسة.

– كيف بلشت؟ يعني بلشت تعلب عـ سوفتوير وفجأ طلع معك شي ولا قررت انك تتعلم تعمل برودكشن؟

– لا هو الفكرة انه كنت داخل في الراب، فاهم، بكتب وبتاع، بقيت أدور على البيتس. ما لقيتش البيتس اللي بتمثلني، حاجة كدا فيها جزء مني. عُزت أطلّع اللي في دماغي، كان ديماً في دماغي ميلوديز بتتلعب عايز أطلعها.

– كان في موسيقى براسك.

– اا. كنت عايز أتعلم أعمل بيتس عشان أطلع اللي في دماغي. بس فـ رحت بقى فاتح الإيفيه اللي دوّت، وقعدت أتعلم لحد ما عرفت ازاي.

– عندك معدات وأجهزة ولا كله برامج؟

– لا كله سوفتوير. كله عالكمبيوتر في الأوضة.

– انت شكلك بتقضي وقت كثير لحالك بالأوضة. صح ولا أنا بتخيل؟

– يعني هي وحدة وحدة. يعني في الأول كنت بقضي وقت كبير فشخ. فقلت. استغله في حاجة. فبدأت أتعلم حبة حبة. درجات هي ومراحل. فبدأت أنفتح. أجمّع الشخصية وأجمع التفكير وبدأت أطلع.داما

– ما الك علاقة بالمشهد في الاسكندرية؟ ما بتنزل تقعد معهم؟

– لا لا خالص. يعني أنا بعرف المشهد وعامل ازاي بس ما بختلطش خالص. بس هي الفكرة، أنا في الأول كنت حابب أختلط فشخ، وانزل أدور عليهم ولما كانوا يتجمعوا هنا كنت أنزل معاهم. بس ما كانش دا يحصل كثير مؤخراً. بقى يمكن مش عارف أدخل عالجو. بس يعني لما أتجمع معاهم صدفة بيبقى اليوم جميل فشخ.

– بس انت برضه الجماليات بتاعتك مختلفة عنهم.

– هو دا، انا عايز أطلّع اللي في دماغي، بينما كنت حاسس انه البقية عندهم اسطمبة كدا. كلهم شبه بعض.

خصوصاً في الاسكندرية في صوت واضح كثير للمشهد، عطول بتعرف انه الرابر هذا اسكندراني.

– يعني همه بيبقوا جامدين، بس شبه حد ثاني. أنا ما كنتش عايز أبقى كدا من البداية فاهم؟ فقلت ايه، قلت آخد المسار بتاعي.

بالنسبة للأغاني القديمة – مش كثير قديمة صارلها سنة تقريباً – زي عادي فشخ مثلاً، هون بديت تعمل الصوت تبعك؟

– كانت بداية الإنتاج.

لأنه هاي أول أغنية بيظهر فيها الصوت تبعك موسيقياً، بينما الراب كان لسا مش واضحة بصمتك فيه.

– ما تكوّنش.

الفلو تبعك وبعض القافيات الغريبة اللي كنت بتستخدمها، هل سببها انه ما كانش واضح الموضوع في بالك، ولا ما كنتش متمكن من الراب لتكسره زي ما بدك؟

– في دي بالذات كنت عايز أعمل حاجة بتمثلني فشخ، فاهم؟ فما كنتش مركز أعمل حاجة أحط فيها ستايل راب فشخ، المهم انها واصلة من جواي.

قصدك كلمات ولا موسيقى؟

– كلمات وموسيقى. كانت بداية حاجة في دماغي عايز أوصلها تتسمع وتبقى ملموسة. فطلعت عادي فشخ. في كثير حاجات أنا ماسحها.

زي أغنية رقم ٢ اللي كنت عاملها على عينة من أغنية لـ آية متولي.

– لا بس باثنين دي اتعمللي ريبورت الصراحة مش أنا اللي ماسحها. اتعملي ريبورت علشان حقوق ملكية وكدا. أنا ما سألتهاش الصراحة قبل ما استعملها. كانت عجباني الأغنية قمت فاتحها وواخد منها السامبل، وبديت فيها تك تك تك وطلعت مع الأغنية. كدا خلصت. ما ركزتش أسأل وكدا.

انت برضه بتحط هاشتاج إكسبرمنتال على أغانيك.

