يافعاً ومسيطراً دوماً | كويست لاف عن برنس

أمير تومبسون معروف بـ كويستلف Questlove هو موسيقي ومنتج وعضو مؤسس في ذ روتس. نشر هذا النص في رولنج ستون.


 كان برنس محرّماً في بيتنا المسيحي المنغلق. كان يُصنف في مكانٍ بين ريتشارد بريور كوميدي تسببت مادته المثيرة للجدل في السبعينات بإلغاء برنامجه المستقل بعد أربع حلقات – الذي لم يسمح لنا بالاستماع له على الإطلاق – وبين كومة مجلات إباحية. في المدرسة الإعدادية، كان والداي يضعان ثلاثين أو أربعين دولاراً في ظرف لكي أشتري كوبوناً يغطي شهراً من وجبات الغداء في المدرسة. في تشرين الثاني / نوفمبر من ١٩٨٢ أنفقت الدولارات الست وثلاثين المخصصة للغداء على ألبوم برنس ١٩٩٩، وألبوم وات تايم إز إت؟ لفرقة ذَ تايم تعرف الفرقة أيضاً بـ ذا أوريجينال سِفِن، وهي مكونة من موسيقيين عملوا مع برنس أو تعاونوا معه في ألبوماته المنفردة وألبوم ثالث لفرقة فانيتي ٦ فرقة من ثلاث مغنيات قام برنس بتجميعها. تضورت جوعاً طوال ذلك الشهر.

ليتل ريد كورفِت من ألبوم ١٩٩٩ كانت واحدة من أولى الأغاني لفنان أسود التي تبث بانتظام على إم تي في؛ تخطى برنس حدوداً كهذه طوال الوقت. في الأغان الخمس الأولى من ألبوم ساين أو ذا تايمز، يمتد برنس ليغطي جايمس براون وجوني ميتشل وبينك فلويد وذا بيتلز وكرتيس مايفيلد في خمس مداهمات ينفذها بسهولة دون أن يجازف بهويته الخاصة. لكن بيربل راين كان الانجاز الذي استحق التتويج، ليس فقط في مسيرة برنس لكن أيضاً لحياة السود – أو الطريقة التي كان ينظر فيها للسود – في الثمانينات. إنه مرادف مباريات بطولة كرة السلة لمايكل جوردان في ١٩٩٧: كان مسلطنا وفي أوج أدائه، كل رمية تجد طريقها للسلة. ون دَفز كراي هي واحدة من أهم الأغاني التي تصدرت المبيعات خلال الخمس وعشرين عاماً الأخيرة. أغنية بلا بايس، وبالكاد أي موسيقى. مع ذلك فلا تزال ملهمة؛ هي التي مهدت لفرقة ذَ نبيتونز وموسيقى الفنك ذات النغمة الواحدة، أغنية أيقونية لا تعتمد سوى على آلة طبول والقليل من اللحن. بيربل راين كان فلماً عظيماً أيضاً. أي شخص شاهد فلم سيرة حياة إيمينم، ٨ مايل، وكان عمره فوق الخامسة والثلاثين، فإن الكلمات الأولى التي سيقولها هي: “أحببت هذا الفيلم عندما شاهدته للمرة الأولى في الثمانينيات. كان فلماً لبرنس اسمه بيربل راين.

على الأغلب أن برنس هو أكثر فنان من حقبة الروك سجلت له أعمال غير رسمية Bootlegs هي تسجيلات من الحاضرين خلال حفلات أو جلسات استوديو وليس مصرح بها من قبل الفنان.كنت أستمع أسبوعياً لتسجيل اسمه ذْ دريم فاكتوري عرف لاحقاً باسم ساين أو ذا تايمز. قدرة برنس على التأليف الارتجالي كانت مدهشة. مثل مغنّ هيب هوب يؤدي مقطعاً حراً Freestyle، كان برنس ينفذ أفكاراً قد خطرت على باله للتو وبشكلٍ مقنعٍ جداً. لا بد أن هناك عشرين طريقة على الأقل لتوضيح مدى اقتباس الهيب هوب عن برنس، بما في ذلك استخدامه العبقري والصريح للجنسانية والمواضيع الجدلية لجلب الانتباه. لا أعتقد أن هناك فناناً قبل برنس استخدم هذا المقدار من الجنس ليُعرف ويقبل من الجمهور العام. أتساءل كيف كانت نفسيته في ١٩٨١، واقفاً على المسرح مرتدياً سراويل داخلية تصل للخصر، أقمشة تغطي الساقين من الكاحل للركبة، وأحذية بكعبٍ مرتفع، دون أغنية واحدة تتصدر المبيعات. كانت تلك مخاطرة. خلق برنس أيضاً صورة ما نسميه اليوم بالـ Video Ho البنات اللي بيرقصو جنب الرابرز بالميوزك فيديوز – كان رائداً في تسليع وتمكين المرأة في نفس الوقت. يتحدث جاي زي دائماً عن كتابته أغانٍ بالخفية لفنانين آخرين؛ برنس كان معروفاً بهذا المجال. ليس هذا فقط، بل اخترع لنفسه هويات مختلفة، الأمر الذي اقتبسه عنه مغنو الراب – كان جايمي ستار، جوي كوكو أو ألكساندر نيفيرمايند.

التقيت ببرنس عام ١٩٩٦، وكنت أتوقع سماع صوته الجندبي الحاد،الذي استخدمه دائماً في حفلات توزيع الجوائز، لكنه كان طبيعياً تماماً. عادياً مثلي ومثلك، عدا عن أنه برنس. عزفنا سويةً عدة مرات، وكانت إحدى أكثر اللحظات المجيدة التي عشتها في حياتي بعد حفلٍ في نيويورك، عندما صعدنا أنا وهو ودانجيلو إلى المسرح وعزفنا لنصف ساعة. فترة الصمت التي دخلها برنس منذ حوالي عقد أزعجتني. من العار حقاً أن نضاله للحصول على استقلاله من شركات التسجيل كان معركة ملحمية غير متكائفة اضطر لخوضها لوحده. لكن بالحكم على الأعمال التي أصدرها مؤخراً نُشر هذا المقال في كانون أول ٢٠١٠، يسعدني القول أنه لم يتراجع خطوةً واحدةً خلال سنينه الثلاثين من إنتاج الموسيقى. يبدو يافعاً ومسيطراً كما كان دوماً. برنس حتماً يأسر اللحظة. إن رأى البعض أنه لم يعد فاعلاً، برنس لديه بضع بطاقات رابحة يخبئها في كُمّه.