.
النوادر في الموسيقى العربية كثيرة، نظرًا لضياع التسجيلات، أو عدم التسجيل من الأساس. جلسات كثيرة ضاعت بكل ما فيها من درر، وسقطت أغانٍ وماتت في لحظتها. في ما يلي محاولة لعرض بعض كنوز مفقودة من أغان وتسجيلات نادرة.
https://soundcloud.com/ma3azef/bc37tjyhxjz8
اكتشف المطرب زكي مراد موهبة عبد الغني السيّد، الذي عرف لاحقاً بـ“البلبل الباكي“، وساعده ليفرض نفسه على الساحة الفنيّة بقوّة صوته وجماله وتمكّنه. قدّم السيّد ما يقارب من ٨٠٠ أغنية ما بين أغاني مسرح وإذاعة وسينما وأغانٍ وطنيّة ورومانسيّة وقصائد ودينيّة. ومن أشهر أغانيه: على الحلوة والمرة، “ولا يا ولا“، و“البيض الأمارة“. ولحّن له أكبر الملحنين في هذه الفترة مثل رياض السنباطي، ومحمد القصبجي، ومحمّد عبد الوهاب، ومحمود الشريف، ومحمد الموجي، وبليغ حمدي، وقام أيضًا هو بتلحين بعد أغانيه.
في منتصف الأربعينيّات، وتحديداً العام ١٩٤٥، قدّم يوسف وهبي فيلمه سفير جهنم بمشاركة عبد الغني، مقدّماً عدّة أغانٍ من بينها أغنية من كلمات بيرم التونسي وتلحين محمود الشريف. الأغنية من الأغاني النادرة لعبد الغني السيد ولبيرم معاً لكلماتها التي تتهرّب من جديّة الأغاني السّائدة في ذلك الوقت، مثل: “الدنيا دي بهجة وفانية والعمر دقيقة وثانية، يالله نشرب شمبانيا“.
https://soundcloud.com/ma3azef/kxl7giti8ncr
اشتهرت شريفة فاضل منذ صغرها، حين غنّت أمام الملك فاروق، بالأغاني الشعبيّة الخفيفة، مثل: حارة السقّايين، وفلاح كان فايت بيغني، ويا معجباني، وآه من الصبر. والأغاني الوطنيّة، مثل: أم البطل.
غنّت شريفة فاضل لعدة ملحنين كان على رأسهم منير مراد وبليغ حمدي، ولكنّها غنت أيضاً لرياض السنباطي الذي لحّن لها عدّة أغاني، مثل خليك بعيد، إضافة إلى “يا حبيبي اسمح لي أقولك“. نجح السنباطي هنا في حمل شريفة إلى مكان جديد، فرغم وجود الإيقاع السريع المحبّب لشريفة والمقرّب من شكلها الغنائي العام، صنع السنباطي في مديح صوت شريفة، لحنًا لم يترك مساحة في صوتها لم يستغلها، لنسمع شريفة في شكل جديد عليها وعلينًا أيضًا.
https://soundcloud.com/ma3azef/gdaqynhau6wj
لا صوت يشبه صوت أسمهان التي رحلت مبكّراً لتؤكّد هذه الحقيقة. لكن، في ليلة سوريّة خالصة، تغنّي فايزة أحمد، التي قال عنها السنباطي أنّها “أفضل من نطق حرف الحاء في الغناء العربيّ“، لأسمهان في ضيافة المذيع اللبناني نجيب حنكش، والذي طلب منها أن تغني لأسمهان بناءً على توصيّة من الصحافي والإذاعي اللبناني جورج ابراهيم الخوري.
رغم إن فايزة كانت مصابة بالبرد، يحكى أن في إحدى تسجيلاتها لأغنية لها مع محمّد عبد الوهاب لاحظ إنها مصابة بالزكام، فطلب منها أن تقول كلمة ممنون، وعندما تأكد إنها مصابة بالزكام قال لها بخفة دمّه: “الجوازة دي ما ينفعش تكمل“، وقام بتأجيل التسجيل حتى تشفى تمامًا.
https://soundcloud.com/ma3azef/rg0m58ovev8m
يعتبر كارم محمود من أهم الأصوات في تاريخ الموسيقى العربيّة، برصيد أغانٍ مثل: أمانة عليك يا ليل وسمرة يا سمرة، وعنّابي، وغيرهم.
الأطلال، القصيدة الشهيرة لإبراهيم ناجي، والأغنية البارزة في تاريخ أم كلثوم والسنباطي، غنّتها أم كلثوم بتوليفة تجمع ما بين أبيات من قصيدة ملحمة الأطلال وقصيدة الوداع، وغنّت نجاة علي الجزء الخاص بقصيدة الوداع العام ١٩٥٤، من ألحان محمد فوزي، قبل نسخة أم كلثوم العام ١٩٦٥. هنا نسمع أغنية نادرة لكارم محمود وهي جزء من قصيدة الأطلال، ألحان محمد صادق.
https://soundcloud.com/ma3azef/my-dear-good-bye
كانت أم كلثوم تقول أن محمّد قنديل أقوى صوت موجود على السّاحة. غنّى قنديل أغانٍ كثيرة بتنوّع استثنائي: من رومانسي ووطني وديني واجتماعي، وأفلام وإذاعة، حتى نوع الفرانكو آراب الذي غنّى منه أغنية “الوداع“، من كلمات زهير صبري، وألحان أحمد صدقي.
https://soundcloud.com/ma3azef/cndcaoj60gq4
خذ صوتاً أسطوريّاً مثل صوت صباح فخري من ألاعيبه الحلبيّة، وضعه في ألاعيب سيّد درويش المصريّة. هذا ما يحصل عندما يغنّي فخري “حرّج عليّا بابا” من كلمات بديع خيري وتلحين سيّد درويش.
https://soundcloud.com/ma3azef/gzhtcawveqre
لاقت مسيرة المغنّي السوداني سيّد خليفة نجاحاً في مصر قبل السّودان، عندما قدّم أغنية “المامبو السوداني” العام ١٩٥٣، صنع سيّد اللحن بعد أن سمع وشاهد الفيلم الإيطالي Anna. سيّد خليفة أيضًا هو صاحب أغنية يا عنديّة التي غنّاها محمد منير.
في العام ١٩٦٨، قام سيّد خليفة بإعادة تلحين وتوزيع أغنية أم كلثوم خاصَمَتني (١٩٣١)، على السلّم الخماسي وكأنّها متجذّرة في التراث السوداني، وهي من كلمات أحمد رامي ولحن محمد القصبجي.
https://soundcloud.com/ma3azef/qrkzccltzgfl
الشيخ هاشم هيبه هو أحد الشيوخ والمبتهلين الكبار. جاء الشيخ من القليوبية إلى القاهرة وبدأ مسيرته في الأربعينيّات، وكان يقرأ في مسجد فاضل باشا كبديل في حال تعذّر حضور الشيخ محمد رفعت، وسجل القرآن كامًلا مجودًا ومرتلًا العام ١٩٧٧. نسمع له ابتهال “أدخل على قلبي المسرة والفرح“، ونرى التلاعب بالمقامات والتحكّم في الأداء، وطول النفس الذي يساعده على التنقل بين أبيات الابتهال بكل سلاسة.