– اا بس دا عالبيتس مش عالراب. الموسيقى يعني.

بتسمعها براسك جاهزة وبتطلعها ولا بتقعد تجرب كبسات وتبنيها شوي شوي؟

– لا في الأول كنت بجرّب. لحد ما لقيت نفسي اني قادر أفكر بحاجة في دماغي واعرف أعملها. بعدين صرت أطلع اللي في دماغي.

في عندك بالموسيقى إشي كثير مميز، في زي طاقة عاطفية بالكلمات، وبتنعكس بالموسيقى برضه. وحدة منهم شكليات.  بتحكي فيها الشي اللي مضايقك. وبتوقف راب وبصير فيه بناء وتصاعد كثير قوي ومشحون، وبعدين بتحط عليه كلمات وبتكوّن زخم. كيف بتبني هذا الزخم؟

– أنا لما كنت باجي أسمع أغاني كنت أحس انه في حاجات بتلمسك كدا. عارف القشعريرة دي اللي بتعملك اياها بعض الأغاني؟ فأنا ببقى عاوز أوصل لدا ما دام ممكن يحصل. فمقصود يعني. ببقى عايز الاثنين يندمجوا. عايز مكس بين الاثنين يبقى ناجح فشخ.

– بتحب كانيه وست؟

– اا فشخ.

– زلمتي. كانيه وست قدر يكون ملحن ومؤلف ورابر. بيبني مساحة موسيقية ضخمة وبحط فيها راب. انت برضه بتحس حالك رايح فـي هالاتجاه؟

– انا دلوقت في جزء من المكان دوّت. يعني هيه لو الإمكانيات موجودة ممكن أكمل أكثر في المكان دا. عاوز خبرة برضه. بص أنا ماندمجتش مع أي واحد في مجال المزيكا. ما اشتغتلش مع أي واحد خالص. كله تعلمته لوحدي.

– كيف يعني؟

– يعني أنا ولا دارس ولا عندي امكانيات لأي حاجة. بس عندي الكمبيوتر دا. فأنا بقلك علشان أصنع الحاجة اللي هي على المكان دا، محتاج الإمكانيات أو جزء حتى من الإمكانيات دي.

– لما تسمع كانيه وست مثلاً، بتقعد تدرسه وتفكر بالأدوات اللي بيستخدمها؟

– اا طبعاً. بص أنا في الأول كنت بسمع كمستمع عادي، بينما الوقت دا بفكر غصب عني دي انعملت ازاي والجزء دا والجزء دا. كانيه وست كيد كودي، ترافس سكوت برضه.

– فيوتشر؟

– فيوتشر مش قوي. يعني أكثر اللي بيبقوا فعلاً بروديوسر ورابرز. فاهمني؟ ترافس سكوت بدأ كبرديوسر. وكانيه وست سمعه وخلاه يشتغل معاه.

– وبرضه كانيه وست بدأ بروديوسر.

– اا بدأ مع جاي زي.

– الطريقة اللي لعبت فيها بشغل فيروز برضه جديدة تماماً. شو خلاك تروح هناك وليش فيروز؟

– كانت دي بداية إني عرفت إنه في ساملبز بتتاخد، وبتلعب بيها، وانا طبعاً بحب فيروز فشخ. وأصلاً من قبل ما بروديوس، كنت بسمع أغنية أعطني الناي دية، وكنت عارف انه في يوم حأبقى ببرديوس، واني حاخد سامبل من الأغنية دية. فأنا حاططها بدماغي. يعني أحد الأسباب اللي تعلمت فيها الشغل دا هو الأغنية دية.IMG_4129

– يعني فيروز مهمة كثير إلك.

– اا فيروز طبعاً. أحا.

– والعربي القديم؟ النهضة بعدين أم كلثوم والشباب؟

أم كلثوم مش قوي الصراحة. يمكن أغنية أو أغنيتين، بس في ماجدة الرومي وفيروز. هذول الاثنين بحبهم فشخ. وهما الوحاد اللي قُدام واخدت منهم سامبلز.

ـ طيب موضوع ثاني، الكولابوز تاعتك …

– قليلة فشخ.

– وبرضه مش بقوة شغلك المعتاد.

