.
كتب سفيان ستيفنز هذا النص عن أغنية تونيا هاردنج، التي ألفها عن المتزلجة الشهيرة والتي تورطت بإحدى أكبر فضائح عالم الرياضة على الإطلاق.
“بدأت أحاول الكتابة عن تونيا هاردينج منذ رأيتها للمرة الأولى تنافس في بطولة الولايات المتحدة للرقص على الجليد عام ١٩٩١. هي موضوع من المعقد تناوله في أغنية، ويعود ذلك جزئيًا إلى كون الحقائق الأساسية في حياتها بالغةً في الغرابة والقابلية لإعادة التأويل والبطولية، علاوةً على كونها غير مسبوقة وأمريكية بامتياز. كانت تونيا واحدة من أعظم الراقصات على الجليد في زمانها، وأول امرأة أمريكية تؤدي قفزة المحور الثلاثي في مسابقة دولية. كانت نجمة تزلج خارجة عن المألوف، كونها نشأت في الطبقة العاملة في بورتلاند، أوريجون. باعتبارها دخيلةً فقيرة على هذه الرياضة، اعتبر البعض شهرة تونيا في حلبة التزلج وصمة في سجلّ رياضة اعتادت تفضيل الرقي والأبهة. كان أسلوب تونيا في التزلج شرسًا ومشاكسًا ورياضيًا، أزياؤها المبهرجة غالبًا ما حاكتها والدتها بيدها (التي كانت مضطهِدة ومتسلِّطة). (لم يكن بمقدور الأسرة تحمل تكاليف أردية فيرا وانج.) ثم كانت هناك واقعة نانسي كِريجان. في كانون الثاني / يناير ١٩٩٤، قام صاحب تونيا آنذاك، جِف جيلولي، بتأجير بلطجي، شاين ستانت، ليكسر ساق المنافسة الزميلة في الرقص على الجليد نانسي كِريجان خلال بطولة الولايات المتحدة للرقص على الجليد في استاد كوبو في ديترويت، بغرض إعاقتها عن المنافسة في الأولمبيات الشتوية المقبلة. التقطت الكاميرات تبعات الحادثة وأدى ذلك إلى هياج إعلامي (وتحقيق من قبل الـ إف بي آي). قررت المحكمة في نهاية المطاف أن جيلولي وستان مذنبان، واعترفت تونيا بالذنب لكونها عرقلت سير العملية القضائية، وتم على خلفية ذلك إقصاؤها إلى الأبد من رابطة الراقصين على الجليد الأمريكية. تعافت نانسي كِريجان من إصابتها وفازت بالميدالية الفضية في الأولمبيات الشتوية، فيما حلَّت تونيا في المرتبة الثامنة.
لكننا لم نحكي ولا حتى نصف القصة حتى الآن. عندما تزوجت تونيا صاحبها جيلولي، صورا نفسيهما يمارسان الجنس في ليلة زفافهما، وأنتجا واحدًا من أول شرائط الفيديو الجنسية الخاصة بالمشاهير على الإطلاق (باعا الفيديو لـ بِنتهاوس مقابل ٢٠٠ ألف دولار لكلٍ منهما). خاضت تونيا أيضًا مسيرةً مهنيةً قصيرة كملاكمة، وقاتلت في نزال شهير مع موظفة ولاية آركِنسا بولا جونز (والتي ساهمت دعوة التحرش الجنسي التي رفعتها ضد بيل كلينتون بسحب الثقة منه في ١٩٩٨). كانت سونيا أيضًا (لفترة قصيرة جدًا) عضوة في فرقة سمّيت بالـ جولدن بلايدز (قيل إن الجمهور قد أنزلهم عن المنصة بصيحات ازدراء خلال أدائهم الأوَّل والوحيد). دخلت تونيا أيضًا سباقات سيارات قديمة (وحققت رقمًا قياسيًا عندما وصلت بسيارة فورد مودل آيه لأكثر من ٩٧ ميل بالساعة فوق مسطحات بونفيل الملحية في يوتاه). في ١٩٩٦ استخدمت تونيا تقنية التنفس الاصطناعي من فم لفم لإعادة امرأة ذات ٨١ عامًا للحياة بعدما انهارت في بار في بورتلاند وهي تلعب فيديو بوكر. كل هذه الإنجازات ولم تكن تونيا قد بلغت الثلاثين من العمر بعد!
غطى الإعلام بشره صعود وسقوط تونيا هاردينج الدراميين، وسرعان ما أصبحت أضحوكة وموضوعًا لعناوين صحف الفضائح ونزق العامة. كانت نجمة برامج التلفاز الواقعية قبل أن يكون هناك برامج تلفاز واقعية من الأساس. لكنها كانت في نفس الوقت عصية على التصنيف البسيط: بدأت كقصة عن محبوبة الشعب الأمريكي ثم انعطفت إلى مكانٍ سوداوي. لكنني أعتقد بأن هذا ما يجعلها مثيرةً للاهتمام لهذه الدرجة، وبطلة أمريكية حقيقية. في وجه السخط والانهزام، شحذت تونيا عزيمةً لا تعرف العار، ونجحت مرةً بعد مرة عبر كافة طرق إعادة اختراع وتحديد الذات. يلمع بريق تونيا في عرش التاريخ الأمريكي لأنها ببساطة لم تكفّ عن بذل أقصى ما بوسعها. حاربت الطبقية، التحيزات الجنسية، الاعتداءات الجسدية والتوبيخ الشعبي لتصبح أسطورةً أمريكية متفردة.
أعترف بأن المسودات الباكرة لهذه الأغنية قد احتوت على عدد غير قليل من التوريات والأسطر اللاذعة والمشاكسات الودية – إذ تشكل الأفلام الجنسية ومنازلات الملاكمة بين المشاهير هيكلًا سرديًا مسليًا. لكن كنت كلما حررت أكثر، تأملت أكثر، وكلما تأملت في شخص تونيا ككل تملكتني القناعة بأن علي أن أكتب شيئًا يتحلى بكرامة وكبرياء. أن ألجم موروث اللغو الفضائحي وأقيس إمكانيات كتابة قصة حقيقية عن هذه البطلة الأمريكية الغريبة والرائعة. في نهاية المطاف، تونيا هاردينج امرأة عادية ذات موهبة غير عادية وأخلاقيات عمل عنيدة، أصرّت أن تفعل أفضل ما بوسعها. وقد فعلت ذلك وأكثر. آمل بأن يرقى كلٌ منا لأن يقال عنه نفس الشيء” – سفيان ستيڨنز