سيشكك البعض في سبب وجود ألبوم عربي في قائمة مماثلة: أدخل القائمة لأنه بالفعل من أفضل ألبومات الروك للعام الماضي؟ أم لأنه عربي؟ للصراحة لا أعتقد أنه من اللائق أن أطرح السؤال وأجيب عليه، لذلك سأقول عن الألبوم ما أريد قوله وأترك الإجابة للقارئ والمستمع.
سأبدأ من حيث تكمن قوة الألبوم[Mtooltip description=” غبي غبي غبي هو تسجيل طويل (Long Play) وليس ألبوماً، لكنني استخدمت الكلمة الأخيرة بالمعنى العام لا التقني” /]، من كلماته المكتوبة بالصراحة والمباشرة الفظة التي تميز موسيقى الروك، لكنها صراحة اعترافية أكثر منها مواجهية وعدائية. يدور الألبوم بشكل عام، من عنوانه لصورة الغلاف لكلمات الأغاني ونوع الأصوات المستخدمة[Mtooltip description=” Timbre” /]، يدور حول توبيخ وجلد الذات جراء ارتكاب حماقات بدافع الإحباط الجنسي. في النصف الأول من خلي بالك حتموت يصف أبو زيد[Mtooltip description=” العضو الوحيد حينئذٍ في بانستارز بعد غياب العضوين الآخرين للسفر أو الخدمة العسكرية” /] مشهداً يتعرض فيه شاب للبهدلة المذلِّة من نساء يكبرونه عمراً كان ينظر إليهن من الخلف: “قالولي عيب يابني إنت مش قدي / أنا قد ماما عايزني عوز مش هتشوف فخدي“، ثم يغرق هذا الشاب في العار: “معرفش يبص عشان يرد معرفش يبص عشان يرد / مكسوف“. المذهل هنا هو التبديل في ضمائر الخطاب والتبديل المرافق في اللحن ، وكأنه أحياناً يتنصل من فعلته عبر التحدث عن ذاته بضمير الشخص الثالث: “معرفش يبص عشان يرد“، ثم يعود للشخص الأول متصالحاً ومعترفاً: “مكسوف“؛ وفي النصف الثاني من الأغنية يتحول للمنظور الثاني مخاطباً المستمع، معمماً المشكلة لتصبح مشكلة مجتمع لا مشكلة شخصية: “شوف شوف شوف الناس تعبانة هتجيبهم بدري (…) سيب الناس“.
تدور أغنية من غير وحدة حول عدم الأمان العاطفي، تحكي عن شاب تلخص هدفه في الحياة بأن يكون له فتاة “خايف يمشي قبل مايكون له واحدة“، لكنه يعوض عجز الواقع بالاستلاف من الخيال، فيجد نفسه ليس مرتبطاً فقط، بل بفتاة تخشى أن يهجرها أو يعثر على من هي أفضل “تقعد جمبه في حجره خايفة يسيبها في قلبه / يمكن نلاقيه مع واحدة تانية“.
كتابة الأغاني هنا لا تنجح على مستوى المعنى فقط بل أيضاً على مستوى فرض بنية الأغنية، التي تقع في مكانٍ وسط بين البنية التقليدية والحرة بعد التخلي عن فكرة اللوازم والمقاطع[Mtooltip description=” Verses and Choruses” /]. كذلك كان أبو زيد واعياً لخطورة الإسراف بالجانب الإيقاعي وموسيقى السينث، لذا فقد عمد لأسلوبين يقيان الأغاني خطر الملل أو الرتابة، الأول هو تغيير الإيقاعات بشكل حيوي على طول الأغنية، والثاني هو البناء المتراكم الذي يتجه من التقليلي للمعقد ومن الإيقاعي لصوت أكثر لحنيةً. بينما تنسج الموسيقى مشاعر التوتر والمساءلة وتحاكي المشاهد التي يقدمها أبو زيد.
التقييم: ١٠/٧
أغاني تمثل الألبوم: خلي بالك حتموت، تورتة نمل