– أولاً في البداية، أنا مكنتش متعود أغني مع حد أصلاً. فمطلعتش بالقوة ديت. بيني وبينك برضه، انك تلاقي اللون – هو ممكن اني أغني مع أي حد قشطة. أي حد ممكن يغني مع أي حد. بس انه دماغك تركب مع حد ثاني، وتلاقي المكس دا، غالباً صعبة، وما لقتش حد.

في طبعاً أبيوسف، بس الظروف برضه يعني هو شغل وكدا وأنا مسحول فإنا نجتمع بتبقى صعبة.

أنا برضه شايف انه عندك نمط حياة مختلف شوي وهو مصدر اختلاف شغلك، وصعب انك اتدخل حد عالعالم هذا.

– ممكن برضهبس هيه الفكرة ان انت ممكن تغني تراك مع أي حد. بص. أنا في البداية كنت بغني أي هبل بقى. حبة حبة بقيت أحكي، حبة حبة بقيت أحط عنصر: التراك دا مش عالفاضي. في حاجة تفهمها من التراك. في سبب. التراك دا ليه سبب، فاهم؟ فممكن تعمل تراك مع أي حد ما يبقاش اله أي سبب ولا أي فايدة، بس غالباً مش عايز أتحط في حاجة زي دية.

فيعني رح تبعد عن الكولابوز؟

– أنا مستني شوية لو صار في مكس ثاني يبقى أكيد حيكون في حاجة جديدة.

– كيف قدرت تطلع من جو السامبلنج وتدخل في التراب اللي هو مختلف، وفيو تأليف أكثر.

– بص أنا أصلاً بحب أقعد أتنطط وفلوهات والحاجات ديا، بعدين دخلت عالمجاري وعالي فشخ والحاجات ديا السايكادلك. أنا أصلاً كنت بغني فلوهات والحاجات ديا، وأجرب كفاية كدا وأرجع كدا. وهي كانت برضه تجريب عدة، لما كنت بغير مايك وأجيب مايك جديد فألاقيه مش بطلع الصوت اللي انا عايزه والإحساس اللي أنا عايزه. فبجيب مايك أحسن وأطور. فـ بس، كدا كل ما أجيب مايك جديد، كل ما طلعت أحسن.

– فمثلاً لو جبت قطعة مووج Moog أو إشي زي هيك رح يتغير شغلك كثير؟

– [يضيء وجهه ويبتسم ابتسامة كبيرة] طبعاً طبعاً، فشخ فشخ يعني لأبعد الحدود.

ـ طيب انت بتسمّع شغلك لصحابك؟ في ناس بتوثق في رأيهم بتسمعهم الشغل؟

– لا لا لأ. ما فيش أي حد من صحابي بيسمع راب. ولا حد فيهم ليه في الراب خالص ولا ليه في المزيكا. يعني يمكن ٢٣ منهم بس.

بس حد مخك راكب على مخه فنياً. مش لتشتغل معاه بس لتاخد برأيه وتسمع رأي عن شغلك قبل ما اتنزله.

اا في واحد صاحبي. قاعد جنبي هنا أهو!

– طيب موضوع ثاني. قلتلي بتروح عالجامعة كل يوم.

– مش كل يوم، يعني حسب المحاضرات. ٣ أيام، مش بروحهم طبعا. ساعات بغيب [يضحك]. لو في حاجة مهمة بروح.

– وانت عم تعمل حقوق عشان أهلك بدهم اياك تعمل حقوق ولا عشان انت بدك ولا شو القصة؟

بص أنا في البداية كنت عايز أخش فنون جميلة. من وانا صغير يعني، حلمي وكدا. بس عندنا في المجموع، مجموعي ما جبش فنون جميلة فدخلت حقوق – والدي محامي – فدخلت حقوق أهو وماشي. سقطت سنة [يضحك] وان شاء الله أنجح السنة دي.

– فالموضوع مش ضغط من الأهل؟

– لا أبداً هو الموضوع مجموع. أنا لو جبت مجموع أعلى كنت دخلت.

