.
في قائمة ترشيحاتنا السنوية، نسلط الضوء على شركات تسجيل ذات تأثير واسع في المشهد الإلكتروني، بالإضافة إلى أخرى مغمورة نشأت وقت فترة كوفيد الأولى وشقت طريقها لتستمر. تعكس القائمة مشاهد وجنرات متباينة حول العالم، فتنتقل من الراقص بشقيه الصريح والتجريبي إلى ماهو عابر للجنرات وعلى هوامشها، انتهاءً بما هو محيط ومحفز على الاستجمام.
لعل الإصدار التجميعي الكبير، إن/إتش الجزء الرابع، يعطي نظرة شاملة على التوجه الراقص لتسجيلات نرفوس هورايزون، ويعد مدخلًا إليها. لكن مع الاستماع إلى الألبومات المنفردة يجد المستمع نفسه غارقًا وسط طيف واسع ومتشعب من التوجهات الراقصة. يتباين إصدار سيم المرح المعتمد على الدانسهول مع الطابع الغامض للمنتجة الصاعدة إهووا وإيقاعتها المتشابكة والمكسورة. يأتي الثلاثي الجنوب أفريقي دَ سول بويز بجرعة شافية من الجوم، بينما يمزج ترايبَل برذرز اليو كاي فانكي مع الترايبَل هاوس ليجلبوا صوتًا منعشًا إلى حلبة الرقص. من بين الإصدارات اللافتة، ألبوم دي جاي بليد المعتمد على الإيقاعات العربية التي تتسلل بسهولة إلى البايس البريطاني.
تحتوي نرفوس هورايزون على معظم كتالوج المنتج الإيطالي ومؤسسها تي إس في آي، والذي تقفز إصداراته بخفة من جنرا راقصة فرعية إلى أخرى كالتكنو والكودورو ويو كاي فانكي والدانسهول. لكن الإصدار الأكثر تميزًا وإلهامًا في رأيي للعديد من المنتجين هو إينر وورلدز. علامة في الموسيقى الراقصة وألبوم متكامل مفاهيميًا وجماليًا، ويكشف عن واحد من أفضل التوظيفات للإيقاعات العربية في الموسيقى الإلكترونية. مرت سبع سنوات على إنشاء نرفوس هورايزون وما زالت مستمرة في إنعاش المشهد الراقص.
تغطي تسجيلات هاكونا كولالا النابعة من نييجي نييجي العديد من الأعمال الراقصة التي تأخذ منحى تجريبي. بدأت بسلسلة من الإصدارات القوية لمنتجين باتت الآن شهرتهم واسعة مثل سليكباك وراي سابيينس ودبماستر ودون زيلا، والتي ضخت صوتًا جديدًا إلى المشهد الراقص وسلطت الضوء على فناني شرق أفريقيا. تتمحور إصدارات هاكونا كولالا حول استوديو نييجي نييجي الذي يستقبل أيضًا منتجين مقيمين من خارج أوغندا. عادةً ما تسفر الإقامة عن ألبومات قوية عابرة للجنرات، مثل إصدار إلفن براندي الذي يتميز بتصميمه الصوتي وطابعه الحاد والارتجالي، والمنتج الروسي وولف لاف بأسلوبه الجامح الذي يكشف عن صوت منعش وجديد على حلبات الرقص.
تختلف ألبومات الراب على مستوى الإنتاج والفلوهات عن أي مشاهد راب أخرى باتت وصفاتها مستهلكة، ودائمًا ما تفاجئنا ألبومات بيجا يوت ومشروع دبماستر مع إم سي يلا، إضافةً إلى إيكو باز، حيث تتميز جميعها بقدر عالي من التجريب. كما تحتوي هاكونا كولالا الجوم كما في ألبومي كريسمان ومنزي، محافظةً على استمرارية الجنرا. تعد هاكونا كولالا ليبلًا مثاليًا للكشف عن تطور الموسيقى الراقصة خارج المركزية الغربية، وأن مستقبل الموسيقى مستمر بشكل عام.
مرّت فقط ثلاث سنوات على إنشاء تسجيلات يونيزون لترسخ جذورها بقوة وسط المشهد التشيكي، منطلقةً إلى مشاهد أكثر عالمية قائمة على ثقافة الإنترنت. دشنت الشركة نشاطها بألبوم تجميعي قوي يلخص توجهها الجمالي المستمر حتى الآن (كما في أنجر مانجمنت)؛ موسيقى راقصة جامحة وهجينة، تنطلق من الرايف لتخترق حدود العديد من جنرات الكلَب مع التركيز على التصميم الصوتي.
