زامبا | شارموفرز

كتابةمعازف - September 21, 2018

الفنان الجاد هو الذي يتجاوز مراحله الفنية القديمة بعد مراجعتها ونقدها. ينطبق هذا على الموسيقى بكل صورها، من أكثرها جماهيرية إلى أكثرها تجريبية وحصرية، لكن لا يبدو أنه ينطبق على شارموفرز. منذ بدايتهم عام ٢٠١٢، يسير الفريق على نفس المعادلة الخاصة بحسهم الفكاهي الثقيل و”موسيقاهم السعيدة الإيجابية” كما يصفونها، دون أي تقدم أو أفكار جديدة على مستوى الموسيقى أو الإنتاج أو المواضيع. لم يضف الفريق أي جديد على النمط الموسيقي الخاص بفريق وسط البلد، إلا إذا أخذنا غناء أحمد بهاء – بغض النظر عن رأينا فيه – بعين الاعتبار. حتى سر نجاح شارموفرز الذي يتمحور حول التركيز على القسم الإيقاعي تم استهلاكه وحلبه لآخر قطرة. وبينما يمكن القول إن التكرار وسهولة التوقع من السمات الأساسية للبوب بشكلٍ عام، لكن البوب يتغير باستمرار. نرى ذلك بوضوح في موسيقى فنانين مثل ريهانا وجاستن بيبر إن نظرنا إلى موسيقاهم منذ ست سنوات وحتى الآن.

يبدو أن أعضاء شارموفرز قرروا أخذ استراحة من التكرار في أغنية مفتقد الحبيبة، لكن الحظ لم يحالفهم. على مستوى الموسيقى، حاول الفريق الظهور بشكلٍ أكثر جدية عبر لجوئهم إلى خط ريجي مستهلك، يتحول إلى أغنية ملحمية تطغى عليها كمنجات دراما المسلسلات. أما تناول الموضوع المستمد من عنوان الأغنية فجاء مراهقًا ومبتذلًا إلى حدٍ كبير في الأغنية والفيديو،  بحيث ذكرنا بأفلام الحب من العقد الماضي.

بعد إجازة صيفية قصيرة، عاد شارموفرز بأغنية زامبا، هذه المرة بإضافة المنتج ساري هاني، الأمر الذي قد يحسّن من أداء الفريق ويضيف إليه التجديد الذي يفتقده. منذ بداية الأغنية يمكن ملاحظة عنصر إنتاجي وأصوات جديدة على الفرقة. هناك مثلًا صوت الكيك الذي يحاول الصب بايس أن يتنفس جاهدًا من خلاله، وصوت عينة آلات النفخ. بعد مقدمة تدوم ما يقرب من دقيقة مع هتاف حماسي لأحمد بهاء، يدخل المقطع الأوَّل ليكشف عن إيقاع فور تو ذَ فلور. أصوات البايس واللحن المألوف لدى معظم أغاني البوب الضاربة يلعبان بتجانس زمني وتنويعات جيدة تُأكدان على اللحن الرئيسي. لا يشوشر على هذا المقطع إلا الإنتاج المبالغ فيه لصوت أحمد بهاء بطبقاته المختلفة، الذي يحتل المكس بشكلٍ مجسم وزائد عن حده، ويستمر كذلك حتى نهاية الأغنية.

بعد جسرٍ قصير يفتقد إلى ذروة، يأتي الدروب باللازمة التي تعد بأريحية نسخًا من مجموعة أصوات وأفكار إنتاجية لمنتجين مثل كالفن هاريس ومايجر لايزر ودي جاي سنايك، يتضح ذلك من خلال أصوات السنث المستخدمة والتلاعب بعينات الفوكالز بالخلفية. نَسْخ ساري أعمال منتجين وموسيقيين آخرين واسعي الشهرة ليس بأمر جديد، فقد سبق وقام بذلك في ألبوم زاب ثروت، ما ينم عن عدم وجود شخصية أو أسلوب إنتاجي واضح لساري. قد ينجح الأمر مع موسيقى الإعلانات أو أفلام كوميدية لحظية سريعة وخفيفة – وإن جاز التعامل بنفس الشكل مع موسيقى شارموفرز. تمتد اللازمة وتتغير باستمرار كاسرةً البناء التقليدي لأي أغنية  بوب، ما قد يحسب للأغنية. يحدث ذلك مرة أخرى في الجسر الثاني عند جزء “دقوا الشماسي … ” فتتحول الأغنية من إلكترونية راقصة إلى أخرى مبنية على آلات حقيقية. تتزاحم أفكار بوب عديدة وجذابة، يحاول شارموفرز وساري حشرها في أغنية واحدة.

كعادة شارموفرز فهم لا يبذلون أي مجهود في كتابة أغانيهم، تأتي القوافي كفزورة قديمة يمكن تخمينها بسهولة. أما الفيديو فتقنيًا مقبول، يكشف عن سخرية شارموفرز من عالم الشركات، أما الرقصات فجاءت عشوائية وقديمة مفتقدة إلى التناسق.

قد يبدو التكاسل والإهمال الإبداعي خيارًا مغريًا طالما لا يزال الجمهور وفيًا والمنافسة غائبة، لكنه في نفس الوقت يعجل من نهاية الفريق، الذي سيظل يستهدف فئة عمرية وذوقية معينة إلى أن يأتي فريق آخر ليطيح به، كما حدث من قبل مع وسط البلد ومسار إجباري.