وناوي تكمل في الحقوق ولا ناوي تركز في الموسيقى ولا شو؟

– بص هي معادلة صعبة فشخ. فشخ فشخ فشخ. السنة اللي فاتت كنت بحاول أحسبها. بص أنا ثالثة سنوي، سقطت في ثالثة ثانوي دي اللي بتدخلك الكلية، سقطت بسبب المزيكا. كنت لسا بكتشف، وجبت مايك بقى وأقعد أجرب أسجل وكدا. يعني كانت ليلة الامتحان، كنت قاعد أجرب المايك طول الليل.IMG_3841

– امتحان شو؟

– مش فاكر امتحان ايهكنت قاعد بجرب مايك عشان ناس صحابي عرفوني على فرقة روك وكانوا عاوزين يعملوا حاجة شبه لنكن بارك كدا. بس الموضوع فشل فشخ.

منيح اللي فشل.

– [يضحك] فشل فشخ يعني. كلهم كانوا المفروض يدخلوا كليات قمة وكدا وبسبب المزيكا ما دخلوش. أنا عدت بقى. همه طلعوا وانا عِدْتْ. وأول سنة كلية برضه كانت نفس الموضوع، خلاص بقى دخلت وبرفع تراكات ومش عارف ايه، والدراسة ما كنتش قد كدا بالنسبالي وكنت مركز عالمزيكا. بس كنت عايز أكمل، أصل الشهادة لازم تتاخد عندنا. الشهادة دي حاجة مهمة فشخ. والمزيكا برضه عايزه وقت كبير نيك. عايزة انك تبقى فاضيلها. فأنا بحاول أعمل المعادلة ديت. بحاول. مش عارف إذا رح أنجح فيها بس بحاول.

– زي ما بتقول بـ بيكاتشو: بعمل كل دا من أجل دماغي.

– بالزبط كدااااا. عشان كل واحد عامل فيها إني بغني من أجل رسالة، بغني من أجل مش عارف ايه. بس الرسايل ما بتحققش حاجة. انت بتغني من أجل رسالة والرسالة ما بتحصلش، فاهم.

– هلكونا رسائل.

– [يضحك]. بس فـ رحت جاي بقول من أجل دماغي يعني. فانت متجيش تحبطني عشان حاجة عجبتك أو مش عاجباك، أنا بغني في الأول والآخر من أجل دماغي.

فانت بيجيك هجوم وانتقادات من هذا النوع – انه انت بتغني كلام فارغ مافيش منه فايدة؟

– اا يعني مرات بشغل الأغنية لأي حد، فاهم. بص في ناس ما بتحبش الراب ولا إلها علاقة بالراب، بتحبها. وفي ناس برضه بتسمع تراكاتي وبتقول ايه الخرا دا، ايه الهبل داايه اللي انت بتقوله. فاهم فـَ زي كأني بَدّي أُعطي ثقة لنفسي. بعلّي معنوياتي بنفسيبس.

– بس انت برضه بتقول بكذا أغنية: مش عايزيني أعمل مزيكا. انت بتحكي عن نفس الناس؟

– هو بص، على اختلاف الوقت، بتيجي ناس برضه مش عايزيني أعمل مزيكا. فاهم، صاحبتي مثلاً ما كانتش عايزاني أعمل مزيكا. وفي كذا حد يعني. في ناس كثير كل ما يسمعوا حاجة يقولولي فكك من الهبل دوت خليك في درساتك. مش حتجيب حاجة من الموضوع دا. بص دي فكرة اني مش حجيب حاجة من الموضوع دا أنا مقتنع بيها.

– طيب؟

– بص أنا بقيت محطوط في المزيكا خلاص، المزيكا دي الاستغناء عنها صعب. فيعني خلاص أنا هاعمل مزيكا. عايزين أعمل مزيكا ولا مش عازيني أعمل مزيكا حاعمل مزيكا. بس. بص أنا جت عليا فترة، لما سقطت في سنة ثالثة ثانوي دية، قلت بس خلاص دي المزيكا حتضيعني ومستقبلي حيروح بسببها، وقفت. وقفت كتابة ووقفت كل حاجة. اكتأبت فشخ، اكتأبت اكتئاب ابن متناكة، فاهم. راجعت الكراسة اللي قدامي. سبت كل حاجة في المزيكا وركزت في الدراسة. بس بعد فترة ما قدرتش. رحت جايب الكراسة وبدأت أكتب. لقيت جواي راحة نفسية بنت كلب. استريحت قوي. قلت أحّا. أنا بقى في اللحظة ديت عرفت اني مش حستغني عن الحوار دا أبداً. دا بريحني. أنا بستريح وانا كدا، فاهم.

