محمد السالم معازف عطالة بطالة
بحث | نقد | رأي

عطالة بطالة | محمد السالم

معازف ۱۳/۰۵/۲۰۱۸

قبل حوالي سبع سنوات هيمنت أغنية جديدة لمطرب غير معروف على مكبرات صوت سيارات الشباب في شوارع الكثير من الدول العربية، مقدمة قلب قلب كانت تقيم الدنيا وتقعدها، لنعرف أن صاحب الأغنية مطرب عراقي اسمه محمد السالم. أتبع أغنيته تلك بأخرى هي بلا بلا لتضرب هي الأخرى وتكتسح الشوارع، ونبدأ بذلك بالتعود على صوت عراقي جديد على أسماعنا مختلف عن نمط كاظم الساهر أو موسيقى المقام الطربية العتيقة.

منذ بداياته، بدا على محمد السالم أنه فاهم للموسيقى السائدة، فكان ولا يزال يحاول الاستفادة من صيحاتها والإلمام بعناصرها قدرالإمكان، مثل الإلكترونيات والأوتوتيون في صوته اللذين كانا واضحين في أغنيتيه السابقتين. بعد ذلك دخل محمد السالم عالم الشعبي المصري بهويته العراقية، فأنتج أغنيتين مع المطربة الشعبية أمينة، ثم أغنية الله وياه التي لحّنها وشاركه في غنائها نور الزين، والذي يعرف هو الآخر من أين تؤكل الكتف، فنجد الأغنية متأثرة توزيعيًا وأحيانًا إيقاعيًا بالمهرجانات دون أن تخلو من المقامات العراقية.

بالرغم من المطبات التي يقع فيها محمد السالم أحيانًا، كالاستسهال وتكرار للألحان، في استهدافه لأرقام سماع عالية، إلا أننا نستطيع القول عن أغنيته الجديدة عطالة بطالة إنها صورة متطورة عن بداياته: إتقان أكبر للأصوات الإلكترونية والأتوتيون، توزيع عزز قوة الإيقاعات، وكلام عفوي عامي لا تكلف فيه[Mtooltip description=” بغض النظر عن الفيديو” /]. ساعد في ذلك أيضًا مقام صَبا الري الذي غنى عليه محمد السالم، والإتقان الحرفي الذي أظهر الأصوات بأفضل ما يكون من بايس وإيقاعات وكاسور [Mtooltip description=” أو خشبة الكاسور، آلة إيقاعية أصلها عراقي تشبه الطبلة لكنها أصغر حجمًا” /] لو حاولنا سماعه بأغنيته بلا بلا لبدا ضبابيًا يكاد لا يُسمع. بالإضافة إلى التوزيع الذي ضم الكثير من الحركات الممتعة كأن يتوقف الهارموني عند الدقيقة وعشرين ثانية، ويبقى صوت محمد السالم وإيقاع حاد واضح.

حوَّلت عطّالة بطّالة الدارج في الموسيقى إلى حُلِي زينت الأغنية بشكل أنيق غير فج، ولم تطغَ على النكهة العراقية التي يجد محمد السالم طريقةً للحفاظ عليها وإعادة تقديمها، بعيدةً عن رومانسيات كاظم الساهر وعن هيبة ورهبة موسيقى المقامات.

المزيـــد علــى معـــازف