.
منذ سنتين تقريبًا، تخلى كلاي عن أسلوبه المباشر في مهاجمة الأحزاب والشخصيات السياسية والمجاهرة بحقده عليهم. بقي الرابر من وقتٍ لآخر يستعين ببعض الأسطر الخاطفة ويحمّلها تلك الإشارات، دون أن يستعيد نبرته القديمة التي طغت في أغلب الأحيان على جمالياته الأسلوبية والأدائية. لكن مع إصداره الأخير ها نبيل، بدا أن كلاي قد رجع لممارسة عادته العلنية القديمة. اختار الرابر عنوانًا استمده من عبارة ظلت ملاصقة لنبيل القروي (المرشح الرئاسي الذي تأهل إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية وخسرها أمام قيس سعيد) وأصبحت جملةً للتندُّر عليه.
صُور الفيديو في إحدى الأسواق المركزية في العاصمة، في اختيارٍ مقصود من كلاي كإحدى أكثر الأماكن التي يتوجه إليها السياسيون للتحشيد أثناء حملاتهم الانتخابية. عرّج الرابر على تشكيلةٍ واسعة من السياسيين في أسطر الأغنية، في استعادةٍ لتقليده المعهود في الكتابة منذ سنواتٍ: “تحشي فيه انت ما تحنّش عالقليل، ها نبيل / وحشاهولك الإخشيدي ها نبيل” (الإخشيدي هي التسمية المستظرفة التي راجت بين التونسيين للإشارة إلى قيس سعيد الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة).