أجنبي قديم

عمّال الموسيقى: سيمفونيّة الوداع لهايدن

معازف ۰۱/۰۵/۲۰۱۳

قام جوزيف هايدن بتلحين سيمفونيّة الوداع (رقم 45) لسيده الأمير نيكولاوس استيرهاز إحتجاجاً على إطالة بقاء عازفي الفرقة بعيداًعن عائلاتهم بهدف ترفيهه في بيته الصيفي. يظهر الاحتجاج في الحركة الأخيرة من السيمفونيّة، والتي تبدأ بطريقة تقليديّة لنهايات سيمفونيّات هايدن بإيقاع سريع (Presto) وبمبنى السوناتا، ومن ثم وبطريقة مفاجئة تنقطع نهاية الحركة ليبدأ قسم جديد ذو إيقاع بطيء (Adagio). ويعتبر هذا الانتقال الفجائي وتقسيم الحركة الأخيرة لقسمين، خطوة غير اعتياديّة بتاتاً في الموسيقى الكلاسيكيّة. ويتضمّن القسم الثاني فقرات صولويقوم كل موسيقي بعزفها، ومن ثم إطفاء الشمعة التي تضيء منصّة ورقة النوتة ويغادر. وهكذا يغادر جميع العازفين حتى يبقى هايدين، الذي يعزف الكمان في السيمفونيّة، مع عازف الكمان الأول ألُويْس لويجي توماسيني لوحدهما. حتى يفهم الأمير الرسالة، ويسمح لأعضاء الفرقة بالمغادرة إلى منازلهم في اليوم التالي.

قد تميّز قصة هايدن تجارب العديد من ملحني الفترة الكلاسيكيّة، أي القرن الثامن عشر، حيث لم يكن الملحّن في أغلب المرّات سوىعامللدى عائلة ملكيّة. حتى أنّه كان وراثة الملحّن أمراً اعتياديّاً، كوراثة الممتلكات والمناصب، وذلك ما حدث مع هايدن الذي ورثه الأمير نيكولاوس استيرهاز عن أخيه

نتيجة لذلك، غالبًا ما اقتصرت وظيفة الموسيقى على ترفيه الأسياد، ممّا قيّد تبلورها، وحدّ من حريّة الملحّن، كما في قصة موزرت مع سيده سالسبورغ.

اختلف شكل واسم الأسياد في حقبات الموسيقى الكلاسيكيّة الغربيّة؛ فقبل سيطرة العائلات الملكيّة، سيطرت الكنيسة، ثم الطبقة البرجوازيّة. تجسّدت هذه السيطرة من خلال التمويل المباشر لمعيشة الموسيقيين وبمبنى وجماليّات (Aesthetics) المعزوفات

ولعل أغلب الموسيقيين والموسيقى حتى يومنا هذا ما زالوا يخضعون لأسياد المرحلةوالتي قد لا تكون سوى مرحلة الإنتاج الرأسمالي

المزيـــد علــى معـــازف