يعد ألبوم ثرد وورلد لايبور من أكثر الإصدارات المثيرة للاهتمام بالأخص من ناحية التعامل مع الصوت البشري بشكل تجريبي؛ ما نجده أيضًا في إصدار ميس جاي لكن مع توجه راقص لعوب وعنيف في الوقت نفسه. يبرز إصدار كابيوز بإيقاعاته المتشابكة وجانبه المفاهيمي ومصادره الصوتية، أما مييدو توتال فمميز بطابعه الملحمي وبنيته غير المتوقعة، منتجًا واحدًا من أفضل إصدارات يونيزون. تعد يونيزون حصانًا أسودًا وسط المشهد الإلكتروني، وتسير بخطوات ثابتةً جاذبةً المزيد من الفنانين المؤثرين.
تعيش الموسيقى المحيطة أقوى فتراتها في السنوات الأخيرة بين المشاهد الإلكترونية، وتعد تسجيلات ٣ إكس إل واحدة من الشركات التي تدفع بحدودها إلى منطقة جديدة ومنجرفة. تعيد إصدارات بن بوندي وميوتايت وفولدر تعريف الموسيقى المحيطة وتغذيها بطبقات أكثر كثافة وبالبايس والمزيد من التسجيلات الميدانية، لتأسر المستمع وسط مشاهد صوتية غنية ومتغيرة بشكل مستمر. إصداري لوج وأولا مخصصان للاستماع المتمعّن، وفي غاية الرقة من حيث الأنسجة الصوتية والخامات الأسمارية والإيقاعات المتسللة والخافتة، ما يؤهلها أن تصبح ألبومات محيطة كلاسيكية في المستقبل.
تعد إصدارات إكسفرِش والإصدار المشترك لـ سبيشال جست دي جاي وإكسل، بالإضافة إلى ذَ بلسد كيتي، أكثر مغامرة وحدّة وتتمرد على الصوت المحيط لتعود إليه من جديد بشكل تلقائي. إضافة إلى شركات أخرى مثل سفيريك وموشن وورد ووسترن مينيرال، طوّرت ٣ إكس إل صوتًا محيطًا جديدًا وطازجًا، ودفعته إلى الواجهة. صوت أكثر مرونة وليونة من الموسيقى المحيطة التقليدية وطبيعتها الثابتة القابعة في الخلفية.
تعرفنا على يو آي كيو لأول مرة منذ ست سنوات مع ألبوم زولي الأول بايونيك أحمد. يأخذ لي جامبل مؤسس يو آي كيو قرارات يصعب توقعها مع كل إصدار، فتتباين الأذواق وتتنوع المشاهد، لكن يبقى العنصر التجريبي والراقص هو ما يجمعها. بالإضافة إلى ضمها لمعظم إصدارات زولي، تظهر الألبومات ذات الطابع التفكيكي والتي تميل إلى الجانب التقني من حيث الأدوات المستخدمة في إنتاجها، مثل رينيك بل وآر كاي إس إس والإصدار الجديد والملفت للمنتج اللبناني صفا.
تنحرف يو آي كيو إلى التراب مع ميكستايب إيما دي جاي، وفي نفس الوقت تأخذ توجهًا إندستريال عنيفًا ومفككًا في ألبوم الثنائي إتش إكس إي الذي لم يأخذ حقه بالشكل الكافي في رأيي. كما تضم الإصدار الأول للمنتج لانارك أرتيفاكس، والذي يعد من أكثر الإصدارات الملهمة والمؤثرة خلال العشر سنوات الماضية. تنطلق يو آي كيو من البايس بشكل عام لتستكشف أصواتًا أكثر إثارة، مواكبةَ دائمًا تغيرات المشهد الإلكتروني، موازنةً بين منتجين صاعدين وآخرين ذي شهرة واسعة.
ظهرت تسجيلات مالوكا منذ عامين من بلجيكا كي تتطرق إلى العديد من الموسيقات الإلكترونية الراقصة حول العالم. في ألبومي لو موتيل، ترانسيرو وسوينيوز، يستعرض المنتج البلجيكي ومؤسس مالوكا صوته الراقص الهجين الذي يتميز بطابع مرح ويغطي العديد من الجنرات مثل الدانسهول والجانغل والتراب المحوّر. نقفز إلى الجوم في ألبوم جريفيت فيجو مع جرعة زائدة من البايس، بينما تظهر تأثيرات خفية لدى إصدار فارسايت، مثل الريجيتون والإلكترو والإندستريال والتراب، لتعكس اهتمام تسجيلات مالوكا بإزالة جميع الفواصل بين الجنرات.
يأتي ألبوم هووي لي واحدًا من أفضل الإصدارات الراقصة خلال العامين الماضيين، حيث يصهر تأثير موسيقى التبت مع أنماط إيقاعية متشابكة وغير متوقعة، تعكس حسًا إيقاعيًا عاليًا، بالإضافة إلى استعانته بحرفية بعناصر من الجاز. توجه مالوكا المرن والمتنوّع هو ما نتمنى تواجده بكثرة في المشهد الراقص.