– فانت يعني شلت كل أغراض الموسيقى وجبت كراسة عشان تدرس فلقيت حالك بتكتب فيها كلمات أغاني؟

– لأ أنا شلت كل أغراض المزيكا وشلت الكراسة اللي بكتب فيها كلمات. بس، شايلها على المكتب قدامي وخلاص بقالي فترة ما بكتبش، فاهم. ومش عارف متضايق من ايه، ما فيش أي حاجة تضايقني. جبت الكراسة وقعدت أكتب، وبعد ما كتبت بتاع فيرسين، لقيت نفسي استريحت. فبس رحت كملت كتابة وعرفت انه انا خلاص. دا طريقي.

أنا كواحد متفرج من بعيد بحس جريمة انك تبطل تعمل موسيقى. لأنه عندك إشي أصلي كثير وإذا الناس مش عم بتقدره هاي مشكلة الناس مش مشكلتك انت.

– أنا اكتشفت دا مؤخراً.

– والسؤال اللي هو ايه اللي حتكسبه من المزيكا، أنا برأيي رح تكسب حالك.

– بالضبط كدا. أنا حاكسب نفسي.

بس برضه انت لما تحكي عن الناس اللي باضنينك أو لما تحكي عن المشهد وتقللهم انتو بضان وكذا، بتحكي بهدوء ومن غير انفعال. بتحكي عن بُعد، هذا لأنه الموضوع مش فارق معك كثير ولا لأنك يئست ولا شو؟

– بص فكرة انه هو مش موضوع يستاهل الانفعال. هو اا الموضوع باضني بس مش حيخليني أنفعل بنفس الوقت ولا حيدفعني للجنون. يعني مش حاجي أصرخ: مش عايزييينييي أعهمل مزيكاااااا. لا هو قشطة يعني. مش عايزيني أعمل مزيكا لا كس امكو. يعني الانفعال ممكن حاجة ثانية تستاهلو.

الانفعال ببين عندك بالقصص العاطفية.

– هو مش قصص عاطفية برضه [يضحك]. الانفعال دا ممكن يجي من حاجة كبيرة مش علي أنا لوحدي. يعني حاجة بتأثر على كذا حد غيري، يمكن أنفعلّها.

يعني قصص بتصير بالشارع أو قصص سياسية مثلاً؟

– اا بس مش سياسية. ما فيش سياسة. السياسة فاشلة. يعني الشارع ليا أهم من السياسة. هو ما فيش سياسة أصلاً. السياسة دي اللي هي خود وهات ومسايسة ونقاش دي مش موجودة. هيه سياسية من طرف واحد. الشارع يهمني أكثر.

شو يعني الشارع؟

– يعني أصحابي والشباب اللي زيي. بس فاهم، الحاجات ديا ما بعرفش أقولها زي ما الرابرز الثانيين بقولوها. حتى لما آجي أقول الكلام دوت، ما عرفش أقوله زي ما الرابرز بقولوه. اللي هوه أدي أمل بقا واضحك والجو دوت والحاجات الإيجابية ديت. التنمية البشرية.داما

– طبعاً انت أذكى من هيك. انت بتقول بطريقة غير مباشرة.

– بالضبط، بالضبط فشخ. ما هو كله بقولها كدا، كله بقولها بشكل واحد. فأنا بقولها وانا عارف هيه مش حتعمل حاجة. بس بقولها بشكلي كدا.

– انت بتقولها بطريقتك اللي فنياً ماكنة. يعني مثلاً أنا هلق اتذكرت لما تقول يا ريت تقتل كسمه عشان خطر علينا“.

– بالضبط كدا.

– هذا سطر الواحد بسمعه وبحس فيه. بيعلق معه. هاي بسفاحن بتقولها صح؟

– اا، إذا كان عندك إحساس. إحساسك خطر على الناس.

– مين اللي قصدك هم سفاحين يعني؟

– إحنا كلنا سفاحين. يعني عشان نعيش في الواقع لازم نبقى سفاحين. زي الغابة كدا فاهم. في الغابة في أسود وحيوانات ثانية بتتاكل من الأسود، فانت أكيد مش حتختار تبقى حاجة بتتاكل فاهم. أكيد حتختار تبقى سفاح.

