يعتز الكويتيون بثقافة الديوانيات المنتشرة في منازلهم، التي تجمع من خلالها الشباب للسمر مع ألعاب الورق والقصص، بالإضافة لإحدى أهم الفعاليات الموسيقية في الكويت، السمرات. تشمل السمرات موسيقيًا عدة أنواع، بين الحضرميات التي تغطي جانبًا كبيرًا من هذه الجلسات، والفولكلورات الخليجية والكويتية. ساهم هذا التنوع في بناء طابع خاص لهذه الجلسات.
تطغى على تسجيلات السمرات العفوية عمومًا، مع ظهور واضح للتفاعل الجماعي بين الصفقات والترديد، مع إيقاعات المرواس والطِيران والكاسور والطبلة، ومعزوفات العود والأورج والكمنجات. شارك هذه التسجيلات على الإنترنت عدة قنوات أبرزهم كان فيصل تصور، عمر مكنون، وقناة سمرات الكويت التي حُذفت مؤخرًا، مع محاولات صعبة لإعادة محتواها على يوتيوب.
أستعرض لكم في هذه القائمة أفضل تسجيلات السمرات الكويتية التي أدمنت استماعها طوال الفترة الماضية.
على كثر العيون | عبدالله رويشد وخالد الملا
زاد جمالية التسجيل أداء الرويشد في المقدمة إلى جانب تبادلاته السلسة مع خالد الملا. اشتهر التسجيل بسبب سطر خالد الملا الجريء “ذبحني راكب البي إم / هلكني بارز النهدين / سطى في ضامري حبه / وضيع كل براهيني.”
رغم بساطة التسجيل وراقصيته، إلا أن أداء الفنانًين مشحون بالعاطفة التي دعمتها الكلمات القوية.
مسير الوقت | علي عبد الله
قد يكون جانبي المفضل من السمرات الكويتية هو هذا النوع من التسجيلات. يخرج علي عبد الله بأداء قد يصنف من الأفضل في تاريخ السمرات، إحساس خيالي قادر على تحريك أي مستمع، دعّمه اللحن الذي عكس كلمات الأغنية بشكل مثالي. فاقت نسخة السمرة نسخة الاستوديو جمالًا وأنتشارًا.
لا خط لا هاتف | عبد العزيز الضويحي
في الفترة الأخيرة ظهر الضويحي كأحد أبرز وجوه السمرات الكويتية، وانتشرت تسجيلاته على امتداد الخليج. يغني الضويحي هنا أغنية الفنان البحريني خالد الشيخ إنتو نسيتونا، والتي لم تحصل على الانتشار بقدر هذا التسجيل. يحول الضويحي الأغنية من طابعها الجازي إلى طابع السمرات الكويتية المليء بالهواجيس.
يوم شفتك | سعد الفهد
يغني القطري من أصول كويتية سعد الفهد أغنيته يوم شفتك في إحدى السمرات، بشكل أكثر حيوية من نسخة الاستوديو. ساهم أسلوب الفهد الشاعري في الغناء في انتشار الأغنية مع بساطة الإيقاع والعزف. يفتتح الفهد التسجيل بشكل لافت بموال الليل يا ليلى، قبل ضرب الإيقاعات والأداء الرايق.
ليش يا ظالم | يوسف المطرف
صنع المطرف جيلًا كامل من مغني السمرات ونشر العدنيات فيها، ونشرها من خلال عدة تسجيلات وأغانٍ مثل يا نور العين، وكوفر من عذابي. في تسجيل لم يأخذ حقه، يغني المطرف إحدى العدنيات التي أبدع في تقديمها سواءٌ بعزفه أو بغنائه. يكمل مطرف المطرف رحلة أبيه وإن لم يلاق نفس التقدير بسبب المقارنة الدائمة.
غارت عيوني | علي عبد الله
يغني علي عبد الله بأسلوبه المعروف في السمرات، الأغاني التي تجمع بين الحزن والروقان. يغير علي طبقات صوته بين المقاطع بشكل سلس أضاف للتسجيل، بجانب كلمات الأغنية القوية. كان هذا التسجيل أحد أشهر تسجيلات السمرات لفترة طويلة، قبل أن تصعد التسجيلات الأخرى.
أنا بتبع قلبي | حسين الخشاب
تعتبر ديوانية صالح الكندري أحد أشهر الديوانيات في الكويت، إذ عرفت باستقطابها لمغني السمرات والفرق. في هذا التسجيل يغني حسين الخشاب العدنية الشهيرة أنا بتبع قلبي، يؤديها الخشاب بإحساس عالي منذ البداية مع إبداع كبير من الإيقاعيين الذين أجبروا الحضور على التصفيق الحاد مع كل لازمة.
من عذابي | يوسف المطرف
من أعظم تسجيلات السمرات برأيي. يغني يوسف المطرف أغنية عبادي الجوهر من عذابي بأسلوب تقليلي أعطى صوت المطرف حقه، فبين العود والإيقاع الخفيف، يصعد يوسف بإحساسه ليصور كلمات الأغنية الأليمة بشكل ساحر. من الصعب المفاضلة بين نسخة عبادي ونسخة المطرف.
أنا أستاهل اللي صار | طلال الصيدلاني
يغني طلال الصيدلاني في إحدى سمرات ديوانية صالح الكندري أغنية أنا أستاهل اللي صار لـ عبود خواجة، والتي أصبحت إحدى كلاسيكيات الأغاني الحضرمية. استطاع الصيدلاني بأسلوبه الجمع بين الشاعرية والحزن والقدرة على الترقيص التي حركت جمهور الديوانية.
يا لذيك المناظر | خالد الملا
يغني خالد الملا في حضور الأوركسترا الحضرمية في أحد سمرات الكويت يا لذيك المناظر، إحدى أهم الفلكلورات الحضرمية. يغني خالد الملا بأسلوبه الساحر المعتاد في السمرات، والذي أثراه تفاعل الحضور الكبير. أبدعت الأوركسترا الحضرمية في العزف والأداء خلال الحفلة ما أضاف لأهمية وجاذبية التسجيل.