لا تخلو قائمة شركات الإنتاج السنوية من المشهد الإيطالي المتنوع جماليًا والحافل بالمنتجين. بالرغم من تأسيسها في ظل فترة كوفيد في ٢٠٢٠، أثبتت إيرلي ريفلكس نفسها في فترة وجيزة بإصدارات قصيرة وألبومات تجميعية. تجد موسيقاها طريقها بسهولة إلى حلبات الرقص، كما في تحوير سوبوليك للجانغل والدرَم أند بايس في واحد من أفضل الإصدارات، وفي تنشيط أورا للتكنو بشكل ذكي.
يذهب إصدار المنتج التايواني بن بالهارد درَم إلى منطقة جديدة بفضل صَهره لمحيطه الثقافي في التراكات الثلاثة. أما فيوتشر ناو؟ لـ أليس بايس، مؤسس إيرلي ريفلكس، فيسير على نهج البايس مع تغيرات مستمرة للأنماط الإيقاعية التي تضرب بشدة. تحتفل إيرلي ريفلكس بعامها الثاني في حزيران / يونيو القادم بألبوم تجميعي يلخّص خطها الراقص، فلكس٠٠٣. تخطو إيرلي ريفلكس خطواتها بتأنٍّ ولا يخطئ أي من إصداراتها التي تتميّز جميعها بإنتاج متقن.
من أول جولة على باندكامب تسجيلات دراوند باي لوكالز الأردنية، يجد المستمع نفسه في عالم غامض، مثير للفضول ومبدع في نفس الوقت. تسلط دراوند باي لوكالز الضوء على هوامش الموسيقى وعالمها الغريب، وتفتح الباب على حقل تجارب منتجين مميزين وسط المشهد الإلكتروني مثل جووووووز وتعاون روبين ستيوارت مع جفري لي هيرس. في الحالتين تختلف الموسيقى كليًا عن الأعمال السابقة لهؤلاء المنتجين. كما رأينا ذلك في الألبوم المشترك بين شب تيرو ودي جاي داي سون الذي يعد علامة في الراب التجريبي.
ألبومات أديوس أديوس والمطرب أبو اللول وبالأخص سينياوا، تأخذ المستمع إلى منطقة غرائبية يطغي عليها خيال واسع. كما تبدع في اختيارها للبضاعة الترويجية لكل إصدار لتلائم جمالياته المتفرّدة التي تتعدى مفهوم الجنرات. دي بي إل مشروع لايبل ناجح لا يهاب المغامرة، ومن أهم المشاريع على مستوى المنطقة العربية. للتعرف أكثر على دي بي إل، يمكنكم قراءة مقابلتنا مع أعضاء المجموعة.
أباندكس.فايلز واحدة من الشركات الصاعدة والمغمورة التي يمكن وصف صوتها بالرائق والمثير للاهتمام، إضافةً إلى كونها التطوّر المثالي للآي دي إم. تعكس الأغلفة وخلو الألبومات من أي وصف التوجه الجمالي التقليلي، موسيقى ذات جودة إنتاجية عالية مخصصة للاستماع فقط وبمثابة استراحة من أيّة سردية أو عوامل خارجية. يذكرنا إصدار فايز بـ إس إن دي بتركيزه على خامات السنث الباردة والمدى المنخفض والأنسجة الهشة.
يمكن تبين ملامح أوتكر والتوجه الديناميكي المرن في إصداري أواسمي ناصر وثرو وتأثير الدَب لدى نووين والمنحى الراقص عند بلاك سنايك ويب. أما آخر ألبومان لـ راين آرتز، دانسز وسيكونسز، فيسيران على خط متوازن بين ما هو راقص وما هو محيط، تحكمه المشاهد الصوتية المتبخرة. بالرغم من كونها حديثة العهد، يزداد حماسي كل مرة أتلقى فيها إشعارًا بإصدار جديد على باندكامب.
لفت ألبوم كريم لطفي الأنظار إلى تسجيلات كوايت تايم وكان الدفعة الحقيقية لها. صدر الألبوم منذ أربعة سنوات ويعد من الإصدارات المحيطة ذات الصدى حتى الآن بفضل تعدد طبقاته وأفكاره الإنتاجية الغنية. ضمت أيضًا ثاني ألبوم لـ أنسي المحمّل بالتفاصيل والذي اخترناه ضمن أفضل ألبومات العام الماضي. تختار كوايت تايم ألبومات منتجيها بعناية بالرغم من قلة إصداراتها، حيث يأتي كل ألبوم بإضافة موفقة لمشهد الموسيقى المحيطة.
يخوض ألبوما جي جي وهوافي في مساحة بينية للفايبر وايف والمشاهد المحيطة. بينما بيج رووم لـ أولا شتراوس وألبوم واي تي بمثابة تجربة تأملية أثيرية من العيار الثقيل. كما تحتوي ألبومان لاثنين من المنتجين المحيطين، نووين الذي يأسر المستمع بأسلوبه المخدّر، وبن بوندي، واحد من أكثر الفنانين إنتاجية، وينجح ألبومه في بث حالة من الاسترخاء عند المستمع وقشعريرة ممتعة من فرط خامات السنث الرقيقة والأنسجة الصوتية الهشة.