لايزال عصام عبسي مستمرًا في مشهد الراب المحلي كأحد الوجوه الأيقونية لـ قمح، إحدى أهم التجارب التجميعية التي شكّلت محطة تقاطع لعديد من الأصوات المؤثّرة في مشهد الراب التونسي، مثل كاتيبون وفينيكس وفايبا. نزّل الرابر مؤخرًا أغنيته ملك مدينتي التي صوّرت في مسرح الريو في قلب تونس العاصمة. أطلق عبسي أسطرًا قوية في الأغنية، التي أتت كرد فعل على موجة العنف الأخيرة التي قادها البوليس ضد المتظاهرين في تونس العاصمة على خلفية الاحتجاجات، والصراع حول الحيّز العام الذي تفجّر من جديد.
يتسيّد عبسي مدينته في مجاز رمزي، “مَلِك مدينتي”، فيما استعاد إحدى جمله الشهيرة: “قمحي لا ينقسم”، التي يعرفها جمهور الراب في تونس من أغنية بنفس الاسم جمعت عبسي مع فايبا وماسي وكاتيبون وفينيكس وترابا. يطرح مجاز قمحي عدة تأويلات وظّفها عبسي بشكل تقاطعي ذكي في نصوصه: فالقمح في تونس يشير إلى أصحاب البشرة غير البيضاء والتي يمكن أن تُوظّف كتعبير مضادة لسردية العنصرية المدينية البيضاء ضد القادمين من حركات النزوح، بالإضافة إلى ما يمثله القمح كأحد الموارد الأساسية في تونس، والتي دائمًا ما يطرح في معادلات السيادة الغذائية. شهدت الأغنية تعاونًا ثلاثيًا بين قمح واستوديو الدبو في هندسة الصوت، إضافة إلى طابا رول، إحدى المنصّات الصاعدة التي تُعنى بتقديم تجارب أداء حر لأصوات ملهمة وبعيدة عن الضوء، مثل بيّة وبلاكود. شارك عبسي في وقت سابق في إحدى الحلقات بِ فريستايل يحمل نفس اسم المنصة.