إس إس إس + تشاينز | ديرتي باكسيت

جاء ألبوم ديرتي باكسيت القصير الأول جووباد استعاديًا متعصبًا لموجة البوست بَنك، وبحاجة إلى بعض الخصوصية في التأليف والإنتاج حتى لا يقع في فخ إعادة إنتاج جنرا مضى عليها ما يقارب أربعة عقود. بالرغم من ذلك، وفي ظل فترة كساد للروك في المنطقة، أعطى هذا الألبوم بعض الأمل وكان بداية مشجعة لهم. مع بداية هذا العام وانضمامهم إلى راجي أحمد (بلوفرانك) لإنشاء تسجيلات سلو دي كاي، بدأ اتجاه ديرتي باكسيت بالتغير تدريجيًا.

تضيف تسجيلات سلو دي كاي إلى رصيدها الإنتاجي خطوة تلو الأخرى، متجهةً تحو التركيز على جماليات محددة وموحدة تشترك في ما بينها بعنصر التجريب وصوت محشرج بأسلوب إنتاجي ذاتي من الناحية الصوتية والبصرية. متأثرةً بذلك، تبدلت اختيارات ديرتي باكسيت الجمالية في مايند تراب / مايند جايمز إلى منطقة أكثر نضجًا تجمع بين السنث بوب الثمانيناتي، بجودة لو-فاي ومعالم بوست بَنك جاءت بشكل مقل على عكس إصدارهم الأول. تبنت سلو دي كاي منذ إطلاقها ذلك الصوت الذي يدور في إطار البوست بَنك بتفريعاته المختلفة بالإضافة إلى اتجاهات أخرى، وهو صوت تفتقده المنطقة مع وجود استثناءات قليلة، كالاتجاه الذي يسلكه كل من يوسف أبوزيد وبانستارز، والذي يتطرق إلى منطقة أكثر شراسةً وظلمةً وتجريبًا.

شكلت الأغنيتان السابقتان مرحلة انتقالية تمهد لصوت أكثر خصوصية يمكن القول إنه تشكل مع الأغنيتين الجديدتين إس.إس.إس وتشاينز. في إس إس إس تظهر عدة معالم لمد حدود هذا الصوت الثمانيناتي وتطويره حتى لا يقع حبيس استنساخ لتلك الفترة. نتبين ذلك من خلال تركيزهم على تفاصيل إنتاجية دقيقة، بالإضافة إلى توظيفهم للجيتار وللمؤثرات على صوت الغناء لنهى أمين وجورج آزي الذي يتميز بإلقائه غير المتوقع في المقطع الثاني، ما أكسب الأغنية حيوية وديناميكية غنية.

في تشاينز، تستعرض الفرقة قدرتها الإنتاجية لتسفر الأغنية عن صوت عريض ومحكم عن طريق الليد سنث والبادز والجيتار، فتتعدد طبقات الأغنية لتصل إلى حالة من التشبع مع نهايتها. تتحرر الأغنية بالتوازي من البنية التقليدية، وتستخدم مقاطع أكثر تنوعًا لتبقى في تجدد مستمر. تشترك كلا الأغنيتين بطابع راقص ذو طاقة عالية، يجسد أفضل ما وصلت إليه الفرقة حتى الآن. يبشر الاتجاه الذي تسلكه الفرقة منذ بداية العام بأن هناك المزيد مما يمكن إضافته إلى السنث بوب، والوصول بالروك إلى مناطق جديدة.