.
أعلنت وسائل الإعلام الفرنسية اليوم عن وفاة أحد أهم الفنانين في تاريخ الأغنية الفرنسية، شارل أزنافور.
بدأ شارل أزنافور مسيرته بتشكيل ثنائي مع بيار روش عام ١٩٤١. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التقى بـ إديت بياف التي أصبحت شخصًا محوريًا في مسيرته، وكانت صاحبة الفضل في إطلاق الثنائي في كندا بعد أن تعذر عليهما الانتشار في فرنسا. افترق كل من بيار وشارل، واتجه الأخير للاشتغال في ظل بياف كسائق خاص لها ومرافق دائم، وحتى متكفل بالإضاءة والصوت قبل صعودها على المسرح. مرت ثماني سنوات على انفصال الثنائي قبل أن يبدأ شارل أزنافور بالخروج من تلك العتمة ويؤلف أولى أغانيه لكل من جيلبير بيكو وجولييت جريكو.
كاد شارل أن يلقى حتفه في حادث سيارة مريع في ١٩٥٥، لكن كُتب له عمرٌ فنيٌّ جديد، ففي العام التالي وجد نفسه لأول مرة على مسرح الأولمبيا ليبدأ منذ ذلك الوقت مسيرةً مظفرة. في ١٩٦٣ انتقل شارل إلى أمريكا التي مثلت محطة انطلاقه نحو العالمية، ليراكم إثرها النجاحات والأمجاد.
حقق شارل أزنافور مسيرةً أوديسية تشمل أكثر من ١٣٠٠ أغنية، وعاصر أجيالًا متعاقبة من عمر الأغنية الفرنسية، بدءًا بتشارل تريني وإديت بياف وصولًا إلى جوني هوليداي الذي لطالما اعتبره ملهمًا له ولمسيرته. كان من المقرر أن يبدأ جولة عروض عالمية في نوفمبر القادم، بعد أن ألغى حفلاته الصيفية بسبب حادث سقوط تسبب له بكسر في ذراعه عانى منه كثيرًا.
قبل ٣ أيام، ظهر شارل أزنافور في برنامج تلفزيوني متكلمًا عن حالته الصحية وعن وعد قطعه لأخته بأنه سيعيش مائة سنة. أخلف المغني ذو الأصول الأرمنية وعده، وانطفأ في سن الرابعة والتسعين، تمامًا بنفس عدد الدول التي غنى وقدم عروضًا بها، وآخرها الصين التي عاد منها منذ أيام بعد جولة هناك.