 فكرة الغابة هاي بتحطها بكذا مكان. مثلاً لما تقول: حياة من غير أسود اللحم فيها يدوّد.

– هو لازم يبقى في حد بياكل. فانت أكيد حتختار تبقى حد بياكل. مش حتختار تبقى حد بيتاكل.

فمعناته فكر التنمية أو الحقوق أو اليسار هذا كله مش ماكل معك؟

– لأ. دي كلها اشتغالات.

زلمتي. هلق بشغلك برضه، التراك اللي فيه قفزة هو العنقاء. قبل كانت بيتس وراب، بالعنقاء بطلع معك البناء والزخم والآلات الكثيرة.

– أنا دا كنت عايزه. يعني قبل ما أعمل البيتز والكلمات كنت عايز حاجة متسعة زي دي. عايز القفزة دي في الأغاني. فرحت جايب بيت العنقاء دوّت. البايس فيه بضان طبعاً بس قشطة يعني.

– بس كيف تعلمت تعمل هيك؟ كيف وصلت هاي الدرجة من التعقيد. هل من الناس اللي كنت تسمعهم؟

– كنت بسمع ديجيهات تبعون التراب، والدروبات اللي بتحصل فيها، وحسيت انه لازم أحط حاجة زي كدا في تراكاتي. وقعدت أبعبص كثير عندي في البيت، لحد ما جت معايا. عرفت بقى ازاي أعملها.

– كان صعب الموضوع؟ كسّرت راسك لطلعت معك.

– لا مش للدرجة دي برضه. بقيت أسمع بيتات كثير فشخ من ناس مختلفين قوي، واشوف إزاي بيصلوا للدروب، ازاي تبقى ماشي كدا وتطلع كدا. ازاي تحرك المزيكا، فاهم؟

– واضح انك بتشتغل شغلك وما بتستسهل، بتدور وبتحبش.

– وبرضه مش بعمل أي بِيْت. مش أي شي بيطلع معي بطلعه. بحب يطلع اللي بدماغي بالضبط. مش بسيب الموضوع اللي بدماغي لحد ما يطلع.

– وإذا ما عرفت بتروح بتدور وبتحاول تتعلم وترجعلها؟

– لو في حاجة أنا عايز أعملها؟ بدخل عالنت واشوف الجزء دا ايزاي يتعمل، وأروح مطبقه.

– ما بتفكر تدرس موسيقى؟

– فكرت طبعاً. بس أنا بالموسيقى ضعيف شوية، ومع دراسة الحقوق حيبقى صعب.

– بس أنا قصدي بدل الحقوق

– [مصدوماً] بدل الحقوق؟ صعب فشخ.

– ما فكرتش فيها؟

– لا ما فكرتشبص أنا السنة دي، لما سقطت في الكلية، كنت ححوّل كلية تربية نوعية. هي كلية الفنون فيها نوعين: تربية فنية وتربية موسيقية. أنا قدمت تربية نوعية لأني في الموسيقية ما بعرفش حاجة نظرية فإذا اختبروني مش حـ عرف أنجح. لكن أنا دخلت وقدمت تربية نوعية وطلعلي قبول، بس بآخر لحظة غيرت رأيي وقلت حكمل حقوق.

– وشو موضوع الرسم معك؟ انت بتعمل موسيقى وبترسم وبتركب سكيت بورد صح؟

– اا كنت بلعب سكايت بورد لحد ما سقطت السنة اللي فاتت. بص هو سقوطي السنة اللي فاتت عمل تحولات كثيرة في حياتي. وقفت حاجات كثير وما بقتش اسكيت خالص. كنت أي حد يكلمني أحمل السكيت وانزل. لقيته بياخد من وقتي برضه. كل حاجة بتاخد من وقتي بدأت أحددها. الفيس مثلاً كان بياخد من وقتي كثير فشخ، فقفلته.

ففي حاجات كثير بقى كدا بطلتهم. بس الرسم دا أنا بعمله دلوقت بس بوقت فراغي. يعني في الأول، كنت أبقى قاعد، أقول حـ قوم ارسم شوية. أيام المدرسة مثلاً. دلوقت لما أكون قاعد بمحاضرة، مبضون منها، أقوم أطلع الكراسة وارسم. ما برسمش إلا بأوقات الدراسة. أكون بذاكر مثلاً، متديش معايا المذاكرة – ديماً ما بتديش معايا المذاكرة – فأقوم أرسم.

