.
في إصدارين قصيرين، أظهر اسماعيل حسني شغفاً فريداً من نوعه لاكتشاف الأصوات ونحتها. پري داتا، إصداره القصير الذي صدر العام الماضي، يقترب من أعمال منتجين مثل تِِم هِكر أو آلڤا نوتو، إذ نجد التراكات الخمسة تنسج مع بعضها مدى صوتي نابع من لوحة دارة كهربية، وإيقاعات قلقة خلقها اسماعيل من بيانات رقمية وعينات أعيدت معالجتها. أُد وَن آوت، الذي صدر في أواخر ٢٠١٥، كان مجموعة غامرة من التكنو الآمبينت والبدرووم إلكترونيكا. التراك الذي يتوسط الإصدار، III، بطيء وجميل ولكنه يشعرك بالتهديد في نفس الوقت، ساحباً إياك ببايس يئن وإلكترونيات دمثة، ليبني منها، بالتدريج، ذروة تستغرق المستمع.
في مقابلة معه العام الماضي، تحدث اسماعيل – أحد أعضاء كايرو إز كمنج – عن كيف كان يستورد ملفات غير صوتية إلى برنامج التحرير الصوتي أوداسيتي، ليحوّل أشياء يومية مثل ملف پي دي إف (وحتى ملف تنفيذ أوداسيتي نفسه) إلى أصوات وجلتشات قابلة للاستعمال كعينات. يستمر اسماعيل في بعثرة الأشياء في لو كونتراست، الذي صدر عن نو دسكس الأوروبية، والذي يستعرض فيه اسماعيل المواد التي يستخدمها في عروضه الحية الراقصة. هذه ليست الموسيقى الراقصة التي ستسمعها في نواد القاهرة المخملية أو بارات الأسطح، إذ يسير اسماعيل في خطى مهرطقين مثل ممدانس ورابت، منطلقاً من أطر أصناف راقصة مثل الشيكاجو فوتوورك والتكنو، ليقلب أعرافها رأساً على عقب.
يؤسس اسماعيل مزاج الألبوم في لت داون، ثلاث دقائق ونصف حيث الإيقاع الوحيد هو طبل بايس قارع مشوّه، مقبل مدبر من سديم سنثات تتأجج مثل السماوات العاصفة فوق قفر صناعي. دي تي ١٠٠ وشيل تراكان عتيدان أيضاً. سماع الأول أشبه بخوض مطاردة سريعة في حقل من الكويكبات، حيث الحماية الوحيدة هي الهاي هات والكيكات الضاربة مقابل صفائح حديدية طائرة ونبرات درونية مخيفة. شيل، في المقابل، هو مسيرة موت في معركة ملحمية بين رجال آليين – أصوات صناعية وتشويه مثقل بالبايس، وإيقاع لوكستب يثبته فحيح الهاي هات وسناير الـ ٨٠٨.
لا تنجح كل التراكات في لو كونتراست: آز شي ووكس باي المسعور والمتوحش يحمل علامات الشيكاجو فووتورك – طبل بايس متأخر، دارات صوتية مقتطعة – ولكن الزخم يختفي عندما يغيّر اسماعيل الإيقاع بعد حوالي دقيقة ونصف من البداية. آفترتوك تطفو على تخت من تشويه سنثي وعينات صوتية غريبة، ومع أن التراك ليس مدهشاً، إلا أنه من المثير التعرض لهذا الملمس المتآكل، وجماله المظلم الفريد.
التراك الأفضل على لو كونتراست – وأحد أفضل ما أنتجه اسماعيل حتى الآن – هو كرُس سستمز III. يأتي الإيقاع مباشرة من بوجي فنك الثمانينات، نفس طبل البايس الذي قد تسمعه من إجيبشن لڤر أو أفريكا بامباتا. لكن بدلاً من استحضار صور حفلات آفروفيوتشرزم راقصة، نجد أن كرُس سستمز III أشبه بمركبة فضائية تتسارع نحو الفراغ. أصوات موحِلة تتمتم كأشباح فضائية فوق رنين غريب لطبل بايس عولج بالرنج موديلايتر نوع من معالجة الصوت يدمج نوعين من الموجات، عادة تكون إحداها موجة ساين. درونات حديدية تتسرب بينما تتراوح الطبول بين التصاعد والتبعثر. سماع هذا التراك تجربة مرهبة غير مريحة، لكنها أيضاً غنية بالملمس، تُكافئ السماع المتأني.
ما زال اسماعيل يعمل على ألبومه الطويل الأول، والذي بدأ العمل عليه في ٢٠١٤. يظهر لو كنتراست جانباً مختلفاً لهذا الفنان الواعد – هنا نجد موسيقياً متلهفاً لاكتشاف أبعد حدود الصوت، ليعود بها إلى عالمنا بما هو جديد وشيّق.
كتبت المراجعة لمعازف بالإنجليزية وترجمها فريق التحرير.