– وين كنت تركب سكيت، في الشارع؟

– اا في كذا مكان، عند كلية الهندسة، في حتة اسمها الحديقة الدولية، وفي سيدي جابر. وفي سبوتات بننزل نكروز كدا. همه شباب السكيت كانوا بكروزو بعز النهار، وانا ما كانتش بتيجي معايا، فـ كنت أنزل الساعة وحدة الفجر أنا وواحد صاحبي، ننزل نكروز بقى الاسكندرية تبقى فاضية فشخ.

– عندك لونج بورد برضه؟

– لا هو السكيت العادي.

– أنا هيك فكرت عشان عندك أغنية اسمها لونج بورد.

– لا ما عنديش بس أكيد عايز أجيب. كنت باخد لونج بورد من واحد صاحبي، كنا نمسك في العربيات ويسحبونا. ونلف في الشارع.

– صار معك اصابات؟ تكسرت؟

– أحا تفشخت نيك. كنت بوقع كل وقعة والثانية. كنت بروحلهم كل يوم بعرج. كل يوم مروّح بعرج. أمي تقللي ايه يلاااا، كفاية سكيت”.

– طيب انتو بالعيلة كيف؟ أهلك مهتمين بالفن والموسيقى ولا انت لحالك؟

– لا لا مهتمين بالفن ولا حاجة. همه مهتمين بالدراسة. كل العايزينه اني أدرس وأخد شهادة. طالما بتدرس اعمل اللي انت عايزه.

– وبتابعو شغلك؟

– لا لا. بص ماحدش في الدواير اللي حوليا بيعرفوا عن دا. يعني حتى في ناس صحابي ما بيعرفوش اني بغني أصلاً. همه ثلاثة بس من صحابي اللي مهتمين بشغلي وبتابعوا وبقولوا آراؤهم وكدا. بس من اللي حواليا ما حدش يسمع شغلي ولا حد يعرف حاجة أصلاً.IMG_0075

– ما بتروح القاهرة أبداً؟

– ما برحش خالص لأ.

– هي القاهرة بضان الصراحة.

– رحتها مرة زمان فشخ، لما كنت في المدرسة. كنت صغير وكان في تكريم كدا. كنت راسم رسمة وربحت وأخدت عليها تكريم في المركز الثقافي الفرنسي هناك. رحنا ناخد الشهادة من هناك وبتاع، بس دي كانت الحاجة الوحيدة اللي رحت فيها القاهرة.

– يعني رحت القاهرة مرة وحدة بحياتك؟

– مرة واحدة فقط لا غير.

طيب ما عندك فضول تروح تشوف الموسيقى هناك تتعرف عالشباب وعالمشهد؟ أبيوسف وزولي والشباب؟

– ممكن بس الموضوع مش في أولوياتي. أكيد يعني لو فضيت مش حتأخر اني أروح.

– سافرت برا مصر؟

– لا برضه.

– فانت كل تعرضك للموسيقى والتراب من النت؟

– من النت.

– والانجليزي، كيف انت والانجليزي؟

– بص أنا كنت في مدرسة لغات. وساكن في منطقة شعبية. فالانجليزي كان حبة من المدرسة وحبة من سمعان الأغاني والأفلام والجو دوت.

– مدرسة لغات قصدك مدرسة خاصة؟

– أيوة.

– فانت الوحيد من منطقتك اللي رحت مدرسة لغات؟

– والوحيد بالمدرسة اللي من منطقة شعبية.

– كمان؟

– فدا كان مكس غريب شوية.

– يعني كنت عايش في عالمين منفصلين؟

– بالضبط كدا.

– والموضوع كان عاملك أزمة؟

– في بدايته كان أزمة طبعاً. وأنا صغير مش عارف أعمل المكس بين الاثنين. بس شوية شوية بديت آخد من فوايد الموضوع. آخد من الفوايد اللي هنا والفوايد اللي هنا. يعني اني أعرف أتعامل مع الطبقة ديت وأعرف اتعامل مع الطبقة ديت.

– نرجع للأغاني هلق. في كذا أغنية عندك، بآخر دقيقة بتقوم مغير الأغنية تماماً. بتعمل بيت جديد أو لحن جديد بكون تقريباً ما الهم صلة باللي قبله. ليش بتعمل هيك، وهل هو الشي اللي سبق انك تعمل أغاني زي العنقاء؟

– بص أنا بحب الاختلاف فشخ. يعني ايه، عايز حاجة حلوة تتسمع فاهم؟ فإذا قدرت أسمعك حاجتين حلوين كدا في تراك واحد. بص هو أنا أصلاً بكون مش عايز أحط الجزء دا، بكون عايز أحط جزء أكبر، يعني بيتين في واحد. بس الجهاز عندي كان بيقطع أول ما أبدأ أغور شوية أو أكثّر شوية. كان جهازي يقطع. فكنت أوقف لحد هنا.

– ما كانش جهازك يتحمل يعني؟

– لأ ما بيتحملش. بس فبِفضل الجزء دا. أنا بكون أصلاً عايز أحط الجزء دا وأغني ثاني، بس الجهاز ما كانش بيساعد.

– وهلق جبت جهاز جديد؟

– ولا جهاز جديد ولا حاجة. أنا جبت راماية جديدة، رام يعني. بس فشغال فيه شوية.

– بتفكر تصير تنزل حفلات؟

– بفكر طبعاً، بس الوقت برضه. اني أخش الأجواء ديت وأعرف مين بيعمل ايه. صعبة دلوقت. بص وهي كمان، غالباً، ما عرفش يعني، بص هي غالباً ماشية بالتعريص. يعني فاهم لازم تعرص لدا وتعرص لدا علشان تطلع مع دوّت وتطلع مع دوّت، وانا ماليش في التعريص (يضحك). ما بقعدش أعرص.

– بس يعني لو حد عزمك تنزل حفلة بتروح، لأ؟

– قشطة اا. بس أنا مطلعتش لايف شوز ولا حاجة زي كدا. بس بدأت أفكر أعمل كدا. تراكين تلاتة كدا وآخد خطوة بالموضوع دا.

– وكيف بتلاقي تفاعل الناس مع موسيقتك؟ بتحس صار عندك جمهور ومستمعين؟

– همم. مش عارف. هو انا الموضوع قايم عندي عالفولورز عالساوندكلاود. فهمه بعضهم الفانز، بتعدو عالإيدين، بتهيألي. بس أنا انه يبقى عند فان بايس وكدا لسا بعيد عنه قوي.

– بس انت في عندك تراكات جايبة استماعات منيحة. ١٥ و١٧ ألف، تاعت أبيوسف جابت ٤١ ألف. مش سهلة هاي الأرقام.

– بس هية يعني حاجة مرت عليه كدا سمعها بعدين نسيها. يعني الفيوز ما بتعنيش كثير. الفيوز مايتقسش عليها.

– بس بتعرف أنا سمعت شغلك لناس كثير انعجقوا بشغلك. موريس لوقا مثلاً، بتعرفه؟

اا طبعاً. حضرتله حفلة. عبقري فشخ.

– سمّعته العنقاء وعالم افتراضي وانعجق. قللي مين دا.

– جميل فشخ. [يضحك]

– طيب انت بتسمع راب عربي برا مصر؟

– لا أنا ممكن أكون سمعت تونسي أو مغربي. كلاي جي بي بي مثلاً. شايفين برضه. بس أنا في العربي مش متعمق قوي.

– هي الحقوق ماخدة وقتك. فُكّك من الحقوق وركّز في الموسيقى يا زلمة.

– [يضحك] بص الشهادة دي حاجة بيعبدوها. أنا بالنسبالي، كس أمها، أنا آخدها من هنا وأشوف حياتي. بس الشهادة دي لازم تكون موجودة.

– هي أكم سنة؟

– ٤ سنين

– وانت بالأولى

– بالأولى [يضحك]أنا لو نجحت كنت تخرجت على ٢٣ سنة. بس برضه هو أنا لو ما سقتطش، ما كانش حيبقى في مزيكا فاهم؟ فهو دا كان لازم يحصل. كان لازم السنتين دول يطيروا.

– خلص هذا هو انت شو بدك تعمل.

– لا مفر.

– لا مفر.


* ينشر داما أعماله حاليًا تحت اسم مروان بابلو.